في ظل التصعيد بسوريا.. العراق يحصّن حدوده
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
في ظل التصعيد بين الجماعات المسلحة والنظام السوري، أعلن العراق رفع جاهزية قواته وتحصين حدوده بما يتطلبه الموقف.
وزار وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي الشريط الحدودي برفقة قادة عسكريين رفيعي المستوى، حيث أشار إلى المستوى العالي لجاهزية القوات العراقية.
كما لفت رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، خلال لقائه بمستشار الأمن القومي العراقي، إلى أن تطورات الأحداث في سوريا وانعكاساتها على المنطقة ككل هي موضع اهتمام شديد، مشيداً بمستوى التأهب العراقي في حماية الحدود وتعزيزها.
وشهدت بغداد اجتماعات متتالية للقادة العسكريين، حيث عقد المجلس الوزاري للأمن الوطني، برئاسة القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، اجتماعا طارئاً.
واستمع خلاله السوداني إلى إيجاز من قائد قوات الحدود واطلع على الأوضاع والتحصينات على الشريط الحدودي العراقي السوري.
وأكد السوداني، وفق بيان صادر عن مكتبه، على أهمية الاستمرار في متابعة تأمين الحدود وتكثيف الجهد الاستخباري والمعلوماتي، موجهاً بتواجد القادة العسكريين ميدانياً ومتابعة قواطع العمليات، خاصة على الحدود المشتركة.
من جهتها، عززت وزارة الدفاع الجيش العراقي بآليات مدرعة عند قضاء القائم في محافظة الأنبار من جهة الأردن، بعد أن عززت مواقعها كذلك عند الحدود مع سوريا.
و أعلنت قيادة قوات الحدود عن إجراءاتها الفنية واللوجستية والعسكرية بهدف منع أي هجمات، وإن كانت عرضية، من الجانب السوري.
وأشار قائد قوات الحدود الفريق، محمد السعيدي، في مؤتمر صحفي، إلى أن الحدود مع سوريا هي الأفضل أمنياً، وأنها مزودة بكاميرات حرارية ذكية تعمل على مدار الساعة لرصد أي تحركات.
وأضاف السعيدي أن ضبط الحدود شمل مجموعة من الإجراءات، مثل إنشاء منظومة تحصينات وموانع على طول الحدود، تتضمن خندقاً شرقياً بعرض وعمق ثلاثة أمتار، وساتراً بارتفاع ثلاثة أمتار، وموانع سلكية منفاخية و(بي آر سي)، وجداراً خرسانياً سيصل طوله إلى 300 كيلومتر.
وأوضح أن المسافة بين النقاط الأمنية لا تتجاوز كيلومتراً واحداً، وهذا إنجاز غير مسبوق في تاريخ حماية الحدود.
كما تمت تغطية الحدود بأكملها بمنظومة مراقبة ذكية تتضمن كاميرات حرارية تنقل صورها إلى مقر المنطقة والمقر الرئيسي في بغداد، حيث ترصد وتوثق جزءاً من العمق السوري والعمق العراقي، وفقا للمصدر ذاته.
ولفت السعيدي إلى أن الجانب الأول من التحصينات يتضمن منظومة من الطائرات المسيرة والنواظير الحرارية، أما الجانب الآخر فيتمثل في مستوى الاستعداد القتالي للقطعات العسكرية.
خفض التصعيد بسوريا ورئيس للبنان.. الخارجية الأميركية تجيب على أسئلة "الحرة" أعرب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الاثنين، عن أمله في خفض التصعيد في سوريا، بعد الهجوم الذي شنته فصائل المعارضة، وقال إن واشنطن تأمل في انتخاب رئيس جديد للبنان، وفق تصريحاته لمراسل الحرة في واشنطن.وأوضح أن العراق يجهز قطعات مقاتلة وأخرى احتياطية بحجم كبير، وهي جاهزة للتعامل مع أي موقف طارئ.
من جانبه، صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري أن التحصينات تشمل خنادق وجداراً خرسانياً ومانعاً منفاخياً، وقطعات قتالية متمرسة من قوات حرس الحدود المتمثلة بالفرقتين الثانية والسادسة.
وأضاف أن هناك دعماً من الجيش العراقي وقطعات من فرقة الرد السريع وقيادة قوات الشرطة الاتحادية في وزارة الداخلية، منوهاً بأن تأمين الحدود تقنياً ولوجستياً يقع في المقام الأول تحت مسؤولية قيادة قوات حرس الحدود.
وعلى صعيد متصل، عقد مجلس النواب اجتماعاً استضاف فيه وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش وقائد قوات حرس الحدود وقادة الصنوف في وزارتي الداخلية والدفاع ورئيس وأعضاء لجنة الأمن والدفاع النيابية، لمناقشة تطورات الأحداث في سوريا وتداعياتها على العراق، والوقوف على استعدادات الأجهزة الأمنية واحتياجاتها.
وأفاد بيان صادر عن مجلس النواب بأن النائب الأول لرئيس المجلس، محسن المندلاوي، طالب المسؤولين الأمنيين بالتحديث المستمر للخطط الأمنية لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية، وتكثيف التواجد الميداني لتفقد القطاعات وتأمين احتياجاتها، فضلاً عن تفعيل الجهد الاستخباري ورفع مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية والوزارات، بما فيها غير العسكرية.
الجانب السياسيوتنعكس التطورات في سوريا أيضا على الجانب السياسي في العراق. وفي هذا الجانب، يقول المحلل السياسي، مفيد السعيدي، للحرة إن الانسجام السياسي مهم لتجنب تكرار أحداث عام 2014، مضيفاً أن المواطن شريك أساسي في الإبلاغ عن التحركات غير المرغوب فيها.
من جهتها، تقول الباحثة في الشأن السياسي، نوال الموسوي، إن المجتمعات المحلية في المناطق الحدودية أصبحت أكثر وعياً، لا سيما في غرب العراق، وهي حريصة جداً على حفظ أمن محافظاتها ومناطقها.
ويؤكد المحلل السعيدي أن أحداث عام 2014 لن تتكرر في ظل ارتفاع مستوى الوعي الشعبي وتطور قدرات القوات العسكرية والأمنية، مشيراً إلى أن استغلال الخلافات السنية-السنية لم يعد مؤثراً لأن الجميع تجاوز تلك المرحلة، بما فيها القوى السنية، وهو ما يعده السعيدي تقدماً في مجال تثبيت دعائم الأمن والاستقرار.
مساع لـ"توريط" العراق في الحرب السورية الكتائب وهي فصيل مسلح، يعد من أبرز الميليشيات المدعومة من إيران، أكدت أنها لم "ترسل مجاهديها" إلى سوريا بعد، لكنها تقترح على الحكومة "التفاهم" مع نظيرتها السورية لإرسال قوات "رسمية" إلى هناك، في إشارة إلى الجيش والحشد الشعبي.لكن الموسوي ترى أن الخشية تكمن في الخلافات السياسية بين الفرقاء على المستوى العام وليس على مستوى المكون الواحد.
وتضيف أن التصعيد السياسي الذي تمارسه بعض القوى ضد أخرى يؤثر على شكل النظام ويولد انطباعات سلبية، مشيرة إلى أهمية عدم تفرد جهة أو جماعة في المشاركة بحرب خارج الدولة، وهو ما أكده رئيس الوزراء في مناسبات سابقة.
وتحذر الموسوي من انخراط جماعات مسلحة في هذه الأحداث، موضحة أن بعض الشخصيات تدعو للذهاب إلى سوريا للقتال هناك، في محاولة لصد الهجمات من داخل سوريا، وهو ما قد يسبب للعراق متاعب عسكرية وأمنية ومشاكل إضافية للنظام السياسي.
وتشير الموسوي إلى دور متنامٍ للجانب الشيعي هذه المرة في الدفع باتجاه المشاركة في القتال، حيث تخشى قوى شيعية من انهيار النظام السوري.
وتضيف أن فكرة إرسال مقاتلين تُعد حلاً من وجهة نظر تلك الجهات العراقية، وهو ما يتماشى مع بيان الإطار التنسيقي الأخير، الذي يضم غالبية القوى الشيعية، والذي اعتبر أن أمن سوريا امتداد للأمن القومي العراقي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی سوریا إلى أن وهو ما
إقرأ أيضاً:
أنباء متضاربة.. هل انخرطت الفصائل العراقية في المعارك بسوريا؟
على وقع التصريحات الرسمية العراقية بالاستعداد للوقوف إلى جانب النظام السوري في مكافحة ما وصفوه بـ"الإرهاب" في سوريا، برزت تساؤلات عن مدى مشاركة العراق سواء بالقوات النظامية وسلاحه الجوي، أو عبر التنظيمات المسلحة المنضوية ضمن الحشد الشعبي.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري "سانا"، السبت، ذكرت أن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أبدى في اتصال مع رئيس النظام، بشار الأسد، استعداد العراق إلى تقديم كل الدعم اللازم لسوريا لمواجهة "الإرهاب"، مؤكدا تمسُّك بلاده باستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها.
