ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلنطي «الناتو» في الوقت الحالي احتمال بعيد.

وأوضحت الجارديان، في مقال للكاتب وارين موراي، أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف سيجتمعون اليوم الثلاثاء في العاصمة البلجيكية بروكسل لمناقشة مسألة انضمام أوكرانيا للناتو إلا أنه ليس من الوارد قبول طلبها.

وأضاف المقال، أن اجتماع وزراء خارجية الناتو سوف يكون الأخير قبل عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر القادم، مشيرا إلى آراء دبلوماسيين غربيين فيما يخص مسألة انضمام كييف للناتو، حيث يرون أن الأمر قد يحتاج إلى أسابيع وربما أشهر حتي يتوصل الدول الأعضاء إلى اتفاق حول هذه المسألة.

وأضاف المقال، أن وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن سوف يقوم بزيارة بروكسل اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء لحضور أخر اجتماع لوزراء الحلف قبل تولي ترامب منصبه في البيت الأبيض.

وأشار المقال، إلى أن وزير خارجية أوكرانيا أندريه سيبها كان قد أرسل خطابا لنظرائه في حلف الناتو مناشدا الحلف بتوجيه الدعوة لبلاده للانضمام إلى الناتو، مؤكدا أن عضوية أوكرانيا في الحلف سوف تقطع الطريق على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاستمرار في الحرب بدعوى منع أوكرانيا من الانضمام للحلف.

وفي الوقت نفسه، كما يشير المقال، اقترح الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي مؤخرا وضع الأراضي التي ما زالت تحت سيطرة أوكرانيا تحت إشراف الناتو من أجل إنهاء الحرب بين الجانبين الروسي والأوكراني والتي تدخل عامها الثالث بعد أسابيع قليلة.

وتطرق المقال إلى الموقف الأوروبي من أحداث أوكرانيا حيث سلط الضوء على تصريحات رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر أمس الإثنين التي أكد فيها ضرورة استمرار تدفق الدعم العسكري من الدول الغربية لأوكرانيا لتعزيز موقفها خلال أي مفاوضات سلام مع روسيا لوضع نهاية لتلك الحرب.

وأكد ستارمر أنه يجب زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا مهما طال أمد الصراع مع روسيا، معربا عن اعتقاده في نفس الوقت أنه من الممكن التوصل لحل لتلك الحرب عبر المفاوضات الدبلوماسية بحيث يضمن تحقيق سلام عادل وشامل في أوكرانيا.

وأضاف المقال أن وزيرا دفاع الولايات المتحدة وأوكرانيا إلتقيا أمس الإثنين حيث تناولت المباحثات استخدام روسيا لصواريخ باليستية في هجومها على أوكرانيا والاستعداد للاجتماع القادم للدول المانحة للمساعدات العسكرية لأوكرانيا.

ولفت المقال في الختام إلى أن الاجتماع بين وزيري دفاع البلدين يأتي في وقت تعهدت فيه واشنطن بتقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 725 مليون دولار تشمل صواريخ وذخائر وألغام مضادة للأفراد إلى جانب أسلحة أخرى.

اقرأ أيضاًالناتو يبحث تعزيز الدعم الطبي للحلف في خضم التحديات الأمنية الراهنة

الناتو يجري تقييما على الخدمات اللوجستية لتدريب ستيدفاست الأكبر منذ عقود

دول بالناتو: التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية يحدث تأثيرا عميقا على الأمن الأوروبي الأطلسي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الناتو أوكرانيا حلف شمال الأطلنطي بروكسل صواريخ باليستية العاصمة البلجيكية

إقرأ أيضاً:

عسكرة أوروبا: العالم يعود إلى أجواء الحرب الباردة مع روسيا

لمن يسأل عن دوافع وأسباب اندلاع الصراعات أو الحروب، باردة أو ساخنة، بين الغرب بقيادة أميركية، وبين قوى أخرى، عليه أن يتذكّر تحذير الرئيس الأميركي السابق، الجنرال دوايت أيزنهاور (1952-1960)، قائد قوات الحلفاء بالحرب العالمية الثانية، في خطابه الوداعي.

حذّر أيزنهاور من تمدد نفوذ المجمّع الصناعي العسكري، الذي يجني أرباحًا هائلة من عقود التسليح والبحث والتطوير والتدريب، مع وزارة الدفاع بأميركا وغيرها، تمكنه بأريحية من اختراق الحياة السياسية وتمويل وشراء السياسيين والمسؤولين عن سياسات الدفاع والصراع وإقرار موازناتها، والرقابة على العقود العسكرية، وما يتصل بها. بل ويجنِّد جنرالات ومسؤولين سابقين بعد تركهم الخدمة لمكافأتهم على تعاونهم أثناء توليهم مناصب رسمية.

إشعال الحرائق وإطفاؤها

منذ انهيار السوفيات وانتهاء الحرب الباردة، جرت مياه وأحداث كثيرة تحت جسور الأنهار والأزمان، لكن عقلية الصراع المهيمنة على واشنطن، أي البيت الأبيض، والكونغرس، والدولة العميقة، ولوبيات المصالح، ومراكز تفكير وتنظير وقدح ذهني يمولها المجمّع الصناعي العسكري، وصحافة، وشبكات إعلام وفضائيات، أدمنت إشعال الصراعات والتربّح من الحروب والدمار، ودور مشعِل الحرائق والإطفائي معًا.

إعلان

وفي حين خلص الغرب الأوروبي، منذ نهاية الحربين العالميتين إلى عدمية حروب العصر الصناعي وعبثيتها ودمارها الشامل وعدم جدواها في حلّ الصراعات الكبرى؛ استمرّ الهوس الأميركي والإسرائيلي بالحروب والإبادة.

يلفت الكولونيل الأميركي السابق وأستاذ العلاقات الدولية المخضرم بجامعة بوسطن، أندرو باسيفيتش، إلى أن السلام بين أميركا أو إسرائيل وبين أي "عدو" حقيقي أو متوهَّم يقوم حصرًا على علاقة دونية مستمرة.

كما يظهر تاريخ وحاضر علاقات أميركا باليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وروسيا بعد الحرب الباردة، مما سبّب استياء وعداء روسيا وعودتها إلى العسكرة والتشدد وسباق التسلح وإقامة الأسوار الحديدية وإستراتيجية الردع النووي بينها وبين الغرب.

وواجهت روسيا عدوانية الغرب وثوراته "الملونة" بالجمهوريات السوفياتية السابقة وتمدد الناتو نحو حدودها بعملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، مما يعتبره المفكر الروسي، ألكسندر دوغين، معجزة بوتين!

لقد استقر في وعي أو لاوعي واشنطن وعقليتها الصراعية أن نهوض أي أمة من الأمم، خارج نطاق السيطرة الأميركية، يمثل تهديدًا أكيدًا للولايات المتحدة.

نقطة تحول تاريخي

عندما اجتمع قادة أوروبا في بروكسل مؤخرًا (فبراير/ شباط 2025) لمناقشة مآلات حرب أوكرانيا ومستقبل الأمن الأوروبي، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه اللحظة بـ"نقطة تحول تاريخي". يتفق قادة الغرب على أن هذه لحظة تاريخية تستدعي اتخاذ إجراء حاسم، لكن طبيعته تعتمد على تفسيرهم لطبيعتها.

يتساءل الباحثان ميديا بنجامين، ونيكولاس ديفيز، مؤلفا كتاب "الحرب في أوكرانيا: نحو فهم صراع لا معنى له"، هل نشهد الآن بداية حرب باردة جديدة بين أميركا وحلف الناتو، وبين روسيا، أم إننا نشهد نهايتها؟ هل ستبقى روسيا والغرب أعداءً ألداء بالمستقبل المنظور، مع ستار حديدي جديد يفصلهما عبر ما كان يُعرف سابقًا بقلب أوكرانيا، أم يمكن للولايات المتحدة وروسيا حل الخلافات والعداء الذي أدى إلى هذه الحرب أصلًا، بما يضمن لأوكرانيا سلامًا مستقرًا ودائمًا؟

إعلان

يرى قادة أوروبيون هذه اللحظة بداية صراع طويل مع روسيا، أشبه ببداية الحرب الباردة عام 1946، عندما حذّر ونستون تشرشل من "هبوط ستار حديدي" على أوروبا.

