من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. الديوك
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
#الديوك
من أرشيف الكاتب #احمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 4 / 12 / 2017
كان الديك مثلاً للشجاعة والقوة والفصاحة ، فإذا أردت أن تمتدح شخصاً وتجمل معظم صفاته الحميدة بكلمة ما عليك الا أن تقول «فلان ديك»..أي أنه بكل شيء رجل حقيقي لا يخيب ظنك أبدأ ..كما أطلقنا وصف «الديكنة» بحق الأطفال النجباء والديناميكيين فكلما شاهدنا طفلاً ذكياً فصيحاً نشيطاً جريئاً قلنا «الديك الفصيح من البيضة بيصيح».
حتى في الحواري القديمة مجرد مرورك من أمام البيت أي بيت ، كان يقف في وجهك الديك ويطلق «قوقأة تحذير» لك ويبقى يراقبك حتى تنصرف من المكان مثل رب أسرة «حمش»..وأحياناً يطارد من لا يعجبه سلوكه أو من بادر بإيذائه أو الاعتداء عليه ، فأنه لا يتوانى عن «النقنقة» والرفش برجليه وأظافره، فهو يعتبر نفسه حارسا يقظا ، طائر لديه كرامة واعتداد بالنفس ،حتى أني كنت أحسّه في بعض الأحيان يغار على دجاجته مني..فكلما مررت من أمام الخم يبقبق بصوت عالٍ فتنصرف حريمه سريعاً من المشهد..وكأنه يقول : «فوتي جوه يا مرة»..
لقد تغيرت كاريزما الديك المعاصر بتغير الزمن على ما يبدو ، فلم يعد ذلك الشجاع اليقظ المتفائل المتحمّس الحارس صاحب المبادئ «الحمش» الغيور المقاوم المناضل مهيوب الجانب..فقد استسلم لتغييرات الزمن ككل وفهم اللعبة ، وعرف ان هذه الصفات في هذا الزمن المائع تسمّى «عباطة» وليست شجاعة أو رجولة..لفت انتباهي قبل يومين ديك مائل الذيل متّسخ العرف كان قدّ كور لنفسه في التراب مكاناً تحت زيتونة ، مررت بجانبه نظر إلي بعين ناعسة ولم ينطق «ببقبقة» واحدة ، مررت ثانية لأستفزّه ، لم يأت بأية حركة تذكر..نظرت حوله وإذا بدجاجاته تسرح وتمرح على مسافة بعيدة بمنتهى الحرية ، اقتربت منهن لأستثير «حميّته» فأشاح برأسه عني وعن ما سيجري وكأنه يختصر الشرّ أو يواسي نفسه أنه لم ير شيئاً..في نهاية المطاف ضربت عليه حبّة حصى ليثأر لكرامته ويهاجمني أو على الأقل يطلق صياحه تجاهي لكنه خذلني وهرب..
للأمانة خذلني الديك «آخر رموز الكرامة» بهذا التصرف الانهزامي الاستسلامي ، وكنت أنوي ذبحه أو استبداله بديك آخر ، ثم تراجعت عن قراري في اللحظة الأخيرة..فهو جزء من حالة عامّة ، ومن غير المنطقي أن أطلب منه ان يكون ديكاً تقليدياً في زمن تغيرت فيه الديوك كلها… مقالات ذات صلة تحذير من البنك المركزي 2024/12/03
#155يوما
#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الديوك الحرية لاحمد حسن الزعبي حسن الزعبی
إقرأ أيضاً:
تستطيع أن تسعدني حتى وأنا ميتة!
