أعاد لي تكأكأ منسوبي "تقدم: حول لقاء عبد الحي يوسف الأخير تلك الأيام من الثورة التي كان فيها نفس عبد الحي هدفاً لسهامهم لعبارات منه بحق الثورة لم يتوقفوا عندها جيداً. وهذا ما اسميه "عادة المعارضة" الشقية التي المظاهرة مبلغ علمها من أي وضع معقد يطرق بابها. ووجدتني كتبت نحو أربع أو خمس مقالات لسبر غور تلك المواقف المعقدة التي جاء بها عبد الحي وتخلص الثوريون منها ب"أرجلهم": عبد الحي الكوز الني".
عبد الحي يوسف: إعادة اختراع لنافع على نافع
عبد الله علي إبراهيم
16 اكتوبر 2019
أريد أن أعلق هنا على بعض الأداءات السياسة الأخيرة للثورة من زاوية ما سميته اقتصاد الطاقة الثورية. فبدا لي أن مصارفنا للطاقة الثورية، وهي سلاحنا الذي لا غيره، مرتبكة. فتجدنا نولي أمراً هيناً قصارى جهدنا بينما يقصر باعنا عن أمور حرجة للثورة.
فوجئت في تظاهرة لجنة المعلمين قبل يومين بأن بعض ما تحقق لهم من وقفتهم الاحتجاجية مما نسميه "معادلة صفرية". فقد أعادوا السبت عطلة كما كان قبل تغييره بواسطة رئيس الوزراء من جانب واحد. ولا أدري كيف غابت لجنة المعلمين أصلاً عن صورة قرار إبطال عطلة السبت الرئاسي ليصير مطلباً يتجيشون حوله. فالقرار بالعمل يوم السبت والغائه معادلة صفرية نموذجية. والطاقة التي بذلت لرد البضاعة فاقد كبير في اقتصاد الطاقة الثوري.
أتمنى، من جهة أخرى، أن يكون صحيحاً ما قاله الشيخ عبد الحي يوسف من أنه "ضحية" البيعة التي انعقدت له في جمعة مضت. فهو لم يطلبها، في قوله، ولا ينوي الامتثال لها. ولا أقول ذلك شفقة به. فقد ركب الشيخ مركباً صعباً. ولكن تمنيت أن يَصْدق ما قاله عبد الحي شفقة بنا. فقد أزعجتني الطاقة التي نهدرها في الرد الكثيف على نيرانه. ونقول في السودان "ما تسوي للهمبوك (قشة آفة على الزرع) شوك" في معنى ألا تعظم الأمر الهين. فقد أشفقني ما بدا لي من أننا ربما لا نحسن قراءة سِفر نصرنا. كأننا لم ننتصر بعد. فمن غضب الله على الفلول من نظام الإنقاذ أنها صارت تتكفف القيادة. تشحدها قاده قرعتها. فقد أفلس النظام على الحديدة وأتسخ بما لا يغري أحد بتصدر الدفاع عنه إلا لمثل ذلك الهزوءة الذي تنعقد حلقته من الفلول عند محاكمات البشير. وفي خطبه العبيطة يندب حظ نظامه المخلوع الذي انفرط من حوله عقد قادة "ضاقوا حلوهو"، ويتهدد هؤلاء القادة بالثبور. وأخشى أن تكون عادتنا في الاحتجاج على الإنقاذ لثلاثة عقود قل فيها النظر، أو انعدم، هي التي تملي علينا هذا الإفراط في شأن عبد الحي. وكانت "سوادة" الاحتجاج تحت الإنقاذ نافع على نافع. وبدا لي فرط تركيزنا على عبد الحي، بينما تغيب عنا مسائل حرجة في إدارة الدولة، بمثابة إعادة اختراع لنافع الذي غادر المسرح.
