أصدر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، اليوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2024، تقريرا يكشف تكرار حالات التنكيل الشديد الذي يُمارسه جنود إسرائيليّون ضد الفلسطينيين وسط مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة.

ويستند التقرير الذي يحمل عنوان "بلا رسن: تنكيل الجنود بالسكان الفلسطينيّين وسط مدينة الخليل" إلى أكثر من 20 إفادة أدلى بها فلسطينيّون للمركز، حول ما تعرضوا له من اعتداءات في الفترة بين مايو/أيّار وأغسطس/آب 2024.

وقال المركز: "تحدّث الضحايا كيف جرى توقيفهم على يد جنود بشكل عشوائي تماما حين كانوا يسيرون في شوارع مدينة الخليل منصرفين إلى شؤون حياتهم اليومية؛ وكيف تعرضوا للضرب ولسلسلة من التنكيل الشديد أحيانا في الشارع، وأحيانا في نقاط عسكرية اقتادهم إليها الجنود".

وفي هذا الصدد، قالت المديرة العامّة للمركز يولي نوفاك: "يخرج الناس من بيوتهم وينصرفوا لشؤون حياتهم اليومية فيصادفهم جنود يلقون القبض عليهم، ويضربونهم حد الإغماء"، وفق التقرير.

وأضافت: "الإفادات التي سجلها باحثو "بتسيلم" الميدانيون تكشف عن وضع مرعب، في كل ما يتعلق بمعايير السلوك لدى الجنود الإسرائيليين، واستخدامهم العنف الشديد".

وتابعت نوفاك: "بعد مضي أكثر من سنة على الحرب الشعواء التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، أضحى التنكيل بالمارة الفلسطينيين سلوكا مرغوبا بل ومطلوبا".

وأردفت: "ما يجري ليس حالات فردية ترصد هنا أو هناك، ولا انحراف عن التعليمات، وإنما ظاهرة تعبر عن نهج منتظم، وهي نتاج عملية نزع إنسانية الفلسطينيين التي تقودها حكومة إسرائيل".

وأشار "بتسيلم" إلى أن الإفادات "تتضمن توصيفا لما مارسه الجنود من عنف وإذلال وتنكيل ضد رجال ونساء وفتية وأطفال".

ونقل المركز عن أحد الضحايا قوله إن "سلسلة من أعمال التنكيل الجسدي والنفسي الشديد، شملت الضرب، والجلد، وإطفاء السجائر على أجساد الضحايا، والضرب على الأعضاء التناسلية، وحقن مواد غير معروفة، وتقييد الأطراف وعصب العينين لساعات طويلة، والتهديد والإهانة، وغير ذلك".

وأضاف: " يختار الجنود ضحاياهم بشكل عشوائي تماما أثناء انصرافهم لشؤون حياتهم اليومية وهم في طريقهم إلى العمل أو لدى عودتهم إلى المنزل، وهم يشربون القهوة في ساحة المنزل، أو وهم في طريقهم إلى دكّان البقالة".

وتابع المركز: "في معظم الحالات اقتاد الجنود ضحاياهم إلى نقاط عسكريّة، وهناك مارسوا القسط الأكبر من التنكيل بحقهم"، مشيرا إلى أنه "لم توجه إلى الضحايا أية شبهة بارتكاب أية مخالفة ولم تتم محاكمتهم، وإنما أُطلق سراحهم فور انتهاء الاعتداء عليهم".

وبين أن "الكثير من الضحايا كانوا في وضع يستدعي تلقي العلاج الطبي عقب الاعتداء عليهم من قبل الجنود".

وأردف المركز: "من بين جميع ضحايا التنكيل جرى اعتقال اثنين فقط، وحتى هذين أُخلي سبيلهما خلال أيام معدودة دون اتخاذ أية إجراءات بحقهما".

وذكر "بتسيلم" أن "تفاقم العنف إلى درجة مفرطة في شدته وفي اتساع نطاقه هو نتاج مباشر لتسارع عملية تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم في أوساط الإسرائيليين، وضمن ذلك أيضا النظرة إلى الفلسطينيين باعتبارهم كتلة واحدة غير متمايزة، جميع أفرادها هم أعداء ليس فقط من المسموح به إيذاؤهم، بل هو مرغوب ومطلوب".

