صديق الزيلعي

كثرت، مؤخرا، الكتابة عن التجديد والتطوير والهوية والاصالة ودولة 56، وهذه ظاهرة صحية. لأن التداول حول مفاهيم ذات مدلولات فكرية مهم لبلادنا. لكن أصبح من السهل الكتابة بعمومية واستسهال، بعد انتشار السوسيال ميديا، مما يفرغ تلك المفاهيم من مدلولاتها الحقيقية. وأحد تلك المفاهيم هو مفهوم التجديد، التي كتبت عنه العديد من المؤلفات والمقالات في الغرب، وفي عالمنا العربي.

وأصبح من الضرورة التدقيق في الطرح، والوضوح في التعريف. وفي بلادنا تكرر، كمثال، الحديث عن تجديد وإصلاح الأحزاب السياسية. وهو مطلب معقول ومقبول، بل مطلوب بشدة. لكن نحتاج لمناقشة ما المقصود بالتجديد والإصلاح، ما هي اسسه، كيفية إنجازه. كما من الضروري تحديد دور عضوية الحزب المعين، ودور المؤسسات العامة كالصحافة والاعلام، وهل تحتاج الدولة للتدخل بإصدار قوانين منظمة؟ هذا مثال واحد قصدت به قصور الكلام المجرد والعام حول التجديد. وقس على ذلك قضايا الاقتصاد، أو التعليم، أو الحكم المحلي، أو أي قضية عامة اخري.
أواصل حواري مع الزميل العزيز هشام عثمان، بعد المقدمة أو المدخل أعلاه، حول ضبط المصطلحات والمفاهيم. وبهذا المنهج يكون حوارنا جادا ومثمرا ومفيدا للقارئ لتكوين رؤيته الخاصة، حول القضايا المطروحة.
هذا هو نص الفقرة الثالثة من مقال الزميل هشام، في الرد على مقالي:
" يدعي الزيلعي أن الحزب عاجز عن مواكبة التغيرات العاصفة التي شهدها العالم في القرن الماضي، وهو ادعاء مردود عليه. فالحزب الشيوعي السوداني كان دائمًا منفتحًا على التطورات الفكرية، وتجلى ذلك في نقاشاته الداخلية، خاصة خلال المؤتمر السادس، حيث جرت مراجعات عميقة لتجارب الحزب وبرامجه.
التجديد لا يعني التخلي عن الأسس الفكرية أو تبني أفكار من خارج السياق الماركسي، بل يعني تطوير أدوات التحليل والممارسة بما يتماشى مع الواقع المتغير. اجتهادات الزيلعي الفكرية، رغم أهميتها، لا تعني بالضرورة أنها أكثر تقدمًا أو تطورًا من أدبيات الحزب."
• كتبت عدة مقالات وتحدثت في عدد من الندوات حول قضية تجديد الحزب الشيوعي السوداني. لم أطلق اتهامات عامة بلا سند. قلت ان النموذج الفكري والقدوة للحزب هو نموذج الحزب والدولة السوفيتية. وطلبت ان يتم تقييم موضوعي حول أسباب الانهيار العاصف لتلك التجربة العظيمة. ثم تحديد أسباب الانهيار للتعلم منها في تغيير برنامجنا واولوياتنا، وأسلوب عملنا، وشكل تنظيمنا، وتحالفاتنا.
• القول بأن المؤتمر السادس اجري مراجعات عميقة يحتاج لدليل. ما هي تلك المراجعات التي أنجزت، وهل تم الإعلان عنها لأعضاء وأصدقاء الحزب والرأي العام السوداني؟
• كتب الزميل هشام ان الحزب كان منفتحا على التطورات الفكرية. ما هي تلك التطورات الفكرية: هل من داخل الفكر الماركسي. وللفكر الماركسي مدارس متعددة واجتهادات متنوعة وتجارب ثرة. أم من خارج الفكر الماركسي، مع تحديد تلك التيارات وكيف كان انفتاح الحزب عليها؟
• كتب الزميل هشام بان التجديد لا يعني التخلي عن الأسس الفكرية. هل تلك الأسس الفكرية هي ما كتبه ماركس وانجلز ولينين؟ وهل هي صالحة كما كتبت قبل أكثر من قرن؟ وهل يتناقض ذلك مع جوهر الديالكتيك المبني على التغيير والحركة الدائمة، وان لا ثابت ابدا؟
• أضاف الزميل هشام بأن التجديد لا يعني تبني أفكار من خارج السياق الماركسي. اعترف مؤسسا الماركسية بان طورا أفكار الاخرين كفلسفة هيجل والاشتراكية الفرنسية والاقتصاد السياسي الإنجليزي. كما ان ماركس انكب لمدة 22 عاما في المكتبة البريطانية في لندن ليتعلم من كتابات الآخرين. والآن العالم يتطور بشكل سريع، وكمثال كتاب انجلز عن أحوال الطبقة العاملة الإنجليزية هل لا يزال صالحا اليوم في ظل طغيان اقتصاد مبني على النظام الرقمي وأجهزة الكمبيوتر؟
• أضاف الزميل، بل الجديد يعني تطوير أدوات التحليل والممارسة بما يتماشى مع الواقع المتغير. هذا جيد، ولكنه النصف الفارغ من الكوب لأنه لم يتعرض للأسس النظرية مما يعني انها صالحة لكل زمان ومكان، وغير قابة لتغيير. وهو نفس الادعاء بان النظرية سليمة، ولكن التطبيق هو الخطأ.
• سؤال محوري للزميل هشام: ما هي أهم استنتاجات المناقشة العامة التي استمرت لأكثر من عقد من الزمان وشارك فيها مئات الكتاب؟

siddigelzailaee@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الزمیل هشام

إقرأ أيضاً:

جامعة حلوان تنظم المؤتمر العلمي الثامن للملكية الفكرية تحت عنوان«الملكية الفكرية وتغير المناخ»

ينظم المعهد القومي للملكية الفكرية مؤتمره العلمي الثامن تحت عنوان "الملكية الفكرية وتغير المناخ: الفرص والتحديات"، تحت رعاية الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، الدكتور عماد ابو الدهب نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا، الدكتور ياسر جاد الله عميد المعهد القومى للملكية الفكرية، وذلك يوم السبت 26 أبريل 2025 في مجمع الفنون والثقافة.

