أكد الدكتور ه‍شام عزمي  رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية في الندوة التي عقدت اليوم الأحد وعلى مدار ثلاثة أيام  تحت عنوان "حول إنفاذ حقوق الملكيه الفكريه" فأن هذه الندوة تأتي متزامنًا مع  دخولِ مصر مرحلةً جديدةً في ملفِ الملكية الفكرية، مُتمثلةً في تدشينِ الاستراتيجيةِ الوطنيةِ للملكية الفكرية وكذا إنشاء الجهاز المصري للملكيةِ الفكريةِ كمرحلةُ جديدةُ واعدةُ.

 

 تهدُفُ إلى ترسيخِ احترام حقوقِ الملكية الفكرية بكافةِ أنواعِها وأشكالِها بما يكفُل حمايةَ حقوقِ المُفكرين والمُخترعين والمبتكرين والمبدعين بما يتسقُ و تاريخها الطويل في ملفِ الملكية الفكرية وبما يعززٌ مكانتَها كدولةٍ رائدةٍ في مُحيطِها العربي والإفريقي، ذلك من خلالِ بناءِ اقتصادِ قائمٍ على المعرفةِ والابتكارِ وأيضا تعزيزِ مكانةِ مصر في الاقتصادِ العالمي.


جاء ذلك في بداية إفتتاح الندوةالإقليمية للإنفاذ بحضور ممثليي الوزارات والمؤسسات المعنية,  وزارة العدل ، مجلس الدولة ، هيئة الرقابة الإدارية ، مكتب السيد النائب العام،  الإدارة العامة لمباحث المصنفات وحماية حقوق الملكية الفكرية بوزارة الداخلية ، وزارة المالية ، ومصلحة الجمارك المصرية ، ووزارة الثقافة بالإضافة إلى مشاركة الندوة مابين الجهاز الملكية الفكرية  والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) ومكتب البراءات اليابانى وجامعة النيل الدوليةوبحضور سامر الطراونة المستشارالقانوني بشعبة إذكاء الاحترام للملكية الفكرية بمنظمة الوايبو السيد بوشيفومي كوسوموتو  أخصائي المعلومات الدولية - ممثلا عن مكتب البراءات الياباني، والدكتور علاء الدين إدريس أستاذ إدارة التكنولوجيا والخبير الاستشاري بمكتب جامعة النيل الدولية .


أشار عزمي إلى الاستراتيجيةُ الوطنيةُ للملكيةِ الفكريةِ التي أطلقتها مصُر في سبتمبر 2022 تعد بمثابة خارطةَ طريقٍ واضحةً المعالم نحو تحقيقِ هذا الهدف. هذه الاستراتيجيةُ الطموحةُ التي تٌهدفُ إلى استغلال الإمكاناتِ الهائلةِ التي تتمتع بها الملكيةٌ الفكريةُ في دفعِ عجلةِ الابتكاِر والإبداعِ، وتحويلِ الأفكارِ إلى واقعٍ ملموسٍ يُساهمُ في دعمِ وتعزيزِ التنمية الاقتصادية.


ولقد تمثلت الثمرةُ الأولي لهذه الاستراتيجية في إنشاءِ الجهاز المصري للملكيةِ الفكريةِ منذ ثلاثةِ أشهر خَلت، ليُصبحَ الجهةُ المنوطُ بها تنفيذَ هذه الاستراتيجية، حيث يلتزمُ بتقديمِ كافِة أشكال الدعم والخدمات اللازمة للمُبدعين والمًبتكرين، وذلك من خلال توفيرِ بيئةٍ مُحفزةٍ للإبداع، وتبسيطِ الإجراءات، وتقديمِ الاستشاراتِ القانونية والفنية. وتأتي مشاركة الجهاز الوطني للملكية الفكرية في تنظيم هذه الندوة فى إطار حرصه على إلقاء الضوء على أهمية حماية وإنفاذ حقوق الملكية الفكرية.

