سوريا على حافة الفوضى.. سيناريوهات محتملة للتصعيد في حلب
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
تسعى الفصائل المسلحة المتمركزة في سوريا إلى الاستفادة من مكاسبها في حلب والاستيلاء على المزيد من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية، مما يثير التساؤل حول مصير المناطق الواقعة تحت سيطرة دمشق.
يظل الأسد حليفًا مهمًا وسوريا تستضيف الموانئ والأصول العسكرية الروسية
وتشير "بلومبرغ" إلى أن التطورات في الصراع السوري المستمر منذ 15 عاماً مليئة بالغموض، حيث تعتمد الكثير من هذه التطورات على أجندات القوى الخارجية بقدر ما تعتمد على الصراعات الداخلية التي شكلت مجريات الأحداث.
بالنسبة للرئيس بشار الأسد، فإن إيران وروسيا هما اللاعبان الرئيسيان في هذه المعادلة.
فإيران تعتبر سوريا جزءاً من محورها ضد إسرائيل والغرب وقدمت الدعم العسكري الكبير على الأرض، بينما تدخلت روسيا في 2015 لإنقاذ الأسد باستخدام قوتها الجوية.
هجوم سوريا الصادم.. ما الذي يعنيه لمستقبل المنطقة والعالم؟ - موقع 24جاءت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد على مدينة حلب في المرحلة الأولى من الحرب الأهلية بعد حصار دام 4 أعوام وحرب مدن مدمرة، ومع ذلك، وفي الأسبوع الماضي، نجح المسلحون المدعومون من تركيا في استعادة المدينة خلال غضون أيام قليلة.وما يميز هذه المرة هو أن روسيا، التي تمتلك قاعدة جوية في سوريا، مشغولة الآن في حربها في أوكرانيا، مما يؤثر على قدرتها على التدخل العسكري الشامل كما فعلت سابقاً.
وأسفرت الحرب السورية حتى الآن عن مقتل ما بين 300 إلى 500 ألف شخص، وأدت إلى نزوح أكثر من 7 ملايين شخص داخليًا، بالإضافة إلى 6.4 مليون لاجئ.
كما تسببت الحرب في خسائر تقدر بنصف تريليون دولار، حسب تقديرات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية السورية.
ورغم هذه التحديات، لا يبدو أن الأسد في مزاج للتسوية في الوقت الراهن.
The Assad regime remains fragile & Iran and Hezbollah are incapable of providing the same level of support as before. Assad has few viable options....his fate will decide.....Iran’s strategic standing in the region.
In this Oct 17 analysis of minehttps://t.co/2kyMEEH2Zo
وقال الأسد في بيان إن "سوريا تمضي قدماً في مكافحة الإرهاب بقوة وحزم على كامل أراضيها".
وقصف الجيش السوري مواقع المتمردين في حلب وأرسل تعزيزات إلى المنطقة الواقعة شمال مدينة حماة لمحاولة وقف التقدم.
هل يمكن الأسد تقديم تنازلات؟قبل الهجوم المستمر للمتمردين، كان الأسد يتعرض لضغوط من الدول العربية وتركيا والقوى الغربية وحتى موسكو للقيام بإصلاحات سياسية من شأنها أن تمنح المعارضة مقعداً على الطاولة، وتسهل عودة اللاجئين وتوقف تدفق المخدرات إلى الدول المجاورة.
واعتمد الرئيس حتى الآن على دعم إيران الثابت لمقاومة هذه المطالب، والتي تشمل منع استخدام بلاده كقناة لنقل الأسلحة إلى وكلاء طهران بما في ذلك حزب الله، وحتى لو تنازل عن بعض هذه النقاط، فمن غير الواضح ما إذا كان المتمردون سيأتون إلى طاولة المفاوضات، بعدما حققوا مكاسب على الأرض.
وقال عصام الريس، ضابط الجيش السوري المنشق المقيم خارج البلاد، عن الخسائر الإقليمية إن "هذه هي النتيجة الحتمية لتعنت الأسد، إذ رفض الحل السياسي بالإضافة إلى أن الجيش والاقتصاد في حالة يرثى لها".
وتحذر الوكالة من أن إذا وصل المتمردون إلى دمشق وتمكنوا من الإطاحة بالأسد، فإن إحدى النتائج المحتملة هي الفوضى والمزيد من تفتت البلاد.
ومن المرجح أن يتراجع الموالون للحكومة بقيادة الطائفة العلوية إلى معاقلهم وحول المدن الساحلية في اللاذقية وطرطوس، مما يخلق فراغاً قيادياً.
من هم المتمردون؟تقود الهجوم الرئيسي للمتمردين المعروف باسم عملية "ردع العدوان" هيئة تحرير الشام، وهي منظمة تابعة سابقاً لتنظيم القاعدة صنفتها الولايات المتحدة وغيرها من الدول كمنظمة إرهابية.
