سودانايل:
2025-02-06@14:50:54 GMT

كتابات ضد الحرب: عن مفهوم الحرية

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

“حرية الفرد لا تكمن في أنه يستطيع أن يفعل ما يريد، بل في أنه لا يجب أن يفعل ما لا يريد.”
– جان جاك روسو

لا أظن أن أحداً في هذه الدنيا يقبل أن يعيش مكبلاً، فحتى الجنين في بطن أمه يركل ويرفس طالباً الخروج من تلك الظلمات. تلك هي بداية القصة.

دعونا، إذن، نتأمل في معنى الحرية ونستعرضها كقيمة نبيلة ترتبط بمسؤولية الفرد تجاه نفسه والمجتمع.

الحرية ليست انفلاتاً من القيود ولا ذريعة لتجاوز حقوق الآخرين، بل هي حالة من التوازن بين الحقوق والواجبات، وبين الفرد والمجتمع، وبين الرغبات الشخصية والمصالح الجماعية. حينما تُختزل الحرية في الفوضى، يتحول الأفراد إلى قطيع يساق بلا إرادة، بينما الحرية الحقيقية تعني الانضباط الواعي، الالتزام بالقيم الأخلاقية، واحترام القوانين التي تنظّم حياتنا المشتركة.

الحرية واحترام الآخر:
الحرية الحقيقية تتجلى أيضاً في مراعاة حريات الآخرين وخصوصياتهم. فهي ليست أداة للاعتداء على حقوقهم أو تقييد خياراتهم. إنها القدرة على اتخاذ قرارات واعية ومسؤولة في إطار من الاحترام المتبادل. فالحرية ليست شعوراً عابراً ولا ممارسة عشوائية، بل هي فهم عميق يرتبط بالتفاهم وبناء علاقات إنسانية متوازنة.

الحرية والتعليم:
لا يمكن للحرية أن تزدهر في بيئة يغمرها الجهل، لأن الجهل يغلق الأفق ويدفع الناس إلى سوء فهم حقوقهم وواجباتهم وبكل تاكيد سوء استخدام تلك الحريه. هنا يصبح التعليم والوعي ركيزتين أساسيتين لتحقيق الحرية بمعناها الحقيقي. من خلال المعرفة، يصبح الإنسان قادراً على إدراك حقوقه وواجباته، ومتميزاً بين ما هو حق وما هو تعدٍ.ولا بد لنا أن نضع في اعتبارنا اهمية
تعليم المرأة لأنها ركيزة اساسية للمجتمع..

ولا ننسى ان الإنسان المتعلم يفهم الحرية باعتبارها وسيلة لتحقيق الكرامة الإنسانية، وهو غالباً الأحرص على حمايتها والمطالبة بها. التعليم يمنح الوعي، والوعي هو المفتاح الذي يفتح أبواب الحرية المسؤولة.

الحرية كنضال إنساني:
الحرية تُنتزع ولا تُمنح. إنها حق طبيعي يولد مع الإنسان، لكنها قد تُسلب منه، مما يجبره على النضال لاستعادتها أو تعزيزها. المطالبة بالحرية ليست مجرد ترف فكري، بل هي تعبير عن وعي الإنسان بإنسانيته ورفضه للخضوع والذل.

الحرية إذاً ياسادتي لا تقتصر على التحرر من القيود السياسية أو الاجتماعية، بل تشمل حرية التفكير، وحرية التعبير، وحرية الاختيار. هي قدرة الإنسان على مواجهة الظلم بشجاعة والإصرار على العيش بكرامة.

الحرية والكرامة الإنسانية:
في نهاية المطاف، الحرية هي صرخة الإنسان ضد القيود التي تفرضها السلطة أو الظروف. إنها تأكيد على أن الحقوق لا تُستجدى، بل تُنتزع عبر نضال واعٍ ومسؤول. ولا يفوت علينا أن الإنسان الحر هو من يملك إرادته، يتخذ قراراته بعيداً عن أي إملاءات خارجية، مدركاً قيمة الكرامة الإنسانية التي لا تتحقق إلا في ظل حرية حقيقية
وختاماً نامل ان يكون هذا النص قد لمس الأفكار المحورية لاهمية الحرية.

مع كامل احترامي وتقديري

عثمان يوسف خليل

osmanyousif1@icloud.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

انتصار غزة.. حين تتحول التضحيات إلى حرية

في ليلةٍ امتزج فيها الألم بالأمل، وفي صباحٍ أشرقت فيه شمس الصمود، كتب الشعب الفلسطيني بدمائه وتضحياته فصلاً جديداً في تاريخ الحرية. خمسة عشر شهراً من الإبادة الجماعية والعدوان الوحشي لم تكسر عزيمة غزة، بل صنعت نصراً لم يكن مجرد تفوق عسكري، بل منعطفاً استراتيجياً غيّر موازين الصراع، وأعاد رسم معادلة الشرق الأوسط بدماء الشهداء وإرادة المقاومين الأحرار.

منذ اللحظة الأولى للعدوان، راهن الاحتلال على أن غزة ستنهار في أيام، وأن المقاومة ستستسلم خلال أسابيع، لكنه لم يدرك أن هذه الأرض الصغيرة تختزن قلوباً بحجم السماء، وأن من يسكنها ليسوا مجرد أرقام في قائمة الضحايا، بل رجال ونساء يكتبون التاريخ بصلابتهم وثباتهم.

