ما حقيقة مساعدات أوكرانيا للمعارضة السورية في هجومها الكبير على النظام؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
علقت مصادر مطلعة على الادعاءات المتداولة حول تورط أوكرانيا في تقديم دعم مباشر لفصائل المعارضة السورية خلال حملتها العسكرية ضد قوات النظام، مشيرة إلى أن الجماعات المسلحة في شمال غربي سوريا تعتمد على قدراتها الذاتية في تطوير واستخدام الطائرات المسيرة.
وتأتي هذه التصريحات ردا على تقارير متداولة حول دور محتمل للمخابرات الأوكرانية في تخطيط العملية وتقديم طائرات مسيرة من طراز "FPV"، وهي تقنية برعت فيها أوكرانيا خلال حربها مع روسيا، بحسب تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني وأعده الصحفي راغب سويلو.
وساعدت الطائرات المسيرة من هذا النوع فصائل المعارضة السورية في اختراق خطوط النظام واستهداف مركباته بفعالية، ما ساهم في انهيار صفوف قوات النظام في الهجوم الأخير على حلب.
ورغم الاتهامات الروسية المتكررة بأن أوكرانيا وفرت طائرات مسيرة وتدريبا لمقاتلي المعارضة في إدلب، تؤكد مصادر تركية أن "هيئة تحرير الشام" التي تصدرت مشهد العملية والفصائل الأخرى لا تحتاج إلى مساعدة أوكرانية في هذا المجال، لأن السوق السوداء توفر بدائل كافية، بما في ذلك الطائرات المهربة من تركيا.
وأفادت المصادر التركية التي نقل عنها التقرير بأن تركيا نفسها تنفي أي تورط مباشر في العملية، ورغم أن المسؤولين الأتراك ينفون أي تورط في العملية، إلا أن هناك مؤشرات على أن أنقرة لعبت دورا رئيسيا في مراحل التخطيط لحملة المعارضة.
وقال المصدر ذاته إن "هناك العديد من منتجي الطائرات بدون طيار الانتحارية في المنطقة وفي تركيا"، حسب الموقع البريطاني.
أما على الصعيد الأوكراني، فقد صرّح مسؤول في كييف للموقع البريطاني طلب عدم الكشف عن هويته، أن أي مشاركة لأوكرانيا في هذا الهجوم كانت محدودة للغاية، مشيرا إلى أن التأثير الأوكراني لا يمكن أن يُعزى إليه النجاح الكامل للعملية.
وبالمثل، يرى محللون عسكريون أن مزاعم تورط المخابرات الأوكرانية مبالغ فيها، حيث تمتلك الفصائل السورية منذ فترة طويلة برامج خاصة بها لتطوير الطائرات المسيرة، بدعم من مصادر محلية ودولية.
ويشير جهاد أرباشيك، رئيس تحرير مجلة "إنتيليجنس ريبورت"، إلى أن الفصائل السورية المعارضة طورت قدراتها على استخدام الطائرات المسيرة على مدى السنوات العشر الماضية.
كما أضاف أن هذه الفصائل تعتمد على استيراد قطع الغيار من دول مثل الصين، إلى جانب تصنيع الطائرات محليا.
حتى التقارير الروسية الموالية للكرملين، مثل تلك المنشورة في حساب "ريبار" على منصة "تلغرام"، أشارت إلى أن وجود خبراء من المخابرات الأوكرانية في إدلب كان قصيرا جدا، ولم يكن كافيا لتدريب المقاتلين السوريين بشكل كامل.
ويُعتقد أن "هيئة تحرير الشام" طورت بالفعل برنامج طائراتها المسيرة منذ عام 2023، بما في ذلك الطائرات النفاثة، دون الحاجة إلى دعم خارجي كبير، وفقا للتقرير.
في هذا السياق، قارن بعض المحللين العسكريين الروس الهجوم الأخير للمعارضة السورية بعملية كورسك الأوكرانية، التي شهدت استعادة كييف لأجزاء كبيرة من الأراضي الروسية في هجوم مفاجئ في آب /أغسطس الماضي. ومع ذلك، يرى أنطون مارداسوف، الباحث في معهد الشرق الأوسط، أن هذه المقارنات مبالغ فيها، معتبرا أن التعاون بين المخابرات الأوكرانية والفصائل السورية كان محدودا واقتصر على تبادل المعلومات الاستخبارية فقط.
