لبنان ٢٤:
2025-02-05@00:02:37 GMT
هل انتصر حزب الله حقاً؟ سطورٌ تقدّم الإجابة
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
لماذا أعلن أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "النصر"؟ السؤال هذا هو الأكثر طرحاً بين اللبنانيين حالياً، إذ يريدون إجابات أكثر شفافية تُوضح صورة النصر الذي تحدّث عنه "حزب الله" وسط دمارٍ كبير حلّ بلبنان بفعل الهجمات الإسرائيلية وعدم جدوى حرب الإسناد على غزة.
لا يتردَّد مرجعٌ عسكريّ سابق بارز مقرّب من "حزب الله" من إبداء رأيه بشأن "النصر" الذي أعلنه الأخير، ويقولُ لـ"لبنان24" إنّ ما تم إعلانه "ليس حقيقياً وليس منطقياً ولا حتى دقيقاً".
لا ينكر المرجع "صمود حزب الله" في الميدان، مشيراً إلى أنَّ ما قدمه مقاتلو "حزب الله" ملحمة بطولية بكل ما للكلمة من معنى، فمنهم من استشهد ومنهم من جُرِح ومنهم من تمكّن من النجاة، لكنه قال: "استراتيجياً وعسكرياً، لم ينتصر حزب الله لسببين: الأول وهو أنَّ إسرائيل دمّرت نصف لبنان، والثاني حصول إسرائيل على ما يسمى بحرية الحركة ولو بشكلٍ غير مباشر باتجاه أي هدفٍ في لبنان قد لا يروق لها". في المقابل، يقول مرجع عسكري آخر لـ"لبنان24" إنَّ "حزب الله تلقى ضربات باغتيال قادته وعلى رأسهم أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله. هذا الأمر لا يعكُس فوزاً وانتصاراً، فالضربات عميقة. أيضاً، فإن قبول حزب الله بالرجوع إلى منطقة شمال الليطاني هو أمرٌ لم يكن ليحصل لأن الحزب كان يرفضه سابقاً، لكنه وافق عليه الآن ضمن اتفاقية وقف إطلاق النار ولا يمكن نفيُ ذلك على الإطلاق. كذلك، فإنّ الحزب خسر كل منشآته عند الحدود ولم يعد باستطاعته التواجد هناك، وتم إبعاده قسراً إلى شمال الليطاني، وأي تواجد له في منطقة جنوب النهر ستجعل مستقبل لبنان على المحك مُجدداً". إذاً أمام ذلك، هل هُزم "حزب الله"؟ هنا، يُجيب المرجع الأول قائلاً: "لا لم يُهزم الحزب، لكنه وافق وقف على إطلاق النار مُجبراً ومرغماً وعلى مضَض. مع هذا، فإنَّ الحزب ما زال موجوداً ولديه قوة عسكريَّة حاضرة في منطقة شمال الليطاني. الصواريخ الباليستية ما زالت موجودة، كما أن قوات الرضوان ما زالت متواجدة في حين أن أنفاقه الإستراتيجية لم تُغلق". واعتبر المصدر أن الرد الذي نفذه الحزب على الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار عبر استهداف موقع رويسات العلم، يؤكد أن الحزب ما زال يحمل زمام المبادرة النارية في منطقة جنوب لبنان، وتابع: "كذلك، فإنَّ حزب الله لا يحتاج إلى منطقة جنوب الليطاني لإطلاق النار والصواريخ على إسرائيل، فهو باستطاعته فعل ذلك من مناطق أبعد بكثير، ولديه مساحة واسعة في لبنان لتنفيذ تلك الهجمات ومن نقاطٍ لا يمكن كشفها. لهذا، فإن الحديث عن انهزام حزب الله عسكرياً ليس صحيحاً بالمعنى الاستراتيجي، وأصلاً إن أرادَ حزب الله العبور إلى جنوب الليطاني عبر النهر، فلن يكون ذلك صعباً عليه خلال أي معركة". وماذا عن إسرائيل؟ هل انتصرت إن كان حزب الله لم ينتصر؟ بالنسبة للمصدر الثاني، فإن إسرائيل "خسرت كثيراً"، وأضاف: "تل أبيب لم تنتصر في الحرب، فهي لم تُنهِ حزب الله ولم تكسر قاعدته الشعبية رغم كل الضربات كما أنها لم تضرب صواريخه المركزية والمؤثرة. عدا عن ذلك، فإنَّ حزب الله ما زال يحتفظ بمخزونٍ كبير من الأسلحة في مناطق كثيرة غير معروفة. كل ما فعلتهُ إسرائيل هو أنها سيطرت على المنطقة الحدودية وفككت البنى التحتية الخاصة بحزب الله منعاً لأي هجومٍ نحو الجليل".
