النبي القدوة وشهادات غير المسلمين له
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
أحدث ما قرأت كتاب أهدانيه مؤلفه أ. د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والكتاب صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تحت عنوان: «محمد صلى الله عليه وسلم النبي القدوة وشهادات غير المسلمين له»، ويقع فى 160 صفحة من القطع الصغير الذى يسهل حمله وقراءته فى أى مكان.
الكتاب يتناول سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كنموذج يحتذى به في الأخلاق والسلوك، مع تسليط الضوء على شهادات مفكرين ومؤرخين غير مسلمين عن عظمته وإنجازاته. ويعرض فى سطور مختصرة سيرة الحبيب المصطفى، فيذكر مولده ونشاته وهجرته وأسمائه وزوجاته وأبنائه وأحفاده ثم وفاته عليه أفضل صلاة وأتم تسليم.
يركز المؤلف فى الفصل الأول على سمات النبي الأخلاقية والإنسانية، مثل الصدق، الأمانة، التواضع، والرحمة التي جعلته محبوبا من أتباعه وحتى من أعدائه. ثم يناقش كيف انعكست هذه الأخلاق على حياته اليومية وتعاملاته مع الناس، مما جعله نموذجا لكل إنسان يسعى للعيش بقيم سامية، وفى الفصل نفسه يوضح المؤلف كيف نجح النبي في الجمع بين الحكمة في اتخاذ القرارات الشجاعة في المواقف الصعبة، والعدل في إدارة شؤون الناس.
ومن أبرز فصول الكتاب، الفصل الخاص بشهادات غير المسلمين له، حيث يركز على استعراض شهادات مفكرين ومؤرخين عالميين غير مسلمين، الذين أبدوا إعجابهم بشخصية النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتأثيره العميق في التاريخ. وفيه يسعى المؤلف إلى توضيح أن شخصية النبي محمد ليست موضع تقدير للمسلمين فقط، بل إن كثيرا من الشخصيات البارزة عالميا من غير المسلمين، عندما درسوا سيرته بحيادية، أعربوا عن احترامهم وإعجابهم به كقائد ومعلم وصاحب رسالة إنسانية عالمية.
ومن الشهادات البارزة التي تناولها الكتاب ما قاله مايكل هارت الذى اعتبر النبي محمد في على رأس أعظم مائة كأكثر شخصية مؤثرة في التاريخ، واعتبر هارت أن النبي محمد هو الوحيد الذي نجح في الجمع بين القيادة الدينية والسياسية على أعلى المستويات، مما أحدث تأثيرًا لا يزال مستمرًا حتى اليوم.
وعبر المهاتما غاندي عن إعجابه بأخلاق النبي محمد، خاصة تواضعه ورحمته مع الفقراء والضعفاء، ورأى غاندي أن النبي استطاع تحويل مجتمع جاهلي إلى مجتمع متحضر، معتمدا على قوة الإيمان والتسامح.
أما المستشرق الفرنسي لامارتين فى كتاب "تاريخ تركيا"، يقول: "إن النبي محمد هو أعظم إنسان عرفه التاريخ، حيث جمع بين الحكمة، البلاغة، والإصلاح الاجتماعي"، ويضيف لامارتين: "إذا كانت عظمة الغاية وقلة الوسائل والنتائج المدهشة هي معايير العبقرية، فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أي عظيم في التاريخ بمحمد؟".
واعتبر برنارد شو أن النبي محمد لو عاش في زمننا الحديث، لحل مشاكل العالم بطريقة تجلب السعادة والسلام، ويرى أن تعاليم النبي محمد تمثل قمة الأخلاق والعدل، وأنه شخصية لا يمكن إلا أن تُحترم.
ويعرض المؤلف الدكتور محمد مختار جمعة هذه الشهادات وغيرها كوسيلة للرد على الافتراءات والاتهامات التي رُوّجت ضد النبي محمد في الغرب، مؤكدا أن الحقيقة تظهر لكل من يدرس سيرته بإنصاف، وأن هذه الشهادات تثبت أن الإسلام ونبيه محمد يمثلان رسالة إنسانية تهدف إلى إصلاح العالم وإقامة العدل، وأن شخصية النبي محمد تقدم نموذجا عمليا لكل إنسان في القيادة، الأخلاق، والإصلاح الاجتماعي.
وتبرز هذه الشهادات أهمية الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة، بعيدا عن الصور النمطية، وفى خاتمة الفصل يؤكد المؤلف أن شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا تزال تلهم البشرية بأسرها، وأن شهادات غير المسلمين هي دليل حي على عظمة هذا الإنسان الذي حمل رسالة سماوية تهدف إلى الارتقاء بالبشرية جمعاء.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مقالات إبراهيم نصر النبي محمد النبي القدوة صلى الله علیه وسلم غیر المسلمین
إقرأ أيضاً:
فضائل شهر رمضان
من حكمة الله سبحانه أن فاضل بين خلقه زماناً ومكاناً، ففضل بعض الأمكنة على بعض، وفضل بعض الأزمنة على بعض، ففضل في الأزمنة شهر رمضان على سائر الشهور، فهو فيها كالشمس بين الكواكب، واختص هذا الشهر بفضائل عظيمة ومزايا كبيرة، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن، قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان} (البقرة:185)، وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان) رواه أحمد.
وهو الشهر الذي فرض الله صيامه، فقال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة:183).
وهو شهر التوبة والمغفرة، وتكفير الذنوب والسيئات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) رواه مسلم، من صامه وقامه إيماناً بموعود الله، واحتساباً للأجر والثواب عند الله، غفر له ما تقدم من ذنبه، ففي “الصحيح” أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه)، وقال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال أيضاً: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). ومن أدركه فلم يُغفر له فقد رغم أنفه وأبعده الله، بذلك دعا عليه جبريل عليه السلام، وأمَّن على تلك الدعوة نبينا صلى الله عليه وسلم، فما ظنك بدعوة من أفضل ملائكة الله، يؤمّن عليها خير خلق الله.
وهو شهر العتق من النار، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: (وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة) رواه الترمذي.
وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين، ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتِّحت أبواب الجنة، وغلِّقت أبواب النار، وصفِّدت الشياطين)، وفي لفظ (وسلسلت الشياطين)، أي: أنهم يجعلون في الأصفاد والسلاسل، فلا يصلون في رمضان إلى ما كانوا يصلون إليه في غيره.
وهو شهر الصبر، فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها، ولهذا كان الصوم نصف الصبر، وجزاء الصبر الجنة، قال تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} (الزمر:10).
وهو شهر الدعاء، قال تعالى عقيب آيات الصيام: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} (البقرة:186)، وقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم) رواه أحمد.
وهو شهر الجود والإحسان؛ ولذا كان صلى الله عليه وسلم -كما ثبت في الصحيح- أجود ما يكون في شهر رمضان.
وهو شهر فيه ليلة القدر، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل في ألف شهر، والمحروم من حُرِم خيرها، قال تعالى: {ليلة القدر خير من ألف شهر} (القدر:3)، روى ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمها فقد حُرِم الخير كله، ولا يُحْرَم خيرَها إلا محروم).
فانظر -يا رعاك الله- إلى هذه الفضائل الجمّة، والمزايا العظيمة في هذا الشهر المبارك، فحري بك -أخي المسلم- أن تعرف له حقه, وأن تقدره حق قدره، وأن تغتنم أيامه ولياليه، عسى أن تفوز برضوان الله، فيغفر الله لك ذنبك وييسر لك أمرك، ويكتب لك السعادة في الدنيا والآخرة، جعلنا الله وإياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام.