هيئة الاستشعار: الزراعة الذكية ضرورة لتأمين الغذاء للأجيال الحالية
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
أكد رئيس شعبة التطبيقات الزراعية والتربة بالهيئة القومية للاستشعار عن البُعد وعلوم الفضاء الدكتور عبد العزيز بلال، أن التحول نحو الزراعة الدقيقة أو الزراعة الذكية، يعد أمرا ضروريا لتأمين الغذاء للأجيال الحالية والمستقبلية مع استعادة الموارد الطبيعية، حيث تواجه الإنتاجية الزراعية اليوم تحديات متعددة، بما في ذلك تغير المناخ، وندرة المياه، والقدرة المحدودة على الوصول إلى المدخلات الأساسية، والتفاوتات الاجتماعية والاقتصادية، والطلب العالمي المتزايد على المنتجات الزراعية.
جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للزراعة الدقيقة الإفريقية الذي تنظمه الجمعية الدولية للزراعة الدقيقة والجمعية الإفريقية للزراعة الدقيقة وجامعة محمد السادس للتكنولوجيا والمعهد الإفريقي لتغذية النبات.
وكشف منسق المؤتمر عن الجانب المصري عن تنفيذ الهيئة العديد من مشروعات الزراعة الدقيقة أو الزراعة الذكية مثل تطوير أجهزة استشعار للكشف عن خصائص التربة والنبات باستخدام الاستشعار الراديوي ونظم المعلومات الجغرافية وإنترنت الأشياء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات للري الذكي وتوفير مياه الري للأرز في ظل الظروف المصرية، كما تقوم بتطوير نظام دعم القرار للزراعة الدقيقة.
وقال إن الدول الإفريقية تواجه العديد من التحديات فيما يتصل بالنمو السكاني والفقر وانعدام الأمن الغذائي على وجه الخصوص، ولقد أصبح تحقيق الأمن الغذائي التزاماً عالمياً وشرطاً مسبقاً للوفاء بالحق في الحصول على الغذاء.
وأضاف أن التغيير الأكثر أهمية يتلخص في الاعتراف المتزايد بأن النظم البيئية والزراعة مرتبطتان ارتباطا وثيقا ببعضهما البعض، وأن أحدهما لا يمكن معالجته دون الآخر.
وأكد أن الزراعة هي أهم قطاع اقتصادي في العديد من الدول الإفريقية، حيث تسهم بأكثر من ثلث الناتج القومي الإجمالي وتوظيف أكثر من ثلثي القوة العاملة.
وأوضح أن الزراعة الدقيقة تنطوي على إمكانات هائلة للنمو في إفريقيا، لكنها تواجه عدداً من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية.
وأضاف أن ممارسات الزراعة الحديثة تركز على الاستخدام الأمثل للمساحات المزروعة، وغلة المحاصيل والآلات، مع تعزيزها ببيانات محددة ومدخلات تكنولوجية.
وأكد أنه من خلال الجمع بين الموارد المتاحة، مثل أنظمة إدارة المحاصيل المتكاملة، يمكن إنشاء عمليات زراعية أكثر ربحية واستدامة.
ونوه إلى أن التطور التكنولوجي، خاصة إنترنت الأشياء (IoT)، والاستشعار عن بعد، ونظم المعلومات الجغرافية والذكاء الاصطناعي، يخلق اضطرابات سريعة في أساليب الزراعة التقليدية، مما يعني وجود فرص تحسين لا حصر لها في قطاع الزراعة الدقيقة.
وأكد وجود فرص لتبني تقنيات الزراعة الدقيقة في جميع أنحاء العالم، رغم وجود اختلاف ي شكل الزراعة الدقيقة من منطقة إلى أخرى، اعتمادا على التقنيات المتاحة ومستويات المعرفة والعقليات.
ولفت إلى أن نتائج تنفيذ الزراعة الدقيقة في إفريقيا مثل مصر وجنوب إفريقيا، تشير إلى أن عددا من تقنيات الزراعة الدقيقة تم اختبارها وأظهرت نتائج واعدة، منها استخدام أجهزة استشعار التربة والنبات لإدارة المغذيات والمياه، فضلاً عن استخدام صور الأقمار الصناعية ونظم المعلومات الجغرافية وإنترنت الأشياء ونماذج محاكاة المحاصيل والتربة لإدارة المواقع المحددة.