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لعب الكاتب الياباني توشيكازو كاواغوتشي بذكاء شديد، على حلم السفر عبر الزمن، لمعرفته بأن هذا الحلم، هو حلم العلماء والمفكرين والأدباء وحتى الأشخاص العاديين، ومن هنا كانت مهارته المتميزة فى أن يستمر فى هذه اللعبة خاصة بعد أن أصبحت أولى رواياته "قبل أن تبرد القهوة"، من أكثر الكتب مبيعًا على مستوى العالم، فقرر أن يصدر الجزء الثاني بعنوان "حكايات من المقهى"، فلاقت هذه الرواية أيضا نجاحًا كبيرًا من النقاد قبل القراء، ثم فَاجَأَ الكاتب الياباني محبيه بإصدار الرواية الثالثة "قبل أن تتلاشى ذاكرتك" ولأنه بارع بتفوق فقد قرر أن يغير المقهى فى هذه الرواية بمقهى آخر باسم دونا دونا يقع على شمال اليابان، وفيه أيضا السفر عبر الماضى، وكأنه يريد أن يقول لك أن هناك أكثر من مكان يمكنه أن يساعد زواره فى السفر عبر الزمن .
وأيضا كما فى الروايتين السابقتين أختار أربعة زبائن قرروا السفر عبر الزمن..دعني أن انقل لك ماحدث مع الزبون الثاني والذى كان عنوان حكايته فى الرواية بعنوان "الكوميدي" واسرد لك ماذا حدث له بعد أن سافر عبر الزمن لكى يشكر زوجته التى ظلت طوال حياتها تقف بجواره لكى يحقق حلمه فى الفوز بجائزة الكوميدي الكبرى لكنها للأسف رحلت قبل أن ترى فوزه بهذه الجائزة.
كان اللقاء مع زوجته عبر الزمن، فكان الحوار فى الرواية شلالات من الحب المتدفق بعد طول غياب!.. قال هذا الكوميدي لزوجته: "لقد كنت أعمل لأنك كنتِ معي ولكن الأمر انتهى الآن"!
قالت زوجته: "أنت تحبني أليس كذلك؟ لهذا السبب واصلت العمل للفوز بهذه الجائزة حتى بعد وفاتي".. أجاب: "الفوز بجائزة الكوميدي الكبرى كان حلمك".. قالت: "بالتأكيد".. قال لها وهو يبكى "لذلك ركّزت على الفوز، وهذا ما عشت من أجله".. تبسمت وهى تقول له "وتستطيع الاستمرار في المثابرة، أليس كذلك؟".. هزّ رأسه وهو يردد "بعد أن رحلتِ، لم يبقَ لديّ شيءٌ أعيش من أجله". لكنها ابتسمت مرة أخرى بشغف، وذكّرته بلطف: "لكنني ما زلت هنا، سأكون دائمًا إلى جانبك، حتى وإن مت، ما دمت لن تنساني، فسأعيش دائمًا في قلبك، لقد عملتَ بجد حتى بعد وفاتي لأنني لا أزال أسكن في قلبك، أليس كذلك؟، فإذا تابعت العمل بعد موتي ستعدنى، حتى وأنا ميتة" ثم أردفت: "أنا أحبكَ، ولن أكف عن حبك إلى الأبد".. واشتعلت كلمات الحب بينهما فتوهجت الحروف وزادت نضارتها!.
والحقيقة أن الكاتب أجاد وصف المشاعر بين الزوج وزوجته المتوفاة فى هذا اللقاء عبر الزمن وجعل حبّهما أكبر من أن تختزله حروف أو كلمات !.
لكن الغريب فى هذه الرواية أن كثيرًا من زبائن المقهى الذين استفسروا عن السفر عبر الزمن، غادروا بعد أن علموا أنهم لن يتمكنوا من تغيير الحاضر.!
الاسبوع القادم باذن الله أحدثك عن أِشهر الكتاب اليابانيين والذى كان يجلس ذات ظهيرةٍ في مدرَّجات استاد بطوكيو، يتابع مباراة البيسبول، فأصابتْه حالة من التجلِّي غيَّرت حياته، إذ لاح له خاطر فصرخ:
أعتقد أنَّنى بإمكاني أن أكتب رواية"!.. وبالفعل كتبها وبعدها كتب أكثر من اثنتي عشرة رواية ونجحت رواياته نجاحًا باهرًا حيث ترجمت إلى أكثر من 50 لغة وأصبحت الأكثر مبيعا فى العالم!.