قنفذ فولاذي

في الثاني من مارس/ آذار، وفي صدى لتشرشل، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن على أوروبا أن تُحوّل أوكرانيا إلى "قنفذ فولاذي". وصرح الرئيس زيلينسكي بأنه يريد 200 ألف جندي أوروبي على خط وقف إطلاق النار النهائي بين روسيا وأوكرانيا؛ لضمان أي اتفاق سلام، ويصرّ على أن الولايات المتحدة يجب أن تُقدّم "شبكة أمان"، أي التزامًا بإرسال قوات أميركية للقتال بأوكرانيا لدى اندلاع الحرب مجددًا.

أكدت روسيا مرارًا وتكرارًا أنها لن توافق على تمركز قوات الناتو بأوكرانيا تحت أي غطاء. فقد قال وزير الخارجية سيرغي لافروف في 18 فبراير/ شباط: "أوضحنا اليوم أن ظهور قوات مسلحة من دول الناتو نفسها، لكن تحت راية زائفة، أو راية الاتحاد الأوروبي، أو رايات وطنية، لا يغير شيئًا في هذا الصدد". وأضاف: "بالطبع، هذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا".

لكن بريطانيا تُصرّ على حملة لتجنيد "تحالف الراغبين"، وهو المصطلح الذي صاغته أميركا وبريطانيا لدول أقنعتاها بدعم الغزو غير الشرعي للعراق عام 2003.

في تلك الحالة، لم تشارك سوى أستراليا والدانمارك وبولندا بأدوار صغيرة في غزو العراق، بينما أصرَّت كوستاريكا علنًا على إزالة اسمها من القائمة، ووُصف المصطلح بشكل واسع بأنه "تحالف الفواتير"؛ لأن واشنطن جنّدت دولًا عديدة للانضمام إليها على وعد بمساعدات خارجية مربحة.

بعيدًا عن بداية حرب باردة جديدة، يرى الرئيس ترامب وقادة آخرون أن هذه اللحظة أقرب إلى نهاية الحرب الباردة الأولى، عندما التقى الرئيس الأميركي رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف في ريكيافيك بآيسلندا عام 1986، وشرعا في رأب صدع أحدثته أربعة عقود من العداء والحرب الباردة.

إعلان صدمة أوروبا

ومثل ترامب وبوتين اليوم، لم يُتوقّع أن يكون ريغان وغورباتشوف صانعَي سلام. فقد ارتقى غورباتشوف في الحزب الشيوعي السوفياتي ليصبح أمينه العام ورئيس وزرائه في مارس/ آذار 1985، في خضم حرب السوفيات بأفغانستان، ولم يبدأ سحب القوات السوفياتية منها إلا عام 1988.

بدوره، أشرف ريغان على تسلح غير مسبوق خلال الحرب الباردة، وإبادة جماعية بدعم أميركي وحروب سرية وبالوكالة في أميركا الوسطى. ومع ذلك، يُذكر غورباتشوف وريغان الآن كصانعَي سلام.

ورغم اعتبار الديمقراطيين ترامب أداةً بيد بوتين، كان ترامب مسؤولًا عن تصعيد الحرب الباردة مع روسيا بولايته الأولى. فبعد استغلال البنتاغون نزوةَ الحرب السخيفة على الإرهاب، وحصد تريليونات الدولارات، أعلن ترامب ووزير دفاعه، الجنرال ماتيس، العودة للتدافع الإستراتيجي مع روسيا والصين كأداةٍ جديدةٍ للبنتاغون في إستراتيجية الدفاع الوطني عام 2018. كما رفع ترامب قيودًا فرضها الرئيس أوباما على إرسال أسلحة هجومية لأوكرانيا.

