الرئيس بايدن في أنغولا لتعزيز الشراكة الأميركية الأفريقية
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
يستغل جو بايدن الزيارة الأولى لرئيس أميركي إلى أنغولا التي وصلها مساء أمس للترويج لاستثمارات واشنطن في الدولة الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى ورؤية متحف العبودية، حيث سيعترف بالاتجار بالبشر الذي ربط ذات يوم اقتصاد البلدين.
ومن أهم نقاط رحلته عرض التزام الولايات المتحدة بمبلغ 3 مليارات دولار لصالح ممر لوبيتو، وهو إعادة تطوير السكك الحديد التي تربط زامبيا والكونغو وأنغولا، بهدف تسهيل نقل المواد الخام من القارة إلى الولايات المتحدة عبر المحيط الأطلسي.
وقد حصل المشروع على تمويل من الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى و"كونسورتيوم" خاص يقوده الغرب وبنوك أفريقية.
ويهدف المشروع إلى تعزيز الوجود الأميركي في منطقة غنية بالمعادن الحيوية المستخدمة في بطاريات السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية وتقنيات الطاقة النظيفة.
وتمتلك الكونغو أكثر من 70% من الكوبالت في العالم، ويتجه معظمه إلى الصين لتعزيز سلسلة إمدادات المعادن الحيوية.
ويعد هذا مجالا رئيسيا للمنافسة بين الولايات المتحدة والصين، وتسيطر الأخيرة على المعادن الحيوية في أفريقيا.
فقد قامت الولايات المتحدة منذ سنوات ببناء علاقات في أفريقيا من خلال التجارة والأمن والمساعدات الإنسانية.
إعلانويعد تطوير السكك الحديد بطول 1300 كيلومتر خطوة مختلفة ولها ظلال على إستراتيجية البنية التحتية لمشروع الحزام والطريق الصيني في أفريقيا وأجزاء أخرى من العالم.
ومن المقرر أن يتوجه بايدن إلى مدينة لوبيتو الساحلية الأنغولية يوم الأربعاء لإلقاء نظرة مباشرة على محطة الميناء التي تعد منفذ الممر إلى المحيط الأطلسي.
يحتاج دعم ترامبوقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن إدارة بايدن "غيرت تماما" العلاقات الأميركية الإفريقية، وإن استكمال الممر "سيستغرق سنوات ولكن تم بالفعل بذل كثير من العمل".
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي وزير خارجية أنغولا في واشنطن في 26 مايو/أيار 2022 (رويترز)وهذا يعني أن كثيرا من الأمر قد يقع على عاتق خليفة بايدن، الجمهوري دونالد ترامب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني.
وردا على سؤال عن مصير المشروع مع إدارة ترامب الجديدة، قال كيربي "نأمل بشدة أنه مع وصول الفريق الجديد واطلاعه على المشروع يرون القيمة أيضًا، وكيف أن ذلك سيساعد في قيادة مجتمع أكثر أمانًا وازدهارًا اقتصاديا"، مشيرا إلى أن الممر يتعلق بأكثر من مجرد محاولة واشنطن التفوق على بكين جيوسياسيًا.
وقال "أود أن أقول إنه لا توجد حرب باردة في القارة. نحن لا نطلب من الدول أن تختار بيننا وبين روسيا والصين. إننا ببساطة نبحث عن فرص استثمارية موثوقة ومستدامة وقابلة للتحقق يمكن لشعب أنغولا وشعوب القارة الاعتماد عليها. لقد اعتمدت دول كثيرة للغاية على فرص استثمار متقطعة وهي الآن مثقلة بالديون".
وكان آخر رئيس أميركي زار أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هو باراك أوباما عام 2015.
وكان بايدن قد وعد بزيارة أفريقيا العام الماضي، ثم أُرجئت الرحلة إلى 2024، ثم أُرجئت مرة أخرى في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام بسبب إعصار ميلتون، مما عزز الشعور بين الأفارقة بأن قارتهم لا تزال ذات أولوية منخفضة.
إعلانوقال مسؤولون في البيت الأبيض إن بايدن سيجتمع اليوم الثلاثاء مع الرئيس الأنغولي جواو لورينسو وسيتحدث الاثنان عن قضايا تشمل التعاون الأمني والتجاري.
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح الرئيس الأنغولي جواو لورينسو خلال اجتماع بالبيت الأبيض في واشنطن العام الماضي (الفرنسية)ومن المقرر أن تعقد أنغولا والولايات المتحدة اجتماعًا للتعاون الدفاعي العام المقبل بشأن الأمن السيبراني والبحري.
ويختتم بايدن رحلته إلى أنغولا يوم الأربعاء بقمة مع زعماء جمهورية الكونغو الديمقراطية وتنزانيا وزامبيا.
