احتفال عيد الاتحاد الـ53.. عرض فني ملهم في دار الزين يمزج بين التراث والاستدامة
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
بحلة إبداعية تعكس التراث الإماراتي العريق ورؤية مستدامة للمستقبل، احتفلت دولة الإمارات بعيد الاتحاد الـ 53 في عرض رسمي أقيم لأول مرة في مدينة العين "دار الزين"، الحدث الذي جسّد قصة الاتحاد من جذوره العميقة وصولًا إلى تطلعاته المستقبلية، وجمع بين الإبداع الفني والابتكار التقني ليبرز جمال الهوية الوطنية وروح الانتماء.
تميز الاحتفال الرسمي هذا العام بمحوره الرئيسي حول مسيرة الاتحاد وارتباطها بالطبيعة والاستدامة، مستمداً الإلهام من موقع الحفل المميز في منتزه جبل حفيت أحد مواقع التراث العالمي المدرج على قائمة اليونسكو.
من خلال السرد البصري الذي بدأ بعصور التاريخ الأولى ومرّ بمسيرة القادة المؤسسين، قدّم العرض قصة مُلهمة توثق تاريخ الاتحاد وتبرز قيمه التي تحملها الأجيال، ومن استخدام الطائرات بدون طيار إلى توظيف الموسيقى المستوحاة من التراث، نجح العرض في تقديم تجربة متكاملة تمزج بين الفخر الوطني والابتكار الفني.
وبقيادة فريق متميز وبإشراف شخصيات وطنية بارزة، حمل حفل الرسمي لعيد الاتحاد هذا العام رسالة رئيسية، وهي "التمسك بجذورنا الثقافية هو الطريق نحو بناء مستقبل مستدام ومشرق لدولة الإمارات".
وقال عيسى السبوسي مدير الشؤون الاستراتيجية والإبداعية للجنة تنظيم الاحتفال الرسمي لعيد الاتحاد الـ53، إن تحويل هذا السرد الجميل والقصة العميقة إلى عرض عظيم وشامل عكس العادات والتقاليد الأصيلة لدولة الإمارات، جاء نتيجة تكامل عناصر أساسية شكلت جزءًا كبيرًا من نجاح هذا العمل، حيث لعب موقع الاحتفال دورًا كبيرًا في تحديد اتجاه السرد وكان مبهراً بحد ذاته ، مشيراً إلى أنه في الفصل الأول من السرد تم التركيز على أهمية التعرف على المكان وكان محور هذا الجزء هو الطبيعة حيث عدنا بالزمن إلى الوراء لاستكشاف جذور القصة.
وأضاف أن البطل الحقيقي لهذه القصة هو مدينة العين، التي أثرت بشكل عميق على كل ما قمنا به، فسلطنا الضوء على جوانب متعددة تتعلق باختيارنا مدينة العين بما في ذلك، تاريخ مدينة العين الممتد لآلاف السنين، وطبيعة العين الخاصة والمميزة خاصة النخيل،ونظام الأفلاج الذي يعود إلى آلاف السنين وعلاقته العميقة بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه".
وأشار إلى أن هذه الجوانب كانت الأساس الذي بُنيت عليه القصة حيث بدأ السرد من عصور التاريخ الأولى وصولاً إلى الحاضر، مع التركيز على النخل كرمزٍ أساسي ليس فقط لأهميته التاريخية والاقتصادية ولكن أيضاً لاستخداماته المتعددة ودوره في التراث الإماراتي.
#فيديو| #محمد_بن_زايد يردد السلام الوطني الإماراتي أثناء عزفه خلال الحفل الرسمي لـ #عيد_الاتحاد53#عيد_الاتحاد#الإمارات53 pic.twitter.com/gywzrEJ5wl
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) December 2, 2024 الاستدامةوحول ارتباط العرض بمفهوم الاستدامة في دولة الإمارات.. قال عيسى السبوسي، إنه عند البدء في تشكيل القصة الخاصة بالعرض وبالعمل مع الكاتبة مريم الدباغ، تم ملاحظة أن الطبيعة كانت حاضرة في جميع الفصول، فبينما تحدثنا عن الثريا والواحات وغيرها، أشارت الكاتبة إلى أن الطبيعة تشكل خلفية مستمرة في السرد، واقترحت أن تكون الطبيعة هي الراوي الأساسي، وبالفعل، هذا ما قمنا به.
