إذا انهار وقف إطلاق النار.. رسالتان إسرائيليتان لحزب الله والحكومة اللبنانية
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الحكومة اللبنانية من تبعات إمكانية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال كاتس، خلال جولة أجراها في الحدود الشمالية، الثلاثاء: "إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك استثناء لدولة لبنان".
"سنقوم بتنفيذ الاتفاقية بأقصى قدر من الاستجابة وعدم التسامح مطلقا، وإذا كنا قد ميّزنا حتى الآن بين لبنان وحزب الله، فلن يكون الأمر كذلك بعد ذلك"، هدد كاتس.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، الثلاثاء، إن غارات إسرائيلية على بلدتي حاريص وطلوسة في الجنوب أدت -في حصيلة أولية- إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة آخرين بجروح.
ووفق مصدر عسكري لبناني، فإن الخروقات الإسرائيلية بلغت أكثر من 75 خرقاً حتى بعد ظهر يوم الاثنين، وهي لا تقتصر على القرى الحدودية، بل تستهدف بلدات في العمق اللبناني، مع ما يترافق من قصف طال عناصر من الجيش اللبناني وأمن الدولة.
واستهدف حزب الله بضربة صاروخية، الاثنين، موقعا عسكريا إسرائيليا في منطقة حدودية، كان الأول منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، الأربعاء الماضي.
وقال الحزب في بيان إنه استهدف الموقع "ردا على إطلاق النيران على المدنيين والغارات الجوية في أنحاء مختلفة من لبنان... واستمرار انتهاك الطائرات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية".
وفي حديثه، وجه كاتس رسالتين، الأولى لحزب الله، بقوله "أمس كان الاختبار الأول، إطلاق النار على جبل الروس وكأنه خارج النقاش العادي أو خاضع للتأويل. لقد كان رد فعلنا قوياً وهذا بالضبط ما سنفعله ولن نسمح لحزب الله بالعودة إلى الأساليب القديمة التي كان يستخدمها (..)".
والرسالة الثانية للحكومة اللبنانية (حكومة تصريف الأعمال)، إذ شدد كاتس "يجب عليها اتخاذ قرار يسمح للجيش اللبناني بفرض دوره، وإبعاد حزب الله عن الليطاني، وتفكيك كل البنى التحتية، أي البنية التحتية الإرهابية والأسلحة وكل الأشياء الأخرى".
وقال إن الجيش اللبناني "يجب أن يكون مفوّضاً بفعل ذلك تحت إشراف أميركي".
وحذر كاتس من أن عدم الالتزام بذلك سيؤدي لـ"انهيار الاتفاق (وقف إطلاق النار) برمتّه"، مبيّناً أن "إذا عدنا إلى الحرب سنتحرك بقوة، وسنتعمق أكثر".
حينها، أكد كاتس "لن يكون هناك المزيد من الإعفاء لدولة لبنان. فإذا فصلنا الآن دولة لبنان عن حزب الله وبين بيروت والضاحية التي تلقت ضربات قاسية جداً، فلن يكون الأمر كذلك".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
ضغط ميداني جنوباً وشرقاً على العهد والحكومة والقوى العسكرية
يتصاعد القلق من عودة لبنان ساحة استقطاب او توظيف او تلق لتطورات شديدة الخطورة سواء عبر حدوده الجنوبية مع إسرائيل او حدوده الشرقية مع سوريا. صورة التداعيات التصعيدية التي تتفاقم يومياً مع العمليات الميدانية الحربية التي تمضي فيها إسرائيل في الجنوب كما صورة المخاوف من انسحاب الاشتعالات الأهلية الدموية في الساحل السوري على مناطق البقاع والشمال، علماً أن منطقتي البقاع الشمالي وعكار عادتا تشهدان نزوح ألوف السوريين الهاربين من سوريا ، هاتان الصورتان ترسمان واقعيا معالم سيناريو مقلق للغاية كان اللبنانيون ظنوا او راهنوا على انه طوي مع بدء الحقبة الجديدة في لبنان.