احتفالات عيد الاتحاد الـ53.. الهوية الوطنية بين التراث الإماراتي والمستقبل المستدام
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
احتفلت دولة الإمارات بعيد الاتحاد الـ 53 في عرض رسمي أقيم لأول مرة في مدينة العين "دار الزين"، الحدث الذي جسّد قصة الاتحاد من جذوره العميقة وصولًا إلى تطلعاته المستقبلية، وجمع بين الإبداع الفني والابتكار التقني ليبرز جمال الهوية الوطنية وروح الانتماء، وبحلة إبداعية تعكس التراث الإماراتي العريق ورؤية مستدامة للمستقبل.
وقدّم العرض من خلال السرد البصري الذي بدأ بعصور التاريخ الأولى ومرّ بمسيرة القادة المؤسسين، قصة مُلهمة توثق تاريخ الاتحاد وتبرز قيمه التي تحملها الأجيال، ومن استخدام الطائرات بدون طيار إلى توظيف الموسيقى المستوحاة من التراث، نجح العرض في تقديم تجربة متكاملة تمزج بين الفخر الوطني والابتكار الفني. فريق متميز وبقيادة فريق متميز وبإشراف شخصيات وطنية بارزة، حمل حفل الرسمي لـ عيد الاتحاد هذا العام رسالة رئيسية وهي "التمسك بجذورنا الثقافية هو الطريق نحو بناء مستقبل مستدام ومشرق لدولة الإمارات".
وقال عبدالله بطي القبيسي المدير التنفيذي لقطاع التوعية والمعرفة التراثية بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، إن الهيئة شاركت في عدة مجالات رئيسية، شملت تنظيم المحتوى الشعري والقصائد، والتي شارك في تنظيمها تسعة شعراء من الدولة، وتم اختيار أنسب القصائد عبر لجان المحتوى لضمان قوة القصيدة إلى جانب أن الهيئة نظمت مشاركة الإبل في الحفل، وتنسيق الأزياء الإماراتية التراثية، وتنظيم الفنون الشعبية، مثل فن الحربية الذي قُدم في ختام الحفل.
وحول ما يميز الشعر والقصائد لهذا العام، أوضح أن ما يميزها هو الكوكبة المتميزة من الشعراء والملحنين الذين شاركوا في إعدادها وتميزوا بقصائدهم بالتعاون مع الملحن الكبير محمد الأحمد، وأبدعوا في تقديمها جامعين بين الجزالة والجمالية العالية، كما تميزت أغاني الحفل لهذا العام بقصائد من التراث الإماراتي مثل قصائد الماجدي بن ظاهر، وقصيدة للشيخ خليفة بن زايد الأول، وقصيدتين للشاعرة عوشة السويدي، مما أضفى طابعًا تراثيًا أصيلًا على الحفل. تحدٍ كبير من جانبه، أوضح بطي المهيري، مدير عمليات احتفالات عيد الاتحاد الـ53، أن تنظيم حدث بهذا الحجم يمثل تحديًا كبيرًا نظرًا لمساحة وموقع الاحتفال الذي أقيم في متنزه جبل حفيت، وهو موقع مدرج ضمن قائمة اليونسكو، مما فرض الالتزام بمجموعة من القوانين التي تراعي كل نواحي الاستدامة، مشيراً إلى أنه منذ اختيار الموقع تم الاتفاق مع الجهات المعنية في أبوظبي لضمان الحفاظ على المحمية وإعادة الموقع إلى حالته الأصلية بعد انتهاء الحدث.
وأضاف أن المساحة المخصصة للعرض هذا العام تعتبر الأكبر في تاريخ احتفالات عيد الاتحاد، أما من ناحية الإعداد، فقد شارك ما يقارب 10 آلاف شخص من 81 جنسية في الإنتاج والبناء والتجهيزات والعروض.