لكن مع مرور الأيام، بدأت حسابات العدو تتهاوى أمام صمود غير مسبوق، فبدلاً من أن ينكسر الفلسطينيون تحت القصف والحصار، ازدادوا تصميماً على المواجهة، وتحولت الأزقة المدمرة إلى معاقل للمقاومة، مما أجبر الاحتلال على إعادة تقييم استراتيجيته الفاشلة.

لم يكن هذا الصمود محصوراً بين غزة والاحتلال فقط، بل امتد تأثيره إلى ميادين المواجهة الأوسع. وبينما كانت المقاومة الفلسطينية تخوض معركتها بشجاعة نادرة داخل القطاع، كانت جبهات الإسناد تبعث برسائل حاسمة من خارج الحدود.

من لبنان إلى اليمن، ومن العراق إلى إيران، توالت المواقف العملية، لتتحول المواجهة من حرب محصورة جغرافيًا إلى صراع إقليمي شامل، مما فرض على الاحتلال معادلة جديدة لم يكن مستعداً لها.

على مدار خمسة عشر شهراً، استُخدمت كل وسائل القمع والإبادة الجماعية، حيث استهدف الاحتلال المدارس، والمستشفيات، والأسواق، وحتى الملاجئ، محاولاً إبادة الحياة قبل المقاومة. ومع ذلك، لم يجد العدو أمامه سوى شعب يقاتل الجوع والقصف والتخاذل الدولي، دون أن يتراجع خطوة واحدة عن حقوقه المشروعة.

لكن في لحظة فارقة، وجد الاحتلال نفسه أمام حقيقة صادمة: المقاومة لم تنتهِ، غزة لم تسقط، و”اليوم التالي للحرب” لم يكن يوم انتصار إسرائيلي، بل يوماً فلسطينياً بامتياز.

اليوم، بينما تعم الاحتفالات في غزة، يدرك الجميع أن هذا ليس نهاية الطريق، بل بداية مرحلة أكثر حساسية في الصراع. فبرغم الهزيمة المدوية التي لحقت بالاحتلال، لن يستسلم بسهولة، وسيسعى لإعادة ترتيب أوراقه، لكن المقاومة أثبتت أنها لم تعد مجرد كيان داخل غزة، بل باتت جزءاً من منظومة إقليمية أقوى من أي وقت مضى.

لم يعد بإمكان الاحتلال أن يختبر صبر المقاومة أو يتجاهل امتدادها الإقليمي، فالمعادلة تغيّرت جذريًا، وأصبح أي عدوان جديد على فلسطين يعني اشتعال جبهات متعددة.

من الصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب، إلى الضربات البحرية التي شلّت الملاحة في البحر الأحمر، ومن المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، إلى الغضب الشعبي في الشوارع العربية والإسلامية، كان الرد واضحًا: كل محاولة إسرائيلية لكسر غزة ستؤدي إلى زلزال يضرب الاحتلال من كل الاتجاهات.

لم يكن هذا النصر مجرد إنجاز ميداني، بل إعادة إحياء للأمل بأن فلسطين لن تبقى محتلة إلى الأبد، وأن المقاومة ليست مجرد خيار، بل قدر لا مفر منه في معركة استعادة الحقوق.

لقد أثبت الفلسطينيون، مرةً أخرى، أن الشعوب لا تُهزم بالقنابل، وأن الاحتلال مهما طال، مصيره إلى زوال. فعلى الرغم من الركام، ودموع الأمهات، وصراخ الأطفال، خرجت غزة أقوى وأصلب، وأكثر إيماناً بأن النصر الحقيقي ليس في عدد القتلى أو حجم الدمار، بل في بقاء الإرادة التي لا تنكسر.

اليوم، يحتفل العالم الحر بانتصار غزة، لكن في قلوب المقاومين، هذه ليست النهاية، بل بداية نحو فجرٍ جديد، فجرٌ لا مكان فيه لمحتل، ولا مستقبل فيه لمن اعتقد أن القوة وحدها تصنع التاريخ.

غزة أثبتت أن الدماء تصنع النصر، وأن التضحيات تفتح أبواب الحرية، وأن شعبًا لم ينكسر تحت الحصار، لن ينكسر أبدًا حتى يرى وطنه محررًا من الاحتلال.

هذا ليس مجرد انتصار عسكري، بل إعلان بأن الاحتلال الإسرائيلي بدأ رحلته نحو النهاية المحتومة.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الصينية: غزة ليست ورقة مساومة سياسية
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • انتصار غزة.. حين تتحول التضحيات إلى حرية
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • بكثير من الفرح والأمل.. نازحو ود مدني يعودون لبيوتهم التي هجروها بسبب الحرب
  • معدة كتاب «الأطفال يسألون الإمام» لـ"البوابة نيوز": شيخ الأزهر أوضح مفهوم حقوق الإنسان الصحيح فى الإسلام
  • هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
  • الحرب ليست قدرًا.. أوقفوا نزيف الوطن!
  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
  • النجاح في الحياة يحتاج منك هذه المهارات..