فصائل المعارضة السورية تقترب من حماة
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
دمشق - اقتربت هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها الثلاثاء 3ديسمبر2024، من مدينة حماة في وسط سوريا، مع استمرار الهجوم المباغت الذي بدأته في شمال البلاد منذ ستة أيام، بينما تحاول قوات النظام منعها من الوصول إلى المدينة، بدعم من الطيران الروسي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ "اشتباكات عنيفة تدور في شمال محافظة حماة" التي تنطوي على أهمية استراتيجية لوجودها على الطريق الرابط بين حلب في الشمال والعاصمة دمشق، فيما "ينفّذ الطيران الروسي والسوري عشرات الضربات" على مواقع الفصائل المعارضة.
وبحسب المرصد، فقد سيطرت الفصائل المعارضة على عدّة مواقع في المنطقة.
وشاهد مصور وكالة فرانس برس صباح الثلاثاء عشرات الدبابات والآليات التابعة للجيش السوري والمتروكة على الطريق المؤدي إلى حماة. وكان الجيش أعلن إرسال تعزيزات إلى المنطقة لإبطاء تقدّم المسلّحين خلال اليومين الماضيين.
وقال مقاتل عرّف عن نفسه باسم أبو الهدى الصوراني "نعمل على التقدم باتجاه مدينة حماة بعد تمشيط" البلدات التي تمت السيطرة عليها. والإثنين، قصفت هذه الفصائل المدينة بصواريخ، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين، وفقا للمرصد.
ويأتي ذلك بعدما أصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في هذا البلد في 2011، مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل مدعومة من أنقرة عليها، باستثناء أحيائها الشمالية التي يسكنها الأكراد.
- "رعب" -
أسفرت المعارك والغارات في شمال وشمال غرب البلاد، والتي لم تشهد لها سوريا مثيلا منذ سنوات، عن مقتل 571 شخصا منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، من بينهم 98 مدنيا، وفقا للمرصد، كما أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان.
وحتى السبت، نزح أكثر من 48500 شخص في منطقة إدلب وشمال حلب، أكثر من نصفهم من الأطفال، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
من بين هؤلاء الآلاف من الأكراد السوريين الذين اصطفّت سياراتهم وشاحناتهم أو دراجاتهم النارية المحمّلة بالفرش والبطانيات على طريق حلب-الرقة السريع (شمال)، وفق مصور وكالة فرانس برس، وذلك للوصول شرقا إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية التي يهيمن عليها الأكراد.
في إدلب التي قصفها الطيران السوري والروسي ردا على الهجوم على حلب، أظهرت صور لوكالة فرانس برس عناصر إنقاذ بينما كانوا يبحثون بين أنقاض المباني التي دمّرتها الغارات التي استهدفت أيضا مخيّما للنازحين في حرنبوش.
وقال حسين أحمد خضر "لا أستطيع وصف الرعب الذي شاهدناه".
ومنذ العام 2020، يسري في إدلب منذ السادس من آذار/مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو وأنقرة، وأعقب حينها هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر.
في حلب، أظهرت صور لفرانس برس مسلّحين يقومون بدوريات في شوارع المدينة بالقرب من القلعة التاريخية أو اتخذوا مواقع في المطار الدولي للمدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالى مليوني نسمة.
كذلك، أظهرت صور سكانا يقفون في طابور للحصول على الخبز الذي توزعه إحدى الجمعيات.
- "إعادة رسم خريطة المنطقة" -
في مواجهة استئناف الأعمال العدائية على نطاق واسع في سوريا بعد أكثر من عقد على بدء النزاع في البلاد، تزايدت الدعوات الدولية لوقف التصعيد.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "وقف فوري للأعمال العدائية"، حسبما ما نقل عنه المتحدث باسمه.
من جانبها، حضّت واشنطن "كل الدول" على "استخدام نفوذها" لخفض التصعيد في سوريا، كما ندد الاتحاد الأوروبي بالضربات الروسية على المناطق ذات الكثافة السكانية.
من جانبه، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان أنّ "التصعيد الإرهابي"، يهدف إلى "إعادة رسم خريطة المنطقة".
كذلك، تعهّد بزشكيان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي تقديم "دعم غير مشروط" للأسد.
ووفق الكرملين، أكد الرئيسان أيضا "أهمية تنسيق الجهود... بمشاركة تركيا" التي تدعم فصائل معارضة في شمال سوريا.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا أودى بأكثر من نصف مليون شخص، ودفع الملايين إلى النزوح وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.
ومنذ 2015، تمكنت القوات السورية بدعم من إيران وروسيا من استعادة مناطق شكلت معاقل للفصائل المعارضة. وساهم التدخل الجوي الروسي في تعديل كفة الميدان لصالح دمشق. ورغم ذلك، بقيت مناطق واسعة خارجة سيطرة القوات الحكومية.
واحتفظت هيئة تحرير الشام وحلفاؤها بمناطق في محافظة إدلب وأجزاء متاخمة من محافظات حلب وحماة واللاذقية المجاورة، فيما سيطرت القوات الكردية المدعومة من واشنطن على مناطق واسعة في شمال شرق البلاد.
