سودانايل:
2025-01-05@10:32:08 GMT

الديمقراطية الشعبية- حين تكون السلطة للشعب

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

زهير عثمان

الديمقراطية ليست مجرد شعار يتردد أو نظام سياسي يُطبق من فوق، بل هي روح تتجسد في مشاركة الناس في بناء مستقبلهم. الديمقراطية الشعبية، هذا النموذج الذي يعيد السلطة إلى الشعب نفسه، تقدم رؤية جديدة وعادلة لحكم المجتمعات، خاصة تلك التي تعاني من الانقسامات السياسية والاجتماعية.
ما هي الديمقراطية الشعبية؟
الديمقراطية الشعبية تقوم على مبدأ بسيط ولكنه ثوري: الشعب هو صاحب القرار الحقيقي.

بخلاف الديمقراطية التمثيلية التي تعتمد على نخبة سياسية لاتخاذ القرارات، تعطي الديمقراطية الشعبية صوتًا مباشرًا لكل مواطن عبر آليات مثل المجالس المحلية، الاستفتاءات الشعبية، وتنظيم المجتمع المدني. إنها نموذج يعمل على تعزيز المشاركة المباشرة وحماية الحقوق الأساسية وبناء العدالة الاجتماعية.

لماذا الديمقراطية الشعبية للسودان؟
السودان، بتركيبته السكانية المتنوعة وتاريخه السياسي المضطرب، في حاجة إلى نموذج يعالج التهميش والانقسامات العميقة التي أعاقت تطوره. الديمقراطية الشعبية توفر الأدوات اللازمة لتجاوز هذه التحديات من خلال:
تمكين المناطق المهمشة- في بلد مثل السودان حيث تعاني أجزاء واسعة من التهميش، تقدم الديمقراطية الشعبية فرصة لمناطق مثل دارفور، النيل الأزرق، وشرق السودان لتكون جزءًا أصيلًا من عملية اتخاذ القرار.
إشراك الشباب والنساء- تعزيز مشاركة الشباب والنساء في القرارات المصيرية، خاصة أنهم كانوا في طليعة الحركات الثورية.
محاربة الفساد: الديمقراطية الشعبية تضع آليات للشفافية والمساءلة، ما يسهم في بناء مؤسسات قوية تخدم الشعب بدلاً من المصالح الضيقة للنخب.

الدروس من الثورة السودانية
الثورة السودانية قدمت مشاهد مبهرة عن قوة الشعب عندما يتوحد من أجل الحرية والعدالة. لجان المقاومة، التي كانت القلب النابض للثورة، تمثل نموذجًا حيًا للديمقراطية الشعبية. هذه اللجان، التي نشأت من رحم الأحياء والقرى، قادت الحراك الشعبي وأثبتت أن التغيير يبدأ من القاعدة.
كيف نبني نظامًا يعتمد على الديمقراطية الشعبية؟
تفعيل المجالس الشعبية- إنشاء مجالس محلية تمثل الناس مباشرة في القرى والمدن، وتكون مسؤولة عن اتخاذ القرارات المتعلقة بالتعليم، الصحة، والبنية التحتية.
تعزيز التعليم السياسي: بناء وعي شعبي حول الحقوق والواجبات الديمقراطية لضمان مشاركة فعالة.
إصلاح النظام القانوني: وضع أطر قانونية تحمي حق الشعب في المشاركة المباشرة ومحاسبة المسؤولين.
إعادة توزيع الثروة: وضع سياسات اقتصادية تعزز العدالة الاجتماعية وتوفر فرصًا متساوية للجميع.

التحديات والطريق إلى الأمام
لا شك أن الديمقراطية الشعبية تواجه تحديات مثل الانقسامات العرقية، التدخلات الخارجية، وضعف المؤسسات. لكن بالتنظيم الجيد والعمل الجماعي، يمكن للسودانيين التغلب على هذه العقبات وبناء نموذج ديمقراطي يليق بتضحياتهم.
مستقبل السودان بيد الشعب
الديمقراطية الشعبية ليست حلمًا بعيد المنال، بل هي ضرورة تفرضها تعقيدات الواقع السوداني. السودان، الغني بتنوعه الثقافي والبشري، يمكنه أن يكون نموذجًا عالميًا لديمقراطية حقيقية تبدأ من القاعدة. إنها لحظة تاريخية يجب ألا تضيع، فالشعب الذي صنع الثورة قادر على بناء وطن تحكمه إرادته.