وأصدر مجلس الاستخبارات الوطني العراقي، بيانا، الأحد، عقب اجتماع برئاسة مستشار الأمن القومي، قاسم الاعرجي، قال فيه إن "ما يجري في سوريا هي أعمال إرهابية وسيقف العراق إلى جانب الشعب السوري الشقيق وجيشه في مواجهة الإرهاب".
"نفي رسمي"
بعد تقرير نشرته وكالة "رويترز"، الاثنين، عن دخول فصائل مسلحة من العراق إلى الأراضي السورية للقتال إلى جانب النظام السوري، ضد فصائل المعارضة، وصفت وزارة الداخلية العراقية على لسان المتحدث باسمها، مقداد الموسوي، بأنها "كلام إنشائي".
وخلال مؤتمر صحفي للمتحدث العراقي، ردا على سؤال له بشأن ما نشرته وكالة "رويترز" عن عبور فصائل مسلحة وصفتها بالـ "الموالية لإيران" قال إن هذه المعلومات مجرد "كلام إنشائي" يُتداول على موقع "فيسبوك"، مؤكداً عدم وجود أي حركة مسجلة على الحدود.
وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مصدرين عسكريين سوريين (لم تكشف عن هويتهما)، أن "فصائل دخلت سوريا من العراق لمساعدة القوات السورية في القتال".
كما نقلت الوكالة عن مصدر وصفته بـ"البارز" في جيش النظام السوري، قوله إن "العشرات من مقاتلي الحشد الشعبي العراقي وصلوا إلى سوريا، من عبر ممر عسكري قرب معبر البوكمال الحدودي".
وأوضح المصدر أن المقاتلين "سيتم إرسالهم إلى الخطوط الأمامية"، مشيرا إلى أنهم ينتمون إلى "كتائب حزب الله العراقية ولواء فاطميون".
وعلى الصعيد ذاته، قال رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، فالح الفياض، إن توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، تضمنت زيادة التواجد وتعزيز القطعات على الجبهات.
وبخصوص دخول فصائل إلى سوريا، علق الفياض خلال مقابلة مع قناة "العراقية" الرسمية، بالقول: "أنفي بشكل قاطع دخول الحشد الشعبي إلى سوريا، وأن الحشد لا يعمل خارج العراق".
وأضاف: "ما يحصل في سوريا له انعكاسات مباشرة على الأمن القومي العراقي، ويخسأ من يحاول التقدم على العراق".
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان لها، الأحد، تحرك قوات عسكرية باتجاه الحدود الغربية للعراق، وأن قوات مدرعة من الجيش تحركت "لإسناد" الحدود الممتدة من مدينة القائم وصولا إلى الحدود الأردنية.
وعلى صعيد الفصائل المسلحة، فقد أصدر معظم قادتها بيانات أكدوا دعمهم للنظام السوري ووقوفهم إلى جانبه، وعلى رأسهم أبو آلاء الولائي زعيم "كتائب سيد الشهداء"، وشبل الزيدي قائد "كتائب الإمام علي"، وعبد القادر الكربلائي القيادي في مليشيا "النجباء".
وهدد الولائي والزيدي بالتصعيد ضد تركيا التي اتهموها بالوقوف وراء ما يجري في سوريا، ودعم لـ"الجماعات الإرهابية" هناك، فيما تداول ناشطون عراقيون مقطع فيديو يظهر فيه، مهند العنزي، أحد قادة مليشيا "بدر" بقيادة هادي العامري، الذي يؤكد الانتشار في سوريا.
"تهديد للشيعة"
وبخصوص مشاركة المليشيات الشيعية للقتال في سوريا من عدمه، قال أستاذ الإعلام في العراق، غالب الدعمي، إن "الفصائل العراقية موجودة أصلا في سوريا قبل الأحداث الأخيرة، وأنها ترى أن القتال هناك ليس دفاعا عن النظام وإنما تدافع عن عقيدة ومنهج وسلوك".