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
معركة حاسمة بين المعارضة السورية والنظام.. ماذا يجري على تخوم حماة؟
تخوض فصائل المعارضة السورية المسلحة معارك مع قوات النظام على تخوم حماة وسط تقارير عن اقتراب الاشتباكات العنيفة من قلب المدينة التي تحولت إلى خط مواجهة حاسم بين الطرفين.
وبعد بسط سيطرتها الكاملة على مدينتي حلب وإدلب عبر هجوم مباغت، لا تزال فصائل المعارضة على مشارف حماة تخوض معارك عنيفة ضد النظام والمليشيات الإيرانية منذ عصر أمس الاثنين.
ما المهم في الأمر؟
حشد النظام قواته في حماة بعدما تعرض لانهيارات كبيرة في صفوف قواته عقب بدء فصائل المعارضة هجومها المباغت الأربعاء الماضي، ما أدى إلى انسحابات متتالية انتهت به على مشارف حماة.
ويبدو أن النظام تجهز بعد صدمة الهجوم المباغت من أجل صد هجوم فصائل المعارضة عند مدينة حماة منعا من سقوطها على غرار ما جرى في كل من حلب وإدلب.
معركة حاسمة
تحمل معركة حماة المحتدمة أهمية بالغة لدى الطرفين بسبب موقع المدينة الاستراتيجي الذي يمكن النظام في حال استطاع الاحتفاظ بها من إيقاف مد المعارضة قبل وصوله إلى مدينة حمص، التي تعد عقدة وصل بين العاصمة دمشق ومدينة اللاذقية الساحلية.
وتسعى فصائل المعارضة إلى بسط سيطرتها على مدينة حماة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى فتح الطريق أمامها إلى ريف حمص الشمالي والسيطرة على مواقع استراتيجية.
من المباغتة إلى التأني
ويبدو جليا الاختلاف الجذري في سير معركة حماة مقارنة بما جرى في مدينة حلب، حيث تحولت المواجهات إلى صدامات عنيفة متواصلة من المسافة صفر منذ عصر الاثنين بعد الحشد من كلا الجانبين.
وبينما يصعد النظام قصفه عبر الطائرات الحربية والمروحية، فإن فصائل المعارضة تكثف من استخدام الطائرات المسيرة المعروفة باسم "شاهين" في هجماتها على تجمعات مقاتلي النظام، فضلا عن استخدامها الأسلحة الليلية مثل وحدات "القنص".
جبل زين العابدين.. عقدة المواجهة
تمتد خطوط القتال بين الجانبين على مشارف حماة على امتداد عشرات الكيلومترات، وتقترب المواجهات 7 كيلو متر بعد سيطرة المعارضة على بلدات وقرى مريود حلفايا ومعردس وطيبة الإمام وتل الناصرية في الريف الشمالي.
وعلى المحور الشرق، فإن المواجهات تقترب من جبل زين العابدين الذي من شأنه أن يتسبب في خسارة النظام لمدينة حماة في حال تمكنت فصائل المعارضة من الوصول إليه، حسب مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن.
وتتمركز قوات النظام والمليشيات الموالية لها في مواقع جبل زين العابدين ورحبة خطاب ومدرسة المجنزرات التي تشهد معارك عنيفة مع المعارضة.
معارك محتدمة
بحسب بيانات "إدارة العمليات العسكرية"، فإن فصائل المعارضة دمرت منذ صباح اليوم الثلاثاء عربة "BMP" ورشاش "23 مم" ودبابة تابعة لقوات النظام داخل مدرسة المجنزرات شمال شرق حماة.
وقالت الإدارة العسكرية، في بيان، "تتابع قواتنا تقدمها على عدة محاور على تخوم مدينة حماة وسط سوريا، مع انهيارات كبيرة ومتتالية في صفوف قوات النظام المجرم".
Syrian rebels aligned with HTS seized many tanks and armoured vehicles in Northern Hama pic.twitter.com/NkX4reDIxH — Ragıp Soylu (@ragipsoylu) December 3, 2024
ودعت فصائل المعارضة أهالي حماة إلى الابتعاد عن المواقع العسكرية التابعة للنظام حرصا على سلامتهم في ظل استمرار المواجهات.
في المقابل، أشارت وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري "سانا" إلى أن قوات النظام يعمل على "تدعيم الخطوط الدفاعية والإسناد على المحور الشمالي بريف حماة تمهيداً لبدء الهجوم المضاد"، على حد قولها.
وقالت الوكالة في بيان مقتضب عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن قوات النظام "تخوض مواجهات عنيفة شمال وغرب بلدة خطاب في ريف حماة الشمالي الغربي".
ماذا ننتظر؟
تتواصل المواجهات بين الجانبين على تخوم حماة مع وضع كل طرف ثقله على هذه الجبهة، وقد تحمل الساعات القادمة تطورات متسارعة لمجريات المعركة.