 
ونبه الدكتور هشام عزمي إلى  إن حمايةَ الملكيةِ الفكرية ليست مجرد مسألةً قانونيةٍ، بل هي ركنٌ أساسي لتعزيزِ الابتكار والنمو الاقتصادي، وتشجيعِ المُبدعين والمبتكرين على تقديم أفضل ما لديهم لخدمة مُجتمعاتهم وأوطانهم، وغيرُ خافٍ على أحد أننا نواجهُ تحدياتٍ كبيرةٍ في مجال حماية الملكية الفكرية. فلقد بات التعدي على الملكيةِ الفكرية ظاهرةً عالمية، تتخذُ أشكالاً مُتنوعةً ومتطورة. فلقد ساهم التطور التكنولوجي في تسهيل عمليات التعدي، وجعلَ مُكافحتَها أكثرَ تعقيداً عن ذي قبل. كما أن العولمةَ قد  زادت من انتشارِ التعدي عبر الحدود، مما يستدعي تضافرَ الجهودِ على المستوى الدولي.


وأضاف الدكتور هشام عزمي في كلمته أن جهاتِ الإنفاذ تلعب دورًا لا يقلُ أهميةً عن دورِ المُشرعين والقُضاة، فهي تمثلُ خطَ الدفاعِ الأول عن حقوقِ الملكية الفكرية، وهي التي تتولى مَهمةَ مُكافحةِ الجرائم المُرتبطة بها، مثل التزويرِ والقرصنة. كما أن وجودَ جِهات إنفاذ فاعلة يعملُ على ردعِ الأفراد والشركات عن انتهاك حقوق الملكية الفكرية، وذلك من خلالِ تطبيق العقوبات القانونية الواجبة. كما أنها تشجعُ من خلالِ  حمايةِ حقوقِ الملكيةِ الفكرية على الاستثمارِ في البحثِ والتطوير، حيث تضمنُ للمخترعينَ والمبدعينَ الحصولِ على عوائدٍ عادلةٍ على جهودهم. إضافةً إلى ذلك ، تُسهمُ جهاتُ الإنفاذِ في خلقِ بيئةٍ تنافسيةٍ عادلة، حيث يتمُ تقييم المنتجاتِ والخِدمات بِناءً على جودتها وابتكارِها وليس على قُدرتها على نسخ أعمال الآخرين. 


غير أن جهاتِ الإنفاذِ تواجهُ تحدياتٍ جسيمةٍ في عصرِنا الحالي، حيث تُسهمُ التطورات التكنولوجية المتسارعة في تسهيلِ عملياتِ التزوير والقرصنة. فلقد فتحت التجارةُ الإلكترونية أبوابًا واسعًة أمام المُنتجات المقلدة، مما يجعلُ من الصعبِ تتبُعِ مصدرها ومُلاحقةِ مُرتكبيها. كما أن الجرائمَ العابرةَ للحدودِ أصبحت أكثر تعقيدًا، حيث يتعاون الخارجون عن القانون عبرَ شبكاتٍ دولية مُترامية الأطراف. بالإضافةِ إلى ذلك، فإن التطورِ المُتسارع للذكاءِ الاصطناعي والطباعةِ ثلاثية الأبعاد يفتحُ آفاقًا جديدة أمام انتهاكِ حقوقِ الملكية الفكرية، مما يستدعي تطوير استراتيجياتٍ جديدة لمواجهة هذه التحديات.


وعلى الرغمِ من ذلك ، فإن التكنولوجيا ذاتَها يمكنُ أن تكونَ حليفاً لنا في مكافحة الجريمة. حيث يمكن استخدام التقنيات الحديثة مثل تحليلِ البيانات الضخمة والتعلم الآلي لتحديد الأنماط السلوكية للمخالفين،  وتتبع حركاتهم. كما يمكنُ استخدام التكنولوجيا الرقمية لتأمينِ الأعمال الفنية والأدبية وحمايتها من التعدي.


