هل تؤثر التطورات السورية على لبنان؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
تتسارع التطورات العسكرية والميدانية في سوريا في ظل المعركة التي اطلقتها قوى المعارضة وجبهة النصرة انطلاقاً من ادلب بإتجاه حلب والمحافظات الاخرى. وبالرغم من ان الجيش السوري استوعب الموجة العسكرية واستطاع استعادة عدد من النقاط الاستراتيجية ومنع اي تقدم بإتجاه الجنوب وسيطر بالكامل على ريف حماة، الا ان المعركة لا تزال في اولها ما يطرح اسئلة عن امكانية اتخاذها مسارا من الاستنزاف والستاتيكو الطويل كما حصل في سنوات الحرب السورية، وعليه سيكون التأثير على الواقع الاقليمي امرا لا مفر منه في هذه الحالة وستكون الساحة اللبنانية اول المتأثرين، أو هكذا تقول التجارب السابقة.
عملياً لا يبدو، وبالرغم من كل ما يحصل في الميدان، ان التطورات الحالية تكرار لتجربة العام 2011 وما تلاها، بل هناك عدة سيناريوهات قد تكون تقف خلف التحرك العسكري الكبير للمعارضة، غير أنها، ومهما كانت، لن تؤدي الى نتائج مماثلة لما حصل في السابق. اولاً قد تكون اسرائيل مستفيدة مما يحصل وقد يكون لها دور في اشعال هذه المعركة خصوصاً أنها ستؤدي الى إشغال ايران في سوريا في لحظة الحاجة القصوى لحلفائها لها وعلى رأسهم "حزب الله"، كما ان تهديد المنطقة الوسطى في سوريا وتحديداً حمص سيقطع خطّ الامداد من ايران الى لبنان ما سيوجه ضربة بالغة الخطورة للمقاومة في لبنان.
كما ان السيناريو الثاني الواقعي ايضاً، هو ان تكون تركيا تريد ان تفاوض النظام في سوريا تحت النار بعد تجاهل الرئيس السوري بشار الاسد كل المحاولات التي قامت بها انقرة في هذا الشأن. وعليه قد تصل المعركة الى حائط مسدود في وجه المعارضة بعد اي تسوية تركية سورية، خصوصاً ان اشارات ايجابية ظهرت امس من الاتراك عبر سحب جيشهم من ادلب ما يرفع الغطاء عن الفصائل المسلحة او اقله يوحي بإستعداد تركيا لفتح مسارات الحلّ مع السوريين، وحصل ذلك بالتوازي مع وجود وزير الخارجية الايراني في انقرة لمناقشة الوضع السوري.
في كل الاحوال، لا يبدو ان هناك غطاء كبيرا لأي فوضى مستدامة في سوريا، ومن يراقب الحراك الاماراتي اليوم يعرف ان ابو ظبي لا تدعم دمشق فقط في اطار العلاقة الثنائية بل تقود حملة ديبلوماسية عربية لتأمين الغطاء للسوريين لمكافحة الارهاب، وهذا قد ينطبق بشكل او بآخر على المملكة العربية السعودية وان بسقف اقل لاعتبارات كثيرة تحكم الحراك السياسي للرياض.
امام هذا المشهد يصبح الحديث عن فوضى في سوريا امر غير واقعي خصوصاً مع اقتراب وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض، فكيف الحال في لبنان؟ لا يمكن الوصول الى اي استنتاج يوحي بأن الدول الاقليمية على اختلاف انتماءاتها تريد فوضى في لبنان، كذلك الامر بالنسبة للغربيين، الفرنسيين والاميركيين الذين يسعون الى استقرار امني وسياسي، لا بل واقتصادي في لبنان في اطار احتواء تراجع "حزب الله" وملء الفراغ.
ليس اكيداً ان المسار السياسي الحالي سيوصل الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية خصوصا بعد تصريحات المستشار المعيّن حديثاً للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، المحامي مسعد بولس، لكن المحسوم أن المرحلة المقبلة في لبنان لن تكون الفوضى، اذ ان الاميركيين يريدون الوصول الى شرق اوسط مستقر في بداية عهد ترامب وهذا قرار حاسم يشمل دول عدة . والواضح ان كل الحراك الحاصل حاليا مرتبط بهذا الامر... المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان فی سوریا
إقرأ أيضاً:
التطورات وخرائط السيطرة.. معارك طاحنة على أبواب حماة السورية
المواجهات التي كانت تتركز خلال الأيام الخمسة الماضية في حلب السورية وأريافها انحرفت خلال الساعات الماضية باتجاه مدينة حماة الواقعة وسط البلاد، ووفقا لبيانات رسمية نشرتها الفصائل المسلحة فإنها سيطرت على عدة قرى وبلدات هناك.
وذكر صحفيون على الأرض لموقع "الحرة"، أن الفصائل المسلحة تحاول التقدم على حساب قوات النظام السوري في ريف حماة الشمالي من ثلاثة محاور، وتمكنت، ليلة الإثنين الثلاثاء، من السيطرة على عدة قرى وبلدات جديدة.
وأبرز القرى والبلدات التي سيطرت عليها هي صوران وطيبة الإمام وحلفايا ومعردس، فضلا عن منطقة قلعة المضيق الواقعة في ريف حماة من الجهة الغربية.
وتضم الفصائل المسلحة خليطا من تشكيلات عسكرية معتدلة ومتشددة تتصدرها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا المصنفة على قوائم الإرهاب الأميركية).
ويأتي تقدمها في حماة بعد إحكام سيطرتها على مدينة حلب وكامل أحيائها، بالإضافة إلى كامل القرى والبلدات الواقعة في ريفيها الغربي والجنوبي.
ولم يصدر أي تعليق من جانب النظام السوري عن تقدم الفصائل المسلحة في حماة.
لكن صحيفة "الوطن" السورية أشارت، صباح الثلاثاء، إلى أن قوات من "الجيش السوري" تحاول استعادة سيطرتها على مناطق كانت خسرتها قبل يومين جنوبي حلب.
سقوط حلب.. هل يكسر "محظورات الأسد"؟ بفقدانه كامل مدينة حلب وأريافها على يد الفصائل المسلحة، يكون النظام السوري ورئيسه بشار الأسد تعرض لأكبر الضربات العسكرية منذ استعادته مناطق واسعة في البلاد بدعم روسي وإيراني.وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الطائرات الحربية والمروحية نفذت أكثر من 45 ضربة جوية وبرميل متفجر، تزامنا مع معارك طاحنة في ريف حماة الشمالي.
وقال المرصد إن قوات النظام تمكنت من إحباط محاولات تقدم "تحرير الشام" والفصائل على قلعة المضيق وبعض النقاط، دون أن يشمل ذلك بلدات طيبة الإمام وحلفايا وصوران ومعردس.
ولا يعرف حتى الآن الحدود التي ستصل إليها الفصائل المسلحة، لكن وفقا لطبية التقدم في ريف حماة فإنها تحاول تطبيق ذات السيناريو الذي فرضته في حلب.
وخلال 4 أيام تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة على مدينة حلب وغالبية أحيائها.
وبعد ذلك اتجهت لتأمينها عسكريا من كافة الجهات، مسيطرة بذلك على قرى وبلدات في أريافها، كما قطعت جميع الطرق التي تصل المدينة مع الرقة شرقا ومحافظات سورية أخرى من الجهة الجنوبية.