اتسعت رقعة الصراعات في صفوف أجنحة مليشيا الحوثي الإرهابية - ذراع إيران في اليمن، في ظل تصاعد عمليات الاغتيالات التي طالت عدداً من القيادات، وكذا قرارات العزل من المناصب القيادية.

وشهدت محافظات، صنعاء وإب ومأرب، خلال الأسبوعين الأولين من أغسطس، 7 أحداث منفصلة بينها تصفيات بينية، عكست حدة الصراع المحتدم بين أجنحة المليشيات خصوصا بين جناحي صعدة وصنعاء.

وشملت تلك الأحداث، 4 اغتيالات، واعتداء على قيادي واعتقاله في إب، ومحاصرة ثان بصنعاء، ونجاة ثالث من الموت المحقق ومقتل عدد من مرافقيه. ناهيك عن جملة قرارات إقالة وإطاحة أصدرتها القيادات الحوثية المحسوبة على الجناحين خلال الفترة الماضية.

وفي آخر تلك الأحداث، أقدم مسلحون على نصب كمين للقيادي الحوثي "إبراهيم القشار" على خط الحتارش، شمالي صنعاء، وأطلقوا النار عليه، ما أدى إلى مقتله على الفور. والقشار كان مقرباً من القيادي الحوثي يحيى الشامي، والذي توفي هو ونجله زكريا في ظروف غامضة قبل فترة.

والجمعة 11 أغسطس الجاري، اعتدى مسلحون حوثيون على قيادي أمني حوثي يدعى "صخر صادق حمزة" المنتحل صفة مدير أمن مديرية مذيخرة بعد تهريبه مطلوبين. واختطف المسلحون القيادي الأمني وأودعوه سجنًا حوثيا في مركز المحافظة.

وبالتزامن، كشف القيادي الحوثي "إسماعيل الجرموزي"، عن قيام أطقم عسكرية تابعة لما تسمى قوات الأمن الخاصة بمحاصرة منزله بصنعاء، منذ أيام، متهما وزير داخلية الحوثيين، عبدالكريم الحوثي، بإرسال هذه الأطقم على الرغم ان نجله الوحيد "مجاهد" يقاتل في صفوف المليشيا منذ سبع سنوات.

وقال الجرموزي، الذي كان مُعيناً من المليشيا مديراً عاماً للمراجعة الداخلية بوزارة الأوقاف والإرشاد سابقًا، إن الأطقم العسكرية مدججة بالأسلحة، وبحوزتهم أوامر بالقبض القهري عليه، واصفا اياهم بـ"دولة الأوغاد"، على خلفية مطالبته برواتب الموظفين، وتسريبه وثائق تثبت الفساد المهول الذي تمارسه أجنحة داخل الجماعة.

والخميس 10 أغسطس، نجا بأعجوبة قيادي وشيخ قبلي موال لمليشيا الحوثي الإرهابية يدعى "نبيل حسين زوقم" ويكنى بـ"أبو حسين" من محاولة اغتيال من قبل مسلحين مجهولين أثناء مروره في شارع الستين وسط صنعاء، فيما أصيب عدد من مرافقيه والحقت أضرار في سيارته، قبل أن يلوذ الجناة بالفرار الى جهة مجهولة.

المليشيا الحوثية، حاولت تفنيد الحادث على أنه شائعة، نافية وقوعها عبر تصريح أدلى به القيادي الحوثي "زوقم" لمركز الاعلام الأمني التابع لوزارة داخلية الحوثيين، إلا أن ما يؤكد وقوع الحادث استحداثها عشرات نقاط التفتيش في صنعاء عقب الحادث الذي يأتي ضمن الصراعات بين جناحي صعدة وصنعاء. وسبق ان وجه القيادي "زقوم" اتهامات علنية لقيادات حوثية بارزة في المجلس السياسي الاعلى التابع للمليشيا بالفساد.

وقبل الحادث بيومين، اغتالت عناصر الأمن الوقائي التابعة للحوثيين، في ساعات متأخرة من الليل، الشيخ القبلي حسن صالح الراعي، بعد تعقبه، في مديرية بني الحارث شمالي صنعاء. تم نقله بعد الحادث إلى مستشفى "يوني ماكس" التابع لاحد قيادات المليشيا، بعد الترويج ان سبب الحادث إطلاق عيار ناري من سلاحه الشخصي أثناء قيامه بتنظيفه. في الوقت الذي نفى أقارب الضحية هذه المزاعم، مؤكدين انه تعرض لعملية اغتيال آثمة وضلوع قيادات حوثية في مقتله كان على خلاف معها.

