«المشاط»: شراكة مع «إيفاد» لتشجيع استثمارات القطاع الخاص في المشروعات الخضراء
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
افتتحت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ورشة العمل الإقليمية التي نظمها الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) تحت عنوان «العمل مع القطاع الخاص لتمويل تحول نظم الغذاء»، بمُشاركة مسئولي الصندوق، وممثلي الحكومات، وشركات القطاع الخاص؛ وذلك في ضوء الشراكة الوثيقة بين مصر والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والجهود المشتركة لتعزيز الأمن الغذائي.
واستهدفت ورشة العمل استعراض آليات تعزيز العمل بين الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) والقطاع الخاص، ومناقشة استراتيجية القطاع الخاص للصندوق التي تستهدف تعزيز الشراكات حول سلسلة القيمة، والتمويل الريفي، فضلًا عن مناقشة فُرص التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتعزيز الاستثمارات في نظم الغذاء المستدامة.
وخلال كلمتها، قالت الدكتورة رانيا المشاط إن ورشة العمل تمثل فرصة مهمة للغاية لتبادل الرؤى والأفكار بين الأطراف ذات الصلة من منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وأوروبا، وآسيا الوسطى، لمناقشة التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجهنا في مجال تحول نظم الغذاء نحو نظم أكثر استدامة تسهم في القضاء على الفقر والجوع، مضيفة أن قضية الأمن الغذائي هي قضية معقدة للغاية لا يمكن معالجتها إلا من خلال استراتيجيات شاملة تأخذ في الاعتبار العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الوصول إلى الغذاء بكميات كافية وبجودة عالية.
وتابعت أنه من أجل معالجة هذه القضية المتشابكة، يجب أن تكون هناك عملية ابتكار مستمرة وتعاون حقيقي بين جميع الأطراف المعنية، سواء كانت حكومات، أو منظمات دولية، أو مجتمع مدني، أو قطاع خاص، إذ يعتبر القطاع الخاص شريكًا أساسيًا في تحقيق هذا التحول المطلوب، ويسهم بشكل فعال في تقديم حلول مبتكرة، ويعمل على توفير الخبرات الفنية المتقدمة والموارد المالية اللازمة التي تدعم وتكمل الجهود الحكومية لتحقيق الأمن الغذائي.
وأضافت الدكتورة رانيا المشاط، أن شركاء التنمية الرئيسيين لمصر مثل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) يلعبون دورًا بالغ الأهمية في هذا المجال، من خلال توفير أدوات مالية مبتكرة وآليات لتقليل المخاطر بهدف جذب الاستثمارات الخاصة في مشروعات تنمية الريف وتحسين نظم الغذاء.
ولفتت إلى أن هذه الاستثمارات، التي تدعمها الشراكات مع المؤسسات المالية الدولية، تساهم في دفع عجلة التغيير في القطاع الزراعي والغذائي وتساهم في تحسين الظروف المعيشية للمزارعين والمجتمعات الريفية، ولكن، ورغم الفرص المتاحة، إلا أننا لا زلنا نواجه العديد من التحديات التي تقف عائقًا أمام مشاركة القطاع الخاص بشكل أكبر في هذا التحول الضروري.
وذكرت أنَّ هناك فجوة مالية حادة تتطلب منا التعامل معها بشكل عاجل، موضحةً أن المبالغ المطلوبة لتحويل نظم الغذاء وتمكين المزارعين الصغار في المناطق الريفية هي أضعاف التمويل المتاح حاليًا.
واستكملت: في الواقع، لا يمكن الاعتماد على الموارد العامة وحدها لسد هذه الفجوة الكبيرة فخلال العقدين الماضيين، استقرت التمويلات التنموية (ODA) على مستوى العالم، الموجهة للقطاع الزراعي عند حدود 5 إلى 6% فقط من إجمالي المساعدات الرسمية للتنمية، وهو ما يعادل حوالي 10 مليارات دولار في السنوات الأخيرة، وهي كمية لا تتناسب مع احتياجات القطاع الزراعي العالمي.
وأكملت: تشير الدراسات إلى أن الاستثمار في القطاع الزراعي يعد من أكثر الاستثمارات فعالية في تقليص معدلات الفقر، حيث يفوق تأثيره الاستثمار في القطاعات الأخرى من حيث القدرة على تحسين مستويات المعيشة وتقليل الفقر في المناطق الريفية.
استخدام أدوات مالية مبتكرة تحفز رأس المال الخاص على الاستثماروتابعت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أنه من الضروري سد هذه الفجوة المالية واستثمار رأس المال المتاح بشكل أكثر فعالية، وذلك عبر استخدام أدوات مالية مبتكرة تحفز رأس المال الخاص على الاستثمار في هذه المجالات الحيوية.
وسلّطت الضوء على المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّي»، محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، حيث تم من خلالها التعاون مع مؤسسات مالية دولية لتطوير آليات تمويل مبتكرة تهدف إلى تشجيع استثمارات القطاع الخاص في المشروعات الخضراء. باستخدام مزيج من المنح، والتمويل الميسر، وضمانات الائتمان، وهو ما مكن الحكومة من جذب اهتمام كبير من القطاع الخاص نحو مشاريع الطاقة المتجددة والزراعة.
استراتيجية الحكومة المصرية للتحول نحو الاقتصاد الأخضروأكّدت أنَّ هذه الجهود تتماشى مع استراتيجية الحكومة المصرية للتحول نحو الاقتصاد الأخضر وتعزيز الأمن الغذائي، وهي تمثل نموذجًا يحتذى به في كيفية تشجيع القطاع الخاص على المشاركة الفعالة في مشاريع التنمية المستدامة التي تعود بالنفع على المجتمع بأسره، وتسهم في تحسين مستوى معيشة الفئات الأكثر احتياجًا في الريف والمناطق النائية. إن هذه المبادرات تمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز قدرة مصر على مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية العالمية.
وأكدت المشاط أنه من خلال شريك التنمية الرئيسي في كل محور من محاور البرنامج تعمل الحكومة على تعزيز إشراك القطاع الخاص، وجذب استثماراته نحو القطاعات الحيوية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التعاون الدولي الاقتصاد الأخضر التحول نحو الاقتصاد الأخضر القطاع الخاص الصندوق الدولی للتنمیة الزراعیة الأمن الغذائی القطاع الخاص نظم الغذاء
إقرأ أيضاً:
"سلامة الغذاء" و "فيكسد مصر للحلول الرقمية" تعلنان عن شراكة استراتيجية
في إطار الجهود المستمرة لتعزيز سلامة الغذاء في مصر، تعلن الهيئة القومية لسلامة الغذاء عن توقيع شراكة استراتيجية مع شركة فيكسد مصر للحلول الرقمية وأمن المعلومات. تهدف هذه الشراكة إلى تنفيذ مشروع طموح لتطوير وميكنة منظومة مراقبة إنتاج وتداول الغذاء في السوق المحلي، بما يسهم في تسهيل وتسريع وكفاءة العمليات الرقابية ويواكب متطلبات العصر الرقمي.
يأتي هذا المشروع كخطوة نوعية ضمن الخطة الاستراتيجية للهيئة القومية لسلامة الغذاء 2023 – 2026، ويهدف إلى تعزيز كفاءة أعمال التسجيل، المتابعة، الفحص والتفتيش وإصدار شهادة الصلاحية للصادرات من خلال منصة رقمية متكاملة. هذه المنصة سوف تعمل علي تحسين سير العمل الداخلي وستوفر أيضًا بوابة متكاملة لجميع الجهات الفاعلة والمتداخلة في سلسلة إنتاج وتداول الغذاء، بما في ذلك الشركات المنتجة، الجهات الرقابية، والمستهلكين، لخلق بيئة تفاعلية تساهم في تعزيز الوعي بأهمية سلامة الغذاء.
إطلاق منصة خدمات رقمية شاملة
تعد هذه المنصة الرقمية الجديدة بمثابة نقلة نوعية في التعامل مع البيانات والمعلومات المرتبطة بسلامة الغذاء، حيث ستتيح لمتعاملي الهيئة إمكانية الوصول الفوري والسلس إلى خدمات متعددة، تشمل تسجيل المنشآت، متابعة مراحل الإنتاج، ونتائج الفحص والتفتيش. وستمكن هذه المنصة جميع المستفيدين من البقاء على اطلاع دائم بمعايير ولوائح سلامة الغذاء المحلية والاقليمية والعالمية المحدثة لتعزيز التوافق والامتثال مع إجراءات السلامة، مما يسهم في تعزيز الوعي العام بثقافة سلامة الغذاء وجودته.
وفي إطار هذه الشراكة، سيتمكن متخذو القرار من الاستفادة من تقارير تحليلية دقيقة، تدعم تنفيذ الخطط الاستراتيجية بسرعة وفاعلية وتدعم من اتخاذ القرارات وفق احصائيات وحقائق، مما يعزز من الدور الريادي للهيئة في حماية صحة المستهلكين. كما تم تصميم البنية التحتية للنظام لتكون قوية وآمنة، بما يضمن حماية البيانات وتوفير حلول محدثة لمواجهة أي تحديات تقنية محتملة.
الهيئة القومية لسلامة الغذاء أكدت أن هذا المشروع لا يهدف فقط إلى تحسين الأداء الداخلي، بل سيعمل على إحداث تأثير مباشر وملموس على السوق المحلي علاوة علي تعزيز تيسير التجارة ونمو الصادرات ودعم ريادة المنتجات الغذائية المصرية، مشيرة إلى أن المنصة الرقمية الجديدة ستسهم في تحقيق شفافية أكبر في عمليات مراقبة الغذاء، وتسهيل التواصل مع جميع الأطراف المعنية.
من جانبه، أعربت شركة فيكسد مصر للحلول الرقمية وأمن المعلومات عن التزامها بتقديم أفضل الحلول التكنولوجية لضمان نجاح هذا المشروع، مشددة على أن هذا التعاون يمثل نموذجًا للشراكة الناجحة بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال الغذاء.
نحو مستقبل رقابي أكثر أمانًا وابتكارًا
تتطلع الهيئة القومية لسلامة الغذاء إلى أن تكون هذه المنصة أداة فعالة لرفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية سلامة الغذاء، وتمكين القطاع الغذائي في مصر من تبني أحدث المعايير الدولية في الجودة والسلامة. ويعد هذا المشروع خطوة نحو تحقيق رقابة شاملة ومتكاملة تضمن حماية صحة المستهلكين وتساهم في تعزيز ثقة الجمهور في المنتجات الغذائية المتداولة بالسوق المحلي.