الجنجويد لم يقرأوا التاريخ ولم يتعظوا من سننه وقوانينه ، التاريخ يقول أن مشاريع الإخضاع تفشل وتنهار عندما تصل ذروة طغيانها وجبروتها ، فلا مقومات بقاء تساعد في إستمرارها ولا مشاريع سياسية يتم تسويقها ولا مواطنين يقبلون بوجودها ، هذه حركة التاريخ وفلسفته ، لا حميدتي ولا داعميه يمكن أن يغيروا ذلك ، فالأرض تقاتل مع أهلها وتعرف أعدائها .

.

ستنتفض الجزيرة وسيهرب الجنجويد ويتركوا أسلحتهم من خلفهم ، اما عملاء الجنجويد ومن تعاون معهم ستنصب لهم المشانق في قرى الجزيرة وسيتم تحويلهم لخيآل مآتة طبيعي حتى تكون أجسادهم آية لمن خلفهم وشاهدة على الخيانة والتآمر وما ذلك ببعيد ..

في نهاية المطاف، إرادة الشعب وعزيمة الصابرين والمكلومين هي التي ستنتصر ، بجيشها ورجالها وشيوخها ونسائها، ستلفظ أرض الجزيرة الغرباء المحتلين وتردهم خائبين ومهزومين ، النهاية الحتمية لهذا الإجرام هي هروب وهلاك الآلاف من الجنجويد في الجزيرة وعودة المواطنين إلى مناطقهم وأرضهم التي خبروها ، لا صدفة ولا نجاة ولا فزع يمكن أن يبقي الغزاة في أرض ليست أرضهم. فقط انتظروا يا جنجويد ليوم الهلاك الكبير .

Hasabo Albeely

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

من ذاكرة التاريخ: "الرُز المُر"

 

علي عبدالله اللواتي  

رجل أربعيني ذو شخصية هادئة وعبقرية تجارية، كان ضمن مجموعة إخوة، وهم أحمد وقمر وعلي وعبد الأمير، عملوا على توسعة مجموعة شركات والدهم سلطان فاضل المُسماة بشركة "دبليو. جي. تاول وشركاه".

ورغم شدة عطفه على الفقراء والأيتام، وتخصيصه يوم الجمعة لزيارتهم، كانت له شخصية مهابة من جهة، وخدومة من جهة أخرى، ممتدة اليد تجاه من عرفه ومن لم يعرفه، فقد كان يكرر: "هذا من فضل ربي".

إنِّه المغدور به عبد الأمير بن سلطان بن فاضل، خامس أصغر شخصية قيادية من أبناء المرحوم سلطان فاضل، ونظرا لرقة عواطفه، خصوصا على الفقراء والقاصدين له، فقد لُقِب "بجوهر العائلة".

عُرف المغدور به أيضًا بـ"حلال المشاكل"، لاهتمامه بحل الخلافات الأسرية، وكان قد تخرج في المدرسة السعيدية، مُحبًا للعلم، واستقر به الحال بعد التخرج في الكويت ومنها انطلق مؤسسًا لتجارة العائلة.

يذكر سائقه أحمد، وكذلك حسن مندوب العلاقات العامة في مؤسسته، أنه كان يشجعهما على الالتحاق بالدراسة مساءً، ويمنحهما مبالغ مالية لشراء القرطاسية، ولولا هذا التشجيع والدعم والسخاء من جانب عبد الأمير لما تمكن حسن من الحصول على وظيفة في "مطار السيب الدولي" كما كان يُعرف سابقًا وفي بداية عصر النهضة.

ربما لا يعلم الكثير بأن المغدور به كان قد قدم دعمًا للطلبة العُمانيين القاصدين روسيا وبعض البلدان العربية كاليمن والعراق ومصر للتعلم، ليس هذا فحسب، وإنما ساهم مع الشيخ أحمد السعدون الذي كان يعمل على ملف إرجاع العُمانيين من اليمن ودول عربية أخرى فور تقلد السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- الحكم في عام 1970، فقد كان يعمل جاهدًا على توفير سكن لهم، وكذلك مستلزمات ضرورية تمكنهم من السفر بما فيها شراء تذاكر السفر ونفقة الجيب لاستقبال هؤلاء وتوفير ضروريات المعيشة لهم.