وتابع: "أيضاً، فإنَّ إسرائيل مُنيت بضربات عميقة في مستوطنات الشمال، فدُمرت المنازل هناك وباتت المناطق مهجورة وغير مأهولة، ومثلما في لبنان أزمة نزوح، هناك في إسرائيل أزمة مماثلة أيضاً".
وختم المصدر: "إذاً، ما يمكن قوله هو إن هذه الحرب انتهت بنتيجة واحدة، لا غالب ولا مغلوب، وهذه هي الحقيقة". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
هذه قصة خروقات حزب الله.. السرّ في شهر 1!
عامٌ مضى على شهر كانون الثاني 2024، فحينها، وقبل سنة من الآن، شهد "حزب الله" بداية انتكاسات إستخباراتية ربما "تجاهل" معالجتها وساهمت في الإضرار به كثيراً لأنه لم يغص بها في العمق لكشف الثغرات التي طالته أمنياً. يعتبر شهر (1) الأكثر تأثيراً على "حزب الله" إبان الحرب الإسرائيلية التي شهدها لبنان مؤخراً، وبسببه دخل الحزب في حربٍ من نوع إستخباراتي عميق، وخلاله بدأت رحلة الإستهدافات التي حصلت طيلة العام الماضي 2024.12 شهراً مرّت على الشهر المذكور، ومن خلاله يمكن إستقاء أبرز الضربات التي طالت الحزب وأثرت عليه إستخباراتياً وأمنياً.. فما هي وكيف جعلته أسيرَ التجاوزات الإسرائيلية؟ مطلع شهر (1) عام 2024 وتحديداً في اليوم الثاني منه، اغتالت إسرائيل القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري وبعده بأيام قليلة (يوم 8 كانون الثاني) تم اغتيال القيادي في "حزب الله" وسام الطويل. بعد العاروري والطويل، اغتالت إسرائيل علي حسن برجي يوم 9 كانون الثاني 2024، وهو قائد منطقة الجنوب في الوحدة الجوية التابعة لحزب الله، ليتم بعده اغتيال علي محمد حدرج يوم 20 كانون الثاني 2024، وهو من أبرز خبراء التكنولوجيا في حزب الله. الاغتيالات هذه كانت غير عادية على صعيد "حزب الله"، وقد ساهمت في إرباك قاعدته الأمنية آنذاك، وما حصل هو أن الحزب أراد الانطلاق منها لدراسة واقعه الأمني، لكن إسرائيل اعتمدت على أساليب "تشتيت" جعلته غير قادر على اكتشاف الثغرات التي هزّت قواعده القيادية وساهمت بانسياب المعلومات عنها الواحدة تلو الأخرى. بداية "التشتيت" كانت من اغتيال العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية. حينها، وقف "حزب الله" أمام عملية حصلت في "عقر داره" لكنها لم تستهدف أيا من مسؤوليه. آنذاك، ظن الحزب أن الخرق قد أتى من جهة حركة "حماس" كون العاروري ينتمي إليها، وهنا تكمن "الخديعة الإسرائيلية" تجاه الحزب وذلك من خلال جعله يعتقد أن الاغتيالات لم تستهدفه في الضاحية بل طالت العاروري و "حماس" على اعتبار أن الحماية الأمنية المتوافرة لدى هذا الفصيل لن تكون أقوى