سلط معهد أمريكي الضوء على تطور هجمات الحوثيين على سفن الشحن والسفن الحربية الغربية في البحر الأحمر وخليج عدن، على مدى عام كامل.

 

وتناول المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) في بحث مطول تطور استراتيجية الحوثيين في البحر على مدى الاثني عشر شهراً منذ بدء الحملة، وخاصة فيما يتصل بمعايير الاستهداف والنطاق الجغرافي وأنظمة الأسلحة المستخدمة.

 

وتطرق البحث إلى هجمات الحوثيين على السفن منذ نوفمبر 2023 والاستجابات العسكرية الدولية، فضلاً عن التأثير الاقتصادي للأزمة، كما تتناول ترسانة الحوثيين وتهريب الأسلحة ومكوناتها إلى اليمن.

 

وحسب البحث فإنه قبل الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر 2023 ضد إسرائيل، كان معظم المراقبين الدوليين ينظرون إلى الحوثيين وهي جماعة مسلحة ذات أغلبية شيعية زيدية لها جذور في شمال اليمن، على أنها تهديد محلي في المقام الأول، على الرغم من انتمائها إلى "محور المقاومة" الإيراني.

 

وقال المعهد "تغير هذا في أكتوبر 2023، عندما أطلق الحوثيون موجة أولى من الصواريخ والطائرات بدون طيار ضد أهداف في إسرائيل، ظاهريًا تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة.

 

وأضاف "بعد أن أدركوا أن معظم الهجمات فشلت في إحداث أضرار كبيرة، تحرك الحوثيون في نوفمبر 2023 لمهاجمة السفن التجارية التابعة لإسرائيل وحلفائها الغربيين في البحر الأحمر والمحيط الهندي، مما أدى إلى تحقيق نصر دعائي للجماعة وإرسال موجات صدمة عبر صناعة الشحن.

 

وأشار إلى أن الجماعة استهدفت أكثر من 300 سفينة، باستخدام مجموعة واسعة من أنظمة الأسلحة. وعلى الرغم من أن معظم الهجمات أخطأت أو أحدثت أضرارًا طفيفة، فقد أغرق الحوثيون سفينتين وفقد أربعة بحارة حياتهم.

 

ويحلل هذا التقرير الاستجابة العسكرية الدولية، التي تشمل عدة مهام بحرية متعددة الجنسيات، فضلاً عن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ضد أهداف برية في اليمن.

 

ويوضح أن هذه الضربات، على الرغم من تدهور قدرات الحوثيين مؤقتًا، لم تنجح في الحد بشكل كبير من العدد الإجمالي للهجمات على السفن.

 

يتابع "في الوقت نفسه، تستمر ترسانة الحوثيين في التطور والتوسع. وتستمر المجموعة، التي تتكون في المقام الأول من الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة المصممة إيرانيًا، فضلاً عن الطائرات بدون طيار والسفن السطحية غير المأهولة، في تحسين مدى أنظمة أسلحتها ودقة استهدافها.

 

وفي تحليله لكيفية تمكن الحوثيين، الذين يخضعون لحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منذ عام 2015، من تهريب الأسلحة ومكوناتها إلى اليمن، يوضح التقرير الدور الحاسم الذي يلعبه التهريب البحري باستخدام المراكب الشراعية التقليدية، وخاصة أهمية موانئ البحر الأحمر الحديدة والصليف، التي ظلت تحت سيطرة الحوثيين. كما يناقش التقرير الثغرات في تطبيق نظام العقوبات والدور المهم لجيران اليمن في هذا الصدد.

 

وفيما يتعلق بالتأثير الاقتصادي للأزمة، كان التأثير على خطوط الإمداد العالمية أكثر محدودية مما كان متوقعًا في البداية. فقد انخفض عدد عمليات العبور الأسبوعية للسفن التجارية عبر البحر الأحمر اعتبارًا من أوائل نوفمبر 2024 بنحو النصف منذ نوفمبر 2023.

 

 

وقررت العديد من شركات الشحن الغربية الكبرى تحويل سفنها حول رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى زيادة مدة وتكلفة الرحلات من الشرق الأقصى إلى أوروبا، ولكن مع توفير أقساط التأمين وتجنب رسوم عبور قناة السويس. وبشكل عام، لم يكن لهذا سوى تأثير هامشي على خطوط الإمداد العالمية والضغوط التضخمية.

 

وأكد أن التأثير على الدول الساحلية للبحر الأحمر أكثر أهمية. فقد شعرت مصر، التي تعتمد بشكل كبير على العائدات من عبور قناة السويس، بتأثيرات الأزمة بشكل حاد بشكل خاص، في حين تأثرت الموانئ في إسرائيل والأردن والمملكة العربية السعودية والسودان أيضا.

 

وأشار إلى أن معظم الدول الساحلية ظلت سلبية فيما يتعلق بالأزمة، وهو انعكاس لحقيقة مفادها أن سفنها لم تتعرض للهجوم وأن تضامن الحوثيين مع الفلسطينيين يحظى بشعبية بين سكان العديد من الدول في المنطقة.

 

وقال المعهد الأمريكي "بعد اثني عشر شهرا من الهجمات المستمرة على الشحن الغربي، يبدو من الواضح أن الاستجابة الحالية من جانب المجتمع الدولي فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة. فعلى الرغم من تفوقهم العسكري، لم تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على تدهور قدرة الحوثيين على شن الهجمات، ولا قدرتهم على إعادة إمداد ترساناتهم.

