قاعة بروكسل.. جوهرة معمارية وتاريخية في قلب العاصمة البلجيكية
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، بزيارة قاعة بروكسل التاريخية الواقعة في قلب ميدان "جراند بلاس" وسط العاصمة البلجيكية بروكسل ضمن مراسم زيارة "الدولة" التي يقوم بهلا جلالة العاهل المفدى لمملكة بروكسل.
وقاعة بروكسل التاريخية أحد أهم معالم المدينية التاريخية والمعمارية بفضل تاريخها العريق الذي يعود للعصور الوسطى وتصميمها الفني الرائع.
بنيت القاعة بين عامي 1401م و1455م في ذروة ازدهار مدينة بروكسل كواحدة من المراكز الاقتصادية والثقافية في أوروبا. بدأت عملية البناء تحت إشراف المهندس المعماري جاك فان تينين، حيث صُممت القاعة لتكون مقرا للإدارة البلدية ومكانا للاجتماعات الرسمية، ومع مرور الوقت، توسع المبنى وأُضيفت له أجزاء جديدة، منها البرج الشهير الذي اكتمل بناؤه عام 1454 بتصميم من جان فان رويسبرويك. يبلغ ارتفاع البرج 96 مترًا، ويُعتبر من أروع الأمثلة على الطراز القوطي في أوروبا، حيث يعلوه تمثال ذهبي لـ”القديس ميخائيل”، شفيع المدينة وفق أدبيات الثقافة البلجيكية.
وأدت القاعة عبر التاريخ أدوارا محورية في الحياة السياسية والاجتماعية لبروكسل؛ فقد كانت مقرا لعقد الاجتماعات البلدية، واستُخدمت لإصدار القوانين وإدارة الشؤون المحلية، كما كانت القاعة رمزا للتفاخر بالثروة والقوة التي تمتعت بها المدينة في القرون الوسطى. وكانت "جراند بلاس" مركزا تجاريا حيويا، ووجود القاعة وسطها يعكس الأهمية التي كانت تُولى للإدارة والتنظيم.
وعلى مر العصور، شهدت قاعة بروكسل العديد من الأحداث المهمة؛ فخلال الحرب الفرنسية الهولندية في عام 1695، تعرضت القاعة لقصف شديد من قبل القوات الفرنسية بقيادة الملك لويس الرابع عشر. وعلى الرغم من الدمار الذي لحق بالكثير من المباني المحيطة، صمدت القاعة بشكل كبير، وتم ترميمها لاحقا لتعود إلى مجدها السابق وتضيف لمجدها مجد الصمود أمام قصف الأعداء. وفي العصر الحديث تحولت القاعة لتكون مركزا ومزارا لاستقبال الشخصيات السياسية والمهمة الذين يزورون المدينة إضافة إلى أنها مكان لإقامة الاحتفالات الوطنية، ما يعكس دورها المستمر في حياة المدينة وربط الجانب التاريخي بمكانة بروكسل بوصفها عاصمة أوروبية ومركزا مهما لصناعة القرار الأوروبي والعالم.
وتتميز قاعة بروكسل بتصميم معماري مذهل يجمع بين الطراز القوطي والزخارف الفريدة التي تعكس براعة الحرفيين في العصور الوسطى. تتزين الواجهة الرئيسية بتماثيل تصور شخصيات تاريخية ودينية لهم حضور كبير وتأثير في تاريخ المدينة ما يجعل واجهة القاعة متحفا يحكي تاريخ المدينة عبر تاريخ شخصياتها المؤثرة.
أما الداخل، فيحتوي على غرف وقاعات فاخرة مزينة بلوحات جدارية وأعمال خشبية منحوتة بعناية. تُستخدم القاعة اليوم لاستضافة الاجتماعات الرسمية والفعاليات الثقافية، مما يحافظ على مكانتها كمركز للحياة العامة في بروكسل.
وفي عام 1998، أدرجت "جراند بلاس"، بما فيها قاعة بروكسل، على قائمة التراث العالمي لليونسكو. ويأتي هذا الاعتراف تقديرا للقيمة التاريخية والمعمارية للقاعة وموقعها الاستثنائي.