من الحزب، وبالتالي فإن إمكانية الخرق هناك سهلة وصعبة جداً عند الأخير، كما كان الاعتقاد سائداً. الحقيقة في الواقع كانت في مكان آخر، واغتيال العاروري كشف فعلياً عن ثغرة داخل الضاحية الجنوبية لبيروت، ما استدعى انتباه "حزب الله" لدراسة الواقع الأمني هناك، لكن الثغرات لم تنكشف، والدليل على ذلك هو الاغتيالات الأخرى التي شهدتها الضاحية وأودت بكبار قادة "حزب الله" وعلى رأسهم الأمين العام السابق الشهيد حسن نصرالله. تقول مصادر معنية بالشأن العسكري إنه لو كان "حزب الله" ركز على تبديل كافة خططه الأمنية منذ اغتيال العاروري، لكان جنّب نفسه الكثير من الصدمات الأمنية انطلاقاً من الضاحية التي تمثل "العقل الأمني" لـ"حزب الله"، لكن هذا الأمر لم يحصل فبقي الحزب على "الوتيرة" نفسها من ناحية عدم إيجاد معالجة حقيقية للخروقات الإسرائيلية. ما أجّج خطوة عدم المعالجة هو اغتيال الطويل بـ"عبوة" في جنوب لبنان. السؤال الذي يطرح هنا، لماذا لم تنفذ إسرائيل الضربة بطائرة مسيرة؟ لماذا خاطرت بـ"عميل" ليضع عبوة لسيارة الطويل؟ ما الهدف من ذلك؟ هنا، ترجح المصادر أن يكون الهدف هو إشاحة نظر "حزب الله" عن وجود عملاء في صفوفه ضمن الضاحية والقول إن العملاء "الفاعلين ميدانياً" يتواجدون في الجنوب، وبالتالي التسليم بـ"أريحية الوضع" ضمن بيروت وسط اشتعال الجبهة الجنوبية التي من الممكن أن تكون عنواناً لنشاط عملاء كُثر. هذه الفرضية لا يُمكن نفيها طالما أن "حزب الله" لم يكشف عن نتائج أي تحقيقات مرتبطة بالعمليات التي حصلت، لكن المصادر تعتبر أنَّ "الخروقات الأولى التي تعرض لها الحزب"، كانت تفترض حصول تدقيق جديد في آليات العمل، لكن هذا الأمر لم يتحقق بدليل أن كافة المراكز بقيت على حالها ولم يجر تبديلها بشأن أي قيادي من القيادات. السؤال الأكثر إثارة هنا هو التالي: ما الذي دفع "حزب الله" للإسترخاء إستخباراتياً؟ الإجابة هنا تحتملُ وجهين: إما أن التضليل جاء من الداخل عبر جهاتٍ أمنية تمثل "الخرق الأساسي" وهدفها طمأنة الحزب إلى عدم وجود أي مشكلة، وإما أن الحزب "ارتبك" فعلاً بثغرات كبيرة وحاول معالجتها لكنه لم ينجح. في كلتي الحالتين، النتائج العسكرية التي شهدها "حزب الله" تكشف عن خطر كبير هدده قيادياً، وهو الأمر الذي تحدث عنه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير حينما أكد أن الحزب لم يكن يتوقع اغتيال القادة بالسرعة التي حصلت إزاء انكشاف معلوماتي "لم يُعالج بتاتاً خلال الحرب"، وهنا الثغرة الأخطر والأعمق التي هزّت كيان "حزب الله" منذ تأسيسه. المصدر: خاص "لبنان 24"