أدّى انقلاب ترامب المُذهل في السياسة الأميركية إلى صدمةٍ كبيرةٍ لحلفائه الأوروبيين، وعكس الأدوار التي لعبها كلٌ منهم لأجيال. فقد لعبت فرنسا وألمانيا طويلًا دور الدبلوماسية وصنع السلام في التحالف الغربي، بينما أصيبت الولايات المتحدة وبريطانيا بحمى حرب مزمنة أثبتت مقاومتها لسلسلة طويلة من الهزائم العسكرية والآثار الكارثية على كل دولة وقعت فريسة لحروبهما.

 كل شيء تقرر في واشنطن!

في عام 2003، قاد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان معارضة غزو العراق بمجلس الأمن الدولي. وأصدرت فرنسا وألمانيا وروسيا بيانًا مشتركًا أكدت فيه أنها "لن تسمح بتمرير قرار يجيز استخدام القوة. وستتحمل روسيا وفرنسا، كعضوين دائمين بمجلس الأمن الدولي، مسؤولياتهما في هذا الشأن".

في مؤتمر صحفي عُقد في باريس آنذاك مع المستشار الألماني غيرهارد شرودر، قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك: "يجب بذل كل جهد ممكن لتجنب الحرب.. بالنسبة لنا، الحرب تعني الفشل دائمًا".

إعلان

في عام 2022، وبعد غزو روسيا لأوكرانيا، رفضت الولايات المتحدة وبريطانيا وعرقلتا مفاوضات السلام، وفضلتا حربًا طويلة الأمد، بينما استمرت دعوة فرنسا وألمانيا وإيطاليا لمفاوضات جديدة، رغم انسجامها تدريجيًا مع سياسة الحرب الطويلة الأميركية.

شارك المستشار الألماني (السابق) شرودر في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا بتركيا في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان 2022، وسافر إلى موسكو بطلب من أوكرانيا للقاء بوتين. وفي مقابلة مع صحيفة "برلينر تسايتونغ" عام 2023، أكد شرودر أن محادثات السلام فشلت فقط "لأن كل شيء تقرر في واشنطن".

ومع استمرار بايدن في عرقلة أي مفاوضات جديدة عام 2023، سأل أحد المحاورين شرودر: "هل بإمكانك استئناف خطتك للسلام؟"

أجاب شرودر: "نعم، والوحيدتان القادرتان على المبادرة لهذا فرنسا وألمانيا… ماكرون وشولتس هما الوحيدان القادران على التحدث مع بوتين. لقد فعلتُ أنا وشيراك الشيء نفسه في حرب العراق. لماذا لا يجتمع دعم أوكرانيا مع عرض إجراء محادثات مع روسيا؟ إن تسليم شحنات الأسلحة ليس حلًا أبديًا. لكن لا أحد يريد التحدث. الجميع في الخنادق. كم من الناس يجب أن يموتوا؟"

منذ عام 2022، روّج الرئيس ماكرون وفريق النساء الحديديات "شبيهات تاتشر": رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين؛ ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (التي تستعد لمغادرة منصبها)؛ ورئيسة وزراء إستونيا السابقة كايا كالاس والآن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، لعسكرة أوروبية جديدة، بتحريض المجمع الصناعي العسكري بأوروبا وأميركا من وراء الكواليس.

يتساءل الباحثان بنجامين وديفيز: هل محا مرور الزمن ورحيل جيل الحرب العالمية الثانية وتشويه التاريخ، الذاكرة التاريخية لحربين عالميتين من قارة دمرتها الحرب قبل 80 عامًا فقط؟ أين جيل الدبلوماسيين الفرنسيين والألمان القادم والسائر على خطى دوفيلبان وشرودر اليوم؟

إعلان

كيف يُعقَل أن إرسال الدبابات الألمانية للقتال بأوكرانيا، والآن في روسيا نفسها، لا يُذكّر الروس بغزوات ألمانية سابقة ويعزز دعمهم للحرب؟ ألن تُسهم حتمًا دعوة أوروبا لمواجهة روسيا وانتقال أوروبا من "دولة الرفاهية إلى دولة الحرب" في تعزيز صعود اليمين المتطرف الأوروبي؟

وهل يُدرك دعاة العسكرة الأوروبيون الجدد هذه اللحظة التاريخية بشكل صحيح؟ أم ينضمون لموجة حرب باردة كارثية قد تفضي، كما حذّر بايدن وترامب، لحرب عالمية ثالثة؟

عالم متعدد الأقطاب

عندما التقى فريق السياسة الخارجية الأميركي بنظرائهم الروس بالرياض في 18 فبراير/ شباط، كان إنهاء الحرب في أوكرانيا هو المرحلة الثانية من خطة ثلاثية المراحل اتفقوا عليها: المرحلة الأولى استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة الأميركية الروسية، والمرحلة الثالثة معالجة سلسلة مشكلات أخرى في العلاقات الأميركية الروسية.