وقال المركز الحقوقي: "حجم العنف الذي تكشف عنه إفادات الشهود والذي مارسه الجنود علانية بل ووثّقوه بالصوت والصّورة أحياناً، يدلّ على أنّ الأمر ينم ليس فقط عن رغبة فردية في الانتقام، تتأجّج في صدر هذا الجنديّ أو ذاك، وليس فقط عن إخفاق موضعي".

وتابع أن ذلك "هو نتاج عنيف بشكل خاص لسياسة منهجية ومنتظمة طويلة السنوات من القمع، التهجير والنهب التي تشكل صُلب نظام الأبارتهايد الإسرائيليّ".

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: مدینة الخلیل

إقرأ أيضاً:

"نار الله الموقدة".. الحرائق تلتهم المستوطنات الإسرائيلية وتحاصر جنود الاحتلال

الرؤية- غرفة الأخبار

يتسع نطاق الحرائق في إسرائيل مع مرور الوقت، وسط محاولات إسرائيلية للسيطرة على هذه الحرائق الضخمة التي اجتاحت مناتطق واسعة، وحاصرت الآلاف في الكثير من المستوطنات.

واليوم، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن 12 شخصا أصيبوا باختناق جراء الحرائق المندلعة في جبال القدس المحتلة، مضيفة أن إسرائيل تتجه لطلب المساعدة من 5 دول من بينها قبرص واليونان وكرواتيا وإيطاليا.

وأظهرت مقاطع مصورة وصول النيران إلى طريق رئيسي في القدس وتدخل طائرات في محاولة لإخمادها. وفي غضون ذلك، قالت القناة 12 الإسرائيلية إنه جرى استدعاء طائرات من سلاح الجو للمساهمة في إخماد الحرائق المندلعة في جبال القدس.

كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوضع فرقة من الجيش في حالة تأهب قصوى لإنقاذ العالقين واستدعاء شاحنات إطفاء عسكرية.

ونقلت القناة 12 عن وزير الدفاع يسرائيل كاتس قوله إن إسرائيل تعيش حالة طوارئ قومية، مضيفا أنه يجب بذل كل الجهود الممكنة للإنقاذ والسيطرة على الحرائق.

وأفادت المصادر نفسها بأن كاتس أمر رئيس الأركان إيال زامير ببذل جهود لمساندة فرق الإطفاء في التعامل مع الحرائق.

وتداولت منصات إخبارية فلسطينية مشاهد قالت إنها تظهر محاصرة النيران لعدد من جنود الاحتلال في إحدى القواعد العسكرية.

مصادر عبرية: الحرائق تحاصر جنود الاحتلال داخل قاعدة عسكرية غرب القدس المحتلة. pic.twitter.com/GGYaJdEFZ7

— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 30, 2025

 







 

 

مقالات مشابهة

  • لماذا يخفي جيش الاحتلال وجوه جنوده عن الإعلام؟
  •  النيران تحاصر “جنود صهاينة” في قاعدة عسكرية (فيديو)
  • الاحتلال يكرم جنوده في الخفاء خوفا عليهم من الملاحقة بسبب جرائم الإبادة
  • اعتقال شاب من ذوي الإعاقة بعد مهاجمته في الخليل وطعن مواطن جنوب نابلس
  • "نار الله الموقدة".. الحرائق تلتهم المستوطنات الإسرائيلية وتحاصر جنود الاحتلال
  • عاجل ـ بالصور حرائق ضخمة تحاصر جنود الاحتلال داخل قواعد عسكرية
  • الاحتلال يعتقل 5 مواطنين ويحتجز العشرات في الطبقة جنوب غرب الخليل
  • سرايا القدس تعرض مشاهد لاستهداف منزل يتحصن به جنود إسرائيليين شرقي غزة
  • السرايا تبث مشاهد لاستهداف منزل تحصّن به جنود الاحتلال بحي التفاح
  • الاحتلال يعتقل امرأتين من الخليل ويستولي على مركبة ومبلغ مالي ومصاغ ذهبي