زيارة متحف العبوديةومن المقرر أيضا أن يزور الرئيس الأميركي متحف العبودية الوطني في أنغولا الذي كان في السابق مقرًّا لمعبد كابيلا دا كاسا غراندي، وهو معبد يعود تاريخه إلى القرن الـ17 حيث كان يتم تعميد العبيد قبل ركوب السفن التي تقلّهم إلى أميركا.
وفي داخل المتحف، لا يزال من الممكن رؤية العديد من الأشياء التي كانت تستخدم لتعذيب العبيد ومعاقبتهم حتى اليوم، ومن ذلك الأغلال والأثقال الحديدية.
خط سكة حديد لوبيتو السريع (الجزيرة)وقال كيربي إن بايدن سيلقي خطابا هناك يوم الثلاثاء يعترف فيه "بتاريخ العبودية المروع الذي ربط بين بلدينا، لكنه يتطلع أيضا إلى مستقبل يرتكز على رؤية مشتركة تفيد شعبينا".
وقال البيت الأبيض إن الرئيس التقى بعد وصوله إلى العاصمة الأنغولية لواندا، مساء الاثنين، لفترة وجيزة مع واندا تاكر، وهي من نسل وليام تاكر، أول طفل مستعبد يولد في الولايات المتحدة جلب والداه إلى فرجينيا من أنغولا في أغسطس/آب 1619 على متن السفينة البرتغالية وايت ليون.
وقد تم نقل 4 ملايين أنغولي قسريا إلى الأميركيتين، معظمهم إلى البرازيل ولكن أيضًا إلى الولايات المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: ترامب يدق آخر مسمار في نعش القوة الأميركية الناعمة
لطالما كانت القوة الناعمة جزءًا أساسيا في إظهار الولايات المتحدة قدرتها، واستعانت بها في تبرير بنائها قواعد عسكرية في 80 دولة على الأقل من بلدان العالم، وفق مقال بصحيفة واشنطن بوست.
كما أن القوة الناعمة -بحسب كاتب العمود في الصحيفة نفسها ماكس بوت- كان لها الفضل في جعل الدولار العملة الاحتياطية الدولية، والإنجليزية اللغة العالمية للأعمال والدبلوماسية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وزير خارجية بولندا: أوروبا استجابت لطلب ترامب بزيادة النفقات العسكريةlist 2 of 2هآرتس: نتنياهو المتلاعب سيفشل بالتحايل على ترامبend of listوالقوة الناعمة مصطلح صاغه العالم السياسي جوزيف ناي في عام 1990 للدلالة على القدرة على التأثير على الآخرين عن طريق الاستقطاب والإقناع، وليس فقط الإكراه ودفع الأموال.
القوة والنفوذوعلى الرغم من أن الصين وروسيا قويتان عسكريا، وأن الصين قوة اقتصادية عظمى، فإنهما لا تمارسان نفوذا عالميا كالذي تبسطه الولايات المتحدة في العالم، مع أنه كان لها نصيب في ارتكاب الجرائم والأخطاء الفادحة، كما يؤكد كاتب المقال.
ويقول الكاتب إنه في وقت استغرقت فيه قوة أميركا الناعمة عقودا من الزمن لتتراكم، يبدو أن الرئيس دونالد ترامب مصمم على تدميرها في غضون أسابيع.
ويسوق مثالا على ذلك بالحرب التجارية التي شنها ترامب في نهاية الأسبوع الماضي على كندا والمكسيك (قبل أن يوقف الرسوم الجمركية لمدة شهر أمس الاثنين)، والتجميد الذي فرضه للتو على برامج المساعدات الخارجية الأميركية، والقرار "القاسي" الذي قد يعيد مئات الآلاف من اللاجئين الفنزويليين إلى بلدهم الذي فروا منه.
إعلان ادعاءات لا سند لهاواعتبر ماكس بوت أن كل إجراء من تلك الإجراءات بمثابة مسمار آخر في نعش القوة الناعمة الأميركية، مضيفا أن مبررات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الصين و25% على المكسيك وكندا غير منطقية.
وأوضح أن التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والمكسيك مفيد للجانبين. وفنَّد ادعاء الرئيس الأميركي بأن المكسيك وكندا لا تقومان بما يكفي لوقف تدفق المهاجرين والمخدرات إلى الولايات المتحدة، مؤكدا أن الدولتين تبذلان قصارى جهدهما في هذا الخصوص على ما يبدو.
واسترسل الكاتب في دحض كل الحجج التي استند إليها ترامب في تبرير قراراته تلك. وقال في هذا الصدد إنه بتجميده معظم المساعدات الخارجية الأميركية لمدة 90 يوما، والتحرك لتفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، فإنه ينفر الكثير من الناس حول العالم الذين يعتمدون على مساعدة الولايات المتحدة للنجاة من أمراض مثل الإيدز والملاريا، أو الحصول على مياه نظيفة، أو درء سوء التغذية.