حصريا على CNN: ميركل تتحدث عن ترامب وانبهاره بسلطات بوتين وكيم المطلقة
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
(CNN)-- تذكرت المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل انطباعها عن دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى في البيت الأبيض، وقالت إن الرئيس الأمريكي المنتخب أبدى "انبهارا بالسلطة المطلقة" التي يتمتع بها رجال أقوياء، مثل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون.
وقالت ميركل في مقابلة حصرية مع كريستيان أمانبور من شبكة CNN، إن "الطريقة التي تحدث بها (ترامب) عن بوتين، والطريقة التي تحدث بها عن (الزعيم) الكوري الشمالي، بغض الطرف عن التصريحات الانتقادية التي أدلى بها، كان هناك دائما نوع من الانبهار بالسلطة المطلقة لما يمكن لهؤلاء الأشخاص القيام به".
وفي المقابلة الواسعة، ناقشت ميركل مذكراتها الجديدة "الحرية"، والتي تتناول 16 عاما من حكمها كأول امرأة تقود أكبر اقتصاد في أوروبا. وخلال فترة رئاستها للحكومة، تعرضت القارة لأزمات متعددة - من الاقتصاد إلى الهجرة، ومن المناخ إلى الوباء. وبعد وقت قصير من مغاردة منصبها، شنت روسيا غزوا واسع النطاق ضد أوكرانيا، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي الرخيص وألقى الضوء بشكل أكثر قسوة على بعض قراراتها.
وفي مذكراتها، كتبت ميركل كيف انقسمت حياتها تماما إلى نصفين. حيث أمضت أول 35 عاما من حياتها في الدراسة والعمل في مجال الكيمياء في ألمانيا الشرقية الشيوعية. ولكن منذ انهيار جدار برلين، قضت السنوات الخمس والثلاثين الثانية من حياتها في ديمقراطية حرة وليبرالية، وهو النظام الذي تخشى أن يكون معرضا للتهديد الآن.
وقالت ميركل لشبكة CNN: "في هذه الأيام، تتعرض الديمقراطيات الليبرالية للهجوم. إنها تحت الضغط".
وتذكرت المستشارة الألمانية السابقة أول لقاء لها مع ترامب في البيت الأبيض في عام 2017. وخلال جلوسهما بجانب الموقد الشهير في المكتب البيضاوي، طلب الصحفيون من الزعيمين أن يتصافحا لالتقاط صورة. وبدا أن ترامب يتجاهل الطلب، رغم أنهما تصافحا في أوقات أخرى أثناء زيارة ميركل.
وقالت ميركل إن ترامب "يتصرف بشكل غير تقليدي" ويحاول غالبا "وضع بصمة".
وفي مذكراتها، كتبت ميركل أن ترامب كان "مفتونا بوضوح" ببوتين و"منبهرا" بالسياسيين ذوي الميول الاستبدادية.
وقالت ميركل لشبكة CNN: "كان انطباعي دائما أنه كان يحلم بالفعل أن يتجاوز كل تلك الهيئات البرلمانية التي شعر أنها كانت عبئا عليه بطريقة ما، وأنه أراد أن يقرر الأمور بمفرده". وأكدت: "في الديمقراطية، لا يمكنك التوفيق بين ذلك والقيم الديمقراطية".
وتتوافق تعليقات ميركل مع تصريحات أدلى بها عدد من المسؤولين الأمريكيين الذين عملوا بشكل وثيق مع ترامب خلال إدارته الأولى.
وقال جون كيلي، الذي كان أطول رئيس هيئة كبار موظفي البيت الأبيض خدمة في عهد ترامب، قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، إن ترامب ينطبق عليه "التعريف العام للفاشية"، وإنه تحدث بشكل إيجابي عن ولاء جنرالات أدولف هتلر النازيين. ونفت حملة ترامب المقارنة.
وحول تصريحات كيلي، قالت ميركل: "لا أريد الإدلاء بأي تعليق على هذا".
وتواصلت شبكة CNN مع ممثل ترامب للتعليق.
روسيا الصاعدة
وعن بوتين، الذي كانت ميركل تتمتع معه بعلاقات أوثق من العديد من الزعماء الأوروبيين الآخرين، مما كان له صدى كبير على رئاستها للحكومة. تذكرت ميركل كيف أحضر بوتين، الذي كان يعلم أن كلبا في وقت سابق قد أصابها بجروح، وكانت لا تشعر بالارتياح في وجود الكلاب، أحضر بشكل سيئ كلبه الضخم لابرادوره إلى اجتماع بينهما في عام 2007.
وقالت ميركل: "إنها محاولة صغيرة وبسيطة لجس النبض، كما تعلمون، مدى صمود الشخص ومدى قوته. إنها لعبة قوة".
ورغم العلاقات الودية نسبيا بين موسكو وأوروبا، قالت ميركل إن الأمور بدأت تتدهور بعد قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" عام 2008 في العاصمة الرومانية بوخارست. وأعلن الحلف أن أوكرانيا وجورجيا ستنضمان في النهاية إلى التحالف الدفاعي، دون إعطائهما خطة لكيفية تحقيق ذلك.
وأضافت ميركل: "لقد كنت مقتنعة تماما بأن بوتين لن يسمح بحدوث ذلك دون اتخاذ إجراء، لذلك اعتقدت أنه من الخطأ وضع الأمر على جدول الأعمال في ذلك الوقت"، خاصة عندما انقسمت حكومة وشعب أوكرانيا "إلى نصفين".
