بغداد – في ظل التحديات التي تواجه الأطفال في عالمنا المعاصر، وتأثير التكنولوجيا على سلوكياتهم وهواياتهم، يأتي مهرجان العراق الدولي للأطفال بدورته الثالثة للفترة من الأول حتى السابع من ديسمبر/كانون الأول 2024، ليقدم نموذجا يحتذى به في رعاية الأجيال الصاعدة.

يسعى هذا المهرجان، الذي يجمع بين الثقافة والمعرفة والترفيه، إلى بناء جيل واعٍ بقضايا أمته، متمسك بهويته، وقادر على مواجهة التحديات المستقبلية.

وواكبت الجزيرة نت المهرجان للاطلاع على أبرز ملامحه والأفكار التي يطمح بواسطتها لبناء مستقبل الطفل، حيث التقت مدير دائرة العلاقات والإعلام في مؤسسة الهدى وقناة شهاب، رياض الجابري، الذي أكد أن مهرجان الطفل العراقي الدولي يمثل خارطة طريق شاملة للطفل وعائلته، حيث يوفر بيئة غنية بالثقافة والمعرفة.

المهرجان يسعى إلى تحصين الأطفال ضد الهجمات الثقافية التي تستهدف هوياتهم (الجزيرة)

وقال الجابري في حديثه للجزيرة نت إنه عن طريق مشاركة دور النشر العربية والأجنبية يتاح للأطفال فرصة التعرف على عالم واسع من الكتب والألعاب الفكرية التي تنمي قدراتهم الذهنية وتبعدهم عن السلبية الناتجة عن الإفراط في استخدام الهواتف المحمولة، مشيرا إلى أن هذا المهرجان، الذي يُعد الأول من نوعه في العراق، يأتي "استجابة للحاجة الملحة لرعاية الطفل وتنمية قدراته، حيث غُيبت هذه القضية عن اهتمامات الجهات الحكومية وغير الحكومية".

وأضاف أن المهرجان يشهد مشاركة واسعة من مختلف الدول، مما يخلق جسرا ثقافيا بين الأطفال، ويسمح لهم بالتعرف على التراث والحضارات المختلفة.

ولفت الجابري الانتباه إلى أن المهرجان يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الثقافة العربية والإسلامية، ويسعى إلى "تحصين الأطفال ضد الهجمات الثقافية التي تستهدف هوياتهم وقيمهم عن طريق التعريف بالدول المستعمرة من قبل الكيان الصهيوني، وبالأطفال في فلسطين واليمن، يتم غرس روح المقاومة في نفوس الأطفال وتشجيعهم على دعم القضايا العادلة".

إعلان

وتابع الجابري قائلا أنه باستخدام وسائل مبتكرة مثل الألعاب الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، يتم إيصال الرسائل التوعوية للأطفال بطريقة جذابة ومشوقة، مما يضمن استيعابهم للمعلومات وتفاعلهم معها بفاعلية، مشددا على أن مهرجان الطفل العراقي الدولي منصة فريدة لتبادل الثقافات والمعارف، وتعزيز الهوية الوطنية، ومواجهة التحديات التي تواجه الأجيال الشابة.

وجود جناح فلسطيني في المهرجان هو فرصة لعرض معاناة الأطفال الفلسطينيين على العالم أجمع (الجزيرة) معاناة الطفل الفلسطيني في قلب الحدث

سلط المشرف على الجناح الفلسطيني أسامة داود، الضوء على مشاركة دولة فلسطين في المهرجان، إذ أكد أن الهدف الأساسي من مشاركتهم هو تسليط الضوء على معاناة الأطفال الفلسطينيين.

وأوضح داود في حديثه للجزيرة نت أن المهرجان يقدم منصة توعوية شاملة للطفل، حيث يتم تبادل الخبرات والمعارف حول مختلف قضايا الطفولة، بعيدا عن أي أجندات سياسية.