يُثير ترتيب هذه المراحل الثلاث الاهتمام، لأنه، كما أشار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، يعني أن المفاوضات بشأن أوكرانيا ستكون الاختبار الأول لاستعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.

إذا نجحت مفاوضات السلام في أوكرانيا، فقد تؤدّي لمزيد من المفاوضات حول استعادة معاهدات الحد من التسلح، ونزع السلاح النووي، وحل مشكلات عالمية أخرى استحال حلها في عالم غارق في حرب باردة أشبه بزومبي لا يفنى، ولا تسمح المصالح القوية بزوالها.

كان تغيرًا إيجابيًا ومفاجئًا قولُ الوزير روبيو: إن عالم ما بعد الحرب الباردة أحادي القطبية كان حالة شاذة، وأن علينا الآن التكيف مع واقع عالم متعدد الأقطاب.

لكن إذا كان ترامب ومستشاروه المتشددون يسعون فقط لاستعادة العلاقات الأميركية الروسية كجزء من مخطط لعزل الصين، يعاكس مخطط كيسنجر لاستمالة الصين ضد السوفيات، فذلك سيُديم الأزمة الجيوسياسية الأميركية المُنهكة بدل حلّها.

إعلان

أمام أميركا وأوروبا فرصة جديدة لانفصال تام عن صراع قوة جيوسياسي ثلاثي بين أميركا وروسيا والصين، أعاق العالم منذ سبعينيات القرن الماضي، ولإيجاد أدوار وأولويات جديدة لبلادهم في عالم ناشئ متعدد الأقطاب بهذا القرن.

يُؤمل أن يُدرك ترامب وقادة أوروبا مفترق الطرق الذي يقفون عنده، والفرصة التي يُتيحها لهم التاريخ لاختيار طريق السلام. على فرنسا وألمانيا، بخاصة، أن تتذكرا حكمة دومينيك دوفيلبان وجاك شيراك وغيرهارد شرودر بمواجهة الخطط الأميركية والبريطانية للعدوان على العراق عام 2003.

فهل نشهد بدء نهاية حالة الحرب الدائمة والحرب الباردة التي سيطرت على العالم أكثر من قرن؟!

سيتيح إنهاؤها منح أولوية للتقدم والتعاون المطلوبين بشدة لحل معضلات حرجة أخرى يواجهها العالم أجمع بالقرن الحالي. وكما قال الجنرال ميلي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 عندما دعا لمفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، يجب علينا "اغتنام الفرصة".

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: مقتل نحو 13 ألف مدني في أوكرانيا منذ بداية الحرب
  • أوكرانيا تُعلن أسر صينيين يقاتلان مع الجيش الروسي.. وتستدعي مبعوث بكين
  • زيلنسكي: أوكرانيا اعتقلت مواطنين صينيين يقاتلان لصالح روسيا
  • عسكرة أوروبا: العالم يعود إلى أجواء الحرب الباردة مع روسيا
  • روسيا تضع شروطا للتوصل إلى هدنة في أزمة أوكرانيا
  • ثمن التوسع: من أوكرانيا إلى غزة
  • أوكرانيا تنفي تقدم روسيا في سومي وزيلينسكي ينتقد تزايد الهجمات
  • روسيا تعلن تحقيق تقدم ميداني جديد في أوكرانيا
  • عاجل.. وزارة الدفاع الروسية تعلن سيطرتها على بلدة «باسوفكا» شرقي أوكرانيا
  • للراغبين بالزواج.. إليكم كافة تكاليف الأعراس في الوقت الحالي