سواليف:
2025-03-09@12:43:48 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. الديوك

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

#الديوك

من أرشيف الكاتب #احمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 4 / 12 / 2017

كان الديك مثلاً للشجاعة والقوة والفصاحة ، فإذا أردت أن تمتدح شخصاً وتجمل معظم صفاته الحميدة بكلمة ما عليك الا أن تقول «فلان ديك»..أي أنه بكل شيء رجل حقيقي لا يخيب ظنك أبدأ ..كما أطلقنا وصف «الديكنة» بحق الأطفال النجباء والديناميكيين فكلما شاهدنا طفلاً ذكياً فصيحاً نشيطاً جريئاً قلنا «الديك الفصيح من البيضة بيصيح».

.

حتى في الحواري القديمة مجرد مرورك من أمام البيت أي بيت ، كان يقف في وجهك الديك ويطلق «قوقأة تحذير» لك ويبقى يراقبك حتى تنصرف من المكان مثل رب أسرة «حمش»..وأحياناً يطارد من لا يعجبه سلوكه أو من بادر بإيذائه أو الاعتداء عليه ، فأنه لا يتوانى عن «النقنقة» والرفش برجليه وأظافره، فهو يعتبر نفسه حارسا يقظا ، طائر لديه كرامة واعتداد بالنفس ،حتى أني كنت أحسّه في بعض الأحيان يغار على دجاجته مني..فكلما مررت من أمام الخم يبقبق بصوت عالٍ فتنصرف حريمه سريعاً من المشهد..وكأنه يقول : «فوتي جوه يا مرة»..

لقد تغيرت كاريزما الديك المعاصر بتغير الزمن على ما يبدو ، فلم يعد ذلك الشجاع اليقظ المتفائل المتحمّس الحارس صاحب المبادئ «الحمش» الغيور المقاوم المناضل مهيوب الجانب..فقد استسلم لتغييرات الزمن ككل وفهم اللعبة ، وعرف ان هذه الصفات في هذا الزمن المائع تسمّى «عباطة» وليست شجاعة أو رجولة..لفت انتباهي قبل يومين ديك مائل الذيل متّسخ العرف كان قدّ كور لنفسه في التراب مكاناً تحت زيتونة ، مررت بجانبه نظر إلي بعين ناعسة ولم ينطق «ببقبقة» واحدة ، مررت ثانية لأستفزّه ، لم يأت بأية حركة تذكر..نظرت حوله وإذا بدجاجاته تسرح وتمرح على مسافة بعيدة بمنتهى الحرية ، اقتربت منهن لأستثير «حميّته» فأشاح برأسه عني وعن ما سيجري وكأنه يختصر الشرّ أو يواسي نفسه أنه لم ير شيئاً..في نهاية المطاف ضربت عليه حبّة حصى ليثأر لكرامته ويهاجمني أو على الأقل يطلق صياحه تجاهي لكنه خذلني وهرب..

للأمانة خذلني الديك «آخر رموز الكرامة» بهذا التصرف الانهزامي الاستسلامي ، وكنت أنوي ذبحه أو استبداله بديك آخر ، ثم تراجعت عن قراري في اللحظة الأخيرة..فهو جزء من حالة عامّة ، ومن غير المنطقي أن أطلب منه ان يكون ديكاً تقليدياً في زمن تغيرت فيه الديوك كلها…

مقالات ذات صلة تحذير من البنك المركزي 2024/12/03

#155يوما

#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الديوك الحرية لاحمد حسن الزعبي حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

رمضان عند الأدباء.. كيف يرى أحمد شوقي الصيام؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عُرف أحمد شوقي بلقب "أمير الشعراء"، ليس فقط بفضل ريادته في النهضة الأدبية والفنية، بل أيضاً لإبداعه في مختلف أشكال الكتابة، من الشعر إلى المسرح، مرورًا بالخواطر والتأملات التي جسدها في كتابه الشهير "أسواق الذهب".

في مقدمة هذا الكتاب، أشار شوقي إلى أنه لم يكن ينوي تقليد أعمال الزمخشري في "أطواف الذهب" أو الأصفهاني في "أطباق الذهب"، لكنه استوحى من روحها وسار على نهجها في تقديم الحكم والخواطر بأسلوبه الخاص. جمع في كتابه كلمات تحمل صورًا متنوعة وأغراضًا متعددة، منها ما امتد عبر العصور حتى أصبح مألوفًا، ومنها ما ظل مجهولًا حتى أحياه قلمه.

ومن بين المواضيع التي تناولها، برز حديثه عن العبادات، حيث صاغ معانيها في عبارات موجزة تحمل عمقًا فلسفيًا وأدبيًا. وعن الصوم، كتب شوقي:

"الصوم حرمان مشروع، وتأديب بالجوع، وخشوع لله وخضوع. لكل فريضة حكمة، وهذا الحكم ظاهره العذاب، وباطنه الرحمة، يستثير الشفقة، ويحث على الصدقة، يكسر الكِبْر، ويعلم الصبر، ويسنّ خِلال البرّ. حتى إذا جاع من ألف الشبع، وحُرم المترف أسباب المتعة، عرف الحرمان كيف يقع، والجوع كيف ألمه إذا لذع."

بهذه الكلمات، اختصر شوقي جوهر الصيام، معتبرًا إياه رحلة روحية تهدف إلى تهذيب النفس وكسر الغرور، حيث يتذوق الغني مرارة الجوع، فيشعر بآلام الفقراء، ويستيقظ ضميره ليمنح من حوله يد العون. وهو في الوقت ذاته استراحة للجسد من الإسراف، وفرصة للعقل والروح للتأمل والتجدد.

لم يكن "أسواق الذهب" مجرد كتاب خواطر، بل كان مرآة لحكمة شوقي ورؤيته للحياة، حيث وظّف لغته الشاعرية لإيصال المعاني العميقة بأسلوب سلس يجمع بين بلاغة الأدب وعمق الفلسفة.

مقالات مشابهة

  • تقرير حقوقي: 13 ألف انتهاك حوثي في البيضاء خلال عقد من الزمن
  • هل تنجح غادة عبد الرازق في إحياء الزمن الجميل بـ "شباب امرأة"؟
  • مشروع تطوير الجسر المعلق في الرياض يسابق الزمن
  • عاجل | المسؤول الأمني بمنطقة الساحل السوري ساجد لله الديك للجزيرة: اعتقلنا أشخاصا مهمين من فلول النظام في جبلة
  • كاريكاتير أحمد قدورة
  • مسلسل سيد الناس يتصدر التريند على إكس
  • رمضان عند الأدباء.. كيف يرى أحمد شوقي الصيام؟
  • شاب سعودي يستحضر مشاهد الإفطار الرمضاني قديمًا في “مجلس الثمانينات”
  • بركان حزينة.. سيول الفيضانات تلقي طفلة في بالوعة وفرق الإنقاذ تسابق الزمن للعثور عليها
  • الحب والتأمل في الوجود