سودانايل:
2025-04-10@18:37:09 GMT

كتابات ضد الحرب: عن مفهوم الحرية

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

“حرية الفرد لا تكمن في أنه يستطيع أن يفعل ما يريد، بل في أنه لا يجب أن يفعل ما لا يريد.”
– جان جاك روسو

لا أظن أن أحداً في هذه الدنيا يقبل أن يعيش مكبلاً، فحتى الجنين في بطن أمه يركل ويرفس طالباً الخروج من تلك الظلمات. تلك هي بداية القصة.

دعونا، إذن، نتأمل في معنى الحرية ونستعرضها كقيمة نبيلة ترتبط بمسؤولية الفرد تجاه نفسه والمجتمع.

الحرية ليست انفلاتاً من القيود ولا ذريعة لتجاوز حقوق الآخرين، بل هي حالة من التوازن بين الحقوق والواجبات، وبين الفرد والمجتمع، وبين الرغبات الشخصية والمصالح الجماعية. حينما تُختزل الحرية في الفوضى، يتحول الأفراد إلى قطيع يساق بلا إرادة، بينما الحرية الحقيقية تعني الانضباط الواعي، الالتزام بالقيم الأخلاقية، واحترام القوانين التي تنظّم حياتنا المشتركة.

الحرية واحترام الآخر:
الحرية الحقيقية تتجلى أيضاً في مراعاة حريات الآخرين وخصوصياتهم. فهي ليست أداة للاعتداء على حقوقهم أو تقييد خياراتهم. إنها القدرة على اتخاذ قرارات واعية ومسؤولة في إطار من الاحترام المتبادل. فالحرية ليست شعوراً عابراً ولا ممارسة عشوائية، بل هي فهم عميق يرتبط بالتفاهم وبناء علاقات إنسانية متوازنة.

الحرية والتعليم:
لا يمكن للحرية أن تزدهر في بيئة يغمرها الجهل، لأن الجهل يغلق الأفق ويدفع الناس إلى سوء فهم حقوقهم وواجباتهم وبكل تاكيد سوء استخدام تلك الحريه. هنا يصبح التعليم والوعي ركيزتين أساسيتين لتحقيق الحرية بمعناها الحقيقي. من خلال المعرفة، يصبح الإنسان قادراً على إدراك حقوقه وواجباته، ومتميزاً بين ما هو حق وما هو تعدٍ.ولا بد لنا أن نضع في اعتبارنا اهمية
تعليم المرأة لأنها ركيزة اساسية للمجتمع..

ولا ننسى ان الإنسان المتعلم يفهم الحرية باعتبارها وسيلة لتحقيق الكرامة الإنسانية، وهو غالباً الأحرص على حمايتها والمطالبة بها. التعليم يمنح الوعي، والوعي هو المفتاح الذي يفتح أبواب الحرية المسؤولة.

الحرية كنضال إنساني:
الحرية تُنتزع ولا تُمنح. إنها حق طبيعي يولد مع الإنسان، لكنها قد تُسلب منه، مما يجبره على النضال لاستعادتها أو تعزيزها. المطالبة بالحرية ليست مجرد ترف فكري، بل هي تعبير عن وعي الإنسان بإنسانيته ورفضه للخضوع والذل.

الحرية إذاً ياسادتي لا تقتصر على التحرر من القيود السياسية أو الاجتماعية، بل تشمل حرية التفكير، وحرية التعبير، وحرية الاختيار. هي قدرة الإنسان على مواجهة الظلم بشجاعة والإصرار على العيش بكرامة.

الحرية والكرامة الإنسانية:
في نهاية المطاف، الحرية هي صرخة الإنسان ضد القيود التي تفرضها السلطة أو الظروف. إنها تأكيد على أن الحقوق لا تُستجدى، بل تُنتزع عبر نضال واعٍ ومسؤول. ولا يفوت علينا أن الإنسان الحر هو من يملك إرادته، يتخذ قراراته بعيداً عن أي إملاءات خارجية، مدركاً قيمة الكرامة الإنسانية التي لا تتحقق إلا في ظل حرية حقيقية
وختاماً نامل ان يكون هذا النص قد لمس الأفكار المحورية لاهمية الحرية.