وأشار إلى أن المهرجان "يركز على هدفين رئيسيين: الأول هو تعريف الأطفال بالقضايا المصيرية التي تواجههم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وهويتهم الوطنية، والتي يحاول الكيان الصهيوني وأميركا طمسها، والثاني هو توعية الأطفال بالمخاطر التي تهدد مستقبلهم، مثل الأفكار الغربية والثقافات الشاذة التي تسعى إلى زعزعة قيمهم وتقاليدهم". بحسب وصفه.

وشدد داود على أهمية وجود جناح فلسطيني في هذا المهرجان، كونه فرصة لعرض معاناة الأطفال الفلسطينيين على العالم أجمع، والتركيز على الجانب الإنساني للقضية الفلسطينية، معربا عن أسفه لعدم تمكن بعض الزملاء من الحضور بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة في فلسطين، مؤكدا أهمية مشاركتهم في الأيام القادمة.

تجربة تعليمية فريدة للأطفال

أكد المواطن ضرغام سمير، الذي حضر المهرجان برفقة عائلته، أن هذا الحدث الثقافي الفريد قد ركز بشكل كبير على توعية الأطفال بالمخاطر والتحديات التي قد تواجههم في المستقبل.

استخدامات مبتكرة للذكاء الاصطناعي والألعاب التثقيفية في المهرجان هذا العام (الجزيرة)

وأشاد سمير في حديثه للجزيرة نت بالطريقة المبتكرة التي قدم بها المهرجان ثقافات الأطفال من مختلف الدول، والتي تختلف كليا عن الأساليب التقليدية في التعليم، كالقراءة من الكتب أو المناهج الدراسية، منوها إلى أن المهرجان تمكن من طرح القضايا المصيرية والحضارات والثقافات المختلفة للدول بطريقة جذابة ومناسبة لفئة الأطفال، مما أثار اهتمامهم وحفز فضولهم.

وأشار سمير إلى التطور الملحوظ الذي شهده المهرجان من دورة إلى أخرى، حيث لاحظ في هذه الدورة استخدامات مبتكرة للذكاء الاصطناعي والألعاب التثقيفية، معربا عن اعتقاده أن هذه التقنيات الحديثة ستلعب دورا مهما في مستقبل تعليم الأطفال، حيث ستساعدهم على استيعاب المعلومات بشكل أسهل وأسرع، وتواكب تطور العصر الذي نعيش فيه.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التحدیات التی أن المهرجان إلى أن

إقرأ أيضاً:

انعقاد لقاء الجمعة للأطفال بعزبة النخل الشرقية ضمن محور بناء الإنسان و«بداية جديدة»

عقدت وزارة الأوقاف، من خلال المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لقاء الجمعة للأطفال بمسجد العروبة -عزبة النخل الشرقية- إدارة أوقاف البركة؛ تعزيزًا لدوره في محور بناء الإنسان وترسيخ قيم المبادرة الرئاسية «بداية جديدة».

وشهد اللقاء، الذي أقيم تحت رعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مشاركة واسعة من الأطفال وأولياء الأمور، بما يؤكد اهتمام المجلس بتنشئة الأجيال القادمة على القيم الوطنية والدينية السامية.

 وقد حضر اللقاء من إدارة أوقاف البركة الشيخ محمود سلامة، مدير الإدارة؛ والشيخ أحمد حسن، مفتش الدعوة؛ والشيخ محمد عبد الرحيم، إمام المسجد.

وواصلت وزارة الأوقاف، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية جهودهما المتميزة في تقديم محتوى تربوي هادف للأطفال، إذ تضمن اللقاء برامج تثقيفية تهدف إلى تعزيز وعي النشء بالقيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية، وتتميز بحضور نخبة من المتخصصين في مجالات التعليم والإعلام والفن؛ ما أضفى تنوعًا وثراءً على الفعاليات، وأسهم في تحقيق تفاعل إيجابي ومثمر مع الأطفال المشاركين.

كما شهد اللقاء لأول مرة عرضًا تفاعليًّا مع الأطفال؛ لمناقشة مدى إلمام الأطفال بخطبة الجمعة، وذلك من خلال سيناريو تربوي بسيط.

