المسلة:
2025-03-09@23:20:35 GMT

السيد حسن نصر الله.. قائداً وشهيداً

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

السيد حسن نصر الله.. قائداً وشهيداً

3 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة:

نوري المالكي

(الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية)

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَئِن قُتِلتم في سبيل اللّه أو مُتّم لَمَغفرةٌ من اللّه ورحمةٌ خيرٌ مما يَجمعون﴾

مرة أخرى؛ نعزي إخواننا في حزب الله ومراجعنا الكرام وكل أمتنا، باستشهاد الأخ المجاهد القائد الفذ السيد حسن نصر الله، ونعزي أنفسنا أولاً؛ لأن السيد الشهيد كان ابناً باراً للحركة الإسلامية منذ نعومة أضفاره، وركناً أساسياً في النهضة الإسلامية العالمية التي تجمعنا، كما كان أخاً عزيزاً وصديقاً كريماً وعضداً قوياً وسنداً وفياً، ولم ينقطع تواصلنا معه يوماً، سواء في أيام المعارضة ضد نظام البعث أو بعد سقوطه، وسنبقى نعيش أنفاسه الطيبة ومحبته، ونستذكر إنجازاته وانتصاراته ومنهجه، ما حيينا.

كما نستذكر بكل فخر المواقف التاريخية المشرفة التي وقفتها المقاومة الإسلامية اللبنانية إلى جانب العراق وشعبه وقواته، وبأوامر مباشرة من السيد الشهيد حسن نصر الله، وخاصة في مواجهة موجات الإرهاب التي قادها تنظيم داعش التكفيري، خلال الأعوام 2014- 2016، والتي اختلطت فيها دماء مجاهديها بدماء إخوانهم العراقيين.

إن جريمة اغتيال السيد نصر الله هي حلقة من سلسلة جرائم التصفية التي ظل يرتكبها الاستكبار العالمي وحلفاؤه وعملاؤه، طيلة العقود الخمسة الأخيرة، ويستهدف فيها قادتنا ورجالنا، كما يستهدف قدراتنا التنظيمية والاجتماعية والسياسية. ونحن هنا لا نفصل بين جرائم البعث وجرائم الصهاينة وجرائم دول الاستكبار وجرائم بعض الأنظمة العربية وجرائم المنظمات الإرهابية التكفيرية والطائفية؛ فهي تنبع من مصدر واحد، وتحمل هدفاً مشتركاً، وتصب في المسار نفسه.

ورغم كثرة عمليات الاستهداف والاغتيال والإرهاب؛ إلّا أن شجرة الحركة الإسلامية ومقاومتها وحواضنها بقيت قويةً منيعةً، بل تزداد قوة ومنعة واندفاعاً، كلما سقط قائد وجرح آخر؛ فدماء الشهداء هي دافع للأمة لكي تستعيد نهوضها في كل منعطف. وها هي الحراكات الإسلامية في العراق وإيران ولبنان واليمن والبحرين؛ نماذج مشرقة لمعادلة انتصار الدم على السيف؛ ففي العراق غيّبوا قائد الحركة الإسلامية الإمام الشهيد محمد باقر الصدر؛ إلّا أن الحركة استمرت ببركة دمائه. وقبله قتلوا كثيراً من قادتها، كالشهيد عبد الصاحب دخيل والشيخ عارف البصري ومحمد هادي السبيتي، وفي لبنان غيّبوا السيد موسى الصدر، ثم اغتالوا السيد عباس الموسوي؛ لكن الحراك الإسلامي النهضوي استمر أقوى وأعظم من السابق. وفي إيران قتلوا كثيراً من قادة الثورة الإسلامية، وفي المقدمة الشيخ المطهري والسيد البهشتي ورجائي وباهنر؛ لكن الثورة باتت أقوى من السابق.

وحتى بعد سقوط نظام البعث، حاول الاستكبار وعملائه من بعثيين وطائفيين وتكفيريين، ضرب تجربة العراق الجديد، عبر عمليات التفجير والاغتيال؛ فاغتالوا السيد محمد باقر الحكيم وعز الدين سليم، وصولاً إلى أبي مهدي المهندس وسليماني؛ لكن التجربة تبلورت ونضجت وهي في طريق النجاح، رغماً عن أنوف أعدائها.

وبالتالي؛ فمن يعتقد أن المقاومة الإسلامية في لبنان انهارت أو ستنهار، لمجرد استشهاد قادتها العسكريين وأمينها العام؛ فهو واهم؛ لأن هذه المقاومة ليست جماعة شخصية أو مليشيا مسلحة أو كتلة انتخابية، بل هي النخبة النضالية التي أنجبها المجتمع ويحتضنها ويحميها ويجدد لها دماءها.

ونحن في حزب الدعوة الإسلامية على يقين بأن إخوتنا في حزب الله سيتجاوزون المحنة سريعاً، ويملأون جميع المواقع الجهادية والتنظيمية التي شغرت باستشهاد مسؤوليها، خاصة بعد وقف إطلاق النار؛ لأن الأُمة التي أنجنب حزب الله وحزب الدعوة الإسلامية والثورة الإسلامية في إيران وحركة أنصار الله وغيرها من الكيانات الاجتماعية الدينية المتجذرة؛ هي أمة ولود، لن تعيقها العقبات والتضحيات والصعوبات.

