أثارت مسألة صيام التطوع وما يتعلق بها من أحكام تساؤلات عديدة بين المسلمين، خاصة فيما يتعلق بالفطر أثناء الصيام أو الجمع بين النيات المختلفة.

 وفي هذا السياق، قدم علماء الأزهر ودار الإفتاء المصرية إيضاحات شاملة حول هذه المسائل، مستندين إلى الشريعة الإسلامية وأقوال النبي الكريم.

حكم الفطر في صيام التطوع

وأكد الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن صيام التطوع يعتبر عبادة اختيارية وسنة، وليست فرضًا، وبالتالي لا حرج على من نوى صيام تطوعا ثم لم يصمه، أو من بدأ صيامه وأفطر لأي سبب.

 

وأوضح أن النية في الصيام لا تكتمل إلا بارتباطها بالفعل، فإن كان الشخص عزم فقط دون أن يصوم، فلا يُعتبر هذا نية بالمعنى الشرعي. 

كما أشار إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الصائم المتطوع أمير نفسه"، مما يدل على مرونة هذه العبادة.

خطوات المداومة على الصلاة وحل مشكلة التقطيع.. الإفتاء تكشف عنهاهل تلزم الإقامة مع كل صلاة.. أمين الفتوى يجيبهل يجوز سجود السهو بعد كل صلاة احتياطيا؟ أمين الإفتاء يجيب

الجمع بين نية القضاء والتطوع

وفي فتوى أخرى، أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه يجوز الجمع بين نية صيام قضاء رمضان ونية صيام النوافل، مستشهدًا بمذهب الشافعية وبعض المالكية الذين أقروا هذا الجمع، حيث يمكن للمسلم أن يحصل على الأجرين معًا. ومع ذلك، نصح عثمان بإفراد النيات في الصيام، لأن لكل عبادة فضلًا وثوابًا مستقلًا.

إفساد صيام التطوع يحتاج  القضاء أم الكفارة؟

من جانبه، أشار الشيخ عبد الحميد الأطرش، رحمه الله  الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر في تصريح له ، إلى أن من أفسد صيام التطوع بإرادته، كمن أفطر على دعوة طعام، فإنه يُطالب بقضاء هذا اليوم، ولكن دون كفارة. 

وأكد أن التطوع بمثابة عهد بين العبد وربه، يجب الوفاء به عند الالتزام.

الأكل أو الشرب ناسيًا في صيام التطوع

فيما يخص الأكل أو الشرب ناسيًا أثناء صيام التطوع، أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن ذلك لا يُبطل الصيام، سواء كان فرضًا أو تطوعًا.

 واستشهد بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه". 

وأوضح أن النصوص الشرعية تُظهر سماحة الدين الإسلامي ورفقه في مثل هذه الحالات.

رسالة دار الإفتاء للمسلمين

ختامًا، أكدت دار الإفتاء أن صيام التطوع باب مفتوح للخير، لكن مع التيسير والمرونة، بما يتماشى مع روح الشريعة السمحة. 

ودعت المسلمين إلى استفتاء أهل العلم في الأمور التي تلتبس عليهم، تحقيقًا للفهم الصحيح للأحكام الشرعية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية صيام التطوع المزيد المزيد صیام التطوع

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى: 6 كلمات تدخل العبد في حماية الله

أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على خطورة الشعور بالتفوق أو التكبر بسبب الطاعات أو النعم التي يمنحها الله للإنسان، موضحا أن البعض قد يظن في لحظة معينة أنه في مكانة أعلى من الآخرين بسبب النعم التي يراها في حياته، ما يجعله يعتقد أنه بعيد عن المعصية أو الخطأ، وهذا في حد ذاته خطأ كبير.

وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريح له اليوم الثلاثاء، إلى أن التوكل على الله هو السبيل الوحيد للحفاظ على الطاعات والنجاح في الحياة، موضحا أن قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" هو من كنوز العرش، وأنه لا يمكن للإنسان أن يتحول من حال إلى حال، سواء من طاعة إلى معصية أو من مرض إلى عافية، إلا بتوفيق من الله، لذلك، يجب على المسلم أن يتجنب التفكير في قوته أو حنكته الشخصية، بل عليه أن يعي تمامًا أن الله هو الذي يحفظه ويقويه في كل لحظة.

وأضاف أن هذا التفكر في نعمة الله يجب أن يرافقه دائمًا خوف من الوقوع في الخطأ، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية أن الإنسان قد يعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع، ثم يتحول بقدرة الله ليعمل بعمل أهل النار.

ودعا إلى التواضع والاستمرار في التوكل على الله في جميع الأحوال، مؤكدًا أن الإنسان يجب أن يظل في "حماية الله" وليس في حماية قوته الذاتية.

مقالات مشابهة

  • دار الإفتاء تحسم الجدل حول صلاة المرأة بدون جورب أو بالبنطلون
  • أمين الفتوى بـ«الإفتاء»: الاستغاثة بالنبي جائزة شرعا (فيديو)
  • ما حكم من توفي وعليه صيام بسبب المرض؟.. أمين الفتوى يجيب
  • أمين الفتوى: 6 كلمات تدخل العبد في حماية الله
  • أمين الفتوى بـ«الإفتاء»: استحضار مراقبة الله تجنب الوقوع في المعاصي
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: احذروا التكبر بسبب الطاعات أو النعم الممنوحة من الله
  • حكم إعطاء الجد زكاة ماله لأحفاده الفقراء.. دار الإفتاء تجيب
  • هل يمكن اعتبار الصدقة بديلا عن الزكاة؟.. أمين الفتوى يوضح الفرق
  • هل تلزم الإقامة مع كل صلاة.. أمين الفتوى يجيب