وأكد أن هذه التقنيات حاسمة في تحقيق استراتيجيات الإدارة المناسبة من حيث كفاءة وفعالية استخدام الموارد في إفريقيا، كما أنها مهمة في دعم التنمية الزراعية المستدامة.
من جانبه، قال الدكتور محمد أبو الغار، أستاذ ورئيس قسم التطبيقات الزراعية بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، إنه بحلول عام 2050، من الممكن أن تزيد الإنتاجية الزراعية في إفريقيا بنسبة 70%، من خلال الابتكار التكنولوجي الذي تستفيد منه إنترنت الأشياء، مما يسهم في تلبية الطلب المتزايد على الغذاء في القارة، والذي من المقرر أن ينمو بنسبة 70%، استناداً إلى النمو السكاني، وفقاً لتقرير ديلويت الأمريكي حول تأثير ذلك على الزراعة.
وأضاف أن القطاع الزراعي في إفريقيا يواجه العديد من التحديات، بما في ذلك ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي التي تؤثر سلبًا على أنماط الطقس، مما يؤدي إلى استنفاد العناصر الغذائية للتربة وتدهور الأراضي الصالحة للاستخدام في العديد من أجزاء القارة.
ونوه الى أن إفريقيا تغطي أكثر من 30 مليون كيلو متر مربع، وتمثل حوالي 20% من أراضي الأرض، مع تضاريس تشمل الصحاري وسهول السافانا والغابات المطيرة الاستوائية، كما تفرض الزراعة في ثاني أكبر قارة في العالم وأكثرها سخونة تحديات مع المزارع التي تمتد غالبًا على آلاف الهكتارات والمزارعين الذين يواجهون مشاكل متكررة مع الطفيليات والفطريات.
وأكد أهمية عقد هذا المؤتمر للسماح للأساتذة والخبراء الأفارقة بالالتقاء معًا لتبادل المعرفة والخبرة والتفكير معًا لتسهيل تطبيقات وممارسات الزراعة الدقيقة والتغلب على تحديات استخدام الزراعة الدقيقة في جميع أنحاء القارة.
وكان المؤتمر الدولي الأفريقي الثالث للزراعة الدقيقة، قد انطلقت فعالياته اليوم بالتوازي في 10 دول أفريقية، منها مصر، كينيا، زيمبابوي، غانا، المغرب، نيجيريا، إثيوبيا، بنين، كوت ديفوار، وجنوب إفريقيا، وتعد مدينة مراكش في المغرب المقر الرئيسي للمؤتمر، بينما تقام فعالياته في باقي الدول عن بُعد ضمن ما يعرف بمراكز متصلة «Satellite Sites»، ويشارك فيه نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف الجهات والمؤسسات البحثية المتخصصة.
اقرأ أيضاًوزير الزراعة يبحث مع نظيره السعودي تعزيز التعاون بين البلدين
وزير الزراعة يلتقي الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الزراعة الذكية الزراعة الدقيقة فی إفریقیا العدید من
إقرأ أيضاً:
“محمد بن فهد”.. إرث وعطاء وإنجازات بقيت للأجيال
سليمان السالم*
رحل الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود – يرحمه الله – عن عالمنا، لكنه ترك خلفه إرثًا خالدًا من العطاء والإنجازات التي ستظل شاهداً على جهوده في مختلف المجالات؛ فقد كان أنموذجًا يُحتذى في خدمة الوطن والمجتمع، وكرّس حياته للمشاريع التنموية والخيرية، ما جعله شخصية بارزة في ميادين التعليم، التنمية، والعمل الإنساني.
لقد رصدت من خلال عملي الإعلامي التلفزيوني كمذيع ومقدم برامج؛ كثير من الإنجازات التي عايشتها و شاهدتها في مقابلاتي التلفزيونية معه قبل رحيلة؛ وعند حضوري لتغطية افتتاحه للمشاريع الوطنية التي يرعاها أثناء إمارته للمنطقة الشرقية؛ وقد كانت بصماته في جميع المجالات.