ولايزال استهتار الكيان الصهيوني بأرواح الأبرياء في فلسطين ولبنان، يزداد وحشية، ويتصاعد كماً ونوعاً؛ بسبب التبني والتسويغ والدعم المطلق الذي يتلقاه من قوى الاستكبار العالمي، والتي تبذل له الأموال والسلاح والدعم اللوجستي والمخابراتي والسياسي؛ لفرض الموت والدمار في كل مكان تحل فيه قواته، ولولا هذا الدعم والتبني؛ لانهار الكيان الغاصب خلال أيام على أيدي المقاومين، ليس الآن وحسب؛ بل ومنذ مرحلة ما قبل تأسيسه؛ لأن الكيان الصهيوني هو الخندق المتقدم الذي تتمترس خلفه أهداف الاستكبار العالمي.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: نصر الله

إقرأ أيضاً:

الانتخابات: تحالفات معقدة تستثمر في ملف الحشد وضغوط واشنطن

8 مارس، 2025

بغداد/المسلة: تستعد الساحة السياسية العراقية لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، وسط جدل متصاعد حول دور الحشد الشعبي والفصائل.

وتسعى القوى الشيعية إلى تحديد مواقعها بين معسكر التحالف مع محور المقاومة أو خارجه، مما يعكس تعقيدات المشهد السياسي العراقي.

وتعول بعض القوى السياسية على ضغط إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لتقليص نفوذ محور المقاومة.

وتخاطب هذه القوى الجمهور محذرة من خطر قادم، زاعمة أنها تمثل الاعتدال القادر على درء هذا الخطر.

في المقابل، تتمسك قوى أخرى بالحشد الشعبي، معتبرة إياه الضامن لحماية النظام الديمقراطي من المؤامرات والأجندات الخارجية.

وخلال الدورات البرلمانية الماضية، تحول الحشد الشعبي إلى أداة انتخابية فعّالة بعد مشاركته في مواجهة تنظيم داعش. وقد أسفر ذلك عن مشاركة الحشد في الانتخابات وتشكيله كتلة برلمانية من خلال تحالف الفتح، الذي يضم ممثلين عن عدة فصائل وأحزاب.

أبرز الذين يعولون على الضغط الامريكي هو عدنان الزرفي، عضو مجلس النواب والأمين العام لحركة الوفاء، الذي صرح بأن فكرة الحشد العقائدي خاطئة و خطرة، فيما كشف السياسي الشيعي عزت الشابندر أن الولايات المتحدة طلبت من العراق حل كافة الفصائل المسلحة، بما فيها الفصائل المشكلة للحشد الشعبي.

وردًا على ذلك، اعتبر الشيخ قيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق، أن الدعوات لتسليم سلاح الفصائل محاولة لتجريد العراق من سلاحه الاحتياطي، متهمًا من يتبنونها بالانضمام إلى حملة خارجية وصفها بالمغرضة.

وفي خطاب لاولئك الذين يقفون ضد الحشد ويحلمون برئاسة الحكومة، كتب عضو المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق ليث العذاري “الى الدون من البعض… من رحم الاحتلال أملصتم، ومن أموال الشعب سحتم وبإسم الوطن أفسدتم، وعلى خراب البلد تواطأتم تتحدثون عن العمالة وكأنكم لستم أوضح مثال عليها، تمدون عنقكم للزجاجة طمعاً في احلام الرئاسة، بئس ما أشار ابليس لأدم، تأكلون من خيرات قصاعنا وتنبح ألسنتكم علينا كنا في الخنادق يوم وليتم الدبر (مُطبّعين في الفنادق العراق للرجال وليس لأشباههم، ويوم الحساب آتِ لا محالة”.

وفي سياق متصل، أشارت تقارير إعلامية إلى أن بغداد لم تتوصل الى حلول بشأن نزع سلاح الفصائل، مما قد يؤدي إلى فرض عقوبات أمريكية قاسية على العراق.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، تتجه أبرز القوى في الإطار التنسيقي إلى تشكيل تحالف انتخابي واسع لا يقتصر على الفصائل المسلحة، بل يشمل قوى سياسية متعددة. ويهدف هذا التحالف إلى تعزيز النفوذ السياسي وضمان تمثيل أكبر في البرلمان القادم.
 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • العملة الرقمية في العراق: أزمة الثقة.. العائق الأكبر
  • أسعار الدولار في العراق الآن
  • العمال الكردستاني يعتزم عقد مؤتمر تأريخي في العراق ليعلن نزع السلاح
  • إقليم الجنوب: جدل التقسيم في المشهد العراقي
  • العراق: استرداد متهمين 2 بقضية سرقة الأمانات الضريبية من الكويت
  • تعليق الحكومة العراقية على إنهاء الإعفاءات عن الغاز الإيراني
  • الديمقراطية السائبة: طوفان بلا سدود
  • العراق يدعو الى حفظ أمن المدنيين السوريين
  • الانتخابات: تحالفات معقدة تستثمر في ملف الحشد وضغوط واشنطن
  • منصة النفوذ الإيراني: العراق تحت ضغط أمريكي متزايد