مع كامل احترامي وتقديري

عثمان يوسف خليل

osmanyousif1@icloud.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تقرير: عودة ترامب للبيت الأبيض خففت القيود المفروضة على نتنياهو بشأن غزة

شدد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، على أن استئناف دولة الاحتلال الإسرائيلي للحرب على قطاع غزة قبل ثلاثة أسابيع كان في وقت قريب ليُطلق ضغطا غربيا شرسا على بنيامين نتنياهو.

وأضاف التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن الإدانات كانت ستأتي سريعة وبشكل علني وفي أحاديث خلف الكواليس. وكانت المطالبات بضبط النفس ستأتي من أوروبا والبيت الأبيض، حيث حاول الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، على مدار أربع سنوات، أحيانا، وفشل في كثير من الأحيان، في احتواء اندفاعات  نتنياهو.

الآن، رحل  بايدن، وقد أوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا ينوي مواصلة التلويح بأصابع الاتهام كما فعل سلفه. أوروبا منشغلة بحرب ترامب التجارية، وقد عزز نتنياهو أغلبية ائتلافه في البرلمان الإسرائيلي، مما منحه مساحة سياسية أكبر للتحرك، حسب التقرير.

الاثنين الماضي، جلس نتنياهو بجانب ترامب في المكتب البيضاوي حيث أشاد به الرئيس ووصفه بأنه "قائد عظيم". لم يحصل رئيس الوزراء على إعفاء من الرسوم الجمركية البالغة 17% التي قال  ترامب إنه سيفرض على إسرائيل - أحد الأهداف الرئيسية لرحلته - كما لم يحصل على دعم أمريكي فوري للعمل العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية. وفي بعض الأحيان بدا مرتبكا بينما تحدث  ترامب مطولا عن التجارة والهجرة والاقتصاد الأمريكي.


ولكن فيما يتعلق بالمسألة الرئيسية المتمثلة في تجدد الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، فقد كان ترامب صامتا إلى حد كبير، بحسب الصحيفة. لم يأتِ على ذكر الهجوم الإسرائيلي على سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء الذي ظهر للعلن الأسبوع الماضي، والذي أسفر عن مقتل 15 عامل طوارئ، أو ضربة 3 نيسان/ أبريل التي أودت بحياة العشرات، بمن فيهم أطفال، في مدرسة حُوّلت إلى مأوى.

ونقل التقرير عن سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، قولها "أعتقد بالتأكيد أن نتنياهو يحاول الاستفادة مما يعتقد أنه مجال متزايد للمناورة".

وأضافت أن رئيس الوزراء بدا متشجعا بصمت ترامب في مواجهة الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة داخل غزة بعد وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين فقط.

والنتيجة، كما يقول المراقبون داخل إسرائيل وخارجها، هي رئيس وزراء مُطلق العنان، مع عدد أقل من الحواجز التي تقيد أفعاله في غزة ولبنان وسوريا.

وهذا يعني، وفقا للتقرير، أن  نتنياهو حر في استئناف إصلاحه للنظام القضائي في بلاده دون تنديدات من واشنطن. وهذا يعني ديناميكية متغيرة في منطقة تضررت من 18 شهرا من الصراع المسلح.

وقد منعت إسرائيل الآن دخول المساعدات إلى غزة لأكثر من شهر. وتقوم القوات الإسرائيلية بدوريات في أجزاء من جنوب لبنان وسوريا، حيث يقول القادة الإسرائيليون إنهم سيبقون إلى أجل غير مسمى. وقد ضعف أحد الأعداء، وهو حزب الله اللبناني القوي، بشدة في الحرب مع إسرائيل. ونظام الأسد في سوريا، أطاح به الثوار.

ولفتت الصحيفة إلى أن منتقدي نتنياهو يشيرون إلى أنه قاوم الرأي العام العالمي لسنوات، مروجا نفسه للجمهور الإسرائيلي كزعيم سيتحدى العالم لحماية البلاد. لقد تجاهل الانتقادات الأمريكية والعالمية لشدة رد إسرائيل بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ، في حملة عسكرية أسفرت عن استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

ونقل التقرير عن دانيال ليفي، رئيس مشروع الولايات المتحدة/الشرق الأوسط، وهي مجموعة مقرها لندن ونيويورك، قوله "كان من الممكن تجاهل الضغط الضئيل الذي كان موجودا، وقد تم تجاهله".
ومع ذلك، فإن الفرق بين ذلك الحين والآن لافت للنظر، كما يقولون.