يهدف المؤتمر إلى مناقشة تأثيرات تغير المناخ على حقوق الملكية الفكرية، واستعراض الفرص والتحديات التي تواجه التشريعات والسياسات ذات الصلة. كما يسعى إلى تسليط الضوء على آليات الاستفادة من الملكية الفكرية لدعم الابتكار في مجالات التكنولوجيا المستدامة، بما يعزز التحول نحو الاقتصاد الأخضر.

يركز المؤتمر على عدد من المحاور الهامة، من بينها تغير المناخ وظهور أنماط تكنولوجية جديدة، وحقوق الدول النامية في استخدام الملكية الفكرية في ظل الأزمة البيئية، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه التشريعات الخاصة بالملكية الفكرية وتأثير تغير المناخ على براءات الاختراع والتراخيص الجبرية. كما يتناول المؤتمر تأثيرات تغير المناخ على التصميمات الصناعية ودوره في توجه الاقتصاد العالمي نحو الاستدامة.

ومن جانبه أكد الدكتور السيد قنديل أن هذا المؤتمر يعكس التزام جامعة حلوان بدعم البحث العلمي وتعزيز دور المؤسسات الأكاديمية في معالجة القضايا العالمية المؤثرة، مثل تغير المناخ وأثره على الملكية الفكرية. وأوضح أن الجامعة تسعى إلى توفير بيئة علمية محفزة للباحثين من أجل تقديم حلول مبتكرة ومستدامة لمواجهة التحديات البيئية.

وأضاف أن جامعة حلوان تولي اهتمامًا خاصًا بالمؤتمرات العلمية التي تفتح المجال أمام الباحثين لتقديم دراسات تسهم في تطوير التشريعات والسياسات المتعلقة بالملكية الفكرية، بما يحقق توازنًا بين الابتكار وحماية البيئة. وأعرب عن ثقته في أن المؤتمر سيسفر عن توصيات بناءة تدعم صانعي القرار وتساعد في تحقيق التنمية المستدامة.

وأوضح الدكتور ياسر جاد الله، عميد المعهد القومي للملكية الفكرية، أن المؤتمر العلمي الثامن يأتي في إطار الدور الريادي الذي يقوم به المعهد في تناول القضايا الحديثة والمتعلقة بالملكية الفكرية، خاصة في ظل التحديات البيئية الراهنة.

كما أوضح "جاد الله " أن المعهد يعمل بشكل مستمر على دعم الأبحاث والدراسات التي تساعد في وضع سياسات تحمي حقوق الملكية الفكرية مع الأخذ في الاعتبار الأبعاد البيئية، بما يسهم في تحقيق التوازن بين حماية حقوق المبتكرين ودعم التكنولوجيا المستدامة.

وأشار عميد المعهد القومي للملكية الفكرية، إلى أن المؤتمر يمثل فرصة هامة لمناقشة آليات الاستفادة من حقوق الملكية الفكرية في تحفيز الابتكار البيئي وتعزيز استخدام التكنولوجيا النظيفة، مما يسهم في بناء اقتصاد أخضر مستدام يواكب المتغيرات العالمية.

هذا وأشارت جامعة حلوان إلى الراغبين في المشاركة إرسال ملخص البحث في موعد أقصاه 15 فبراير 2025 على البريد الإلكتروني [email protected]، على أن يتم إخطار المقبولين مبدئيًا يوم 20 فبراير 2025. كما يتوجب على الباحثين الذين تم قبول ملخصاتهم إرسال البحث كاملًا في موعد أقصاه 25 مارس 2025.

كما أنه سيتم نشر الأبحاث المقبولة بعد تحكيمها في أعداد خاصة من مجلة Journal of Intellectual Property and Innovation Management، المصنفة ضمن المجلات العلمية المحكمة والمعتمدة من المجلس الأعلى للجامعات، وللمزيد من المعلومات والتسجيل، يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات مشابهة

  • الإمارات تُطلق مساراً جديداً لـ«الملكية الفكرية الخضراء»
  • مفتي الجمهورية يوضح حكم الشريعة في تعطيل العقل عن الفكر والتأمُّل
  • جامعة حلوان تنظم المؤتمر العلمي الثامن للملكية الفكرية
  • جامعة حلوان تنظم المؤتمر العلمي الثامن للملكية الفكرية تحت عنوان«الملكية الفكرية وتغير المناخ»
  • الصغير: إما تغيير حقيقي وجاد وفاعل أو يبقى الحال على ما هو عليه
  • نصائح للمعتمرين عند ترديد دعاء الصفا والمروة: لا تفوتوا بركة زمزم
  • أستاذ اقتصاد: الجنيه المصري مظلوم.. وسعر صرفه الحالي غير حقيقي
  • الزميل عادل عصمت يشكر الدكتور وائل السيد لطفى مختار على رعايته لنجله
  • غايا تسلم جوائز مسابقاتها الإبداعية وتكرم نجوم الفكر والفن بالأوبرا
  • الكلاب السائبة.. تهديد حقيقي في العراق والحل بالتجربة التركية