المسلة:
2025-04-11@07:12:18 GMT

السيد حسن نصر الله.. قائداً وشهيداً

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

السيد حسن نصر الله.. قائداً وشهيداً

3 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة:

نوري المالكي

(الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية)

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَئِن قُتِلتم في سبيل اللّه أو مُتّم لَمَغفرةٌ من اللّه ورحمةٌ خيرٌ مما يَجمعون﴾

مرة أخرى؛ نعزي إخواننا في حزب الله ومراجعنا الكرام وكل أمتنا، باستشهاد الأخ المجاهد القائد الفذ السيد حسن نصر الله، ونعزي أنفسنا أولاً؛ لأن السيد الشهيد كان ابناً باراً للحركة الإسلامية منذ نعومة أضفاره، وركناً أساسياً في النهضة الإسلامية العالمية التي تجمعنا، كما كان أخاً عزيزاً وصديقاً كريماً وعضداً قوياً وسنداً وفياً، ولم ينقطع تواصلنا معه يوماً، سواء في أيام المعارضة ضد نظام البعث أو بعد سقوطه، وسنبقى نعيش أنفاسه الطيبة ومحبته، ونستذكر إنجازاته وانتصاراته ومنهجه، ما حيينا.

كما نستذكر بكل فخر المواقف التاريخية المشرفة التي وقفتها المقاومة الإسلامية اللبنانية إلى جانب العراق وشعبه وقواته، وبأوامر مباشرة من السيد الشهيد حسن نصر الله، وخاصة في مواجهة موجات الإرهاب التي قادها تنظيم داعش التكفيري، خلال الأعوام 2014- 2016، والتي اختلطت فيها دماء مجاهديها بدماء إخوانهم العراقيين.

إن جريمة اغتيال السيد نصر الله هي حلقة من سلسلة جرائم التصفية التي ظل يرتكبها الاستكبار العالمي وحلفاؤه وعملاؤه، طيلة العقود الخمسة الأخيرة، ويستهدف فيها قادتنا ورجالنا، كما يستهدف قدراتنا التنظيمية والاجتماعية والسياسية. ونحن هنا لا نفصل بين جرائم البعث وجرائم الصهاينة وجرائم دول الاستكبار وجرائم بعض الأنظمة العربية وجرائم المنظمات الإرهابية التكفيرية والطائفية؛ فهي تنبع من مصدر واحد، وتحمل هدفاً مشتركاً، وتصب في المسار نفسه.

ورغم كثرة عمليات الاستهداف والاغتيال والإرهاب؛ إلّا أن شجرة الحركة الإسلامية ومقاومتها وحواضنها بقيت قويةً منيعةً، بل تزداد قوة ومنعة واندفاعاً، كلما سقط قائد وجرح آخر؛ فدماء الشهداء هي دافع للأمة لكي تستعيد نهوضها في كل منعطف. وها هي الحراكات الإسلامية في العراق وإيران ولبنان واليمن والبحرين؛ نماذج مشرقة لمعادلة انتصار الدم على السيف؛ ففي العراق غيّبوا قائد الحركة الإسلامية الإمام الشهيد محمد باقر الصدر؛ إلّا أن الحركة استمرت ببركة دمائه. وقبله قتلوا كثيراً من قادتها، كالشهيد عبد الصاحب دخيل والشيخ عارف البصري ومحمد هادي السبيتي، وفي لبنان غيّبوا السيد موسى الصدر، ثم اغتالوا السيد عباس الموسوي؛ لكن الحراك الإسلامي النهضوي استمر أقوى وأعظم من السابق. وفي إيران قتلوا كثيراً من قادة الثورة الإسلامية، وفي المقدمة الشيخ المطهري والسيد البهشتي ورجائي وباهنر؛ لكن الثورة باتت أقوى من السابق.

وحتى بعد سقوط نظام البعث، حاول الاستكبار وعملائه من بعثيين وطائفيين وتكفيريين، ضرب تجربة العراق الجديد، عبر عمليات التفجير والاغتيال؛ فاغتالوا السيد محمد باقر الحكيم وعز الدين سليم، وصولاً إلى أبي مهدي المهندس وسليماني؛ لكن التجربة تبلورت ونضجت وهي في طريق النجاح، رغماً عن أنوف أعدائها.

وبالتالي؛ فمن يعتقد أن المقاومة الإسلامية في لبنان انهارت أو ستنهار، لمجرد استشهاد قادتها العسكريين وأمينها العام؛ فهو واهم؛ لأن هذه المقاومة ليست جماعة شخصية أو مليشيا مسلحة أو كتلة انتخابية، بل هي النخبة النضالية التي أنجبها المجتمع ويحتضنها ويحميها ويجدد لها دماءها.