وأضاف أن ما يميز السرد هو تطوره اللغوي الذي يبدأ بالفصحى ثم ينتقل إلى اللغة البيضاء وينتهي بالعامية ، لافتاً إلى أن هذا التدرج يعكس مسيرة الزمن وأصول اللغة العربية، بجانب أن السرد اتخذ شخصية طبيعية معروفة مثل الثريا أو جبل حفيت، ليصبح صوتاً يروي القصة مما أضاف بعداً إنسانياً وملموساً للعناصر الطبيعية.
وأشار إلى أن الاستدامة في الإمارات ليست مفهوماً جديداً، بل هي جزء لا يتجزأ من تراثنا وأسلوب حياتنا ، ولطالما كانت الحاجة إلى التعامل مع الأرض والموارد بحكمة ووعي أمراً متجذراً في ثقافتنا.
وحول التكنولوجيا المستخدمة في العرض وتسليط الضوء على الابتكارات، قال السبوسي، إنه تم الاعتماد على تقنيات حديثة ومتقدمة لتحقيق تجربة استثنائية ومتكاملة في العرض، ومن أبرز التقنيات التي تم استخدامها " تقنية الإسقاط الضوئي على المسرح "المنصة"، والطائرات بدون طيار والفصل السادس نجم سهيل"، حيث تم ربط التقدم التكنولوجي بالطبيعة وأهمية حمايتها.
وأضاف أنه تم التعاون مع مؤسسات متخصصة في الدولة لاختيار أحدث الابتكارات التي تعكس رؤية الإمارات في التقدم التكنولوجي.
وقال إن رسالتنا في هذا العرض هي أن دولة الإمارات تمتلك تاريخًا عريقًا وقيمًا وحضارات متأصلة تمثل أساسًا قويًا يدفعنا نحو مستقبل أكثر إشراقًا، ونحن نؤمن بأن الارتباط بجذورنا العميقة في الإمارات والالتزام بالعادات والتقاليد الأصيلة لا يشكل عائقًا أمام التقدم بل هو الحافز الذي يعزز مسيرتنا نحو التطور والابتكار ، إلى جانب إبراز أهمية التوازن بين التقدم السريع والمحافظة على الطبيعة التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من هويتنا.
وأشار عيسى السبوسي إلى أن الفصل الرابع من السرد عرض قصة الشيخة سلامة بنت بطي القبيسي والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمهما الله، وكانت لحظة محورية في العرض تحت ظل النخيل نلتقي بهذه الشخصية العظيمة أم الشيوخ التي غرست في الشيخ زايد القيم والمبادئ التي شكلت مسيرته.
وأوضح أن لحظة لقاء الشيخ زايد بوالدته تفيض بالعاطفة وتشعرنا بعمق الحنان والعطف الذي غمره في تلك اللحظة، مما جعل هذا الفصل قلب العرض النابض، لافتاً إلى أنه في هذا الفصل رأينا الشيخ زايد كشخصية استثنائية نتعلم منه القيم التي اكتسبها من والدته والطبيعة التي نشأ فيها وكيف ساهم ذلك في تشكيل شخصيته.
وأضاف السبوسي، وفي العرض استمعنا إلى تفاصيل علاقته بالشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، رحمه الله، وقصة مدينة العين التي تروي أثر هذه العلاقة وإنجازاتها فهذا التسلسل جسد رحلة ملهمة وسردًا جميلًا يعبر عن جوهر القيادة الإماراتية وروح الاتحاد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حرب سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عيد الاتحاد الإمارات عيد الاتحاد مدینة العین فی العرض إلى أن
إقرأ أيضاً:
برعاية منصور بن زايد.. انطلاق فعاليات الدورة الأولى من «مهرجان العين للتمور»
تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، انطلقت اليوم فعاليات الدورة الأولى من «مهرجان العين للتمور» بمدينة العين، وتستمر حتى 8 يناير الجاري.