وفي 4 أغسطس، أقدمت قيادات حوثية تنحدر من محافظة صعدة (معقل المليشيا الرئيس) على تصفية القيادي الميداني البارز المدعو "ناجي ضيف الله الأمير" المنحدر من محافظة مأرب بعد تصاعد خلافاتها معه بقصف تجمع له مع آخرين بالطيران المسير التابع لها في جبهة الجوبة، جنوبي مدينة مأرب. ورصدت المليشيا تحركات القيادي "الأمير" واستهدفته مستغلة اندلاع معارك عنيفة، بين المليشيات مع القوات الحكومية لتصوير حادثة مقتله كأنها وقعت خلال المواجهات.

وجاءت الحادثة مع أخرى مماثلة في سياق الصراعات الميدانية بين أجنحة مليشيا الحوثي في جبهة مأرب، أودت بحياة القيادي "صالح شملول" المكنى "أبو صالح"، والمنحدر من مديرية المراشي بمحافظة الجوف، في اشتباكات مع قيادي حوثي آخر في جبهة رغوان شمالي غربي مأرب.

وسجل الصراع الداخلي في مليشيات الحوثي، لم يقتصر على الاغتيالات فقط بل شهد تطورا آخر شمل إقالة عدد من قيادات الصف الثاني والثالث من مناصبها في صنعاء وعدة محافظات خاضعة لسيطرتهم. القرارات شملت الإطاحة بقيادات حوثية بارزة في صنعاء وإب وتم إزاحتها من مناصبها لصالح جناح صعدة كان آخرها إقالة "ابو رداد المجهلي"، قائد ما تسمى النجدة بمحافظة صنعاء، و"محمد علي الشامي" مدير الوحدة التنفيذية لكبار المكلفين بمصلحة الضرائب الافتراضية بصنعاء.

تزايد حدة الصراع أصبح مكشوفاً ولم يعد خفياً، وهذا برز بشكل كبير في الخطاب المتلفز الأخير الذي بثه زعيم الميليشيات الإيرانية في اليمن، عبدالملك الحوثي، الذي كشف عن وجود صراع كبير داخل جماعته.

 ويسعى جناح صعدة إلى بسط نفوذه وهيمنته على الأموال والمناصب من خلال عمليات التصفية والإقصاء التي تتعرض لها القيادات المحسوبة على الجناح الآخر.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: قیادات حوثیة

إقرأ أيضاً:

أجنحة الشام للطيران: للمرة الأولى من مطار حلب.. رحلات كل يوم خميس إلى اسطنبول والقاهرة

دمشق-سانا

أعلنت شركة أجنحة الشام للطيران عن بدئها بتسيير رحلات جوية للمرة الأولى من مطار حلب الدولي إلى وجهات دولية جديدة.

وأوضحت الشركة في بيان تلقت سانا نسخة منه أنها ستسير رحلات من مطار حلب الدولي للمرة الأولى اعتباراً من الـ 14 من شهر تشرين الثاني الجاري كل خميس من كل أسبوع إلى اسطنبول والقاهرة مروراً بمطار الكويت الدولي.

ودعت الشركة المسافرين الراغبين بمعرفة مواعيد الرحلات للاتصال على الرقم 0119211.

وكانت أعلنت الشركة مؤخراً عن تسييرها رحلتين جديدتين ‏أسبوعياً من مطار ‏دمشق الدولي إلى كل من اسطنبول والقاهرة مروراً بمطار الكويت ‏اعتباراً من بداية ‏شهر تشرين الثاني الجاري وتوافر الحجز “ذهاباً وإياباً” على رحلتها ‏الأسبوعية من مطار دمشق الدولي إلى مطار اسطنبول.

 مهران معلا

مقالات مشابهة

  • صعدة تشهد نهبًا ممنهجًا.. الحوثي يستهدف الأراضي الزراعية
  • سلطان يتفقّد أجنحة دور النشر المحلية والخليجية والعربية المشاركة في «معرض الكتاب»
  • وفاة قائد الجيش النيجيري الذي خاض حربا من أطول الصراعات في أفريقيا.. عن عمر يناهز 56 عاما
  • مسير قوة التدخل السريع.. استعراض أمني مهيب لدرب جهادي مقدس
  • المحكمة الإدارية تعزل رئيس جماعة إيغود باليوسفية بسبب اختلالات مشروع ملكي
  • إصابة سيدة في حريق داخل منزلها بالإسماعيلية
  • الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن تهريب الأسلحة الإيرانية
  • أجنحة الشام للطيران: للمرة الأولى من مطار حلب.. رحلات كل يوم خميس إلى اسطنبول والقاهرة
  • شاهد | المسير الراجل لقوة التدخل السريع في وزارة الداخلية من صنعاء إلى صعدة
  • السيطرة على حريق داخل مخبز في الظاهر