ولا يكاد الزائر يجد موطأ قدم له أمام القاعة من كثافة الزوار الذين يحرصون على زيارة الموقع كلما مروا على المدينة، وتنظم المدينة كل عامين مهرجان "سجادة الزهور" والذي يجتذب عشرات الآلاف من السياح من مختلف أنحاء العالم.تجذب القاعة سنويًا آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم. ورغم مسارات التطور والحداثة في مدينة بروكسل إلا أن هذه القاعة تبقى رمزا مهما لتاريخ المدينة وروعتها المعمارية وشاهدا على مراحل تطور المدينة عبر العصور المختلفة، وتبقى زيارة القاعة في غاية الأهمية للتعرف على منجزات الفن والعمارة في أوروبا.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
منمنمات شعبية.. معرض تشكيلي للفنان محسن أبو العزم بجاليري ضي الزمالك الأحد
يشهد أتيليه العرب للثقافة والفنون برئاسة الناقد التشكيلي هشام قنديل، فى السادسة من مساء الأحد 8 ديسمبر، افتتاح معرض "منمنمات شعبية" للفنان التشكيلي محسن أبو العزم، بقاعة جاليري ضي الزمالك.
الفنان محسن أبو العزم واحد من أهم الفنانين التعبيرين في مصر، وقدم العديد من المعارض الفنية، منها معرض خاص بالقاعة المستديرة بنقابة الفنانين التشكيليين عام ١٩٩٢ ، وآخر خاص عام ١٩٩٤.
أثناء عمله في ليبيا اشترك في معرض النهر الصناعي العظيم عام ١٩٨٤- ١٩٨٦ ، وعمل رساما بمجلة صباح الخير ومجلة روزاليوسف ومجلة علاء الدين بمؤسسة الأهرام، كما عمل لفترة قصيرة بجريدة أخبار اليوم بترشيح من الفنان الراحل مصطفى حسين.
اشترك أبو العزم في معارض جماعية منها
معرض رمضانيات (قاعة سلامة) منذ العام ١٩٩٩ ولدورات متعاقبة، معرض رمضانيات (قاعة بيكاسو) ٢٠٠٠-٢٠٠٣.
معرض جماعي قاعة دروب عام ٢٠٠٠ وحتى ٢٠٠٤ ، معرض خاص قاعة ايوارت الجامعة الأمريكية أبريل ٢٠٠٤ ، معرض قاعة سلامة نوفمبر ٢٠٠٨ ، معرض خاص بالمركز الثقافي الهندي ٢٠٠٩ ، معرض خاص بالمكتبة الموسيقية بالأوبرا مايو ٢٠١٠ ، معرض خاص بتجمع معرض الكتاب ببيروت لبنان سبتمبر ٢٠١٤ ، معرض خاص قاعة أرت كورنر ديسمبر ٢٠١٥ ، ومعرض خاص بقاعة ليوان مارس ٢٠٢٢.
له العديد من الأغلفة بالمجلات والكتب بمصر والوطن العربي، والكثير من المقتنيات بمصر والدول العربية وأوروبا، وعنه يقول الفنان الدكتور سامي البلشي: إن لوحات الفنان محسن أبو العزم لها رائحة الحوارى، رطوبة الجدران، أبخرة الأوانى المتصاعدة من النوافذ والأبواب قبل أذان المغرب. الأسواق الشعبية وطرح كل السلوكيات الاجتماعية فى الشوارع بتلقائية. ولا تهدأ الفرشاة من الرصد ولا تترك صغيرة أو كبيرة إلا وتقوم بتسجيلها بأسلوب كاريكاتورى مدهش بروح تلفها سخرية وخفة دم الفنان محسن أبو العزم .
ويتابع البلشي: يسقط الضوء على المسحراتى العجوز وصبيه، وهما يدقان على الطبلة لإيقاظ النائمين ليتسحروا. يسيطر المسحراتى على مساحة كبيرة من اللوحة ليؤكد الفنان أهميته، وتظهر الخلفية مكملة للموضوع، ولمجرد تأكيد المكان، ويتأكد الظل والنور من خلال الألوان بدرجاتها التى تغيرت بفعل الأضواء الصناعية التى أسقطها الفنان بحرفية على المكان والمسحراتى وصبية ليؤكد التفاصيل ويحدد الملامح وتنتقل الفرشاة إلى السوق لتسجيل (الفصال) مع بائع "الكرنب" والابتسامة العريضة للبائع أمام الملامح الجادة للسيدة ليؤكد التسامح والمودة فى البيع، وتأتى مبالغات الفنان حتى يزيد من كاريكاتورية الموضوع، وإسقاط روح الفكاهة وخفة الدم على الموضوع فيبرز تفاصيل بملامح الشخوص تؤكد البيئة الاجتماعية التى ينتمون إليها، وإضافة إلى روح المرح بالجو العام للوحة.