وتبقى المزاعم حول دور أوكرانيا في هجوم المعارضة الذي أسفر عن السيطرة على مدينة حلب محل جدل، بينما تشير الوقائع إلى أن الفصائل المعارضة في سوريا تعتمد بشكل كبير على خبراتها المحلية وعلى موارد السوق السوداء لتطوير طائراتها المسيرة واستخدامها بفعالية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية المعارضة سوريا حلب سوريا حلب المعارضة اوكرانيا النظام السوري صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطائرات المسیرة إلى أن
إقرأ أيضاً:
العلو الكبير
ليس العلو الحالى لدولة الكيان الصهيونى، ارتفاعا واستكبارا عاديا، وإنما ارتفاع كبير فى المكانة السياسية وارتفاع بالسلاح، واستكبار على مؤسسات العالم ومنها الأمم المتحدة والجنائية الدولية.
ثمة دلالات فى دقة استخدام اللفظ القرآني، عن بنى إسرائيل، إذ قال تعالى :» وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ فِى الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِى الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا».
والعلو يعنى لغة الارتفاع والفوقية والاتجاه إلى السماء، وفى القرآن الكريم ربما يعنى العظمة والتجبر «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا»، وربما يعنى الرفعة والعظمة «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا».
وقد جمعت إسرائيل بين الارتفاع والفوقية والعظمة والتجبر، حتى أن سلاحها الضارب طوال تاريخها القصير فى المنطقة هو الطائرات عالية الارتفاع من مقاتلات وقاذفات «الفانتوم « فى الستينيات والسبعينيات وصولا لأحدث أجيال «إف-15» و«إف-16» و«إف-35».
فسيادة السماء هى استراتيجية اسرائيل مع خصومها، ودونها تتحول إلى الهزيمة.. وربما هو الوعد المكتوب.
ففى يونيو 1967، نجح سلاح الجو الإسرائيلى فى تحييد القوات الجوية العربية، ودمر معظم سلاح الجو المصرى والسورى والأردنى وقصف بعض القواعد الجوية بالعراق، فربح المعركة من السماء.
وربما ومن يومها تفضل إسرائيل الهجوم الفوقى باستخدام الطائرات ومؤخرا المسيرات، سواء فى غزة أو لبنان وسوريا وإيران واليمن.
وهكذا العلو أصبح استراتيجية حربية.
وهكذا أصبحت إسرائيل أكثر نفيرا، بقوة الغرب الهائلة التى تدعمها سياسيا وماليا وعسكريا.
فما أن تواجه مخاطر، حتى تتحرك حاملات الطائرات والبوارج والمدمرات الأمريكية البريطانية والفرنسية، لنجدتها.
ومن العلو الكبير أيضا، تطويع أعلى هيئة أممية وهو مجلس الأمن الدولى لصالح إسرائيل، إذ إن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق النقض «الفيتو « 80 مرة لمنع إدانة إسرائيل، و34 مرة ضد قوانين تساند الشعب الفلسطينى.
ومن العلو الكبير أيضا، تطويع موارد أقوى امبراطورية فى التاريخ، وهى الولايات المتحدة الأمريكية، لصالح المشروع الصهيونى.
فقد طوعت إسرائيل الموارد الأمريكية الهائلة ( ناتجها المحلى الإجمالى 27 تريليون دولار بما يمثل 68 ضعف الناتج المحلى الإجمالى المصرى )، لصالح مشروعها التوسعى، إذ تلقت أكثر من 124 مليار دولار من الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ الحرب العالمية الثانية.
تبقى المحكمة الجنائية الدولية، هى الفصل الأحدث فى الاستعلاء الإسرائيلى، إذ ما إن أصدرت المحكمة مذكرة اعتقالًا بحق بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ويوآف جالانت وزير دفاعه المقال، حتى أعلنت الولايات المتحدة، رفضها تنفيذ قرار المحكمة، ووصفه الرئيس جو بايدن بأنّه «قرار شنيع» متعهدا بالوقوف إلى جانب اسرائيل.
حتى فرنسا صديقة العرب، أعلنت احترامها لالتزاماتها القانونية «لكن مع النظر فى إمكانية الحصانات التى قد يتمتع بها نتنياهو».
إنه علو كبير، لكنه غير دائم.. فلا ديمومة لظلم واستكبار.