الحرب السورية تعود للواجهة.. كيف انفجر الوضع مجددًا؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
اشتعلت الحرب في سوريا فجأة توازيًا مع وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وانهارت بشكل مباغت" اتفاقات "آستانا" التي كانت قد أخمدتها قبل خمس سنوات، فعادت الفصائل المسلحة للقتال على الأراضي السورية بأشكال متطورة وبأسماء مختلفة.. فما الذي يحدث؟ ومن هي أبرز الجهات التي تتحارب في دمشق؟
أطلقت المعارضة السورية المسلحة، يوم الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني، هجومًا مفاجئًا وواسعًا على قوات النظام السوري، وسمّت العملية "ردع العدوان"، معلنة عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم جميع الفصائل الرئيسية للمعارضة المسلحة، بما في ذلك هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، وحركة أحرار الشام، والجبهة الوطنية للتحرير، إضافة إلى مجموعات من الحزب الإسلامي التركستاني.
وقد أثار توقيت العملية العديد من التساؤلات، حيث فسّرها البعض على أنها تحالف أمريكي-إسرائيلي-تركي يهدف إلى قطع إمداد السلاح عن حزب الله، الذي وقّع اتفاق وقف إطلاق النار في اليوم ذاته الذي بدأت فيه العملية. بينما رأى آخرون أنها ردة فعل "طبيعية" على ترك الأزمة السورية دون حل سياسي.
وقال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني، الثلاثاء: ": لم نتوقع أن تقع تركيا في الفخ الذي حفرته لها الولايات المتحدة وإسرائيل".
المتحاربون الرئيسيون في الصراعهيئة تحرير الشام المدعومة من تركيا
تُعد هيئة تحرير الشام، المدعومة من تركيا، العمود الفقري العسكري للمعارضة السورية المسلحة. وهي جماعة إسلامية سنية أصولية كانت مرتبطة بجبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وشاركت في الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011. كما لعبت دورًا رئيسيًا في ثلاث اتفاقات لوقف إطلاق النار بين عامي 2017 و2020، التي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والأردن وإيران.
قوات النظام السوري المدعومة من روسيا وإيران
تمثل قوات النظام السوري الجيش التابع للرئيس بشار الأسد، وتحظى بدعم روسيا وإيران، اللتين منعتا انهيار الحكومة بعد اندلاع ما يُعرف بـ"ثورات الربيع العربي".
في عام 2011، وضمن موجات الربيع العربي، خرجت مظاهرات "سلمية" في سوريا ضد حكومة الأسد، تنديدًا بما وصفه المتظاهرون بـ"النظام القمعي" لحزب البعث، الذي استولى على السلطة عبر انقلاب عسكري عام 1970 بقيادة حافظ الأسد، ومن ثم ورث ابنه بشار الحكم بعد وفاة والده وشقيقه.
وسرعان ما استغلت القوى الإقليمية هذه التظاهرات، إذ تلقت المعارضة السورية دعمًا عسكريًا من تركيا، والمملكة العربية السعودية، وقطر، إضافة إلى دعم الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل لفصائل أخرى. في المقابل، حشدت إيران وروسيا وحزب الله جهودها لمنع سقوط نظام الأسد.
وتوسّع الصراع على الأراضي السورية، حيث سعت أنقرة لاستغلال ضعف النظام لدحر قوات "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية)، وهي جماعة مكونة أساسًا من الأكراد ومدعومة من واشنطن.
كما ظهرت في عام 2013 جماعة مسلحة متطرفة تُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وسيطرت على أجزاء واسعة من الأراضي السورية والعراقية.
ما هي مصالح روسيا وإيران من دعم الأسد؟روسيا: تحمي موسكو مصالحها الاستراتيجية، حيث تمتلك قاعدتين مهمتين في شرق البحر المتوسط على الساحل السوري: قاعدة بحرية في طرطوس وقاعدة جوية في حميميم.إيران: ترى طهران في بقاء الأسد ضمانًا لاستمرار خط توريد الأسلحة إلى لبنان وحزب الله، الذي شارك بدوره في القتال داخل سوريا.وبحلول عام 2015، تمكن الأسد وحلفاؤه من استعادة أجزاء كبيرة من الأراضي من الجماعات المسلحة وداعش. وفي عام 2016، جرى تحرير مدينة حلب، التي كانت خاضعة لجبهة النصرة والجيش السوري الحر، بعد أربع سنوات من المعارك والحصار.
دخلت الولايات المتحدة الحرب السورية في عام 2014، تحت شعار "القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية" وحماية الأكراد وقوات "قسد". لكنها ركزت أيضًا على مواجهة إيران وحزب الله. وتحتفظ الولايات المتحدة بقاعدة عسكرية في التنف، الواقعة على الحدود مع العراق وبالقرب من الأردن. ومن هذه القاعدة، شنت القوات الأمريكية ضربات ضد أهداف إيرانية في المنطقة.
كيف "انتهى" الصراع؟بين عامي 2017 و2020، أُجريت سلسلة من المفاوضات بين الأطراف المتصارعة، أدت إلى وقف هش لإطلاق النار. وكان النظام السوري قد استعاد في تلك الفترة نحو 80% من الأراضي.
