الجيش السوداني… متى انتصر على تمرد لينتصر على الدعم السريع؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
مجازاً نطلق على القوات المسلحة السودانية، الجيش السوداني، ذلك أنه منذ انقلابهم على السلطة الشرعية في يونيو 89 بتخطيط وتنفيذ عناصر حزب الجبهة الإسلامية السودانية المزروعة و"المندسة" وسط تشكيلاته وهياكله، لم يعد كذلك، وخلال ثلاثين سنة حسوماً من الحكم الثيوقراطي الاستبدادي، أصبح هذا الجيش كيزاني كامل الدسم.
خلال تاريخه الطويل، والذي شارف المائة عام بالتمام والكمال، والمترع بالحروب المفتعلة وغير المبررة، في كافة الأقاليم المكونة للبلاد في الجهات الثلاث، عدى الشمال النيلي، لم ينجح الجيش السوداني في حسم أي حركة مسلحة عسكرياً. تسقط مدن، حاميات، كباري، جبال، ومباني من قبضته، وتتم تحريرها، ليصوره فرع التوجيه المعنوي على أنه انتصاراً مؤزرا، وأنهم على وشك كسب الحرب! تخمد حركة مسلحة مؤقتاً، لتندلع أخرى أشد ضرارةً في مناطق آمنة، وهكذا دواليك إلى أن افتعلت المليشيات المتحالفة مع الجيش الحرب الحالية في 15 أبريل 2023م وهي أم الحروب.
لم يخطر ببال أكثر الناس تشاؤماً، في يومٍ من الأيام أن يصل لهيب نيران الحرب إلى ولاية الجزيرة الخضراء، أو أن تؤرق طنين الطائرات المسّيرة مضاجع أهالي عطبرة، غير مبالية بالطوطم (المدفعية عطبرة) أو أن يحمي أزير المضادات الأرضية أهالي شندي والدامر النوم الهانئ، ولم يتصور أحد أن تسقط القيادة العامة للجيش في رمشة عين، رغم تحصينها بالأسوار الخرسانية الباسقة، ورغم أنفاقها المموهة، ولم يصدق الكثيرين أن مدرعات الشجرة وقاعدة النجومي الجوية بجبل أوليا، مجرد قباب خالية من ضرائح الصالحين. وحتى هذه اللحظة هنا من ينتظر "الطوطم" المدفعية عطبرة، أن تتدخل لوضع حدٍ لتقدم قوات الدعم السريع في كافة الجبهات، دون مبالاة.
لم يتعلم الشعب السوداني، من ويلات حرب الجنوب، التي أحالها الإسلاميين إلى حرب جهادية، زجوا فيها طلاب الجامعات قسراً، ليموتوا بالآلاف "فطائس"، وإلا لو أنهم اتعظوا من ألاعيب الكيزان تجار الدين، لما ضغطوا على أبنائهم مرة أخرى للاستنفار في صوف ذات الجيش الخائب، والإسلاميين الفاسدين. جندوا الشباب وابتزوا موظفي الدولة في ليكنوا وقوداً لحرب الجنوب، بسبب فشل الجيش في مهامه، وفي نهاية المطاف، خسروا الحرب، لينفصل الجنوب مأسوفٌ عليه، على النحو الذي يعلمه الجميع.
كيف ينتصر الجيش الكيزاني، وقد فرّط في قيادته العامة، وثكناته ومقراته الاستراتيجية، وفقدوا عدتهم الحساسة وعتادهم الفتاك بدون مقاومة تذكر؟ وكيف ينتصر وأن المشاة و"البندقجية" الذين يعولون عليهم هم من ذات الحواضن الإجتماعية الذين يستهدفهم الطيران الحربي يوماًن مع سبق الإصرار والترصد! وأن داعمي الجيش الكيزاني، لم يتوقفوا لحظة عن إثارة الكراهية، وممارسة العنصرية ضد الذين يقاتلون في صفوهم، هل يعلمون أنهم بشر، لهم أحاسيس وليسوا بحجر؟!
لم يحصل في تاريخ القوات المسلحة السودانية، أن قائدها العام، يأتمر بأوامر قيادات سياسية حزبية، تصدر أوامرها للجيش من وراء الحدود، ويتوعدونهم الثبور وعزائم الأمور، إن جنحوا للسلم، أو مالوا للتفاوض، أية معجزة سيحيل هذا الوهن العسكري المشين إلى نصر، ومن العاقل الذي ينتظر هذه الوعود الخلب؟
كيف يتنصر الجيش الكيزاني، وهو لا يتملك زمام أمره، وأن هنالك كتائب جهادية، ومليشيات شعبية، تستهدف قيادات الجيش العليا! هذه الوضعية المزرية للجيش السوداني، ولم يحدث له في تاريخه، ومع ذلك يحلمون بالنصر!
كيف ينتصر الجيش الكيزاني، والداعمين له يتحدثون بروح انهزامية عن دولة النهر والبحر؟ ولم يكلفوا أنفسهم بالتساؤل، لمَ يقاتل في صفوفهم أبناء الأقاليم الأخرى!
قادة الجيش الكيراني الحالي، "حشاشون بذقونهم" يبيعون الأوهام للناس، التي غيبت عقولها، ليموت أبنائهم سمبلا تحت يافطة "معركة الكرامة"، وفي نهاية المطاف، سيجلس قادة الجيش مرغمين لا أبطال للتفاوض، لتضيع أرواح ودماء أبناء المساكين سدى، كما ضاعت في حرب الجنوب، وحرب دارفور والحروب العبثية الأخرى، والتي لم يتعلم منها الشعب السوداني، ولم يتعظ منها أحد.
فرص انتصار الجيش الكيزاني، في الحروب السابقة، مضاعفة مقارنةً بفرص كسب حرب أبريل 15 2023م، الحالية، ومع ذلك لم ينصر في أي منها، ومن سابع المستحيلات أن ينتصر في الأخيرة، سيما وأن عدد المقاتلين في صفوف قوات الدعم السريع، أكثر من ضعف أعداد أفراد الجيش الكيزان ومن يقاتلون في صفوفه من الكتائب الجهادية، والمستنفرين والمليشيات الشعبية مجتمعة، ويسيطرون على ثلاث أرباع مساحة السودان، قيادتهم موحدة، وروحهم المعنوية في السماء، وعبدالحي يوسف تم هم الناقصة
فالنصر ليس التمني، وإنما الدنيا، تأخذ غلاباً.
ebraheemsu@gmail.com
//إقلام متّحدة ــ العدد ــ 178//
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
شهود عيان : الجيش السوداني تمكن من الدخول لأكبر معاقل قوات الدعم السريع غرب أم درمان
السودان – أفاد شهود عيان، امس الجمعة، إن الجيش السوداني تمكن اليوم من دخول منطقة الصالحة جنوبي غرب أم درمان أكبر معاقل قوات الدعم السريع بالمدينة.
وأفادت مصادر عسكرية بوقوع اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع غرب سوق ليبيا غربي أم درمان استخدمت فيها أسلحة ثقيلة من الطرفين.
وأوضحت المصادر أن الجيش هاجم مواقع الدعم السريع بضاحية الصالحة جنوب أم درمان التي تعتبر من أكبر معاقل الدعم السريع وبها أحد معسكراته.
هذا، واستعاد الجيش وحلفاؤه في أواخر مارس جميع الأحياء والمواقع والقصر الجمهوري في الخرطوم وجبل أولياء بعد أن ظلت خاضعة لسيطرة “قوات الدعم السريع” منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023.
ويجري الجيش عمليات تمشيط واسعة في الخرطوم للتأكد من عدم وجود خلايا لـ”قوات الدعم السريع” يمكن أن تقوض الاستقرار حال عودة المواطنين إلى منازلهم التي فروا منها هربا من بطش عناصر “الدعم السريع”.
كما يواصل تنفيذ هجمات جوية تستهدف مواقع وتحركات الدعم السريع.
يذكر أن الحرب التي اندلعت في أبريل نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين من منازلهم.
المصدر: