سنذهب لعمق أكبر.. إسرائيل تهدد باستهداف الدولة اللبنانية إن انهارت الهدنة
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
(CNN)-- بعد يوم من تبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار للمرة الأولى منذ تطبيق وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، حدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، الثلاثاء، إنذارًا نهائيًا للبنان، محذرًا من أنه في حالة انهيار الاتفاق، فإن إسرائيل ستستهدف الدولة اللبنانية، وليس حزب الله فقط.
وقال يسرائيل كاتس خلال زيارة الثلاثاء للفرقة 146 للجيش الإسرائيلي، بالقرب من الحدود اللبنانية: "إذا عدنا إلى الحرب، فسنعمل بقوة، وسنذهب إلى عمق أكبر".
وأضاف أنه في حالة انهيار وقف إطلاق النار، "لن تكون هناك أي استثناءات لدولة لبنان. إذا فصلنا حتى الآن دولة لبنان عن حزب الله - وبيروت بأكملها عن الضاحية، التي تعرضت لضربات شديدة - فلن يكون هذا هو الحال بعد الآن".
إذا استهدف الجيش الإسرائيلي صراحة الحكومة اللبنانية، فسيمثل ذلك تصعيدًا كبيرًا. خلال صراعه الذي دام 14 شهرًا مع حزب الله، الذي بلغ ذروته بغزو جنوب لبنان لمدة شهرين وحملة قصف في جميع أنحاء البلاد، أكد الجيش الإسرائيلي أنه كان يستهدف حزب الله فقط - على الرغم من أن الضربات الإسرائيلية أصابت مواقع عسكرية لبنانية وقتلت جنودًا من القوات المسلحة اللبنانية.
باستثناء يوم الثلاثاء، شنّت إسرائيل غارات جوية يومية في لبنان منذ اليوم التالي لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأسبوع الماضي. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تصرّف "ردًا على العديد من أعمال حزب الله في لبنان والتي شكلت تهديدًا للمدنيين الإسرائيليين، في انتهاك للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي حزب الله إطلاق النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
رصاص العار في لبنان.. طقوس مميتة تهدد الأبرياء
منذ سنوات وسنوات لم يتخل اللبنانيون بعد عن ظاهرة تحويل السماء إلى حلبة ومعركة طائشة تشهد إطلاق نار للتعبير عن الفرح أو الحزن، إذ لا تزال هذه الظاهرة تمثّل إلى حدّ اليوم تهديدًا كبيرًا لأرواح المدنيين، مخلفة قتلى وجرحى.. فهل من المعقول أن يبقى الرصاص سيد التعبير في وطن أنهكته الحروب؟ وهل من المعقول أن نبقى أسرى هذه الظاهرة البشعة التي تختزل الفرح والحزن في لغة الموت؟ كم من أب دفن طفله، وكم من أم جفّت عيناها بالدموع لأن رصاصة طائشة اختارت أن تخطف حياة أحبّائها؟ إنه عتب على مجتمع لم يزل يحتفي بالبربرية ويبرر الجنون، وذمٌ لثقافة تجعل من الفوضى طقسًا مقدسًا. ألم يحن الوقت لنفهم أن أصوات الرصاص لا تبني أمانًا ولا تصنع فرحًا، بل تدمّر حياة وتخلّف جروحًا لا تندمل؟وعليه، لم تمضِ احتفالات رأس السنة دون تسجيل مأساة جديدة في لبنان، حيث أصيبت الطفلة ساجدة شومان، البالغة من العمر ست سنوات، في منطقة وادي خالد بعكار جراء رصاصة طائشة أطلقت خلال إطلاق نار كثيف شهدته عدة قرى ومدن. ورغم التحذيرات المتكررة من السلطات لتجنب هذه الظاهرة المدمّرة، إلا أن الاحتفالات تحوّلت مرة أخرى إلى كارثة، مخلفة حزنًا عميقًا في قلوب عائلة الطفلة.
لم تقتصر الأضرار على الأرواح فقط، بل طالت ألواح الطاقة الشمسية ونوافذ السيارات، ما يبرز حجم الفوضى الناجمة عن هذه العادات الخطرة، ويبقى السؤال هنا: إلى متى سيستمر هذا النزيف العبثي الذي يسرق أرواح الأبرياء ويهدد أمن المجتمع؟
وحسب إحصاءات "الدولية للمعلومات" فإن هذه الظاهرة أودت بحياة 81 شخصًا وأصابت 169 آخرين خلال العقد الماضي، بمعدل سنوي يثير القلق يصل إلى سبعة قتلى و15 جريحًا.
هذه الأرقام المؤلمة ليست مجرد إحصاءات، بل تجسيد لمعاناة عائلات فقدت أحباءها بسبب عادات قديمة تحوّلت إلى تهديد دائم للأمن والسلامة. وعلى الرغم من الفوضى الكبيرة يؤكّد مصدر أمني لـ"لبنان24" أنّ القوى الأمنية تمكنت خلال الساعات الأولى من العام 2025 من القبض على العشرات من الذين تسببوا ببث حالة من الهلع في صفوف المواطنين من خلال إطلاق النار.
ويشير المصدر إلى أنّ القوى الامنية تعمل على قدم وساق لفرض القانون، الذي يعتبر أنّه يجب أن يكون الرادع الاول والاخير في منع استمرار هذه الظاهرة، إذ من الضروري تشديد العقوبات لتردع الآخرين.
وعلى الرغم من ذلك، يلفت المصدر الأمني لـ"لبنان24" إلى أن "ظاهرة إطلاق العيارات النارية العشوائية، التي تخلّف ضحايا سنويًا، تستمر في تحدي القانون والمجتمع على حد سواء. ورغم إقرار مجلس النواب قانونًا يجرّم إطلاق النار في الهواء، إلا أن تطبيقه يواجه عقبات كبيرة تحول دون الحد من هذه الممارسات المدمرة.
وأشار المصدر إلى أن واحدة من أبرز التحديات تتمثل في صعوبة تحديد هوية مطلقي النار، حيث يُنفّذون أفعالهم في لحظات عشوائية وسط حشود أو أماكن مختلفة، ما يجعلهم يفلتون من العقاب. هذا الإفلات يُرسّخ شعورًا بالإفلات من المسؤولية، ويُسهم في استمرارية الظاهرة التي تحصد الأرواح وتُخلّف الأضرار".
وأضاف المصدر أن غياب الوعي المجتمعي واللامبالاة تجاه خطورة هذه الظاهرة يزيدان من تعقيد المشكلة. فعلى الرغم من حملات التوعية والتحذيرات المستمرة، إلا أن البعض لا يزال يعتبر إطلاق النار في الهواء تعبيرًا عن الفرح أو الحزن، دون إدراك العواقب المأسوية التي قد تنجم عنها.
المصدر: خاص لبنان24