أصداء تهديدات ترمب: العراق يتأمل مستقبله بعيداً عن الدولار
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
3 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: في ظل التوترات المتصاعدة في النظام المالي العالمي، يعكف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب على توجيه ضغوط متجددة على الدول للتمسك باستخدام الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية، ما قد يخلق تداعيات غير متوقعة قد تؤثر على وضعية الدولار في الأسواق العالمية.
هذا الضغط، الذي يأتي من مواقف ترمب المعروفة باستخدامه لرسوم الجمركية كأداة سياسية، قد يعزز الاتجاهات الساعية للابتعاد عن الاعتماد على الدولار، ويسرع خطوات الدول الراغبة في تقليص استخدامها للعملة الأمريكية.
رغم أن الدولار يهيمن على أكثر من 88% من تداولات سوق العملات الأجنبية، بما يعكس قوته الاستثنائية كأداة عالمية للإقراض والاحتياط، يرى خبراء أن محاولات ترمب لتعزيز استخدام الدولار قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
وبحسب تصريحات رودريغو كاترال من بنك “ناشونال أستراليا”، فإن الضغوط المتزايدة قد تدفع بعض الدول إلى البحث عن بدائل للدولار لتجنب المخاطر المترتبة على سيطرة الولايات المتحدة. وبدورها، تشير سيندي لاو من شركة “أفاندا إنفستمنت مانجمنت” إلى أن تحركات ترمب تهدف إلى الحفاظ على هيمنة الدولار كمخزن آمن للقيمة، ما قد يجعل الدول أكثر إصراراً على إبرام اتفاقيات لتسوية التجارة بعملاتها المحلية.
ما يبرز تأثير هذه السياسة على العراق هو أنه كدولة تعتمد على الاقتصاد القائم على النفط، قد يتعرض لضغوط متزايدة مع توجيه التحركات نحو إبرام اتفاقيات تجارية بعيدة عن الدولار.
العراق، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنظام المالي العالمي من خلال صادراته النفطية، قد يجد نفسه في موقف يتطلب تغيير استراتيجياته المالية والتجارية لتفادي الاعتماد المفرط على الدولار، ما قد ينعكس على استقراره الاقتصادي.
دول مثل الصين والبرازيل والهند بدأت فعلاً في تعزيز معاملاتها التجارية بعملاتها المحلية، في خطوة قد تكون بداية لمرحلة جديدة في نظام التجارة الدولية. من جانب آخر، صرح أولريش ليوشتمان من “كوميرز بنك” أن الهيمنة المستمرة للدولار ستواجه تحديات مع تزايد الممارسات السياسية الأمريكية التي قد تُعتبر أنانية.
هذه التطورات قد تدفع العراق إلى التفكير في خطوات استباقية لمواكبة التحولات المستقبلية، لتأمين مكانته الاقتصادية في عالم يشهد تحولات قد تهدد استقرار النظام المالي الحالي.
على الرغم من أن تهديدات ترمب قد لا تؤدي إلى انهيار فوري لهيمنة الدولار، إلا أن تأثيرها على المدى البعيد سيشكل دافعاً لدول أخرى للبحث عن سبل لتحقيق استقلالية اقتصادية أكبر، وهو ما قد يفرض على العراق اتخاذ تدابير لضمان استدامة اقتصاده في ظل هذا المشهد المتغير.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
علي المؤيد.. قائد التحول الرقمي والإعلامي في العراق
4 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: كأنما الإعلام والاتصالات في العراق قد نُقشت على صفحة التاريخ بإزميل الإنجاز، تحفر بصماتها العميقة في جسد الزمن، وحين يُطوى فصل من هذه المسيرة، يبقى الأثر متجذرًا، متحدثًا بلسان الأرقام والتحولات العميقة.. وهكذا هو عهد العراقيين مع الدكتور علي المؤيد، الذي قاد هيئة الإعلام والاتصالات بيد صانع الرؤية، ليزرع فيها نهضة غير مسبوقة، ويرتقي بها إلى آفاق لم تكن تخطر في أذهان المتشائمين.
كان المؤيد رجل المرحلة، والملاح الذي قاد السفينة وسط أمواج التحديات، حتى أبحر بها إلى شواطئ الأمان، مضاعفًا الإيرادات، ومستردًا الأموال المستحقة، محققًا قفزة نوعية في جودة خدمات الجيل الرابع، حيث قفز العراق من المرتبة 122 عالميًا إلى 42، وكأن البلاد تحررت من قيود التخلف الرقمي، لتنطلق نحو فضاء متجدد من التقنية والحداثة.
لم يكن الإعلام بمعزل عن هذه النهضة، فقد منح المؤيد المشهد الإعلامي هوية أكثر رسوخًا، فمنح التراخيص لأكثر من 300 وسيلة إعلامية، واحتضن آلاف الصحفيين والإعلاميين، فاتحًا لهم الأبواب لنقل مشاهد الأربعين إلى العالم، كاشفًا وجه العراق الحضاري والديني والثقافي، في مشهد لم يشهده الإعلام العراقي من قبل بهذه القوة والاتساع.
أما المدن فتبقى شاهدة، حيث رسم المؤيد ملامح مدينة إعلامية متخصصة، تستجيب للمعايير العالمية، وكأنه أراد أن يضع العراق في قلب المشهد الإقليمي، لا مجرد تابعٍ لأمواج التحولات الإعلامية.
وبروح المبادرة، أطلق مؤتمر “عالمية الزيارة الاربعينة”، الذي بات حدثًا سنويًا يرسّخ صورة العراق كمنبر عالمي يستقطب أنظار الباحثين والإعلاميين.
لم يكن التكريم بعيدًا عن هذه الإنجازات، فقد توّج المؤيد بجوائز حملت في طياتها اعترافًا بمسيرته، من أفضل رئيس هيئة في العراق لعام 2021، إلى جائزة التميز في التحول الرقمي على مستوى الشرق الأوسط، وكأن جهوده لم تقتصر على العراق وحده، بل كانت إشعاعًا يمتد إلى خارج الحدود.
واليوم، ومع تعيين رئيس جديد للهيئة، المهندس محمد عبد الله عبد الأمير، يبقى الأمل معقودًا على استمرارية هذه المسيرة، لتعزيز الإعلام العراقي، وتطهيره من المحتوى الهابط، وترسيخ المهنية والمسؤولية.. فالعراقيون لا يرضون أن يعودوا خطوة إلى الوراء بعد أن خطوا هذا الطريق الطويل نحو الريادة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts