لهذه الأسباب تتزايد الهجرة العكسية لليهود من دولة الاحتلال إلى الخارج
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
عكفت وسائل الإعلام العبرية في الشهور الأخيرة على الحديث المتكرر حول تزايد هجرة اليهود العكسية من دولة الاحتلال باتجاه دول أخرى، لاسيما الغربية منها.
وتصدر تدهور الوضع الأمني فيها، وفقدان الأمان الشخصي مع استمرار العدوان على غزة، الأسباب مما يعني تجاوزا إسرائيليا واضحا للمواقف القديمة القائلة بأن هذه الهجرة العكسية ممنوعة وخطيرة وخاطئة.
عامير عكيفا سيغال عالم الاجتماع، والناشط اليساري، وأستاذ دراسات الهجرة والعولمة والعلاقات العابرة للحدود بالجامعة العبرية، أكد أن "البيانات المتوفرة تكشف عن زيادة في أعداد الإسرائيليين الذين لم يتواجدوا في الدولة منذ أكثر من عام، وخرجوا بصورة كبيرة منها، رغم أن هناك أعدادا أخرى منهم يعودون لزيارة واحدة أو أكثر خلال العام، لكن لم يتم احتسابهم في هذا الإحصاء، لكن المعطيات الأكيدة تتحدث عن أولئك الذين غادروا الدولة بعد وفي ظل هجوم حماس في السابع من أكتوبر، والحرب التي تلتها في غزة".
وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "المعطيات تشير أن الإسرائيليين في اتجاه واضح لمغادرة الدولة، والتخطيط لذلك، أو الاستعداد له، وتشمل جميع من يخططون للمغادرة، سواء تحققت أم لا، لاسيما منذ العامين الأخيرين، حين بدأ الانقلاب القانوني أوائل 2023، حيث بدأت تظهر بوادر خطيرة، منها نقل الاستثمارات الاقتصادية خارج الدولة، ومحاولة إصدار جواز سفر أجنبي، ومحاولات إيجاد فرص في الخارج، مما شكل منعطفاً حاداَ، مع خروج نحو مليارات الدولارات في الأشهر الأولى من الانقلاب".
وأشار أن "هذا الاتجاه بات أقوى بعد السابع من أكتوبر، عندما قفز تدفق رأس المال للخارج إلى قرابة 6 مليارات دولار ، وهذه بيانات توضح حالة عدم اليقين الاقتصادي، ومخاوف المستثمرين بشأن الوضع في الدولة، وهذه ليست أرقام نهائية، لكن المفاجئ فعلا أن العديد من الإسرائيليين اشتروا منازل في قبرص واليونان وإسبانيا والبرتغال وغيرها".
ونقل عن البروفيسور يوفال نوح هراري، الموصوف بأنه "أحد رموز الإجماع الإسرائيلي"، أن "هناك ظاهرة لتزايد إصدار الإسرائيليين لجوازات السفر الأجنبية، خاصة مع اندلاع حرب غزة الضروس التي لا تظهر علامات على نهايتها، مما يدفع الشباب الإسرائيلي لمغادرة الدولة، ممن ليس لديهم التزام بالأطفال والممتلكات، مما يعني أننا نشهد رحيل جيل يعتقد أن الوقت قد حان للمغادرة، ولهذا السبب فإن موجة الرحيل، وهي كبيرة أيضًا، ستزداد في الفترة القادمة".
وأكد أن "أسباب الهجرة الإسرائيلية العكسية واضحة، وبعضها قديم، بما فيها تكلفة السكن، ومحدودية الفرص المتاحة في إسرائيل، مما يدفع بدوره لإصدار صافرة التحذير، والاستعداد للمغادرة، لكن الأسباب الجديدة شديدة، حيث لم يتوقف الانقلاب القانوني رغم الحرب، بل يزداد حدة، والحرب الحالية لن تنتهي قريبًا، ولذلك فإن نسبة لا بأس بها من المهاجرين ممن تم إجلاؤهم، وما زالوا نازحين، عن المستوطنات الشمالية والجنوبية، وبالتالي فهم بعيدون عن منازلهم على أي حال، بجانب أسباب أخرى تشمل طول فترة الخدمة الاحتياطية الطويلة في الجيش، وانهيار صناعة السياحة، بعد سنوات من فيروس كورونا".
وأكد أن "هناك محاولة من معسكر اليمين للتعامل مع موجة الهجرة العكسية تتسم بردّ الفعل الكلاسيكي المتمثل بإنكار المشكلة، بجانب لوم المهاجرين الجدد للخارج، مما يؤكد أنه لا يفهم الكثير عن دوافعهم، ولا يقتنع بالأرقام المعلنة، رغم أنها تظهر زيادة في اتجاه المغادرة، مما يعني أن زيادة أعداد المهاجرين من إسرائيل يعني أن البقاء فيها غير مريح لهم، بل إن بعض أوساط اليمين لم تتردد في تقديم تصور خاطئ وعنصري لهؤلاء المهاجرين، لاسيما الناطقين بالروسية، والتشكيك بيهوديتهم، والاستمرار بنفي وجود مشكلة على الإطلاق".
وأشار أن "ذعر معسكر اليمين من تزايد أعداد المهاجرين العكسيين دفع بأحد منظريه كالمين ليبسكيند لتحذيرهم أنهم يقودون المشروع الصهيوني بعكس اتجاهه، مما يعني تشويهه لهم، ومحاولاته إهانتهم، رغم أن ذلك لن يغير الصورة الماثلة ومفادها أن الهجرة من إسرائيل خطوة مشروعة، نقبلها على هذا النحو في كثير من الحالات، بل يجوز الخروج منها لأن العديد من الإسرائيليين يشعرون بالسوء فيها، ولأنهم توقعوا أن يكون الوضع فيها أفضل من أي مكان آخر، لكن الفرص هنا غير كافية".
وأكد أنه "يجوز للإسرائيليين مغادرة الدولة احتجاجاً على سلوك الحكومة، وإعفائها الشامل لليهود المتشددين من الخدمة العسكرية، واستمرار الإبادة الجماعية في غزة، وتخليها عن المختطفين، يجوز المغادرة للعيش بسلام، والحصول على أشياء ليست موجودة هنا، وكي لا يتم تجنيد مزيد من الإسرائيليين في الجيش، ولشراء منزل أكبر، في موقع أفضل، وبسعر أقلّ، وغيرها من الأسباب".
وأوضح أن "ظاهرة الهجرة العكسية للإسرائيليين جاءت بعد خمس سنوات أخيرة أرهقتهم، بعد سنوات متواصلة من حكم بنيامين نتنياهو، إلى أن جاء العام 2023 بمثابة ضربة مؤلمة ومحبطة، تمثلت بحرب بلا توقف، وإسرائيليون وفلسطينيون يموتون كل يوم، ودولة في حالة انهيار، واقتصاد متدهور، وحكومة منفصلة عن الواقع، وفاسدة ومسيحية، واتساع الفجوات المتزايدة بين الإسرائيليين".
وختم بالقول إن "كل هذه أسباب تجعل مغادرة إسرائيل أمرا مفهوما، بل إنها خطوة الاحتجاج الأخيرة لإخبار الدولة التي "خانتهم" أنهم لا يستطيعون البقاء فيها، والاستمرار في سفك دمائهم من أجل حرب أبدية غير ضرورية، وإبادة جماعية في غزة، وحكومة فاسدة وقطاعات طفيلية، لذا، نعم، يُسمح بمغادرة إسرائيل، وفي بعض الأحيان يكون ضروريا، لأنها البيان الأخير، وآخر رصاصة في البندقية، والخطوة الأخيرة للإسرائيليين المنهكين واليائسين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية اليهود الاحتلال الهجرة العكسية فلسطين مستوطنين الاحتلال يهود هجرة عكسية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهجرة العکسیة مما یعنی
إقرأ أيضاً:
مكان: اتصالات صفقة غزة مستمرة وحماس تُفكر بالانتقال لهذه الدولة
قالت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، صباح اليوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2024، إن الاتصالات الخاصة بالتوصل إلى اتفاق للإفراج عن المختطفين في غزة ووقف إطلاق النار مستمرة.
وأضافت "مكان" نقلاً عن مصدر إسرائيلي، إن الاتصالات مستمرة لكن حتى الآن لم يسجل أي انفراج.
وأشارت إلى أن قطر لا تزال منخرطة في محادثات خلف الكواليس، بعد أن أعلنت مطلع نوفمبر/تشرين الثاني لإسرائيل و حماس أنها ستتوقف عن العمل كوسيط في المفاوضات.
وقال بيان الخارجية القطرية حينها إن الدوحة أبلغت الطرفين بأنها ستستأنف جهود الوساطة "عندما تتوفر الجدية المطلوبة لإنهاء الحرب".
وحسب "مكان"، فإن القرار جاء بسبب استمرار رفض قيادة حماس لصفقة إطلاق سراح المختطفين، بما في ذلك الصفقة الجزئية التي تمت مناقشتها في قمة الدوحة بعد اغتيال يحيى السنوار.
وقالت مصادر رفيعة إن خطوة ترحيل كبار مسؤولي حماس من قطر تمت تحت ضغوط أمريكية كبيرة.
ووفق "مكان"، فإن "قادة حماس يفكرون في الاستقرار في ماليزيا بعد أن أوضحت لهم قطر أنه غير مرحب بهم في أراضيها. وانه منذ ذلك الحين غادر كبار أعضاء التنظيم، ومن بينهم خليل الحية، قطر وانتقلوا إلى تركيا".
وحسب التقارير، استقبلت سلسلة من الدول كبار مسؤولي حماس منذ مغادرتهم قطر، بما في ذلك، بالإضافة إلى تركيا، روسيا وإيران. بحسب "مكان"
وفي وقت سابق امس، ذكرت قناة "سكاي نيوز" باللغة العربية، أن جميع كبار مسؤولي التنظيم غادروا قطر.
وقالت مصادر عربية للقناة إن عائلات الأفراد غادرت البلاد أيضًا. وبحسب التقرير، فقد سافر مسؤولون كبار في حماس من قطر إلى وجهات مختلفة في العالم.
المصدر : وكالة سوا - هيئة البث الإسرائيلية مكان