لكن شاءت الأقدار أن يبدأ معه مشوار الخديعة من لبنان، والذي انتهى باغتياله. وبدايات المأساة كانت عندما رست مناقصة شراء الأرز الباكستاني من الحكومة الباكستانية على شركتهم (شركة تاول)، بجهود متميزة بذلها أخوه الأكبر أحمد سلطان، ولكنَّ تاجرًا عراقيًا يُدعى مهدي بن صالح اليعقوبي، والذي كان منافسًا لهم في نيل المناقصة، وعندما فقدها ولم ترسو على شركته، طالب شركة "دبليو جي تاول وشركاه" بدفع عمولة تقدر بمائة ألف دينار كويتي، بحجة أنه صاحب الفضل في رسو المناقصة الباكستانية على شركة "دبليو جي تاول وشركاه"، ولرفضها ذلك، باشر المدعو اليعقوبي برفع قضية على الشركة، وعندما لم يكتب للقضية النجاح، دبّر مكيدة عبر شركة وهمية بعث من خلالها ببرقية إلى شركة "دبليو جي تاول" يدعوها للحضور إلى بيروت لمناقشة مشروع بناء مدينة سكنية متكاملة على غرار مدينة السلطان قابوس في مسقط، فانطلق المغدور به لحضور ذلك الاجتماع الوهمي، نيابة عن أخيه الأكبر أحمد سلطان، والذي أصيب بوعكة صحية، ويقول المقربون إن عبدالأمير لم يكن مرتاحًا من هذه السفرة، وهذا الشعور كان قد سرى في أفراد الأسرة أيضًا، إلّا أنه آخر المطاف حسم الأمر وتوجه نحو ما خططه القدر.

وفي بيروت، كان اليعقوبي قد حجز له غرفة في فندق "هوليداي إن"، وعند الاجتماع بينهما في غرفة الفندق وبحضور ولد اليعقوبي، احتدم النقاش بينهما حول دفع  العمولة إجبارًا، واستعرت المناقشة والاحتدام بعدم أحقيته في نيل العمولة لتنتهي بإخراج اليعقوبي مسدسًا من جيبه، وأفرغ رصاصاته في قلب عبد الأمير ليُرديه قتيلًا، وكان مقتله في يوم الجمعة، وقد تمَّ إخفاء جثته في الغرفة لفترة حتى تم اكتشافها بعد يومين من مقتله.

تناقلت وسائل الإعلام الكويتية الخبر، وكذلك بعض الصحف اللبنانية، وانتشر خبر مقتل التاجر العُماني عبد الأمير في بيروت، وقامت جريدة "الحوادث" العريقة برئاسة الصحفي القدير "سليم اللوزي" بنشر حلقات يومية عن الحادثة تحت مسمى "الرز المُر" ، كما شاركت الأديبة والروائية غادة السمان بكتابة مقال حزين عن الحادثة.

وفي سلطنة عُمان، أغلق مجموعة من التجار محالِّهم حدادًا على مقتل زميلهم، وأصدر السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- أمرًا بسحب القنصل العُماني من لبنان على إثر هذه الحادثة احتجاجًا على هذه الحادثة الأليمة.

وقد نعى المرحوم عبد الأمير، كل البيوت التي كان يصل إليها خير يده، ولا يسعنا إلّا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمك الله يا أبا محمد، وأسكنك في جناته، وخالص التعازي لأسرته.

 (*) العنوان مقتبس من الحلقات التي نشرتها جريدة الحوادث اللبنانية برئاسة سليم اللوزي

مقالات مشابهة

  • أكبر مهدد للجنجويد هم الجنجويد أنفسهم
  • هذا سبب غياب اللواء الدويري عن شاشة الجزيرة خلال الايام الفائتة
  • بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النازحين في غزة
  • مناوي: نبارك للقوات المسلحة والقوة المشتركة في محور الجزيرة على هذا الانتصار العظيم
  • وزير الدفاع يعلن تحرير منطقة ام القرى شرق الجزيرة واستلام مصنع سكر سنار
  • الجزيرة 360 تصل إلى مليون مشترك خلال وقت قياسي
  • مؤتمر الجزيرة: الدعم السريع تهاجم قرى جديدة وتواصل جرائمها ضد المدنيين
  • مدير مشروع الجزيرة يصدر قرارا باعفاء ٥٠% من رسوم خدمات الادارة
  • من ذاكرة التاريخ: "الرُز المُر"