أخبار قد تهمك هل انقرض أهل الكوميديا!؟ 16 مارس 2025 - 9:47 صباحًا «ملحمة التأسيس».. تاريخ ممتد لثلاثة قرون.. 22 فبراير 2025 - 1:34 مساءًولو بدأنا في مجال التعليم
فإنه يُعد أحد أبرز المجالات التي أولاها الأمير محمد بن فهد اهتمامًا كبيرًا، حيث أدرك أن بناء المستقبل يبدأ من الاستثمار في العقول الشابة؛ ومن هذا المنطلق، أطلق العديد من المبادرات التعليمية التي ساهمت في توفير فرص التعلم للطلاب، ودعم المؤسسات الأكاديمية؛ ولعل من أهم إنجازاته في هذا المجال تأسيس “جامعة الأمير محمد بن فهد”، التي أصبحت منارة علمية تهدف إلى إعداد أجيال مؤهلة قادرة على المنافسة في سوق العمل.
كما حرص رحمه الله على دعم الطلاب المتفوقين من خلال برامج الابتعاث، والمنح الدراسية، ورعاية البحوث العلمية؛ وكان يؤمن بأن التعليم هو المفتاح الرئيسي لتمكين الشباب وإعدادهم للمستقبل، ولذلك قدّم دعمه المستمر للعديد من المؤسسات التعليمية على المستويين المحلي والدولي.
إلى جانب جهوده في مجال التعليم، كان للأمير محمد بن فهد مساهمات جليلة في تعزيز التنمية المجتمعية، حيث تبنى العديد من المبادرات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للأفراد، وخاصة الفئات الأكثر احتياجًا؛ فقد أطلق برامج تهدف إلى تمكين الشباب وتوفير فرص العمل لهم، بالإضافة إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لخلق بيئة اقتصادية مستدامة؛ كما كان لسموه بصمة واضحة في مجال الإسكان الاجتماعي، حيث قدّم الدعم اللازم لتوفير مساكن ميسّرة للأسر المحتاجة، ما ساعد في تحسين ظروفهم المعيشية وضمان استقرارهم الاجتماعي.
ولم يكن العمل الخيري مجرد جانب من اهتمامات الأمير محمد بن فهد، بل كان ركنًا أساسيًا في حياته، حيث أسس العديد من المبادرات والمؤسسات التي تسعى إلى مساعدة الفئات الضعيفة، وتقديم الدعم للأسر المحتاجة؛ ومن بين تلك الجهود، تأتي مؤسسة “الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية” التي كان لها دور ريادي في تقديم المساعدات للمحتاجين داخل المملكة وخارجها.
وكانت أيادي سموه البيضاء تمتد إلى مختلف الفئات، سواء من خلال تقديم الرعاية الصحية، أو دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، أو تمويل المشاريع التنموية التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة في المجتمعات المحتاجة؛ كما لم يقتصر عطاؤه على المجال المحلي فحسب، بل امتد ليشمل مبادرات إنسانية في الدول الفقيرة والمناطق التي تعاني من الأزمات.
إن الحديث عن مآثر الأمير محمد بن فهد – رحمه الله – لا تقتصر على إنجازاته المادية فقط، بل تمتد لتشمل القيم والمبادئ التي رسّخها في المجتمع؛ فقد كان رمزًا للإنسانية والكرم، وشكلت أعماله الخيرية نموذجًا يُحتذى به في العطاء والبذل.
وبرحيله، يظل إرثه ممتدًا عبر الأجيال، وستظل مشاريعه ومبادراته شاهدة على جهوده الجبارة في خدمة الوطن والإنسانية؛ فقد ترك وراءه مدرسة من القيم التي تحث على العطاء، وجعل من حياته رسالة تسهم في بناء مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.
رحم الله الأمير محمد بن فهد، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدّمه في ميزان حسناته.
*مستشار اعلامي