وأكد عزمي  أن حمايةَ الملكيةِ الفكرية تعدُ من أولويات الجهاز المصري للملكية الفكرية. وأننا سنعملُ بشكلٍ وثيقٍ وتنسيقٍ مستمر مع الجهات المعنية الأخرى في الدولة لضمانِ إنفاذ القانون وحمايةِ حقوقِ المبدعين.


كما أشيرُ ،في هذا السياق،  إلى الهدفِ الرابع للاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية،  متمثلاً في التوعية المجتمعية بأهمية الملكية الفكرية وحقوقِها ، بإعتبارها ركيزة أساسية لحمايتها. وعليه، فإن الجهاز المصري للملكية الفكرية يولي اهتماماً كبيراً لنشر الوعي بين مختلف شرائح المجتمع، وخاصة الشباب والأطفال.

 

15cb2a4e-49c8-45ce-83c6-839ec5cbb7e4 (1) 6cb5d873-a9f5-4586-9047-b3f33c43ef98 15cb2a4e-49c8-45ce-83c6-839ec5cbb7e4 bb21333f-83ba-4193-a185-dfc6f4f30d16

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجهاز المصري للملكية الفكرية ملف الملكية الفكرية المصری للملکیة الفکریة الجهاز المصری للملکیة الملکیة الفکریة حقوق الم من خلال کما أن

إقرأ أيضاً:

التعليم العالي: بنك المعرفة المصري يطلق أكاديمية شباب الباحثين لتعزيز اقتصاد المعرفة

أطلق بنك المعرفة المصري أكاديمية شباب الباحثين، كخطوة استراتيجية لدعم الباحثين في بداية مسيرتهم الأكاديمية والبحثية، وإعدادهم للمساهمة بفاعلية في تطوير البحث العلمي والتعليم العالي محليًا ودوليًا، في إطار تعزيز اقتصاد مصر القائم على المعرفة.

ويُعد بنك المعرفة المصري أكبر مكتبة رقمية ومنصة بحثية وطنية، حيث يوفر موارد وأدوات أكاديمية عالمية للباحثين والمعلمين والطلاب. وتأتي الأكاديمية الجديدة لتعزز رسالته من خلال توفير فرص منظمة لبناء القدرات موجهة خصيصًا للباحثين الناشئين في الجامعات والمعاهد البحثية المصرية.

رسالة عاجلة من ألفي طبيب أسنان لوزير التعليم العالي.. ماذا يريدون؟التعليم العالي: نسعى لتقديم الدعم لأبنائنا الطلاب من خلال منظومة شاملة ومتكاملة لتأهيلهم لسوق العمل

وأكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الأكاديمية تمثل استثمارًا وطنيًا لإعداد جيل جديد من العلماء القادرين على الابتكار والمنافسة على المستويين الإقليمي والدولي، مشددًا على أهمية تزويد الباحثين الشباب بالمعرفة الحديثة والمهارات العملية اللازمة لتعزيز مكانة مصر العلمية والبحثية.

تم تطوير أكاديمية شباب الباحثين بالتعاون مع مؤسسة كلاريفيت، الشركة العالمية الرائدة في مجال معلومات وتحليلات البحوث، بما يضمن دمج أفضل الممارسات الدولية مع أولويات التنمية الوطنية المصرية. واستفاد تصميم البرنامج من خبرات كلاريفيت في قواعد بيانات الاستشهادات وتقييم البحوث والنشر الأكاديمي، مع التركيز على الكتابة العلمية، علم القياسات البيبليوغرافية، وتعزيز ظهور الباحثين.