حاليًا، تُسيطر "حكومة الإنقاذ السورية"، وهي نظام حكم بديل لقوى المعارضة، على أجزاء من شمال سوريا وشرقها، ويقع مقرها الأساسي في إدلب. في الوقت ذاته، تحتل تركيا مناطق واسعة شمال سوريا على طول الحدود، حيث تديرها بالتعاون مع الحكومة السورية المؤقتة وعدة فصائل معارضة. ولا تزال بعض المناطق الصغيرة في سوريا تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الكرملين: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا تؤكد سعي إدارة بايدن لاستمرار الحرب ذكريات دامية في الملاعب: 15 حادثة مأساوية عاشها عشاق كرة القدم خلال أكثر من 40 عامًا .. تعرف عليها باكستان تستعد لمواجهة تلوث الهواء: خطة طموحة لزيادة المركبات الكهربائية داعشبشار الأسدتركياتنظيم القاعدةالولايات المتحدة الأمريكيةقسد - قوات سوريا الديمقراطيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا فرنسا غزة قتل سوريا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا فرنسا غزة قتل سوريا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني داعش بشار الأسد تركيا تنظيم القاعدة الولايات المتحدة الأمريكية قسد قوات سوريا الديمقراطية روسيا فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله غزة سوريا قتل دونالد ترامب الشرق الأوسط لتوانيا ألمانيا تركيا الولایات المتحدة النظام السوری یعرض الآن Next فی سوریا فی عام
إقرأ أيضاً:
رابطة معتقلي الثورة السورية هيئة أسسها ناجون من صيدنايا للدفاع عن معتقلي نظام الأسد
رابطة أسسها معتقلون سابقون في سجن صيدنايا نهاية يناير/كانون الثاني 2025، ويغطي نشاطها كافة أراضي الجمهورية العربية السورية، وتهدف إلى "كشف الانتهاكات التي تعرّض لها معتقلو سجون الأسد والدفاع عن حقوقهم منذ اندلاع الثورة السورية".
النشأة والتأسيستأسست الرابطة بقرار رقم "155" صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا نهاية يناير/كانون الثاني 2025، وقد صنفت الوزارة مجال عملها في قطاعات التعليم والتمكين والقانون والدفاع عن الحقوق، إضافة إلى الخدمات الاجتماعية.
ومن ساحة سجن صيدنايا العسكري قرب العاصمة السورية دمشق أعلن ناشطون وحقوقيون وأهالي معتقلين في 15 فبراير/شباط 2025 تدشين "رابطة معتقلي الثورة السورية"، وسط حضور مئات الناجين من المعتقلات وذوي المفقودين والضحايا في السجن.
وبلغ عدد المنتسبين إلى الرابطة 1472 شخصا من الناجين وعوائل المفقودين، 340 شخصا منهم يعانون من مرض السل نتيجة الظروف الصحية المتدهورة في السجون والإهمال الطبي الذي تعرضوا له.
يوم الإعلان تجمّع في الساحة الخارجية لسجن صيدنايا معتقلون محررون برفقة عائلاتهم وذوي المفقودين ووفود شعبية من مختلف المحافظات السورية.
وحمل الحاضرون لافتات تعبر عن مطالبهم وتذكر بقضية "قيصر" ومازن الحمادة الذي وجد جثمانه عقب تحرير المعتقلين من سجن صيدنايا، كما رفعوا صور أحبائهم المفقودين، في حين زينت صورة منشد الثورة السورية عبد الباسط الساروت منصة الفعالية.
افتُتحت الفعالية بتلاوة آيات من سورة الفتح بصوت المعتقل المحرر محمد الجاسم، ثم ألقى مدير الرابطة حسين النادر كلمته الترحيبية، تلاها خطاب ألقاه المدير التنفيذي للرابطة شادي قطيش، والذي أكد فيه أن الرابطة ليست مجرد مؤسسة، بل هي "صوت المفقودين وأهاليهم الذين عانوا من مآسٍ كثيرة، في ظل غياب المنظمات الدولية والحقوقية وتخاذلها".
كما شدد قطيش على أن أهم ما يحتاجه الناجون بعد خروجهم من المعتقل هو الرعاية الصحية، وقدّم مجموعة من المعتقلين المحررين عرضا مسرحيا قصيرا استعرضوا فيه تفاصيل حياتهم اليومية داخل السجن، مع التركيز على معاناة نقص الطعام وضعف التغذية والممارسات القمعية للسجانين.
وإلى جانب هذه الفعاليات تخلل إعلان تأسيس رابطة معتقلي الثورة السورية عروض أثارت الجدل وسط السوريين، مثل فرقة عراضة شامية وإعلانين تجاريين لشركة بيع قهوة وشوكولاتة داخل السجن.
وأثارت هذه الفعاليات استياء واسعا بين السوريين، وانتقد ناشطون تنظيمها في باحة السجن الذي عرف بأنه "مسلخ بشري" بسبب أساليب التعذيب التي ارتكبت داخله، واعتبروا ذلك استخفافا بمعاناة المعتقلين وعائلاتهم.