بنك مصر يجري أول مزاد رقمي عام لبيع الأصول بالتعاون مع Belmazad.com
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
انطلاقاً من دور بنك مصر الريادي في مجال دعم التحول الرقمي وفي تطور رائد من شأنه إعادة تعريف مشهد المزادات في مصر، نجح بنك مصر في إجراء أول مزاد رقمي عام لبيع بعض الأصول العقارية المملوكة لبنك مصر بالتعاون مع منصة Belmazad.com، ويقدم المزاد عهداً جديداً من المزايدات العادلة والفعالة التي تتوافق مع رؤية مصر 2030، والتي تؤكد على التحول الرقمي كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي، من خلال الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة لتبسيط العمليات وتعزيز الشفافية وتحسين تجربة المستخدم.
وأسست شركة تك مزاد منصة "بالمزاد" كأول منصة رقمية متخصصة في طرح و بيع الأصول العقارية عن طريق المزاد الرقمي، وذلك لتسهيل عملية بيع الأصول العقارية المستهدفة بطريقة أكثر كفاءة وشفافية.
وأوضح أحمد صبحي، رئيس قطاع الأسواق المالية والاستثمار ببنك مصر، أنه انطلاقاً من دور بنك مصر الريادي بمجال التحول الرقمي فقد قام بدعم منصة بالمزاد كأول منصة رقمية متخصصة في مجال المزاد الرقمي، و يأتي ذلك مواكباً لاستراتيجية البنك المركزي المصري بمجال التحول الرقمي و السعي نحو مجتمع غير نقدي، مشيرا إلى أن بنك مصر يستهدف زيادة حجم الأصول العقارية المعروضة علي منصة "بالمزاد" سواء كانت أصول مملوكة لبنك مصر أو أصول مملوكة للغير موكل لبنك مصر عملية بيعها.
وأكد حسن سمير، مدير عام الإدارة المركزية للإستثمار و التطوير العقاري ببنك مصر، أن نجاح المزاد الرقمي الأول عبر منصة "بالمزاد" و النتيجة التي انتهت إليها المزاد سيشجع البنك علي زيادة عمليات عرض أصوله علي المنصة لما تتمتع به العملية من مزايا تتمثل في الكفاءة في إدارة التكلفة المترتبة عن عملية الطرح و كذا الوصول لسعر أكثر عدالة دون أية تدخلات خارجية سواء من مقدمي العروض أو القائمين علي المزاد، و قد أثبتت التجربة جاهزية السوق المصري للتحول الرقمي في قطاع المزادات مما يبشر بمزيد من النمو و التطورات بذلك القطاع.
وتستهدف المنصة خلال المرحلة القادمة زيادة حجم عملياتها من خلال العمل مع بنوك مصرية أخري والهيئات والمؤسسات الحكومية إضافة إلى المؤسسات الخاصة، حيث أنها تستهدف أن تكون الوجهة الأساسية للمزاد الرقمي، مما يثري سوق المزادات الرقمية ويفسح المجال لتقديم خدمات جديدة ومبتكرة إلى جانب جذب شرائح جديدة لسوق العقارات.
وتتميز المنصة الرقمية بنظام متطور يضمن السرية التامة للمزايدين، حيث لا يتم الكشف عن هوية المشاركين، مما يخلق بيئة تنافسية عادلة.
هذا ويسعى بنك مصر دائماً إلى تعزيز تميز خدماته والحفاظ على نجاحه طويل المدى والمشاركة بفاعلية في الخدمات التي تلبي احتياجات عملائه، حيث أن قيم واستراتيجيات عمل البنك تعكس دائماً التزامه بالتنمية المستدامة والرخاء لمصر.
