بوابة الوفد:
2025-01-05@12:06:28 GMT

حكم الذكر والدعاء بغير المأثور في الصلاة

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

الدعاء بالصلاة.. قالت دار الإفتاء المصرية إن المعتمد عند سائر المذاهب الفقهية المتبوعة على أنه لا يشترط في الصلاة الالتزامُ بنصوص الدعاء الواردة في الكتاب والسنة، وأن ذلك ليس واجبًا ولا متعيَّنًا، وإن كان هو الأفضل إذا وافق ذكر اللسان حضور القلب، وأنه يجوز للمصلي أن يذكر ويدعو في صلاته بغير الوارد ممَّا يناسب الوارد ولا مخالفة فيه.

كما اتفقوا الفقهاء على أنّ كلّ ما لا يجوز الدعاء به خارج الصلاة لا يجوز الدعاء به داخلها.

حكم الدعاء بقضاء حوائج الدنيا مما لا يُقصَد به القربة

ولكنهم اختلفوا في موضوع الدعاء؛ هل يجوز أن يكون بما لا يناسب المأثور؟ وهل يجوز أن يكون بملاذّ الدنيا وشهواتها مما لا يُقصَد به القربة.

فالذي عليه جمهور الفقهاء؛ من المالكية والشافعية والحنابلة في قول: أنه يجوز للمسلم أن يدعو في صلاته بما شاء مِن حوائج الدنيا والآخرة، مع اتفاقهم على أفضلية الدعاء المأثور في الصلاة على غيره إذا فهم المصلي معناه، وكان حاضر القلب عند الدعاء به.

واستثنى الحنابلة في المعتمد عندهم الدعاءَ بغير القربة ممَّا يُقْصَد به ملاذُّ الدنيا وشهواتها بما يشبه كلام الآدميين وأمانيَّهم، وفي رواية عندهم: أنَّ ذلك يجوز، وأجازوا ما عدا ذلك ولو لم يُشبِه ما ورد.

واقتصر الحنفية على جواز الدعاء بما يناسب المأثور، دون ما يشبه كلام الناس؛ فلا يجوز الدعاء به عندهم وتفسد به الصلاة، والمأثور عندهم أعمّ من أن يكون مرفوعًا أو غير مرفوع.

الدليل من القرآن على جواز الذكر والدعاء بغير المأثور في الصلاة
وجواز الدعاء والذكر في الصلاة بغير ما ورد في الكتاب والسنة قد دلت عليه نصوص الكتاب الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وفعل الصحابة والتابعين، وفهم السلف والأئمة، وعليه جرى عمل الأمة؛ حتى جرى ذلك مجرى الإجماع:

فمن الكتاب الكريم: قوله تعالى: ﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ۝ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ۝ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۝ قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 107-110].

حيث نص كثير من المفسرين على أنَّ قولهم هذا: ﴿سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا﴾ كان في سجودهم، وقد مدحهم الله تعالى على ذلك، ولم ينكر عليهم هذا القول في السجود؛ بل وصفهم بالعلم، وساق سجودهم وتسبيحهم فيه في مقابلة المستكبرين عن الإيمان بأن القرآن الكريم حق من عند الله، مع أنَّ هذا القول في السجود لم يسبق وروده في الشرع، ولو كان غير جائز لنَبَّهَ الشرع على عدم جوازه أو لاكتفى القرآن بذكر أصل التسبيح دون صيغته، فلمَّا أورده في سياق المدح له دل ذلك بمنطوقه على استحسان هذا اللفظ، ودل بمعناه على جواز الذكر في السجود بغير المأثور.

الدليل من السنة على جواز الذكر والدعاء بغير المأثور في الصلاة

ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علّمه التشهد، ثم قال في آخره: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَيَدْعُو»، وفي لفظ للبخاري: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الثَّنَاءِ مَا شَاءَ»، وفي لفظ لمسلم: «ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ بَعْدُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ أَوْ مَا أَحَبَّ».

وروى البخاري ومسلم عن رفاعة بن رافع الزُّرَقِي رضي الله عنه قال: كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: «مَنِ المُتَكَلِّمُ» قَالَ: أَنَا، قَالَ: «رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ».

فقد أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصحابي على هذا الذكر من غير أن تسبق به مشروعية بخصوصه، ولو كان هذا الفعل منه وهو الذكر بغير الوارد في الصلاة حرامًا أو بدعة منكرة لَمَا امتدحه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولَمَا ابتدرته الملائكة وتسابقت لكتابته، ولو كان المحمود هذا الذكر بعينه دون مطلق الذكر بغير المأثور لجمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين إقراره عليه وتنبيهه إلى حرمة اختراع ذكر غير مأثور.

