الديمقراطية الشعبية- حين تكون السلطة للشعب
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
زهير عثمان
الديمقراطية ليست مجرد شعار يتردد أو نظام سياسي يُطبق من فوق، بل هي روح تتجسد في مشاركة الناس في بناء مستقبلهم. الديمقراطية الشعبية، هذا النموذج الذي يعيد السلطة إلى الشعب نفسه، تقدم رؤية جديدة وعادلة لحكم المجتمعات، خاصة تلك التي تعاني من الانقسامات السياسية والاجتماعية.
ما هي الديمقراطية الشعبية؟
الديمقراطية الشعبية تقوم على مبدأ بسيط ولكنه ثوري: الشعب هو صاحب القرار الحقيقي.
لماذا الديمقراطية الشعبية للسودان؟
السودان، بتركيبته السكانية المتنوعة وتاريخه السياسي المضطرب، في حاجة إلى نموذج يعالج التهميش والانقسامات العميقة التي أعاقت تطوره. الديمقراطية الشعبية توفر الأدوات اللازمة لتجاوز هذه التحديات من خلال:
تمكين المناطق المهمشة- في بلد مثل السودان حيث تعاني أجزاء واسعة من التهميش، تقدم الديمقراطية الشعبية فرصة لمناطق مثل دارفور، النيل الأزرق، وشرق السودان لتكون جزءًا أصيلًا من عملية اتخاذ القرار.
إشراك الشباب والنساء- تعزيز مشاركة الشباب والنساء في القرارات المصيرية، خاصة أنهم كانوا في طليعة الحركات الثورية.
محاربة الفساد: الديمقراطية الشعبية تضع آليات للشفافية والمساءلة، ما يسهم في بناء مؤسسات قوية تخدم الشعب بدلاً من المصالح الضيقة للنخب.
الدروس من الثورة السودانية
الثورة السودانية قدمت مشاهد مبهرة عن قوة الشعب عندما يتوحد من أجل الحرية والعدالة. لجان المقاومة، التي كانت القلب النابض للثورة، تمثل نموذجًا حيًا للديمقراطية الشعبية. هذه اللجان، التي نشأت من رحم الأحياء والقرى، قادت الحراك الشعبي وأثبتت أن التغيير يبدأ من القاعدة.
كيف نبني نظامًا يعتمد على الديمقراطية الشعبية؟
تفعيل المجالس الشعبية- إنشاء مجالس محلية تمثل الناس مباشرة في القرى والمدن، وتكون مسؤولة عن اتخاذ القرارات المتعلقة بالتعليم، الصحة، والبنية التحتية.
تعزيز التعليم السياسي: بناء وعي شعبي حول الحقوق والواجبات الديمقراطية لضمان مشاركة فعالة.
إصلاح النظام القانوني: وضع أطر قانونية تحمي حق الشعب في المشاركة المباشرة ومحاسبة المسؤولين.
إعادة توزيع الثروة: وضع سياسات اقتصادية تعزز العدالة الاجتماعية وتوفر فرصًا متساوية للجميع.
التحديات والطريق إلى الأمام
لا شك أن الديمقراطية الشعبية تواجه تحديات مثل الانقسامات العرقية، التدخلات الخارجية، وضعف المؤسسات. لكن بالتنظيم الجيد والعمل الجماعي، يمكن للسودانيين التغلب على هذه العقبات وبناء نموذج ديمقراطي يليق بتضحياتهم.
مستقبل السودان بيد الشعب
الديمقراطية الشعبية ليست حلمًا بعيد المنال، بل هي ضرورة تفرضها تعقيدات الواقع السوداني. السودان، الغني بتنوعه الثقافي والبشري، يمكنه أن يكون نموذجًا عالميًا لديمقراطية حقيقية تبدأ من القاعدة. إنها لحظة تاريخية يجب ألا تضيع، فالشعب الذي صنع الثورة قادر على بناء وطن تحكمه إرادته.
*لنجعل السودان شجرة تتزين بثمار الديمقراطية الشعبية، لتظل شاهدة على إرادة شعب لا يقهر.[
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدیمقراطیة الشعبیة
إقرأ أيضاً:
السلطة المحلية في الحديدة تستنكر مجزرة العدوان الأمريكي بحق الأبرياء في حي أمين مقبل
يمانيون/ الحديدة استنكرت السلطة المحلية في محافظة الحديدة، المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدوان الأمريكي في حي “أمين مقبل”، وأسفرت عن استشهاد أربعة مدنيين وإصابة آخرين، بينهم نساء وأطفال.
وقال محلي الحديدة في بيان صادر عنه، إن هذه الجريمة الإرهابية جزء من مسلسل دموي مستمرّ يستهدف حياة المدنيين الأبرياء في ظل صمت المجتمع الدولي، وتواطؤ ودعم بعض الأنظمة العربية.
وأوضح البيان أن العدوان الأمريكي الأرعن، الذي نفذ هذه المجزرة، ليس له هدف سوى تفريغ حقده الدفين وانتقامه الفاشل”، مشيرًا إلى أن “استهداف المدنيين بهذه الوحشية يفضح الوجه الحقيقي للعدو الأمريكي، الذي يواصل استباحة دماء الشعب اليمني، ويظهر حجم الإفلاس والتخبّط وتصعيد الانتهاكات والجرائم الإرهابية باستهداف المزيد من المدنيين في الأحياء السكنية والأعيان المدنية التي يجرِّم القانون الدولي استهدافها.
وأكّدت السلطة المحلية، أن هذه الجريمة الغادرة التي استهدفت حيًّا سكنياًّ مكتظاً بالسكان المدنيين، تكشف قبح هذا العدوان الهمجي الذي لا يتورع عن قتل الأبرياء في محاولة فاشلة لكسر إرادة الشعب اليمني، الذي يواصل دعم القضية الفلسطينية، ويقف مع الشعب الفلسطيني المظلوم والمخذول.
وطالب البيان المجتمع الدولي بالخروج من صمته لإدانة هذه الجرائم التي تضاف إلى سجِّل طويل من الإبادة الجماعية.. مؤكدًا أن على الأمم المتحدة القيام بمسؤولياتها، واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذا العدوان الإرهابي وحماية المدنيين.
وجدَّدَ التأكيد على أن الشعب اليمني سيظل ثابتاً في مواجهة هذه الجرائم، وأن هذه المجزرة لن تزيده إلا قوة وعزيمة في مواصلة النضال ضد العدوان والحفاظ على سيادة وكرامة اليمن، والانتصار لفلسطين والأشقاء في قطاع غزة.