الحيتان القاتلة.. كيف تستخدم العمل الجماعي لصيد أكبر القروش؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
وفقا لدراسة جديدة نشرت يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني في مجلة "فرونتيرز إن مارين ساينس" فإن الحيتان القاتلة في خليج كاليفورنيا، ربما اكتسبت مجموعة مهارات جديدة تساعدها في صيد أسماك قرش الحوت التي يصل طولها إلى 18 مترا، حيث أبلغ باحثون في المكسيك عن 4 أحداث صيد منفصلة.
تعرف الحيتان القاتلة بمهاراتها الاستثنائية في الصيد، وقد أضافت إنجازا جديدا إلى سجلها، هو استهداف قروش الحوت، خاصة حينما تصل هذه القروش إلى مناطق التجمع في خليج كاليفورنيا، لا سيما عندما تكون صغيرة وأقل حجما، مما يجعلها أكثر عرضة للافتراس.
وقد أشارت أدلة سابقة إلى أن الحيتان القاتلة قد تصطادها، ولكن الآن وثق الباحثون 4 حوادث افتراس بين عامي 2018 و2024.
ولكن كيف يمكن صيد فريسة بهذه الضخامة؟ يقول المؤلف الرئيسي للدراسة إيريك هيجيرا ريفاس -خبير الأحياء البحرية في منظمة "الجمعية المدنية لحماية البحار والمحافظة عليها"- إن النتائج تظهر كيف طبقت الحيتان القاتلة تقنية صيد تعاونية على قروش الحوت، حيث ركزت على مهاجمة منطقة الحوض، مما تسبب في نزيف قروش الحوت ومنح الحيتان القاتلة وصولا إلى الكبد الغني بالدهون.
ويوضح ريفاس في تصريحات لـ"الجزيرة نت" أن العمل الجماعي بين الحيتان القاتلة هو مفتاح نجاحها. في أثناء الصيد، تضرب القروش لإجبارها على الانقلاب رأسا على عقب، مما يدخلها في حالة شلل مؤقت تعرف بـ"الخمول التوتري". تجعل هذه الحالة القروش عاجزة عن الحركة أو الهروب، مما يسهل على الحيتان استهداف الجانب السفلي من الجسم، وهو المنطقة الأقل حماية حيث تكون العضلات والغضاريف أقل كثافة، مما يسهل الوصول إلى الأعضاء الحيوية مثل الكبد.
ورغم أن الحيتان القاتلة في مناطق أخرى معروفة بتَغذّيها على أكباد القروش، لم تظهر الصور الفوتوغرافية أي دليل على تغذي الحيتان القاتلة للكبد في هذه الحالات.
إعلانكما حددت الدراسة الحيتان القاتلة الفردية التي شاركت في هذه الحوادث. لوحظ ذكر يدعى "مونتيزوما" يشارك في ثلاثة من الأحداث الأربعة الموثقة، غالبا برفقة أنثى يعتقد أنها جزء من مجموعته. يشير هذا إلى أن مجموعة متخصصة ضمن سكان الحيتان القاتلة في خليج كاليفورنيا قد طورت مهارات صيد فريدة.
يشير ريفاس أن توثيق هذه الأحداث كان مهمة صعبة، إذ تم التقاط الهجمات من خلال صور ومقاطع فيديو قدمها الجمهور والباحثون الآخرون.
ثم قام مؤلفو الدراسة الجديدة بتحديد الحيتان القاتلة من خلال تحليل زعانفها الظهرية وعلاماتها المميزة مثل الندوب. ومع ذلك، شكلت جودة الصور وطبيعة الهجمات غير المتوقعة تحديات كبيرة.
وعلى الرغم من هذه العقبات، توفر النتائج رؤى قيمة حول القدرة التكيفية للحيتان القاتلة كما يقول ريفاس الذي يضيف "من المدهش جدا كيف تعمل الحيتان معا بذكاء وإستراتيجية للوصول إلى منطقة محددة جدا من الفريسة. هذا يبرز أنها مفترسات عظيمة".
كما يكشف وجود مجموعة متخصصة في صيد قروش الحوت عن آثار بيئية واسعة، ومن ثم تبرز الحاجة إلى إدارة أكثر صرامة للسياحة البحرية في خليج كاليفورنيا، إذ تعد قروش الحوت من عوامل الجذب الكبرى للغواصين والمغامرين، وقد تعطل الأنشطة البشرية التوازن الدقيق لهذا النظام البيئي، وفقا للدراسة.
ويقول ريفاس "يجب أن يكون هناك تنظيم محدد يضمن تنفيذ أي نوع من الأنشطة غير الاستخراجية بطريقة تحترم البيئة وتكون مستدامة". علاوة على ذلك، فإن اعتماد الحيتان القاتلة على قروش الحوت قد يجعلها عرضة للتغيرات البيئية خاصة في ظل تفاقم تأثيرات تغير المناخ الذي يهدد بقاء هذه الأنواع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحیتان القاتلة
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من تداعيات سياسات الترحيل الجماعي في عهد ترامب على الزراعة الأمريكية
يمانيون../
أعرب خبراء اقتصاديون عن قلقهم البالغ بشأن تأثير سياسات الترحيل الجماعي التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على القطاع الزراعي في الولايات المتحدة، محذرين من أن هذه السياسات قد تدفع الزراعة الأميركية نحو الانهيار نتيجة للنقص الحاد في العمالة.
في تصريحات لمجلة “نيوزويك”، أكد مارتن كازانوفا، مؤسس برنامج “THX”، الذي يربط المستهلكين بالعاملين في المزارع، أن القطاع الزراعي على وشك الوصول إلى “نقطة الانهيار”. وأشار إلى أنه في عام 2022 تم ترك حوالي 15 مليون طن من المنتجات الزراعية دون حصاد في الولايات المتحدة، وهو ما يعادل 30 مليار حصة غذائية يومية.
ووفقًا لتقرير صادر عن ائتلاف الأعمال والهجرة الأميركية (ABIC)، إذا استمرت سياسة ترامب المتعلقة بالترحيل الجماعي، فإن الناتج الزراعي في الولايات المتحدة قد ينخفض بين 30 إلى 60 مليار دولار. وأوضح التقرير أن هذه الأزمة لا تقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل هي أزمة اقتصادية بالدرجة الأولى، حيث يعاني المزارعون من ارتفاع أسعار الغذاء بسبب نقص العمالة في القطاع الزراعي.
أشار كازانوفا إلى أن هذا النقص في العمالة يتسبب بالفعل في تراجع الإنتاج الزراعي، ما يؤدي إلى نقص في المعروض وارتفاع الأسعار، خاصة بالنسبة للمحاصيل القابلة للتلف مثل الفواكه والخضروات. كما شدد على أن سياسات الهجرة التقييدية تزيد من تفاقم المشكلة، في حين أن توسيع برامج الدخول القانوني قد يكون الحل الأمثل للتخفيف من الأزمة.
وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن برنامج H-2A، الذي يتيح للعمالة الزراعية الوافدة الحصول على تأشيرات مؤقتة، شهد نموًا بطيئًا بسبب تكاليفه المرتفعة والتأخيرات البيروقراطية. وأوضح أن حوالي 40% من عمال المزارع الزراعية في الولايات المتحدة غير موثقين، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع.
كما أفادت تقارير من مجلس الهجرة الأميركي أن سياسة الترحيل الجماعي قد تتسبب في تكاليف باهظة تصل إلى 315 مليار دولار لمرة واحدة، بالإضافة إلى نفقات سنوية تصل إلى 88 مليار دولار في حال تم ترحيل مليون شخص سنويًا.
من جهة أخرى، عبر مات تيجاردن، الرئيس التنفيذي لجمعية الثروة الحيوانية في كانساس، عن قلقه من الزيادة في الأنشطة الأمنية والتفتيش على العمالة غير الموثقة، مشيرًا إلى أن العديد من الموظفين يعربون عن مخاوفهم من المستقبل في ظل هذه السياسات.
وختمت المجلة تقريرها بالتأكيد على أن إدارة ترامب تظل ثابتة في موقفها بشأن الترحيل، لكن مع الضغوط المتزايدة التي تواجهها صناعة الزراعة، فإن أي حل شامل للأزمة سيحتاج إلى معالجة نقص العمالة بشكل فعال وضمان استدامة الزراعة الأميركية.