بكين تدعو واشنطن لإخبار العالم عن مختبراتها البيولوجية
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
الصين – صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان بأنه يجب على الولايات المتحدة إخبار المجتمع الدولي عن المختبرات البيولوجية الأمريكية العاملة في جميع أنحاء العالم.
جاء هذا التصريح ردا على طلب للتعليق على ادعاءات المشرعين الأمريكيين حول تسرب فيروس كورونا من مختبر صيني.
وتابع لين جيان “يجب على الولايات المتحدة أن تستجيب بسرعة للمخاوف المعقولة والمشروعة للمجتمع الدولي، وأن تشارك بنشاط البيانات مع منظمة الصحة العالمية حول الحالات المبكرة المشتبه فيها من الأمراض في البلاد، وأن تتحدث علنا عن “فورت ديتريك” ومختبراتها البيولوجية في جميع أنحاء العالم”.
كما دعا الولايات المتحدة إلى عدم تسييس مسألة أصل فيروس كورونا والتوقف عن تشويه سمعة الدول الأخرى، مشيرا إلى أن نظرية التسرب المختبري لفيروس كورونا وصفها خبراء منظمة الصحة العالمية بعد زيارة ووهان بأنها “مستبعدة للغاية”.
وفي وقت سابق، قدم مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي تقريرا حول إجراءات الاستجابة لجائحة فيروس كورونا على المستوى الفيدرالي ومستوى الولايات، حيث يشير التقرير إلى أن فيروس كورونا “نشأ على الأرجح من حادث مختبري أو بحثي” في ووهان الصينية.
يذكر أن معهد والتر ريد لأبحاث الجيش في فورت ديتريك يقع في ولاية ماريلاند، يديره البنتاغون ويجري أبحاثا طبية حيوية، بما في ذلك الأمراض المعدية.
وأشار تقرير مشترك لمنظمة الصحة العالمية والصين، نشر في مارس 2021 عقب مهمة دولية إلى ووهان، إلى أن السيناريو الأكثر ترجيحا لظهور فيروس كورونا (COVID-19) هو انتقال المرض من الخفافيش إلى حيوان آخر، مما أدى إلى إصابة البشر لاحقا. ومع ذلك، لم يتوصل الخبراء إلى نتيجة نهائية حول كيفية وصول الفيروس إلى سوق المأكولات البحرية “هوانان” في ووهان.
المصدر: تاس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فیروس کورونا
إقرأ أيضاً:
زيارتي إلى الولايات المتحدة
زيارتي إلى #الولايات_المتحدة
د. #أيوب_أبودية
نيويورك
لم أرغب يوما في #زيارة الولايات المتحدة الأمريكية بفعل ما قرأته ودرسته حول الرأسمالية الشرسة والهيمنة الامبريالية على العالم. كان لدي شعور داخلي أنني سأكون في بلدٍ لا يشبهني، ولا يشبه ما أؤمن به من قيم #العدالة و #الحرية.
لكن، وكما هي الحياة مليئة بالمفارقات، وجدت نفسي في نيويورك في استضافة رفيق المدرسة فارس قاقيش، أبو صقر، حيث كان يرافقني يوميا لاستكشاف المدينة، وكان يحببني بها ويخبرني كم هو سعيد مع زوجته الأمريكية وأبنائه، وغمرني بمحبته وكرمه وذكريات الماضي الشجية والشقاوة على مقاعد الدراسة، قبل أن أنطلق بالقطار إلى العاصمة السياسية واشنطن للمشاركة في مؤتمر أكاديمي في جامعة جورج تاون، إحدى أعرق الجامعات الأمريكية وحيث تخرج الكثير من الاردنيين، ومنهم صديقي الاستاذ علي قسي.
وهناك، بدأت الصورة تتغير. #واشنطن ليست فقط عاصمة القرار السياسي، بل هي مدينة نابضة بالحياة، تجمع بين التاريخ والثقافة، وبين التنظيم الدقيق والمساحات الخضراء الواسعة، ووسائل النقل العام الممييزة، وتحديدا المترو.
في أروقة المؤتمر، التقيت بأشخاص تركوا أثراً في نفسي، منهم د. فداء العديلي، ابنة بلدتي الفحيص، التي شعرت بقربها رغم أننا لم نلتق يوماً، ولكنني كنت أعرف عمها أبونا موسى العديلي طيب الذكر رحمه الله، وأيضا تعرفت إلى الدكتور اللبناني ناجي أبي عاد، الذي أضاف بحديثه دفئاً شرقياً للمكان. اللقاء بهؤلاء منحني شعوراً بأن الانتماء ليس بالضرورة جغرافياً فقط، بل يمكن أن يكون فكرياً وثقافياً.
مقالات ذات صلة الجيش الأردني يقظُ أيها الحاقدون . . ! 2025/04/12ولن أنسى تلك الفتاة الأمريكية التي كانت جالسة على الأرض في درجات حرارة تقارب الصفر المئوي، وهي تلصق منشورات تطالب بوقف دعم الجامعة لإسرائيل بفعل حرب العرقبادة على الشعب الفلسطيني. سألتها: هل انت عربية أم مسلمة؟ قالت لا، لدي أصدقاء عرب وعلمت منهم ما يدور هناك من جرائم وبالتالي فانا اقوم بواجبي كإنسانة اميركية تحب الجميع وتدعو إلى السلام.
كم ثمٌنت منها هذا الموقف الانساني، فأحببت أميركا أكثر، وتذكرت راشيل كوري التي قتلتها جرافة إسرائيلية وهي تدافع عن بيوت الفلسطينيين لمنع هدمها. كما تذكرت عشرات اليهود الذين دافعوا عن حقوق الفلسطينيين على حساب مصالحهم ووظائفهم والذين ذكرتهم في كتابي الاخير: يهود ضد الصهيونية ( أصوات من أجل العدالة) الذي صدر عن دار الان في عمان مؤخرا.
وما أضفى طابعاً خاصاً على زيارتي، كان اتصال زياد أبودية، أبو رمزي، ابن عمي الذي لم أره منذ هاجر مع عائلته في نحو عشرة أفراد منذ مطلع السبعينيات. علم زياد من فيسبوك أنني في واشنطن، وأصرّ أن أزوره هو وأخوته. كان اللقاء مؤثراً للغاية؛ فالحكايات لم تنتهِ، ومشاعر الحنين كانت طاغية. ما لفتني أن محبتهم لأمريكا، التي أصبحت وطنهم، لا تقل عن محبتهم للأردن واقربائه، حتى أنه ارسل لي صورة لوالدي يوم زفافهما والتي ما زال يحتفظ بها، هل اصدقون؟ وكأنهم ما زالوا يعيشون على ضفّتي الانتماء، دون أن تتناقض المشاعر أو تتشقق الافئدة، ويحكم أيها الأحبة ما أروعكم.
واشنطن مدينة جميلة ومنظمة، والعيش فيها ليس سهلاً للمبتدئين، فالحياة هنا تتطلب جهداً ومثابرة، ولكنها في الوقت ذاته تفتح آفاقاً وفرصاً لا تُحصى. لم أكن أتوقع أن أقول هذا، لكنني أحببتها، أحببت طاقتها وتنوعها وشعبها الطيب وشوارعها التي تقف لك مركباتها احتراما عندما تعبرها دون أن تطلق أبواقها أو تحاول دهسك أو تسمعك كلاما نابيا.