فيما يتعلق بغزة، أعرب بايدن مرارا وتكرارا عن دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مما دفع البعض في الولايات المتحدة إلى اتهامه بعدم ممارسة ضغط كاف على إسرائيل لوقف مقتل المدنيين. لكن بايدن انتقد الغارات الجوية الضخمة خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية، ووصفها في إحدى المرات بأنها "مبالغ فيها"، قائلا إن معاناة الأبرياء "يجب أن تتوقف".


في حزيران/ يونيو الماضي، اتهم نتنياهو بالسعي إلى إطالة أمد الحرب لأسباب سياسية داخلية. وبينما لم يقطع تدفق الأسلحة إلى إسرائيل، أرجأ بايدن تسليم أكبر القنابل الأمريكية. قبل الحرب، ضغط  بايدن أيضا على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي لتخفيف جهوده لإصلاح النظام القضائي في بلاده، وهي خطة وصفها النقاد بأنها استيلاء صارخ على السلطة وتهديد وجودي للديمقراطية الليبرالية في إسرائيل.

قال بايدن، في توبيخ مباشر لافت لأحد أقرب حلفاء أمريكا: "لا يمكنهم الاستمرار في هذا الطريق - لقد أوضحت ذلك نوعا ما".

الآن، تبخر هذا الضغط، كما تقول الصحيفة.

لم يعترض ترامب على خطة نتنياهو القضائية. ويقول محللون إن تصرفات الرئيس الأمريكي نفسه - مهاجمة القضاة ومكاتب المحاماة التي أغضبته - قد يراها نتنياهو بمثابة تصريح لجهوده الخاصة.
صرح مسؤول أمريكي كبير سابق بأن نتنياهو ينظر إلى  ترامب على أنه "رفيق درب" فيما يتعلق بجهوده لإعادة تشكيل القضاء بما يرضيه.

وقال ناداف شتراوشلر، المستشار السابق لنتنياهو، إن رئيس الوزراء شهد "انقلابا كاملا" في عهد إدارة ترامب، مما أتاح له "مساحة أكبر بكثير للعمل".

حتى أن نتنياهو بدأ يردد خطابات ترامب المتألقة، مهاجما خصومه مرارا وتكرارا باعتبارهم أعضاء في "دولة عميقة" مكرسة لاضطهاده. وقال  شتراوشلر: "لم أسمع أي مخاوف من إدارة ترامب بشأن "الديمقراطية الإسرائيلية" أو الضغط على نتنياهو. بل على العكس تماما".

في الداخل، رسخ نتنياهو مكانته السياسية بإزالة كل تهديد تقريبا لائتلافه الحاكم اليميني المتشدد، كما قال  شتراوشلر. وأضاف أنه بينما قد يعتبر منتقدوه هذه الخطوات استبدادية، إلا أن قاعدة نتنياهو الانتخابية لا تزال تدعمه بقوة، مانحة إياه حرية التصرف.

متحديا منتقديه، منذ هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، الذي وصفته الصحيفة بأنه أسوأ فشل أمني في تاريخ إسرائيل، استعاد نتنياهو مكانته القوية. في الشهر الماضي، تحرك لإقالة رئيس استخباراته والمدعي العام، وهي إجراءات تُعتبر جزءا من مسعى لترسيخ سلطته والقضاء على منافسيه.

في أوروبا، ينشغل القادة الذين انتقدوا بشدة تصرفات نتنياهو برسوم ترامب الجمركية والجهود الحثيثة لتجنب أزمة مالية عالمية. ولا تزال القارة الأوروبية تهتز بسبب ابتعاد ترامب عن التحالفات عبر الأطلسي التي استمرت لعقود، وتقاربه مع روسيا.

قال الصحيفة إنه يبدو أن نتنياهو لا يكترث بشكل متزايد بما تفكر فيه أوروبا.

في الأيام الأخيرة، منعت حكومته عضوين في البرلمان البريطاني من دخول إسرائيل في مهمة لتقصي الحقائق، مما دفع وزير الخارجية ديفيد لامي إلى إصدار بيان غاضب وصفه بأنه "غير مقبول، وغير بناء، ومثير للقلق العميق".

