من المسرح إلى أم كلثوم.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجديد
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
برزت موهبة الفنانة المصرية منى زكي منذ منتصف التسعينيات، إذ جذبت الأنظار سريعا بأدائها المميز الذي فتح أمامها أبواب النجومية. ولدت في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1976، وكانت بداياتها الفنية على المسرح المدرسي والجامعي. ثم قدمها الفنان محمد صبحي للجمهور من خلال مسرحية "بالعربي الفصيح"، التي شكلت نقطة انطلاقها نحو عالم الاحتراف.
وسيتم تكريم منى زكي خلال الفترة المقبلة في الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي المقامة من الخامس إلى 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إلى جانب مشاركتها في جلسة حوارية عن مسيرتها الفنية خلال فعاليات المهرجان.
أدوار سينمائية مميزةعملت منى مع أسماء بارزة في الدراما، إذ شاركت في أعمال مثل "العائلة" للكاتب وحيد حامد، و"ليالي الحلمية" الجزء الخامس للكاتب أسامة أنور عكاشة. ومثلت أمام نجوم كبار مثل يحيى الفخراني في "نصف ربيع الآخر" وممدوح عبد العليم في "الضوء الشارد"، مما ساهم في صقل موهبتها وتأسيس مكانتها الفنية.
لكن السينما كانت منصة بارزة لتألقها، حيث جسدت شخصية "جيهان السادات" في فيلم "أيام السادات" للمخرج محمد خان، وشاركت مع أحمد زكي في "اضحك الصورة تطلع حلوة". كما صنعت ثنائيات ناجحة مع أحمد السقا في "أفريكانو"، و"مافيا"، ومع كريم عبد العزيز في "أبو علي" و"ولاد العم".
إعلانومع بداية الألفية، أصبحت القاسم المشترك للأعمال الناجحة، مثل "صعيدي في الجامعة الأميركية" و"الحب الأول". ورغم الصعوبات التي واجهتها زميلتها حنان ترك في أواخر التسعينيات، فإن منى زكي نجحت في تصدر البطولة النسائية، مستفيدة من موهبتها وحسن اختياراتها.
ورغم النجاح، لم تخلُ مسيرة منى زكي من التحديات، إذ تعرضت لانتقادات بسبب مسلسل "السندريلا"، الذي جسدت فيه شخصية سعاد حسني عام 2006. ورغم محاولاتها للاقتراب من ملامح الشخصية، فإن العمل قوبل بمقارنات غير منصفة. كذلك، أثار فيلم "تيمور وشفيقة" انتقادات بسبب تخلي بطلتها عن طموحها المهني لإرضاء حبيبها. هذه التجارب دفعت منى زكي للتأمل وإعادة تقييم اختياراتها الفنية.
وبعد بعض الإخفاقات، قدمت الممثلة المصرية أدوارا أكثر نضجا، مثل "احكي يا شهرزاد" الذي ناقش قضايا المرأة، و"أسوار القمر" حيث جسدت شخصية فاقدة للبصر. كما عادت للدراما ببطولة مميزة في "آسيا" و"أفراح القبة"، ووصلت إلى قمة النضج الفني في مسلسل "لعبة نيوتن"، الذي ناقش تحديات اجتماعية تواجه النساء.
بعيدا عن الفن، تلعب منى دورا حيويا في النشاطات الإنسانية، إذ تشارك في حملات توعية لمكافحة الفقر ودعم تعليم الأطفال. كما تم اختيارها سفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة اليونيسيف، مما يعكس اهتمامها بقضايا المجتمع.
"مغامرة" السير الذاتية مجددابعد نجاحها في فيلم "رحلة 404" الذي مثّل مصر في الأوسكار، تعود منى زكي لتجربة السير الذاتية عبر تجسيد شخصية أم كلثوم في فيلم "الست"، متحدية الانتقادات السابقة التي واجهتها في مسلسل "السندريلا".
تكريما لمسيرتها الممتدة والمليئة بالمغامرات، سيتم تكريم الفنانة المصرية في الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، حيث ستشارك أيضا في جلسة حوارية عن رحلتها الفنية.
إعلانتُعد المغامرة والتجديد عاملين أساسيين لاستمرارية نجومية منى زكي طوال هذه العقود، إذ استطاعت كسر الصورة النمطية للفنانة الرومانسية لتصبح رمزا للأدوار العميقة والمركبة، مما جعلها أحد أعمدة السينما والدراما العربية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة المصري يستقبل نظيرته الفرنسية بمتحف أم كلثوم بالمنيل.. تفاصيل
استقبل الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، نظيرته الفرنسية رشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية، والوفد المرافق لها، خلال زيارة تفقدية لمتحف أم كلثوم بقصر المانسترلي بجزيرة منيل الروضة، وذلك ضمن فعاليات الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر.