اقرأ أيضاًبنك مصر يعلن عن فتح الحسابات الجديد مجانا وبدون حد أدني
حصيلة شهادات ادخار بنك مصر ترتفع لـ 1.12 تريليون جنيه
بنك مصر يرفع مساهماته في رؤوس أموال بنوك وشركات شقيقة لـ 56.99 مليار جنيه
صافي القروض والتسهيلات في بنك مصر يتخطى تريليون جنيه بنهاية يونيو 2024
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التحول الرقمي بنك مصر الأصول العقاریة التحول الرقمی بنک مصر
إقرأ أيضاً:
الصحافة والتحول الرقمي
منذ أسبوعين استضافت سلطنة عُمان ممثلة في جامعة السلطان قابوس مؤتمرا دوليا حول الإعلام والاتصال وثورة الذكاء الاصطناعي. المؤتمر الذي استمر على مدى ثلاثة أيام ونظمه قسم الإعلام بالجامعة بمشاركة أكثر من 60 باحثا من مختلف دول العالم، ناقش قضايا عديدة تتصل بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي سواء في الصحافة ووسائل الإعلام أو في برامج ومناهج التعليم الإعلامي. النتائج النهائية التي خرج بها المؤتمر تؤكد أننا أمام تحول رقمي فرعي جديد ضمن التحولات الرقمية التي شهدتها صناعة الصحافة منذ دخول جهاز الحاسوب في تحرير وإنتاج الصحف. هذا التحول كما أكد المؤتمر يمثل حتمية تكنولوجية لا بد للصحافة أن تتبناها وتتعامل معها وتستفيد منها وفي نفس الوقت نفسها تأخذ الحذر من سلبياتها ومخاطرها ليس فقط على صناعة الصحافة، ولكن على المجتمع كله. السؤال الذي لم يجد إجابة حاسمة في المؤتمر هو سؤال أين نحن من هذه الثورة الجديدة أو بالأصح أين صحافتنا من هذه التقنية الواعدة والخطيرة في الوقت نفسه. في اعتقادي أن الإجابة عن هذا السؤال يجب أن تبدأ بالحديث عن التحول الرقمي الذي تنتمي له ثورة الذكاء الاصطناعي الحالية حتى يمكن أن نضع تلك الثورة في سياقها الطبيعي وهو سياق التحولات والثورات التكنولوجية التي سبقتها وتبنتها الصحافة من ثورة الطباعة وحتى ثورة شبكات التواصل الاجتماعي. وعلى هذا الأساس أتناول في هذا المقال الذكاء الاصطناعي باعتباره تحولا من تحولات رقمية عديدة شهدتها صناعة الصحافة على طول تاريخها، على أن أجيب في المقال التالي عن سؤال أين صحافتنا من ثورة الذكاء الاصطناعي؟ علينا بداية أن نعترف أن عالم اليوم يشهد تحولات جوهرية في مجالات متعددة بفضل التكنولوجيا الرقمية. ولم تكن الصحافة بعيدة عن هذه التحولات ولم تتأخر في استيعابها وتوظيفها، بل والمساهمة في تطويرها تماما مثلما من قبل مع كل التقنيات السابقة على التقنيات الرقمية بدءًا من تطوير الطباعة والتصوير مرورا باستخدام التلغراف والمذياع في نقل الأخبار والصور وتوزيعها، والأقمار الصناعية في إصدار طبعات دولية من الصحف الوطنية الصحف وحتى ظهور جهاز الحاسوب وإدماجه في غرف الأخبار واستخدامه في التغطية الصحفية وإنشاء الأنظمة التحريرية. ويمكن اعتبار دخول أجهزة الحاسوب مجال الإنتاج الصحفي وإدارة المؤسسات الإعلامية البداية الفعلية للتحول الرقمي الذي كان على الصحافة مواكبته والتأقلم مع متطلباته المادية والبشرية. ومع خروج شبكة الإنترنت من ضيق الاستخدام العسكري والعلمي إلى رحابة الاستخدام الجماهيري، تتال ظهور التقنيات الرقمية وبالتالي التحولات في جميع مجالات الحياة وفي مختلف الصناعات بما في ذلك صناعة الصحافة. ويمكن القول إن التقنيات الرقمية المتتالية التي ظهرت مع بداية العقد الأخير من القرن العشرين، قد أحدثت بالفعل ثورة في الصحافة خاصة في كيفية إنتاج الأخبار ونقلها واستهلاكها. وتمثلت أبرز معالم هذا التحول في الخروج المبكر للصحف الورقية إلى شبكة الويب وتأسيس مواقع إلكترونية، بعد أن كانت شركات التزويد بخدمات الإنترنت تستخدم أخبارها في باقات الاشتراكات التي تقدمها للمشتركين فيها. وبعد فترة قصيرة قررت الصحف الكبرى الخروج بنفسها إلى الشبكة لتحجز لها مكانا عليها وتأسيس مواقع لها تكون امتدادًا إلكترونيًا لها من جانب، ولكي تكون تلك المواقع وسيلة للترويج للنسخ الورقية، من جانب آخر. وأصبحت مواقع الصحف بوابات إخبارية متكاملة تستقطب أعدادا كبيرة من المشتركين. ومع مطلع الألفية الجديدة شهدت الصحافة الرقمية تطورًا كبيرًا بفضل التقدم المستمر في التقنيات التي تم توظيفها لتحسين المنتج الصحفي ومد توزيعه عبر منصات جديدة لم يكن من المتصور الوصول لها. الإنترنت فائق السرعة، والهواتف