من جانبها، أوضحت الدكتورة جينا الفقي، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والمشرف العام على بنك المعرفة المصري، أن الأكاديمية تهدف إلى تطوير الكفاءات الأكاديمية الأساسية للباحثين في بداية مسيرتهم، بما يسهم في تعزيز مساهمتهم في البحث العلمي والتعليم العالي على المستويين الوطني والدولي، مشيرة إلى أن البرنامج التدريبي يجمع بين المحتوى النظري والتدريب التطبيقي بشكل يواكب احتياجات منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر.

وتستهدف الأكاديمية تدريب ما يصل إلى 1500 باحث من مختلف الجامعات والمعاهد المصرية عبر برنامج دراسي شامل متعدد الوحدات يغطي جوانب البحث العلمي كافة، بما يعزز من قدراتهم الأكاديمية ويؤهلهم لتحقيق تأثير ملموس في مؤسساتهم.

يغطي البرنامج التدريبي سبعة مجالات رئيسية تشمل كتابة المخطوطات البحثية، مع تقديم إرشادات حول الكتابة العلمية واختيار الدوريات وإدارة عملية النشر، إلى جانب كتابة طلبات التمويل وفقًا للمعايير الوطنية والدولية، وتحكيم البحوث بما يتضمن التدريب على أخلاقيات وتقنيات التقييم البحثي. كما يشمل تطوير مهارات التدريس الجامعي من خلال استراتيجيات قائمة على الأدلة، وتنمية مهارات التعاون مع الصناعة عبر بناء شراكات وإدارة حقوق الملكية الفكرية، بالإضافة إلى تعزيز مهارات التواصل البحثي مع مختلف الفئات، وبناء ملفات الباحثين الرقمية، إلى جانب وضع استراتيجيات فعالة للتعاون الأكاديمي والبحثي الدولي.

ويتضمن البرنامج ورش عمل متخصصة، وعمليات محاكاة تدريسية، وأنشطة عملية مثل تحكيم البحوث والعروض الأكاديمية وتخطيط المشاريع التعاونية، بما يضمن تطبيق المهارات المكتسبة على أرض الواقع.

وأكدت الأكاديمية أهمية التكامل مع الموارد الوطنية، وفي مقدمتها بنك المعرفة المصري، وتسعى إلى إكساب الباحثين الشباب رؤية مهنية واضحة ومعرفة أكاديمية متعمقة تمكنهم من الإسهام الفعلي في بناء النظام البيئي البحثي المصري، وتعزيز التأثير المؤسسي محليًا ودوليًا.

طباعة شارك التعليم العالي وزارة التعليم العالي بنك المعرفة

مقالات مشابهة

  • فك شفرات القنوات الفضائية.. ضبط المتهم بالتعدي على حقوق الملكية الفكرية
  • التعليم العالي: بنك المعرفة المصري يطلق أكاديمية شباب الباحثين لتعزيز اقتصاد المعرفة
  • مذكرة تفاهم بين عمان الأهلية والاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية
  • جامعة الفيوم تنظم ندوة عن حماية الملكية الفكرية وتعزيز إبداعات الشباب
  • جامعة الفيوم تحتضن ندوة «الملكية الفكرية وعلاقتها بإبداعات الشباب»
  • احتفالًا باليوم العالمي للملكية الفكرية.. وزير العدل يشهد تكريم أوائل دورة المبادئ الأساسية لحقوق الملكية الفكرية
  • وزير العدل يشهد احتفالية تكريم أوائل دورة مبادئ حقوق الملكية الفكرية
  • الإثنين.. الجهاز المصري يحتفل باليوم العالمي للملكية الفكرية
  • في اليوم العالمي للملكية الفكرية… وزارة الاقتصاد والصناعة تؤكد ‏قيمة ‏الابتكار وحماية حقوق ‏المخترعين ‏
  • لماذا يحتفل العالم بيوم لحماية الملكية الفكرية؟.. خبراء: حماية الإبداع استثمار استراتيجي للمستقبل.. وخطوة لبناء اقتصادات المعرفة الحديثة