ونحن في حزب الدعوة الإسلامية على يقين بأن إخوتنا في حزب الله سيتجاوزون المحنة سريعاً، ويملأون جميع المواقع الجهادية والتنظيمية التي شغرت باستشهاد مسؤوليها، خاصة بعد وقف إطلاق النار؛ لأن الأُمة التي أنجنب حزب الله وحزب الدعوة الإسلامية والثورة الإسلامية في إيران وحركة أنصار الله وغيرها من الكيانات الاجتماعية الدينية المتجذرة؛ هي أمة ولود، لن تعيقها العقبات والتضحيات والصعوبات.

ولايزال استهتار الكيان الصهيوني بأرواح الأبرياء في فلسطين ولبنان، يزداد وحشية، ويتصاعد كماً ونوعاً؛ بسبب التبني والتسويغ والدعم المطلق الذي يتلقاه من قوى الاستكبار العالمي، والتي تبذل له الأموال والسلاح والدعم اللوجستي والمخابراتي والسياسي؛ لفرض الموت والدمار في كل مكان تحل فيه قواته، ولولا هذا الدعم والتبني؛ لانهار الكيان الغاصب خلال أيام على أيدي المقاومين، ليس الآن وحسب؛ بل ومنذ مرحلة ما قبل تأسيسه؛ لأن الكيان الصهيوني هو الخندق المتقدم الذي تتمترس خلفه أهداف الاستكبار العالمي.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: نصر الله

إقرأ أيضاً:

“اصرفلك” … حملة عراقية تكسب الرهان على التحوّل الرقمي

10 أبريل، 2025

بغداد/المسلة:  في وقت قياسي، تمكنت حملة “اصرفلك” من تحويل ثقافة الدفع في العراق من نقدية تقليدية إلى تجربة رقمية حديثة، مدفوعة بزخم شعبي ورسمي متصاعد.

الحملة هي جزء من الجهود الوطنية للتحول الرقمي، بدأت تؤتي ثمارها عبر النشاط التوعوي والميداني، وسُجل ارتفاع ملحوظ في استخدام وسائل الدفع الإلكتروني في أنحاء العراق .

يقول مغرد يُدعى حيدر الزيدي على منصة “إكس”: “أول مرة أدفع بالبصمة وبلا كاش في محل أبو عمار، شكرًا لحملة #اصرفلك اللي علمتني الميزة وسهلت الإجراءات.”

تعليقات مشابهة تتكرر عبر المنصات، ويبدو أن الفارق الأكبر هذه المرة كان الشمول، حيث لم تقتصر الحملة على إعلانات تقليدية، بل اعتمدت على التفاعل المباشر مع الناس، وإطلاق شراكات مع المتاجر والمطاعم ومحطات الوقود وحتى البسطات الصغيرة.

المركزي العراقي بدوره أكد في بيان له أن عدد عمليات الدفع الإلكتروني خلال الربع الأول من 2025 ارتفع بنسبة 62% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مع تسجيل أكثر من 15 مليون عملية دفع عبر البطاقات ونقاط البيع.

وتُعد “اصرفلك” امتداداً لرؤية وطنية تتماشى مع التوجهات العالمية نحو اقتصاد لا نقدي، لكنها تمتاز بلمسة محلية تراعي الواقع العراقي وتُدمج فيه التغيير بطريقة مرنة وبعيدة عن الفرض الجاف.

ومن خلال رصد ميداني ، فأن الناس متعطشة للحلول العملية، وكانوا يحتاجون دفعة صغيرة وثقة بالمنظومة وهو ما حصل.

الحملة التي رفعت شعار “اصرفلك.. تدفع بذكاء وتعيش بسهولة” تحوّلت من مجرد مبادرة توعية إلى حركة اجتماعية مصغّرة، جمعت بين المواطن والتاجر والمؤسسة، في لحظة نادرة من التلاقي على المصلحة الرقمية المشتركة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الحبس سنتين نافذتين في حق شيماء التي صفعت قائدا في تمارة
  • “اصرفلك” … حملة عراقية تكسب الرهان على التحوّل الرقمي
  • الاعلام والاتصالات: العراق لا يسمح بتمرير الاتصالات عبر أي دول تتعارض مع سيادته
  • الحكيم يحذر من التدافع الذي يخلف نتائج صفرية تهدر الجهد والوقت
  • النفط يُعاقب الجميع.. والعراق أول المتضررين في زمن الرسوم
  • تفتخر السادة البطاط الحسينيةبأن لها رجل مهني ووطني مثل السيد حيدر البطاط
  • وزير الخارجية التركي يطالب العراق بمحاربة “العمال الكردستاني” مثل داعش
  • زيادة الرواتب في العراق: أمل الموظفين وكابوس الاقتصاد
  • ‏حُكّام العراق يرفضون الإصلاح الاقتصادي
  • الانتخابات العراقية: استحقاق وطني لا يحتمل التأجيل