والأجهزة اللوحية الذكية، والتطبيقات التفاعلية، ساهمت جميعها في تغيير كيفية إنتاج وتوزيع الأخبار، وأصبحت الصحف الإلكترونية قادرة على تحديث محتواها في الوقت الفعلي، مما أتاح للجمهور الوصول إلى الأخبار فور حدوثها. مع كل تحول كبير، تأتي التحديات. ولعل أحد أهم التحديات الكبرى التي تواجهها الصحافة الرقمية هي مشكلة الدخل المالي. لفترة طويلة كانت صناعة الصحافة تعتمد على نموذج أعمال قائم على توليد الدخل من خلال مصدرين رئيسيين، هما عائدات التوزيع والاشتراكات، والإعلان، إلى جانب بعض المصادر الأخرى غير المنتظمة مثل الدعم الحكومي، كما هو الحال في صحافة الدول النامية، وعائدات بيع بعض المواد والخدمات الصحفية لصحف أخرى غير منافسة. ومع التحول الرقمي وظهور الصحافة الإلكترونية انخفض التوزيع الورقي بشكل تدريجي وحاد كما انخفضت حصة الصحف من الإعلانات وهو ما أثر سلبًا على حصيلة الإيرادات، وأدى في النهاية إلى توقف صحف شهيرة وكثيرة عن إصدار النسخ الورقية وخروج بعضها من السوق الصحفي. وقد تأقلمت الصحافة مع هذا التحول من خلال تبني نموذج أعمال جديد يقوم على استمرار النسخ الورقية مع الاهتمام أكثر بالنسخ الإلكترونية، واعتماد نموذج أعمال جديد يقوم على إتاحة بعض الخدمات المجانية للقراء مع تقديم الخدمات الكاملة للمشتركين فقط. وإذا كان هذا التحول الرقمي المتمثل في الصحافة الإلكترونية، قد حرم صناعة الصحافة من مصادر تمويل مهمة فإنه في المقابل أتاح أيضًا فرصًا جديدة، مثل الاشتراكات الرقمية والإعلانات المخصصة التي تستهدف المشتركين وزوار الموقع بناءً على بياناتهم وتفضيلاتهم الشخصية. ولا يمكن الحديث عن التحول الرقمي في الصحافة دون التوقف أمام التحول الكبير الذي أحدثه ظهور وانتشار شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك»، و«تويتر (اكس حاليا)، و«إنستجرام»، وغيرها من الشبكات التي سارعت الصحف ووسائل الإعلام إلى إنشاء حسابات موثقة عليها واستخدامها كقنوات توزيع أولية للمنتج الصحفي يمكن أن تقود القراء والمستخدمين الى المنصات الرقمية الأخرى للصحيفة، خاصة الموقع الإلكتروني وتطبيقات الهواتف الذكية، وهو ما يعزز وجودها الرقمي من ناحية ويزيد من حصيلتها الإعلانية من ناحية أخرى. ولم تسهم هذه الشبكات فقط في توزيع أخبار الصحف وزيادة تعرض الجمهور لها، بل أيضًا في تفاعل الجمهور مع المحتوى، مما أضفى طابعًا تفاعليا جديدًا على صناعة الأخبار. في المقابل قدمت الصحافة خدمات كبيرة لمنصات التواصل الاجتماعي وحولتها من منصات اجتماعية تربط بين الأصدقاء والمعارف إلى منصات إخبارية وهو ما ساعد على انتشارها وتزايد استخدامها بشكل غير مسبوق. آخر التقنيات الحديثة التي دخلت صناعة الصحافة وأثرت فيها هي تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي رغم قصر عمرها أصبحت تلعب دورًا محوريًا في صناعة الصحافة. ورغم عدم تبني تلك التقنيات في بيئات صحفية متعددة، والمقاومة التي تلقاها من الصحفيين وإدارات المؤسسات الصحفية في كثير من الدول، ورغم المخاطر الأخلاقية المحيطة باستخدامها، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت تُستخدم بالفعل من جانب أعداد متزايدة من الصحفيين في العالم سواء في إعداد وكتابة الأخبار الجاهزة مثل أخبار الطقس والأخبار الرياضية وتقارير الأسواق المالية أو في تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة، الأمر الذي يساعد الصحفيين في الكشف عن الأحداث والقضايا التي تهم الجمهور ويجب الاهتمام بها، كما يتم استخدام تقنيات التعلم الآلي في تخصيص المحتوى للمستخدمين بناءً على تفضيلاتهم واهتماماتهم. في مقابل ما سبق يمكن القول إن التوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على جودة المنتج الصحفي وعلى فرص العمل في الصحافة. فإذا كانت هذه التقنيات تُمكن الصحف من تحديث الأخبار في الوقت الفعلي وتحليل البيانات الكبيرة، وتجعلها صحافة أكثر تفاعلية وتعزز مشاركة الجمهور في المنتج الصحفي، فإنها على الجانب الآخر يمكن أن تؤدي إلى نشر معلومات غير دقيقة، ونشر الشائعات والأخبار الزائفة والصور والفيديوهات المشكلة بتقنيات التزييف العميق، بالإضافة إلى الاستغناء عن أعداد أكبر من الصحفيين في المستقبل القريب. وللحديث بقية. |