وتفقد الوزيران المتحف الذي يضم مجموعة نادرة من مقتنيات كوكب الشرق أم كلثوم، إلى جانب عدد من الصور الفوتوغرافية، والأوسمة، والنياشين التي حصلت عليها سيدة الغناء العربي، والتي تُبرز المكانة الفريدة التي احتلتها في الوجدان العربي والعالمي.
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو أن زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية إلى مصر تمثل فرصة مهمة لتأكيد عمق ومتانة العلاقات المصرية الفرنسية على الصعيدين الرسمي والشعبي، وخطوة جادة نحو تعزيز أواصر التعاون الثقافي بين الجانبين.
وأشار إلى أن عام 2019 شهد إعلان القيادة السياسية في البلدين عامًا للثقافة المصرية الفرنسية، وهو ما مثّل تتويجًا للعلاقات الوثيقة بين الجانبين، حيث تم خلاله تنظيم العديد من الفعاليات الفنية والفكرية التبادلية، التي ساهمت في تعزيز التعاون والتبادل الثقافي على مختلف المستويات.
ولفت إلى أن متحف أم كلثوم يُعد أحد أبرز المعالم الثقافية في مصر، ويجسد ثراء الهوية المصرية وتاريخها الفني من خلال سيرة أسطورة الغناء العربي، كوكب الشرق أم كلثوم.
وأضاف وزير الثقافة أن اختيار قصر المانسترلي بجزيرة الروضة المطلة على نهر النيل كمقر لهذا المتحف يعكس روح مصر التراثية العريقة، ويعبّر عن حرص الدولة على الحفاظ على معالمها الأثرية وتكريسها كمنارات للثقافة والتاريخ.
من جانبها، أعربت السيدة رشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية، عن سعادتها البالغة بزيارة متحف أم كلثوم، الذي اعتبرته شاهدًا حيًا على عمق التاريخ الثقافي المصري، وتعبيرًا صادقًا عن اهتمام المصريين بتوثيق رموزهم التاريخية وتخليد إرثهم الفني، مؤكدة أن أم كلثوم تُعد أيقونة ثقافية عربية وعالمية. وأشارت داتي إلى أهمية هذه الزيارة في تعزيز الحوار الثقافي وتبادل الخبرات بين البلدين، مؤكدة أن العلاقات التاريخية بين مصر وفرنسا تفتح آفاقًا واسعة للتعاون المشترك في مجالات الثقافة والفنون والحفاظ على التراث، بما يُعزز التزام البلدين بصون التراث الثقافي العالمي.
وعقب الجولة التفقدية، عقد الجانبان جلسة مباحثات تناولت سبل تعميق التعاون الثقافي بين البلدين، حيث اقترحت وزيرة الثقافة الفرنسية أن تحل فرنسا ضيف شرف لإحدى الدورات المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يُعد أحد أعرق معارض الكتب العالمية. كما تم بحث التعاون في مجالات النشر والترجمة من العربية إلى الفرنسية والعكس، وتوثيق وترميم ورقمنة المخطوطات والوثائق، بالإضافة إلى إعداد ملفات مشتركة لصون عناصر التراث غير المادي، خاصة ما يتعلق بالتراث المشترك لمنطقة الشرق الأوسط، إلى جانب تبادل العروض الفنية والموسيقية والأوبرالية، والتعاون في مجال السينما، والعمل على إحياء وتفعيل بروتوكولات تعاون ثقافي تُعزّز تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
شارك في الزيارة من الجانب الفرنسي عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم: هوبير تاردي-جوبير، المستشار الدبلوماسي للوزيرة؛ إيفا نغوين بينه، السفيرة ورئيسة المعهد الفرنسي في باريس؛ جولي كريتزشمار، المفوضة العامة لموسم البحر الأبيض المتوسط 2026؛ شارل بيرسوناز، مدير المعهد الوطني للتراث؛ جيل بيكوت، رئيس المكتبة الوطنية الفرنسية؛ بريزة خياري، رئيسة منظمة ALIPH ومستشارة رئيس الجمهورية الفرنسية وعضو مجلس الشيوخ السابق؛ وإريك ليباس، الملحق الثقافي.
ومن الجانب المصري، حضر كل من: الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب؛ الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية؛ المهندس حمدي السطوحي، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية؛ الدكتورة نهلة إمام، مستشار وزارة الثقافة لشؤون التراث غير المادي؛ والدكتورة رانيا عبد اللطيف، رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة.