علقت مصادر مطلعة على الادعاءات المتداولة حول تورط أوكرانيا في تقديم دعم مباشر لفصائل المعارضة السورية خلال حملتها العسكرية ضد قوات النظام، مشيرة إلى أن الجماعات المسلحة في شمال غربي سوريا تعتمد على قدراتها الذاتية في تطوير واستخدام الطائرات المسيرة.

وتأتي هذه التصريحات ردا على تقارير متداولة حول دور محتمل للمخابرات الأوكرانية في تخطيط العملية وتقديم طائرات مسيرة من طراز "FPV"، وهي تقنية برعت فيها أوكرانيا خلال حربها مع روسيا، بحسب تقرير  نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني وأعده الصحفي راغب سويلو.



وساعدت الطائرات المسيرة من هذا النوع فصائل المعارضة السورية في اختراق خطوط النظام واستهداف مركباته بفعالية، ما ساهم في انهيار صفوف قوات النظام في الهجوم الأخير على حلب. 


ورغم الاتهامات الروسية المتكررة بأن أوكرانيا وفرت طائرات مسيرة وتدريبا لمقاتلي المعارضة في إدلب، تؤكد مصادر تركية أن "هيئة تحرير الشام" التي تصدرت مشهد العملية والفصائل الأخرى لا تحتاج إلى مساعدة أوكرانية في هذا المجال، لأن السوق السوداء توفر بدائل كافية، بما في ذلك الطائرات المهربة من تركيا.

وأفادت المصادر التركية التي نقل عنها التقرير بأن تركيا نفسها تنفي أي تورط مباشر في العملية، ورغم أن المسؤولين الأتراك ينفون أي تورط في العملية، إلا أن هناك مؤشرات على أن أنقرة لعبت دورا رئيسيا في مراحل التخطيط لحملة المعارضة.

وقال المصدر ذاته إن "هناك العديد من منتجي الطائرات بدون طيار الانتحارية في المنطقة وفي تركيا"، حسب الموقع البريطاني.

أما على الصعيد الأوكراني، فقد صرّح مسؤول في كييف للموقع البريطاني طلب عدم الكشف عن هويته، أن أي مشاركة لأوكرانيا في هذا الهجوم كانت محدودة للغاية، مشيرا إلى أن التأثير الأوكراني لا يمكن أن يُعزى إليه النجاح الكامل للعملية.

وبالمثل، يرى محللون عسكريون أن مزاعم تورط المخابرات الأوكرانية مبالغ فيها، حيث تمتلك الفصائل السورية منذ فترة طويلة برامج خاصة بها لتطوير الطائرات المسيرة، بدعم من مصادر محلية ودولية.
ويشير جهاد أرباشيك، رئيس تحرير مجلة "إنتيليجنس ريبورت"، إلى أن الفصائل السورية المعارضة طورت قدراتها على استخدام الطائرات المسيرة على مدى السنوات العشر الماضية.

كما أضاف أن هذه الفصائل تعتمد على استيراد قطع الغيار من دول مثل الصين، إلى جانب تصنيع الطائرات محليا.

حتى التقارير الروسية الموالية للكرملين، مثل تلك المنشورة في حساب "ريبار" على منصة "تلغرام"، أشارت إلى أن وجود خبراء من المخابرات الأوكرانية في إدلب كان قصيرا جدا، ولم يكن كافيا لتدريب المقاتلين السوريين بشكل كامل.


ويُعتقد أن "هيئة تحرير الشام" طورت بالفعل برنامج طائراتها المسيرة منذ عام 2023، بما في ذلك الطائرات النفاثة، دون الحاجة إلى دعم خارجي كبير، وفقا للتقرير.

في هذا السياق، قارن بعض المحللين العسكريين الروس الهجوم الأخير للمعارضة السورية بعملية كورسك الأوكرانية، التي شهدت استعادة كييف لأجزاء كبيرة من الأراضي الروسية في هجوم مفاجئ في آب /أغسطس الماضي. ومع ذلك، يرى أنطون مارداسوف، الباحث في معهد الشرق الأوسط، أن هذه المقارنات مبالغ فيها، معتبرا أن التعاون بين المخابرات الأوكرانية والفصائل السورية كان محدودا واقتصر على تبادل المعلومات الاستخبارية فقط.

وتبقى المزاعم حول دور أوكرانيا في هجوم المعارضة الذي أسفر عن السيطرة على مدينة حلب محل جدل، بينما تشير الوقائع إلى أن الفصائل المعارضة في سوريا تعتمد بشكل كبير على خبراتها المحلية وعلى موارد السوق السوداء لتطوير طائراتها المسيرة واستخدامها بفعالية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية المعارضة سوريا حلب سوريا حلب المعارضة اوكرانيا النظام السوري صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطائرات المسیرة إلى أن

إقرأ أيضاً:

اللواء أيمن عبدالمحسن: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، إن إسرائيل دأبت على عدم الالتزام بتنفيذ أي اتفاقات موقعة، بالإضافة إلى انتهاكاتها المتواصلة لسيادة الدول وخرقها للقانون الدولي.

وأضاف عبد المحسن، خلال مداخلة هاتفية على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن إسرائيل تواصل انتهاك سيادة الدولة اللبنانية من خلال عملياتها العسكرية واستخدام الطائرات المسيرة في الجنوب اللبناني، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع في نوفمبر الماضي ودخل حيز التنفيذ.

وأشار إلى أن إسرائيل تدعي أن الطائرات المسيرة تُستخدم لمراقبة الأوضاع في الجنوب اللبناني، خاصة تلك المتعلقة بحزب الله. كما تزعم إسرائيل أنها تحذر السكان في المنطقة وتفجر بعض المناطق السكنية بدعوى وجود عناصر مسلحة من حزب الله فيها.

وأوضح أن إسرائيل تطالب لبنان بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بينما هي نفسها لا تلتزم به، مؤكدًا أن أهداف إسرائيل من خروقاتها المستمرة للاتفاق هي إرسال رسالة إلى الداخل الإسرائيلي، خاصة في الشمال، تؤكد فيها أنها تسيطر بشكل كامل على الجنوب اللبناني، مما يساعد في تهدئة مخاوف المستوطنات الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • الدفاع الروسية تسقط عدداً من الطائرات المسيرة
  • زاخاروفا: أحد أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا هو نزع السلاح
  • خبير عسكري: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله
  • اللواء أيمن عبد المحسن: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله
  • اللواء أيمن عبدالمحسن: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله
  • الجيش الأميركي يبحث تطوير سلاح جديد لتدمير الطائرات المسيرة
  • إدارة بايدن تدرس فرض حظر على الطائرات المسيرة الصينية
  • خبير أمريكي: روسيا ستواصل هجومها في أوكرانيا إن رفض الغرب قبول شروطها
  • الدفاعات الجوية الروسية تدمر عدداً من الطائرات المسيرة
  • سماء اليمن محرمة على الأمريكيين.. إنهاء عربدة الطائرات المسيرة