وشهد انطلاق فعاليات المهرجان معالي فارس خلف المزروعي رئيس هيئة أبوظبي للتراث، ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، وسعادة عبدالله مبارك المهيري المدير العام لهيئة أبوظبي للتراث، وأصحاب السعادة، وأعيان مدينة العين، والمديرون التنفيذيون للقطاعات في الهيئة.
واستقبل المهرجان في يومه الأول 2025 كيلوجراماً من التمور المشاركة في مزاينة «نخبة العين» من 27 متسابقاً، كما استقبل 600 كرتونة بمجموع 2000 كيلوجرام للمشاركة في مزاد التمور.
ويهدف المهرجان الذي تنظمه هيئة أبوظبي للتراث إلى إبراز المكانة التاريخية لشجرة النخيل بصفتها موروثاً إماراتياً يعمق الوعي بالتراث والسنع الإماراتي، بجانب تسليط الضوء على الأهمية التاريخية لمدينة العين والتعريف بإمكاناتها التراثية والاقتصادية والزراعية.
كما يسعى المهرجان إلى تثقيف أفراد المجتمع وتشجيعهم على ممارسة الموروث الخاص بالنخلة مما يعمق الحس الوطني لديهم عن طريق التعريف بمنتجات النخلة، ويحفز تبادل الخبرات بين المزارعين للتعرف على أفضل الممارسات وطرق العناية بالنخيل، مما يساهم في تعزيز الحركة الاقتصادية لأصحاب المزارع.
ويتضمن المهرجان 7 مسابقات للتمور خصصت لها 70 جائزة بقيمة مليون و756 ألف درهم لفئات «نخبة العين»، و«الخلاص»، و«الفرض»، و«الدباس»، و«بومعان»، و«الشيشي»، و«الزاملي».
كما يشهد المهرجان تنظيم مزاد التمور اليومي الذي يهدف إلى إبراز جودة الإنتاج المحلي للتمور كما يسلط الضوء على أبرز أنواع التمور المميزة في الإمارات، بهدف تشجيع المزارعين لضمان استدامة إنتاج التمور وتطويرها.
ويقدم المهرجان لزواره فعاليات متنوّعة بمشاركة جهات حكومية، خاصة بأجنحة تقدِّم برامج تفاعلية ومنصات توعوية للمزارعين والزوّار، ضمن برامج مسرح الفعاليات الذي يقدم أيضاً فقرات تراثية وترفيهية تشمل عدداً من الفعاليات والمسابقات اليومية التي رصدت لها جوائز قيمة، منها مسابقة أجمل زي تراثي للأطفال، ومسابقة الأسئلة التراثية للجمهور، والورش التفاعلية.
كما يتضمن المهرجان سوقاً شعبياً تعرض من خلاله الأسر المنتجة منتجاتها من المصنوعات التقليدية الإماراتية والأطعمة التراثية والعطور والملابس، بالإضافة إلى قرية التمور المخصصة لبيع التمور ومنتجاتها للزوار، ومحلات لبيع المواد الزراعية وفسائل النخيل والتقنيات المستخدمة في الزراعة، إضافة إلى سوق العسل الذي يهدف إلى تحفيز إنتاج العسل ودعم المنتجين.
وتشمل فعاليات المهرجان معرض الصور الفوتوغرافية الذي يسلط الضوء على تراث الإمارات بالتركيز على النخل والتمور، وركن الحرفيات الذي يقدم عرضاً حياً للحرف الإبداعية الإماراتية بأيدي «حاميات التراث»، وركن الأطفال الذي يقدم أنشطة وبرامج يومية للأطفال بمختلف مراحلهم العمرية، وفرق الفنون الشعبية التي تقدم لوحات من فنون الأداء التراثية، وغيرها من البرامج.
ويقدم مهرجان العين للتمور بدورته الأولى ورشاً يومية بالتعاون مع أستوديو «كناز» للفنون تشمل الرسم والتلوين بالذهب، والتطريز والخياطة اليدوية، والرسم والتلوين على كرب النخل، وصناعة الفخاريات بالصلصال الحراري، والرسم والتلوين بالقهوة والتوابل الشعبية الإماراتية، والتلوين والطباعة على الحقائب.