*لنجعل السودان شجرة تتزين بثمار الديمقراطية الشعبية، لتظل شاهدة على إرادة شعب لا يقهر.[

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدیمقراطیة الشعبیة

إقرأ أيضاً:

الرويشان: تمسك الشعب اليمني بهويته الإيمانية ظهر جليا في مواقفه العظيمة تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني

الوحدة نيوز/ عُقدت بالجامع الكبير بصنعاء اليوم ندوة ثقافية بمناسبة عيد جمعة رجب – ذكرى دخول اليمنيين الإسلام، نظمتها وزارة الداخلية تحت شعار “الإيمان يمان”.

وفي الندوة أشار نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، اللواء جلال الرويشان، إلى أهمية إحياء ذكرى جمعة رجب لترسيخ الهوية الإيمانية، وتأكيد التمسك بالعقيدة الإسلامية، وإظهار الشكر لله على هذه النعمة.

ولفت إلى أن تمسك الشعب اليمني بهويته الإيمانية ظهر جليا في مواقفه العظيمة تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني من جرائم لم يشهد التاريخ لها مثيلًا، في ظل صمت وتآمر دولي، وعربي، وإسلامي.

وأكد اللواء الرويشان أن الموقف الشجاع لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ومعه القوات المسلحة والشعب اليمني، في مواجهة الصهاينة والأمريكيين بصلابة وإقدام، وعدم رضوخه لكل التهديدات والإغراءات، يدل على أنه ليس مجرد موقف سياسي، وإنما التزام إيماني تتجلى فيه الحكمة اليمانية، ويبرز إيمان هذا الشعب.

بدوره أوضح نائب وزير الداخلية اللواء عبدالمجيد المرتضى أن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله منح اليمنيين وسام وشرف بوصفه لهم “الإيمان يمان والحكمة يمانية” وهو وسام ترافقه مسؤولية إقامة الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأشار إلى أن كثير من قادة العرب والمسلمين اتجهوا لولاية اليهود والنصارى، وصاروا أتباعاً لأعداء الأمة، ينفذون مخططاتهم ويتحركون بحركتهم، مبينًا أن الشعب اليمني تفرد بموقفه ووقف في مواجهة أعداء الأمة، يناصر المستضعفين، ويدافع عن كرامة الأمة، انطلاقًا من تمسكه بهويته الإيمانية.

واعتبر اللواء المرتضى الاحتفاء بجمعة رجب، احتفاء بنعمة الإسلام على هذا الشعب، ما يستدعي التمسك بكتاب الله الذي فيه خير الدنيا والآخرة.

وفي الندوة التي حضرها وكلاء وزارة الداخلية ومستشارو الوزير ورؤساء المصالح، ومديرو عموم الوزارة، وقادة الوحدات الأمنية، وجمع من الضباط والأفراد، أوضح الناشط الثقافي، الدكتور حمود الأهنومي، أن احتفال اليمنيين بعيد جمعة رجب ليس وليد اللحظة، وإنما هو امتداد لاحتفالهم به منذ قرون عديدة، تقديسا لنعمة هدايتهم، وابتهاجا بأسبقيتهم على بقية الشعوب في دخولهم الإسلام.

وعدّ الهوية الإيمانية التي تأسست في جمعة رجب، درعًا حصينًا لليمن أمام كل التحديات، لافتاً إلى أن موقف اليمن الثابت مع غزة وفلسطين يعكس جوهر هذه الهوية، ويؤكد أن الشعب اليمني سيظل وفيا لدينه وأمته مهما تكالبت عليه قوى الطغيان.

 

مقالات مشابهة

  • خيارات الراهن السياسي للسودان: بين “ذئب التمكين” و”حملة السلاح”
  • الرويشان: تمسك الشعب اليمني بهويته الإيمانية ظهر جليا في مواقفه العظيمة تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني
  • شاهد.. تفاصيل وصول طائرة مساعدات مصرية إلى دمشق محملة بـ١٥ طن
  • طائرة المساعدات المصرية التي وصلت دمشق لن تكون الأخيرة (فيديو)
  • 57 مسيرة حاشدة في عمران تعلن الجهوزية والتضامن مع غزة 
  • كيف تكون عضوًا إيجابيًا في المجتمع؟.. خبراء: الشخصية المحبوبة هي نتيجة لتكامل العوامل الوراثة والبيئية والتربية
  • 31 مسيرة حاشدة  بتعز نصرة لفلسطين
  • 32 مسيرة جماهيرية حاشدة بذمار نصرةً للشعب الفلسطيني
  • 43 مسيرة ووقفة حاشدة بالمحويت نصرة للشعب الفلسطين
  • الحكيم يطالب بدعم سوريا وتعزيز العلاقات الايرانية السعودية