ويُعتقد أن لديها 15000 مقاتل ولديها خبرة في الحكم المحلي في أجزاء من شمال غرب سوريا التي ظلت خارج سيطرة الأسد.
وانضم إلى هيئة تحرير الشام آلاف المقاتلين من جماعة المظلة المتمردة المدعومة والممولة من تركيا والمعروفة باسم الجبهة الوطنية للتحرير.
وأطلق الجيش الوطني السوري، وهي جماعة أخرى تدعمها تركيا، عمليته الخاصة، بشكل أساسي في الشمال ضد الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
كان يعلم بخطط تحرير الشام للهجوم..معارض سوري: الجيش التركي كان يعرف منذ عام كامل - موقع 24كشف رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة، الجماعة المعارضة المعترف بها دولياً في الخارج، أن المسلحين بدأوا الاستعدادات للسيطرة على حلب منذ عام، لكن الخطوة تأخرت بسبب الحرب في غزة قبل أن تبدأ الأسبوع الماضي بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان.والتطور الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للأسد هو أن الآلاف من المتمردين السابقين الذين نزحوا إلى الشمال بعد استعادة الحكومة للأراضي يحملون السلاح مرة أخرى وينضمون إلى الهجوم.
كما بدأ المتمردون في جنوب البلاد، وخاصة في مدينة درعا وحولها، في التحرك.
ويبدو أن هيئة تحرير الشام قد وضعت جانباً خلافاتها السابقة مع الفصائل المتمردة المنافسة، وقللت من أهمية ميولها الإسلامية.
وتقول الوكالة إن العامل الأكثر أهمية هو ما ستفعله روسيا، إذ أصبحت موسكو الوسيط الرئيسي للسلطة في سوريا مع تضاؤل دور ونفوذ الولايات المتحدة وحلفائها في البلاد.
Good read by @hxhassan on Bashar's predicament: "Russia will protect its interests, not Assad's. Iran, once the regime's lifeline, is also under pressure... its role may shift to fortifying key corridors rather than reversing rebel gains across the map." https://t.co/YEGjuzHtiK
— Gregg Carlstrom (@glcarlstrom) November 30, 2024وتفاوضت روسيا مع إيران وتركيا لتمكين الأسد من استعادة حلب وغيرها من الأراضي بدءاً من عام 2016.
ونظراً لموارد الرئيس فلاديمير بوتين الأكثر محدودية، فقد يضغط الآن على الأسد لتقديم تنازلات كبيرة، أو يتخلى عنه كورقة مساومة في تسوية أوسع نطاقاً بشأن أوكرانيا.
ومع ذلك، يظل الأسد حليفاً مهماً وسوريا تستضيف الموانئ والأصول العسكرية الروسية، لذلك من الصعب أن نرى بوتين يتوقف عن دعم الأسد تماماً.
كيف قد تتفاعل القوى الأجنبية الأخرى؟حتى الآن، أظهرت إيران تصميمها على بذل كل ما في وسعها لدعم الأسد، وهناك تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي عن حشد ميليشيات عراقية مدعومة من طهران في اتجاه سوريا.
وتُعَد البلاد منطقة حيوية لما يسمى بعقيدة الدفاع الأمامي للجمهورية الإسلامية، والتي تعتمد على وكلاء إقليميين في المواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة.
ما خلفيات السقوط السريع لحلب؟ - موقع 24بينما كانت الصراعات بين إسرائيل والقوات المدعومة من إيران تنتشر عبر الشرق الأوسط وتمتد إلى سوريا، كان الرئيس السوري بشار الأسد صامتاً بشكل واضح.وتركيا هي اللاعب المهيمن في شمال سوريا، وقد عارضت في البداية الهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام، وفقاً لشخصين على دراية مباشرة بالوضع.
لكن أنقرة غيرت حساباتها بعد أن رفض الأسد مقابلة الرئيس رجب طيب أردوغان لمناقشة الإصلاحات السياسية وعودة اللاجئين السوريين.
كما شعرت تركيا بالارتياح إزاء الطريقة التي تمكن بها المتمردون من طرد الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تعتبرها أنقرة إرهابية، من داخل حلب ومدينة تل رفعت دون إراقة دماء كثيرة.
أمريكا وإسرائيلمن ناحية أخرى، أقامت الولايات المتحدة شراكة مع الأكراد السوريين منذ ما يقرب من عقد من الزمان في القتال ضد تنظيم "داعش" وهي تحتفظ بـ 900 جندي في البلاد. وتتبنى الدول العربية، جنباً إلى جنب مع الأمريكيين نهج الانتظار والترقب في مواجهة الأحداث المتسارعة.