وخلال عهد ميركل، انتصرت روسيا في حرب استمرت خمسة أيام ضد جورجيا في عام 2008، وشنت أول غزو لها لأوكرانيا في عام 2014، وضمت شبه جزيرة القرم واحتلت أراض في شرق البلاد. منذ غزوها الكامل لأوكرانيا في عام 2022، تعرض القادة الأوروبيون لانتقادات لعدم تأهبهم بشكل كاف في مواجهة تهديد موسكو والسماح بحدوث عدوانها الإقليمي دون رادع.
ومع اقتراب الحرب في أوكرانيا من عامها الرابع، وتكبد جيشي البلدين خسائر فادحة يصعب تحملها، انتقل الحديث إلى إمكانية إنهاء الحرب بسلام دائم. وقال ترامب، الذي سيتولى منصبه الشهر المقبل، إنه سينهي الحرب في يوم واحد، دون تحديد كيف سيقوم بذلك.
وحذرت ميركل من أن التفاوض مع بوتين مهمة محفوفة بالمخاطر. وتذكرت ميركل مواجهتها لبوتين بشأن غزو روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 - وهي العملية التي سعى الكرملين في البداية إلى التعتيم عليها، زاعما أن الجنود الذين يقاتلون في أوكرانيا لم يكونوا جزءا من الجيش الروسي، مما أدى إلى ظهور أسطورة "الرجال الخضر الصغار" (الفضائيين) الذين كانوا يقاتلون بشكل مستقل.
وقالت ميركل إن بوتين اعترف لها لاحقا بأنه "كذب" بشأن هذا.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أنجيلا ميركل أوروبا الأزمة الأوكرانية حصريا على CNN حلف الناتو دونالد ترامب فلاديمير بوتين فی عام
إقرأ أيضاً:
خطة ترامب للسلام في أوكرانيا.. تسوية محتملة بين كييف وموسكو
أصبح الصراع في أوكرانيا أحد أكبر التحديات السياسية في العالم، حيث تزداد تداعياته العالمية مع مرور الوقت، ففي ظل تصاعد هذا النزاع، يبرز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب كأحد الأطراف التي تروج لخطط جديدة لإنهاء الحرب.
وعلى الرغم من أن ترامب كان قد انتقد إدارة سلفه جو بايدن، إلا أن الرئيس المنتخب يعوّل على قدرته في تقديم حل دبلوماسي ينهي الأزمة ويحقق مكاسب لكافة الأطراف.
ترامب وإرث السلام
يدرك ترامب تمامًا أن النجاح في ملف أوكرانيا سيكون بمثابة فرصة ذهبية لتعزيز إرثه السياسي.
وقد صرح في عدة مناسبات بأنه "الوحيد القادر على إنهاء الحرب"، مشيرًا إلى أن التوصل إلى اتفاق سلام سيكون انتصارًا له ويضع خصومه السياسيين في موقف حرج.
ورغم تحفظه عن الكشف تفاصيل خطته، تشير بعض المؤشرات إلى أن ترامب يسعى لإجراء مفاوضات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلف الأبواب المغلقة، مما يفتح المجال أمام اتفاق غير تقليدي.
خطة جيه دي فانس والتسوية المحتملة
وضع جيه دي فانس، نائب الرئيس المنتخب، تسوية قد تكون نقطة انطلاق لخطة ترامب.
وزفقًا لهذه التسوية، قد تصبح خطوط المعركة الحالية في أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح، مما يمنع أي عمليات عسكرية روسية مستقبلية.
في الوقت ذاته، قد توافق كييف على ضمانات بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بينما تحتفظ روسيا بالأراضي التي تسيطر عليها في شرق وجنوب أوكرانيا، وعلى الرغم من الانتقادات من بعض المعلقين الأمريكيين بأن هذه الخطة تشبه إلى حد بعيد مطالبات بوتين، فإن هناك دلائل على أن الأوكرانيين قد يقبلون بها في ظل تطورات جديدة في المواقف السياسية.
التوجه الأوكراني نحو التفاوض
في تحول ملحوظ في موقف الحكومة الأوكرانية، أعلن الرئيس زيلينسكي عن استعداد بلاده للبحث عن تسوية دبلوماسية لإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن، وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن أكثر من 50% من الأوكرانيين يؤيدون إجراء مفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية، مع استعداد بعضهم لقبول التنازلات الإقليمية لتحقيق السلام.
الضغوط على بوتين وزيلينسكي
ترامب قد يمارس ضغوطًا دبلوماسية على كلا الجانبين، بما في ذلك التهديد بتقليص الدعم العسكري لأوكرانيا إذا لم تبرم صفقة، وكذلك زيادة الضغط على بوتين عبر تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا.
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز، ذكر ترامب أنه سيطلب من زيلينسكي التوصل إلى اتفاق دبلوماسي، وهدد بإعطاء دعم عسكري أكبر لأوكرانيا إذا لم تتوصل موسكو إلى اتفاق.
ضمانات الأمن بعد الحرب
يعد ضمان الأمن المستقبلي لأوكرانيا من أبرز القضايا العالقة في حال التوصل إلى اتفاق، حيث ترغب كييف في الانضمام إلى الناتو، وهو ما ترفضه موسكو بشدة.
ومع ذلك، تشير بعض التسريبات إلى أن فريق ترامب قد يناقش فكرة تعليق عضوية أوكرانيا في الناتو لمدة 20 عامًا، مما قد يمثل حلًا وسطًا يسمح لكل من بوتين وزيلينسكي بالحفاظ على ماء الوجه.
مستقبل عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي
في حال فشل انضمام أوكرانيا للناتو، قد يتم طرح عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي كبديل، حيث تتوفر للاتحاد الأوروبي اتفاقيات دفاعية خاصة قد تضمن لأوكرانيا بعض الحماية المستقبلية دون الحاجة للتصعيد العسكري.