من ناحيته، قال محمد الأحمد، مؤلف وملحن موسيقي في احتفال عيد الاتحاد الـ53، إن الموسيقى في الاحتفالات الوطنية تتميز بطابعها الخاص لكونها ألحانا تحاكي المشاهد وتعبر عن حالة المشهد ورسائله، والمشهد عبارة عن قصة متكاملة تدمج بين القصائد والمشاهد البصرية والموسيقى، حيث يتم تأليف الموسيقى بأسلوب فريد وخاص يجمع بين العناصر الشرقية والغربية بنكهة إماراتية مميزة.
وأشار إلى أن الأوركسترا المشاركة في حفل هذا العام هي "الأوركسترا الفيلهارمونية الملكية" وعدد أفرادها 66، إضافة إلى مشاركة 33 عازفاً من الإمارات، مضيفاً أن عرض هذا العام جمع بين التراث والابتكار لتقديم عرض موسيقي فريد يعكس الهوية الإماراتية ويفخر بموروثها الثقافي. سرد تاريخي بدوره، قال عبد الرحمن راشد النعيمي مدير قسم مواقع التراث العالمي في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، إن الدائرة شاركت في إعداد مراجع السرد التاريخي والفني للحفل، وذلك من خلال تقديم معلومات وأبحاث عن الآثار في مدينة العين، التي تشمل فترات متعددة وكان دور الدائرة يتمثل في توفير محتوى علمي غني يدعم فكرة الاحتفال، حيث ركز العرض على أبرز الآثار في مدينة العين بحكم اختيارها كموقع للاحتفال، لافتاً إلى أن الحديث يدور حول مدافن جبل حفيت التي تعود إلى العصر البرونزي المبكر قبل أكثر من 5000 عام وهي شاهدة على تاريخ طويل ومميز.
من جانبها، قالت رندة عمر بن حيدر من شركة بني وآل للثقافة، إن عيد الاتحاد لهذا العام، يمثل تجربة استثنائية، خاصة أننا نعمل مع فريق عيد الاتحاد للسنة الرابعة، في صياغة سردية الحفل التي تعبر عن روح الاتحاد .
وأشارت إلى أنه تم التركيز بشكل كبير على النخلة التي تعد رمزاً يربط بين مختلف مجتمعات وبيئات الإمارات، بدءًا من استخدامها في بناء البيوت والحصول على الطعام وصولاً إلى الصناعات التقليدية، وتم استعراض مشاهد تُظهر مختلف أفراد المجتمع وهم يستخدمون النخل في حياتهم اليومية وصناعاتهم. مشاعر إيجابية بدورها، أكدت ريم محمد المنصوري من شركة بني وآل للثقافة، أن العمل الجماعي والتحضيرات الدقيقة التي حدثت خلف الستار هي العامل الأساسي الذي ساهم في نجاح الحفل لهذا العام، وما يميز التجربة هو حماس الجميع، خاصةً أن الحفل الرسمي يُقام في مدينة العين حيث كان الجو مليئًا بالمشاعر الإيجابية.
من جهتها، قالت فاطمة سلطان النعيمي مدير مشروع عيد الاتحاد الـ53، إن دورها الأساسي في الحدث تمثل في ضمان أن تكون جميع هذه العناصر مرتبطة بثقافة دولة الإمارات وقصة العرض واستراتيجيته بشكل عام والتي تركز على يوم توقيع عهد الاتحاد وتوحيد دولة الإمارات عام 1971 .
من جانبها، قالت عائشة عبد الله النعيمي مدير الاتصال في لجنة تنظيم عيد الاتحاد الـ53، إن عيد الاتحاد يحمل معاني غنية ومميزة تعكس روح هذه المناسبة الوطنية الفريدة، مشيرة إلى من خلال هذا المصطلح نسرد قصة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، تلك القصة الفريدة والمليئة بالقيم التي قامت عليها دولتنا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حرب سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عيد الاتحاد لإمارات العين الإمارات عيد الاتحاد العين عید الاتحاد الـ53 فی مدینة العین دولة الإمارات لهذا العام هذا العام إلى أن
إقرأ أيضاً:
“معهد الإمارات المالي” يتعاون مع “الهوية والجنسية” ومؤسسات مالية لتطوير المدفوعات البيومترية
برعاية مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، وقع مركز الابتكار التابع لمعهد الإمارات المالي، والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، خمس مذكرات تفاهم مشتركة مع كل من بنك الإمارات دبي الوطني، ومصرف الشارقة الإسلامي، وبنك المارية المحلي، وشركتي التكنولوجيا المالية “PayBy” و”Tabby”، بهدف تطوير استخدام البيانات البيومترية لمصادقة المدفوعات، وإتاحة المجال لإجراء المعاملات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، بما فيها التسوية الفورية، والمعاملات القائمة على الأجهزة وغير القائمة عليها، ما يضمن نظاماً مالياً آمناً وسلساً.