في شباط/ فبراير، انضم  نتنياهو إلى روسيا و ترامب في معارضة جهد أوروبي في الأمم المتحدة للتعبير عن الدعم لوحدة أراضي أوكرانيا. وفي الأسبوع الماضي، حظي نتنياهو باستقبال حافل في المجر من فيكتور أوربان، الزعيم السلطوي للبلاد، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

شكر نتنياهو أوربان على انسحاب بلاده من المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت في تشرين الثاني/ نوفمبر مذكرات اعتقال بحق  نتنياهو ووزير حربه السابق، متهمة إياهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

لكن تصرفات نتنياهو الأخيرة في غزة كانت الأكثر لفتا للانتباه.

كانت المعارضة لقراره استئناف القتال خافتة إلى حد ما في إسرائيل، على الرغم من أن استطلاعات الرأي العامة تشير إلى أن معظم الناس يريدون اتفاقا لإنهاء القتال وتحرير الأسرى المحتجزين في غزة، وأن غالبية الناخبين لا يدعمون رئيس الوزراء وائتلافه. وقد غيرت تعليقات  ترامب حول مستقبل غزة الطريقة التي يتحدث بها  نتنياهو عن مصير المنطقة.

أعلن الرئيس في شباط/ فبراير أنه سيدعم الترحيل الجماعي للفلسطينيين، لإنشاء "ريفييرا" على قطاع غزة، وهو اقتراح من شأنه أن يمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وفقا للتقرير.


منذ ذلك الحين، تحدث  نتنياهو وغيره من السياسيين الإسرائيليين بصراحة أكبر عن مستقبل تسيطر فيه إسرائيل على المنطقة إلى أجل غير مسمى. يوم الثلاثاء، بعد أن كرر ترامب الفكرة، أشاد نتنياهو بها باعتبارها مفيدة لشعب غزة.

قال نتنياهو: "إنهم محصورون. وما الخطأ في منح الناس خيارا؟"، بينما أصر أيضا زورا على أن إسرائيل لم تمنع سكان غزة من المغادرة لسنوات. قال نتنياهو إنه والرئيس تحدثا خلال الغداء عن الدول التي ادعى استعدادها لاستقبال الفلسطينيين الراغبين في مغادرة غزة. وقد رفضت مصر والأردن ذلك مرارا وتكرارا.

وقال نتنياهو: "لدى الرئيس رؤية. الدول تستجيب لهذه الرؤية. ونحن نعمل على تحقيقها".

في إسرائيل، كانت فكرة ترحيل الفلسطينيين من غزة حكرا على تيار يمين متطرف. والآن، أيدها الرئيس الأمريكي وكررها  نتنياهو، وأنشأ وزير الحرب الإسرائيلي مكتبا للإشراف على هذه السياسة.

وقال ليفي إن "التشجيع والدعم اللذين قدمتهما هذه السياسة موجهان إلى معسكر في إسرائيل متطرف للغاية، ومبدأ محصلته صفر، وكان يكتسب نفوذا، لكنه الآن يشعر حقا أنه قادر على تنفيذ الأمور".

مقالات مشابهة

  • الخثلان يوضح الأعمال التي تُدخل الإنسان الجنة بلا عذاب.. فيديو
  • تزايد المخاطر التي تهدد الاقتصاد الإسرائيلي.. احتمالات حدوث أزمة مالية ورادة
  • محمد إبراهيم نقد في ندوة: نصيب الفرد من أموال البترول (..)
  • تقرير: عودة ترامب للبيت الأبيض خففت القيود المفروضة على نتنياهو بشأن غزة
  • آلاف المفقودين في السودان بعد عامين من الحرب وخبير أممي يؤكد ضرورة حماية المدنيين
  • “قوة التخلي”: نحو تحرّر من القيود النفسية والمادية
  • الأسواق العالمية تواصل التأرجح على وقع تعريفات ترامب الجمركية
  • ماكرون: غزة ليست مشروعا عقاريا
  • البيت الأبيض: ترامب تعهد لنتنياهو بإزالة القيود الجمركية مع إسرائيل
  • «الإمارات الصحية»: جهود للارتقاء بصحة الفرد والمجتمع