وبينما نهدر طاقة عزيزة في ما لا يسوى تجدنا نضن بهذه الطاقة في الطرق الوعرة التي كُتب علينا أن نمشيها. فاستغربت لموقف طائفة من الأجسام المهنية من قرار مسجل عام تنظيمات العمل بوزارة العدل بالرقم 20/2019 (13/10/2019. وهو القرار الذي أنهى دورة الاتحادات المهنية لأعوام 2014 -2019. وقضى بتحول المكاتب التنفيذية للنقابات القائمة إلى لجان تمهيدية تقتصر مهامها على التحضير لإجراءات الانتخابات خلال 3 شهور من تاريخ القرار. وثَبّت هذا القرار لنقابات الإنقاذ شرعية لا تملكها في المبتدأ. وأنهى الدورة النقابية بصورة "مؤسسية" طبيعية وكأن الثورة لم تكن. فاستنكرت الأجسام المهنية بين المعلمين والأطباء والصحفيين ورابطة محامي دارفور القرار. وطالبت من مسجل التنظيمات أن يحل هذه النقابات الموروثة عن الإنقاذ. وبدا لي أن هذه الأجسام النقابية الثورية تطلب من المسجل أن يقوم بعمل مما يقع في اختصاصها هي بلا منازع. فما كان ينبغي لهذه الأجسام النقابية أن تنشغل به منذ بداية الثورة هو نزع النقابات عن انتهازيّ الإنقاذ لتسترد الأدوات التاريخية لثورة الحداثة. كان عليها أن تحشد عضوية النقابات لعقد اجتماع عام يطيح بالقيادات الانتهازية عياناً جهاراً وينتخب لجاناً تمهيدية تقوم باستلام مقار وموجودات النقابة. واستغربت أكثر ما استغربت بالذات لنقابة الأطباء، واسطة عقد الثورة، تطلب من موظف بالدولة حل نقابة المهن الصحية وهي التي حلت بشجاعة منقطعة النظير دولة الإنقاذ بقضها وقضيضها كابر عن كابر. بل وجدت الأطباء وقعوا بيان احتجاجهم على المسجل ب"نقابة الأطباء الشرعية". ولا أدرى ما تنوي هذه النقابة الشرعية عمله باستقلال وجراءة لتستحق اسمها.
ibrahima@missouri.edu
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: عبد الحی
إقرأ أيضاً:
ما تفاصيل الاجتماع المتفجر الذي شهد صداما بين مسؤولي ترامب وماسك؟
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل "الاجتماع المتفجر" الذي شهد بين مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والملياردير إيلون ماسك، الذي يرجح أنه يلعب دورا هاما في إدارة وزارة الكفاءة الأميركية التي جرى استحداثها في عهد ترامب.
وقالت الصحيفة أن الغضب المتصاعد اندلع إزاء السلطة المطلقة التي يتمتع بها ماسك في اجتماع استثنائي في غرفة مجلس الوزراء الأمريكي، وذلك رغم تأكيد البيت الأبيض سابقا أنه "موظف في البيت الأبيض ومستشار كبير للرئيس"، وليس موظفا في وزارة الكفاءة وليست لديه سلطة فعلية أو رسمية.
وأضافت أن "ترامب سارع إلى كبح جماح ماسك، بينما كان وزير الخارجية ماركو روبيو، غاضبا في الاجتماع وهو يستمع لسلسلة من الهجمات من ماسك".
وكشفت أن ماسك هاجم روبيو لأنه لم يفصل أحد، وروبيو كان غاضبا منه في السر لأسابيع منذ أن أغلق فريقه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بأكملها التي كانت تحت سيطرة وزارة الخارجية.
وأوضحت أن روبيو رد على ماسك في الاجتماع بأنه "لم يكن صادقا وهناك 1500 إقالة داخل الوزارة مع بدء التسريح من العمل"، في حين قال ماسك موجها حديثه لروبيو: "أنت جيد على شاشة التلفاز".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن المعنى الضمني الواضح لحديث ماسك كان أن روبيو "ليس جيدًا في أي شيء آخر".
وأشارت إلى أنه في هذه اللحظة تدخل ترامب ودافع عن روبيو وقال إن "لديه الكثير ليتعامل معه ويقوم بعمل رائع".
وكشفت الصحيفة أن" الاجتماع كان نقطة تحول محتملة حول الأسابيع الأولى المحمومة من ولاية ترامب، و أسفر الاجتماع عن أول إشارة مهمة إلى أن ترامب على استعداد لوضع بعض القيود على ماسك".
وأكدت أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أصيبوا بالإحباط من نهج "المنشار المتسلسل لإسقاط الحكومة والافتقار إلى التنسيق المتسق مع إعجابهم الموحد بمفهوم ماسك بشأن الهدر والاحتيال والإساءة في الحكومة".