وأضاف الدعمي لـ"عربي21"، أن "الجماعات العراقية المسلحة تعده أن ما تقوم به الفصائل السورية المدعومة من تركيا وغيرها، يمثل خطرا كبيرا على العقيدة الشيعية، وأنها تعقد أن هذا الهجوم إذا نجح في سوريا فإنه سيقلص نفوذ الشيعة في العالم، وقد يمتد إلى العراق وإيران".
وتابع: "لذلك فإن تخوف الفصائل العراقية من هذه النتائج سيجعلها تنخرط في المعارك الدائرة سوريا شئنا أم أبينا أما عبر الفصائل العراقية المتواجدة هناك مع فصائل زينبيون وفاطميون، أو عن طريق الدعم اللوجستي المالي والغذائي والتدريبي والاستشاري".
أما ما يقال إن العراق يريد النأي بنفسه عن الحروب بالمنطقة، يعرب الدعمي عن اعتقاده بأن "الجانب العراقي لن يتمكن من النأي بنفسه، لأن سوريا والعراق بهذا العنوان (تهديد الوضع الشيعي) هما قصة واحدة".
ولفت إلى أن "أمريكا وإسرائيل تستهدف منذ سنوات الفصائل العراقية في سوريا والعراق، لذلك فإن الأخيرة لا تخشى ذلك لأنها أساسا واقعة تحت الاستهداف قبل هذه أحداث سوريا الحالية، بالتالي هي ماضية في طريقها للقتال هناك، لكن بحذر أكثر هذه المرة".
وفي المقابل، قال المحلل السياسي العراقي، غانم العابد، لـ"عربي21" إن "الفصائل المسلحة العراقية لن تتجرأ على إرسال أي جندي عبر الحدود العراقية السورية، لسببن، الأول: الخوف من التواجد الأمريكي على الحدود، خصوصا أن موقف أمريكا مما يحدث في سوريا اكتفى بالدعوة للاهتمام بالجانب الإنساني، ونأى بنفسه عما يجري".
الأمر الآخر الذي يمنع دخول المليشيات العراقية إلى سوريا، بحسب العابد، هو "الصراع بين هذه الفصائل وإسرائيل، خصوصا أن الأخيرة توعدت بمهاجمتها، لذلك فإن تصريحات بعض الفصائل تدخل في باب الدعاية لدعم نظام الأسد، ولم يذهب أي مقاتل منها إلى سوريا حتى اللحظة".
ورأى العابد أن "ما ينشر عبر مواقع التواصل عن ذهاب مقاتلين إلى سوريا، غير صحيح، وأن من يظهر من الفصائل هم موجودون على الأراضي السورية أساسا قبل الأحداث، وما يحصل اليوم يندرج ضمن الدعم الإعلامي لنظام الأسد بأن هناك مقاتلين ذهبوا إلى سوريا".
وعن موقف الحكومة العراقية، قال العابد: "كنا نتمنى على رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن يتعامل مع ما يحصل في سوريا كما تعامل العراق مع الأزمة اللبنانية، وذلك بإرسال مواد إغاثية واستقبال للجرحى، وألا يكون البلد طرفا في الصراع الدائر هناك".
وأشار العابد إلى أن "الحدود العراقية مؤمنة ويفصل بين العراق وسوريا جدار كونكريتي، إضافة إلى أن هناك نحو 950 كاميرا مراقبة على طول الحدود، فضلا عن وجود قوات الحدود التي جرى دعمها بثلاثة ألوية، بالتالي مستحيل عبور أي متسلل".
وأردف: "ما يجري من صراع في سوريا هو ليس باتجاه الحدود العراقية، وإنما نحو العاصمة دمشق، وبالتالي لا خوف على العراق إلا لو كان هناك رغبة كما حصل في 2014 بانسحاب الجيش العراقي، وترك الجماعات المسلحة للدخول إلى العراق".
وكانت حكومة الإنقاذ السورية، وجهت بيانا إلى الحكومة العراقية وشعب العراق، أكدت فيه أن "الثورة السورية انطلقت لتحقيق الحرية والكرامة وتحرير الشعب السوري من ظلم نظام الأسد".
وأكدت حكومة الانقاذ في بيانها، الأحد، أن "الثورة السورية لا تشكل تهديدا للأمن أو الاستقرار في العراق أو أي دولة أخرى في المنطقة"، مشددة على أن "سوريا لن تكون مصدر قلق أو توتر في المنطقة".