وكذلك الحال مع إسرائيل، التي كثفت بشكل كبير استهدافها لإيران وحزب الله في سوريا بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنته حماس. وتصنف الولايات المتحدة وغيرها كل من حزب الله وحماس على أنهما منظمتان إرهابيتان.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حرب سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بشار الأسد إيران روسيا سوريا إسرائيل أوكرانيا حزب الله حرب سوريا إيران وإسرائيل بشار الأسد سوريا إيران روسيا الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله الولایات المتحدة هیئة تحریر الشام فی سوریا
إقرأ أيضاً:
البنتاغون يعلق على الأحداث في سوريا ولبنان.. ما دور الولايات المتحدة؟
حث المتحدث الإعلامي باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، باتريك رايدر، الأطراف المتنازعة في سوريا على خفض التصعيد المستمر منذ الأربعاء الماضي.
وأكد في إحاطة صحفية، الاثنين، أن "لا علاقة للولايات المتحدة بما يجري في سوريا"، مشيرا إلى أن قوات أمريكية في المنطقة تعرضت لهجوم صاروخي، لكنه لم يوقع أي إصابات.
وقال رايدر: "نحن مستعدون للدفاع عن مصالحنا وقواتنا في المنطقة، لا سيما التي تعمل في سوريا؛ لضمانة هزيمة تنظيم داعش".
وأضاف المسؤول الأمريكي، "ليس هناك أي تغيير في انتشار قواتنا في شمال شرق سوريا، ونواصل مراقبة الوضع عن كثب".
وأكد رايدر أن وزارته على تواصل مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مشيراً إلى أنها "شريك رئيسي في مهمة هزيمة داعش".
وحول لبنان، قال رايدر إن "وقف إطلاق النار بين لبنان و إسرائيل لا يزال صامداً".
وتابع: "ليس لدينا قوات أمريكية على الأرض في لبنان تشارك في عملية مراقبة وقف إطلاق النار، وتركيزنا على حصول الجيش اللبناني على التدريب والقدرات لتوفير المعلومات الاستخباراتية".
وأضاف أنه سيجري العمل بالتعاون مع السفارة الأمريكية في لبنان والجيشين الإسرائيلي واللبناني، بالإضافة لفرنسا، لصالح "التأكد من قدرة الجيش اللبناني على توفير الأمن في الجنوب".
وفي وقت سابق، أصدرت حكومات الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، بيانا مشتركا، دعت خلاله الدول الأربع إلى "خفض التصعيد" في سوريا.
وبحسب البيان الذي نشره مكتب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، شدد على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية من التصعيد العسكري المستمر، ودعا إلى الحد من النزوح وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية.
ودعا البيان الذي أصدرته الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون بشكل واضح إلى "خفض التصعيد" في سوريا، محذرًا من أن التصعيد الحالي يعزز الحاجة الملحة إلى حل سياسي للصراع.
وأكد البيان على أهمية أن يكون الحل سياسيًا بقيادة سوريا، وأن يتماشى مع القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يدعو إلى الانتقال السياسي في سوريا وحل النزاع بما يضمن الحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها.
وتستمر الأزمة السورية في تصاعدها، حيث يعاني المدنيون من التهديدات المستمرة والتداعيات الناجمة عن الهجمات العسكرية، ومنذ الأربعاء الماضي، اندلعت هجمات مكثفة في محافظتي حلب وإدلب شمالي سوريا، التي وصفت بأنها "الأعنف منذ سنوات".
وواصلت قوات المعارضة السورية السيطرة على المواقع والمناطق الشاسعة التي دخلتها على مدار الأيام الخمسة الماضية، في إطار عملية "ردع العدوان"، وسط عمليات قصف جوي مكثف يقوم بها النظام، والقوات الروسية، ووصول تعزيزات من العراق.
وسيطرت هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها على مناطق واسعة من الشمال السوري، أبرزها مدينة حلب، بما فيها مطار حلب الدولي، ومركز البحوث العلمية ومواقع استراتيجية أخرى في محيطها، بعد انسحاب متسارع لقوات النظام.
ومع تقدم الفصائل وسيطرتها السريعة خلال الأيام الخمسة الأولى من المعارك، فقد دفعت قوات النظام بتعزيزات عسكرية كبيرة، تمركزت في مدينة طيبة الإمام وبلدتي خطاب وصوران في ريف حماة الشمالي، إضافة إلى مدينتي السقيلبية ومحردة، ذات الغالبية المسيحية، في الريف الشمالي الغربي، وكذلك في محيط القرى التي يقطنها أبناء الطائفة العلوية في ريف حماة الغربي، مع تراجع حدة الاشتباكات في المنطقة.