وتمثل هذه الشراكة، حالة الاستخدام الأولى التي يتم تنفيذها ضمن البيئة التجريبية التقنية “Technical Sandbox” منذ تدشين مركز الابتكار التابع لمعهد الإمارات المالي، ما يؤكد حرص دولة الإمارات على دفع عجلة الابتكار المالي، وتحسين تجربة العملاء.
وسيواصل مركز الابتكار التابع لمعهد الإمارات المالي دوره في استقطاب جهات من القطاع المالي وتسهيل مشاركتهم في استكشاف المدفوعات القائمة على البيانات البيومترية في الدولة.
كما ستركز هذه الشراكة على دمج تقنيات المصادقة البيومترية لتعزيز معاملات الدفع الآمنة والسلسة باستخدام أنظمة الدفع التابعة للمصرف المركزي مثل، منصة “آني” المتطورة للدفع الفوري، والمنظومة المحلية لبطاقات الدفع “جيوَن”، وتطوير الخدمات المالية الرقمية عبر استخدام تقنيات متقدمة للتحقق من الهوية لضمان أمان أكبر، وتوافر الخدمة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ودعم المعاملات القائمة على الأجهزة وغير القائمة عليها.
وقال سعادة إبراهيم السيد محمد الهاشمي، مساعد المحافظ لشؤون المكتب التنفيذي، أمين عام مجلس إدارة مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي: تعكس مبادرة استكشاف تقنيات المصادقة البيومترية للمدفوعات الرقمية في البيئة التجريبية، التزام المصرف المركزي المستمر بتحسين النظام المالي في دولة الإمارات من خلال دمج تقنيات التحقق البيومتري، ومن خلال هذا التعاون الوثيق مع شركائنا، سنتمكن من تعزيز أمان وكفاءة المعاملات، مما سيجعل المدفوعات الرقمية أكثر موثوقية ووصولًا لجميع المستخدمين.
ومن جهته قال سعادة سيف حميد الظاهري، مساعد محافظ المصرف المركزي للعمليات المصرفية والخدمات المساندة، ونائب رئيس مجلس إدارة معهد الإمارات المالي: تمثل هذه الشراكة قفزة نوعية في تطور المدفوعات الرقمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيؤدي دمج المصادقة البيومترية مع أنظمة الدفع التابعة للمصرف المركزي إلى تعزيز الأمان والسرعة وتحسين تجربة المستخدمين من خلال تمكين المعاملات الرقمية القائمة على الأجهزة وغير القائمة عليها.
وأضاف: تعزز هذه المبادرة الثقة والموثوقية كما تعمل أيضاً على إنشاء نظام مالي أكثر سلاسة وشمولية، ما يفتح فرصاً جديدة للشركات والمستهلكين على حد سواء.
من جانبه، قال سعادة اللواء سهيل سعيد الخييلي، مدير عام الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ بالإنابة: نفخر بأن تكون الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ في طليعة هذه الشراكة التحولية، والتي توفر التقنية البيومترية لتمكين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية المبتكرة من تطوير تقنيات أنظمة المدفوعات، وستُعيد هذه الشراكة تشكيل مشهد المدفوعات في دولة الإمارات، ما يوفر نظاماً مالياً أكثر أماناً وابتكاراً للمواطنين والمقيمين في الدولة.وام