وكتبت "النهار": الواقع بمعطياته الميدانية او الأمنية والعسكرية على جوانب الحدود اللبنانية مع إسرائيل وسوريا عاد يضغط بهواجسه على العهد والحكومة والقوى العسكرية والأمنية من جهة كما على الرأي العام الداخلي الذي تعتريه نقزة واضحة حيال الخشية من التطورات التصعيدية جنوبا وتداعيات الفوضى الأمنية الدموية في سوريا على لبنان عبر الحدود الشرقية والشمالية . ولذا، تبدو السلطة اللبنانية في موقع لا تحسد عليه وهي ستكون موقع الرصد والترقب في الأيام القليلة المقبلة لاستكشاف مدى قدرتها على توظيف التحرك الديبلوماسي بكل وجوه الضغط الممكنة التي سيعتمدها لمنع عودة الأمور الى الوراء خصوصا ان الورشة الكبيرة الداخلية انطلقت في ملفات التعيينات والإصلاحات والإجراءات المالية والمساعي لتوفير مستلزمات إعادة الاعمار والاستعدادات للانتخابات البلدية، وكلها أولويات مزدحمة بأجندات لم تعد تحتمل مزيدا من الارجاء والترحيل. وكتبت "الديار": اعتبرت اوساط وزارية لبنانية، ان ما يحصل في سورية لا بد له من ان ينعكس على الساحة اللبنانية، في نقطتين اساسييتين، قد تعرض الداخل لخطر كبير، وهما: - مسألة النزوح وفلتان الحدود، وهو ملف بحثه الرئيسان اللبناني والسوري في القاهرة، حيث من مصلحة سورية كما لبنان حسم هذا الملف، خصوصا في ظل موجة النزوح الجديدة التي بدأت بعيد الانقلاب الذي شهدته سورية، مع دخول عشرات آلاف السوريين من مؤيدي النظام الى مناطق متفرقة من لبنان، بينهم عدد لا يستهان به من العسكريين السابقين، وهم يشكلون قنبلة موقوتة، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فلتان الحدود، لجهة استخدام المعابر غير الشرعية المستحدثة والمستخدمة في حركة الذهاب والاياب من والى سورية. - النقطة الثانية، امكان استفادة بعض الخلايا الارهابية النائمة من الوضع القائم، لتنفيذ اجندات معينة، في ظل الاحتقان الذي تعيشه بعض المناطق، سواء شمالا، او بقاعا، والدعوات لحملات النصرة والجهاد.
غير أن الاوساط تستدرك، معتبرة ان الاجهزة الامنية والعسكرية، تتابع عن كثب وبدقة الوضع ، حيث تؤكد وفقا لتقاريرها ان الارض والشارع مضبوطان، وان الحدود ممسوكة الى حد كبير، كاشفة ان الاطراف الداخلية تبلغت ان أي محاولات للعب بالنار ستواجَه بحزم وقوة لان القرار متخذ بابقاء لبنان خارج دائرة الصراع، فالغطاء السياسي مؤمن للقوى الامنية لضرب أي محاولات لاستجلاب الصراع الى الداخل اللبناني. وتحدث النائب سجيع عطية عن "موجات كبيرة جداً" من النزوح عند الحدود الشمالية بين سوريا ولبنان، وتحديداً في عكار. وأشار عطية في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أن "الآلاف يصلون إلى 5 أو 6 قرى علوية في عكار، بحيث بات المنزل الواحد يعيش فيه العشرات"، لافتاً إلى أن "عدد الوافدين في يوم واحد بلغ 10 آلاف، بحيث إن النازحين من الساحل السوري يصلون وفوداً عبر الحدود غير الشرعية". وأضاف: "حالياً لا معابر شرعية بيننا وبين سوريا في شمال لبنان. فإسرائيل قصفت المعابر الثلاثة (الشرعية) وهي العريضة والعبودية والبقيعة، ومن ثم لا أمن عام لضبط حركة النزوح. كما أن الجيش اللبناني لا يتصدى لهذه الموجات". وشدد عطية على وجوب قيام الدولة اللبنانية بواجباتها واتخاذ الإجراءات المناسبة لجهة إحصاء الداخلين وتنظيم دخولهم، مستهجناً عدم التعلم من تجربة النزوح السابقة. وقال: "إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن مليون نازح سوري جديد سيضافون إلى مليونين وصلوا قبل سنوات". وأشار إلى أن "عكار، التي تكاد تكون منطقة نازحة في لبنان، أصبحت تستضيف آلاف النازحين، كما أن نحو ألفي نازح وصلوا مؤخراً إلى منطقة جبل محسن في طرابلس موضحاً أنه أطلع نائب رئيس الحكومة طارق متري على هذه المعطيات ليقوم بدوره بإبلاغ رئيس الحكومة نواف سلام بها "لاتخاذ الإجراءات اللازمة". وفي المشهد الجنوبي واصل الجيش الاسرائيلي العمليات التصعيدية بعد ليل ناري شن فيه الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة غير مسبوقة منذ سريان اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل . وامس شنت مسيرة إسرائيلية غارة على سيارة في بلدة خربة سلم ما ادى إلى مقتل مواطن وإصابة آخر بجروح، بحسب مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة. وأفاد الجيش الاسرائيلي أنه استهدف عنصرا من "حزب الله" عمل على اعمار بنية تحتية لتوجيه أنشطة الحزب في جنوب لبنان.