وروى الإمام مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدعاء الذكر الصلاة الإفتاء النبی صلى الله علیه وآله وسلم على جواز ه وآله ى الله ع

إقرأ أيضاً:

الدعاء المستجاب في شهر رجب.. ردده الآن بتضرع

شهر رجب من الأشهر الحرام التي تكتسب مكانة خاصة في قلوب المسلمين، فهو يُعتبر فترة تهيئة روحية قبل شهر رمضان المبارك.

وقد أوصت العديد من النصوص الدينية بضرورة الإكثار من الدعاء في هذا الشهر، حيث يُعد الدعاء عبادة عظيمة ووسيلة للتقرب إلى الله.

أهمية الدعاء في شهر رجب

يُعرف الدعاء في الإسلام بأنه "العبادة"، كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فإن الدعاء في شهر رجب له أثر كبير، حيث أن الله سبحانه وتعالى يصب فيه الرحمات والبركات على عباده، لذا من المهم أن نستغل هذا الشهر في التقرب إلى الله بالدعاء، لعلنا نحظى برحمته ونعيمه.

أدعية مستحبة في شهر رجب

يمكن للمسلم أن يدعو بالأدعية المستحبة في هذا الشهر، ومن أبرز هذه الأدعية:

1. «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»: هذا الدعاء يُساعد المؤمن على تيسير العبادة ويزيد من إيمانه.

هل يصب الله الرزق في شهر رجب؟.. تكثر فيه 3 أرزاق ولا يعرفها كثيروندعاء أول سبت من رجب.. بـ5 كلمات يرزقك الله فرحة تدمع لها عينيك


2. «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»: يُعتبر هذا الدعاء من أجمل الأدعية التي تنادي بمغفرة الله وعتق رقبة الداعي من النار.

3. «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»: يجمع هذا الدعاء بين خير الدنيا والآخرة.

دعاء شهر رجب لجلب الرزق

يرغب كثير من الناس في الحصول على الرزق الواسع في شهر رجب. ومن الأدعية المستحبة لجلب الرزق:

«اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك»: يعبر هذا الدعاء عن الاعتماد على الله في الرزق.

«اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه»: يُظهر هذا الدعاء ثقة العبد في قدرة الله على رزقه.


آيات قرآنية للتضرع والدعاء

توجد العديد من الآيات القرآنية التي يمكن أن تكون دعاءً في شهر رجب، ومن أبرزها:

«رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ۚ ربنا وتقبل دعاء»: هنا يُظهر المؤمن رغبته في الثبات على الصلاة ودعاء الله بقبولها.

«رب هب لي من لدنك ذرية طيبة»: دعاء لطيف يعبر عن أمل المؤمن في الحصول على ذرية صالحة.


دعاء شهر رجب لراحة البال

شهر رجب فرصة عظيمة لدعاء الله براحة البال، ومن الأدعية المناسبة في ذلك:

«اللهم إني أستغفرك من كل سيئة ارتكبتها»: يُعتبر هذا الدعاء وسيلة للتوبة والاستغفار.

«اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، اعصمني من فتن الدنيا»: يُظهر هذا الدعاء الطلب من الله الحماية من فتن الحياة.


يعتبر الدعاء في شهر رجب هو باب واسع للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى. يُفضل الإكثار من الدعاء في الثلث الأخير من الليل، حيث يُستجاب الدعاء في هذا الوقت. 

أفضل الأعمال في شهر رجب .. احذر أن يفوتك ولو مرة بالعمرلماذا سمي شهر رجب بالأصب والأصم ؟.. علي جمعة يوضح

ينبغي على المسلم أن يُلزم نفسه بالدعاء المستمر والتضرع إلى الله، سائلًا إياه الرحمة والمغفرة، كما يجب أن يكون الدعاء مقرونًا بالنية الصادقة والعزم على الطاعة.

استغل هذا الشهر الكريم في الدعاء، وكن على يقين بأن الله سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات، فاجعل لسانك رطبًا بذكره وقلوبك مفتوحة لاستقبال رحمته.

مقالات مشابهة

  • دعاء شهر رجب مستجاب .. ردّده في هذه الأوقات
  • دعاء الركوع في الصلاة.. ماذا يقال في هذا الوقت؟
  • هل يجوز تغيير لون البشرة أو الشكل؟.. الدكتور شوقي علام يجيب
  • هل يجوز البدء في الصلاة فور انطلاق الأذان .. مجدي عاشور يجيب
  • الدعاء المستجاب في شهر رجب.. ردده الآن بتضرع
  • دعاء ختم القرآن .. تعرف على أفضل وقت والدعاء المستجاب
  • هل يجوز مسح المرأة على الحجاب والكم عند الوضوء خارج المنزل؟
  • هل يجوز ترك صلاة الجمعة بسبب التعب؟
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله.
  • هل يجوز للمرأة الصلاة ببنطلون واسع؟ وهل يجب عليها ستر القدم؟