وقد أكدت الدكتورة هدى حميد، مدير عام التحرير والنشر بالمجلس - مسئول ملف الطفل بوزارة الأوقاف، خلال كلمتها، أهمية هذه اللقاءات في بناء شخصية الطفل المصري.

وقالت إن الوزارة والمجلس يعملان على تقديم برامج شاملة تعزز الانتماء للوطن، وتحصن الأطفال من الأفكار الهدامة، مؤكدةً أن هذه الجهود تأتي ضمن استراتيجية وطنية لبناء الإنسان المصري وتحقيق التنمية المستدامة.

وقامت الدكتورة هدى حميد، خلال اللقاء، بإدارة لقاء تفاعلي يناقش الأطفال في خطبة الجمعة ومدى إلمامهم بها من خلال سيناريو حواري تربوي وموقف تمثيلي بسيط بمسرح العرائس، يجسد التطبيق الفعلي لموضوع الخطبة، الذي كان بعنوان: «ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق»، وقد تفاعل معه الأطفال بشكل كبير وحرصوا على تقديم ما ألموا به من معلومات.

كما قدمت الدكتورة دعاء صبري، الحاصلة على الدكتوراة في علم نفس التربية الفنية عضو المكتب الفني لرئيس قطاع المعاهد الأزهرية، ورشة تعليمية عن الثقة بالنفس والإيمان بالذات، وكيف يمكن لهم تطويرها، وفي خلال اللقاء قدمت عددا من الأفكار التي يمكنهم الاستعانة بها في حياتهم لتقوية الثقة بالنفس.

وفي ختام اللقاء، أبدعت الفنانة رحمة محجوب في تقديم فقرة تربوية جذابة، اعتمدت على أساليب مبتكرة تجمع بين الترفيه والتعليم؛ ما جذب اهتمام الأطفال وأسهم في غرس القيم النبيلة بأسلوب مبسط وممتع.

وأضفى العرض أجواءً من البهجة والتفاعل الإيجابي، ما جعل اللقاء تجربة مميزة للأطفال وأسرهم.

واختتم اللقاء بتوزيع هدايا رمزية للأطفال المشاركين، كجزء من مبادرات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لتحفيز النشء على المشاركة في الأنشطة الثقافية والدينية، ومن أهم هذه الهدايا مجلة الفردوس.

وأكد القائمون على اللقاء التزام الوزارة و المجلس بمواصلة تنظيم فعاليات مماثلة في مختلف المساجد، لضمان وصول برامجه الهادفة إلى جميع الأطفال في أنحاء الجمهورية.

وقد أشاد أولياء الأمور بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة الأوقاف من خلال المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في تقديم أنشطة مبتكرة للأطفال، معربين عن امتنانهم لتحويل المساجد إلى بيئات تعليمية وثقافية شاملة، وأكدوا أن هذه الجهود تعزز ثقتهم في مؤسسات الدولة وتدعم مسيرة بناء الإنسان المصري.

مقالات مشابهة

  • «مهرجان الشارقة للآداب» ينطلق 17 يناير بشعار «حكايات الإمارات تلهم المستقبل»
  • عُمان.. سيرة الأرض التي لا تنحني
  • رسالة إلى ذلك الطفل في غزة
  • مصر.. معلم يحصد تفاعلاً واسعاً بعروضه التفاعلية للأطفال
  • انعقاد لقاء الجمعة للأطفال بعزبة النخل الشرقية ضمن محور بناء الإنسان و«بداية جديدة»
  • لماذا لا يسجن الصغير الذي لم يتجاوز 12عاما؟.. القانون يجيب
  • أوقاف كفر الشيخ تنظم فعاليات لقاء الجمعة للأطفال بدسوق | صور
  • أتوبيس الفن يقدم جولات متنوعة للأطفال بعدد من المتاحف
  • يونيسيف: استشهاد 74 طفلا في أعمال عنف إسرائيلية في غزة خلال أسبوع
  • صحة الدقهلية: رمد المنصورة تدشن أول وحدة فحص للاعتلال الشبكي للأطفال المبتسرين