 

وأردف "في الوقت نفسه، لم يطمئن وجود البعثات البحرية الدولية معظم خطوط الشحن الغربية الكبرى بما يكفي لعودتها إلى البحر الأحمر".

 

واستدرك المعهد الأمريكي "في اليمن والمنطقة، أدى "نجاح" الهجمات إلى رفع مكانة الحوثيين بشكل كبير. ومن المثير للاهتمام أنه في حين تشارك الحكومات الغربية في عمليات عسكرية محدودة ضدهم، يبدو أنه لا توجد استراتيجية سياسية تكميلية.

 

وخلص المعهد الأمريكي في بحثه إلى القول "بدلاً من محاولة احتواء طموحاتهم العسكرية، يظل المجتمع الدولي يركز على الوضع الإنساني في اليمن وعلى تطبيع علاقاته مع الجماعة. وفي ضوء التكاليف المتزايدة للانتشار العسكري، تحتاج العواصم الغربية إلى إعادة تقييم استراتيجيتها تجاه الحوثيين".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا البحر الأحمر الحوثي الملاحة الدولية البحر الأحمر على الرغم من

إقرأ أيضاً:

هكذا سيتم إسقاط الحوثيين عسكريا في اليمن .. تقرير أمريكي يكشف عن ثلاث تطورات ستنهي سيطرتهم نهائيا ...كلها باتت جاهزة .. عاجل

   

بعد الإطاحة بنظام الأسد في سوريا، تحول الاهتمام الدولي بالحوثيين في اليمن. وتساءل تقرير أمريكي، كيف يمكن أن يحدث سقوط الحوثيين؟ ولفت إلى "إن التغيير الحقيقي في اليمن يتطلب ثلاثة تطورات رئيسية".

ومع سقوط نظام الأسد في سوريا وهزيمة حزب الله في لبنان وعزلته المتزايدة، يتحول الاهتمام إلى الحوثيين في اليمن. ولعل الحوثيين هم القوة الوكيلة الإيرانية الأقوى المتبقية في المنطقة، وهم الأكثر نشاطا من حيث هجماتهم على إسرائيل وأيضا على الشحن الدولي في البحر الأحمر. 

ووفق تقرير مجلة ناشيونال انترست «National Interest» الأمريكية - ترجمة "يمن شباب نت"- "مع تصاعد المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل، وربما أميركا أيضاً، فمن المرجح أن يثير هذا تساؤلات حول ما إذا كان الحوثيين في صنعاء سوف يثبت أنه ضعيف مثل شريكه السابق في دمشق".

وعلى غرار نظام الأسد، فإن الحوثيين منظمة فاسدة تمثل شريحة ضيقة من السكان، وتترك الأغلبية غارقة في الفقر، ولا ينبع هذا الفقر من الحرب أو العقوبات بقدر ما ينبع من الفساد الممنهج والمحسوبية والعزلة المتعمدة. بحسب المجلة.

فساد ووحشية الحوثيين مثل نظام الأسد

وحول ما إذا كان بالحوثيين الاستفادة من عدم الاستقرار الإقليمي واستغلال ذلك لصالح. رأى التقرير "إن إصلاح مؤسسات الدولة أمر غير معقول، لأن اختلال وظائفها هو خيار متعمد لضمان تمتع أنصار الجماعة الأساسيين بالتفوق الاقتصادي والاجتماعي".

وتسهل هذه الأنظمة نهب السكان من خلال مجموعة أدوات مشتركة: الرشاوى التي يطلبها المسؤولون الذين يتقاضون أجوراً زهيدة، والقطاعات الاحتكارية التي يستفيد منها المقربون، والأنظمة المزورة لاستيراد السلع، حيث تلعب الصادرات دوراً ضئيلاً في الاقتصادات المدمرة للدول التابعة لإيران. بحسب التقرير.

إن المستويات المرتفعة من الفساد والاستغلال جعل نظام الأسد وجماعة الحوثي مرفوضين، مما أجبرهما على الاعتماد على أجهزة أمنية وحشية للحفاظ على السلطة - وفق المجلة الأمريكية - من خلال التلقين عبر وسائل الإعلام والتعليم، بتصوير أنها تدافع عن الاستقلال الوطني وتناهض للاستعمار. وأعتبر التقرير أن هذا "أصبح أقل إقناعًا مع تفاقم المعاناة وتزايد الاعتماد على الرعاة الأجانب، وخاصة إيران".

ورغم أوجه التشابه في الفساد والوحشية. قدمت المجلة الأمريكية الاختلافات الرئيسية بين نظام الأسد والحوثيين، مشيرة " أن القيادة الحوثية أصغر سنا وأكثر نشاطا من الكادر المتقدم في السن في عهد الأسد. ورغم مرور 10 سنوات على الاستيلاء على صنعاء، لا يزال الحوثيون في المراحل الأولى من حركة التمرد المتطرفة، وعلى النقيض من ذلك، تحول نظام الأسد إلى سلالة راكدة فارغة أيديولوجياً بعد خمسين عاماً في السلطة".

وعن الاستجابة المحتملة للتحدي بعد سقوط السيطرة. رأت المجلة الأمريكية "أن زعماء الحوثيين قد يتحولون إلى تكتيكات حرب العصابات في المناطق الجبلية بدلاً من المنفى" ولفتت "ونادراً ما غادر العديد من كبار قادة الحوثيين اليمن، وهذا ربما يجعلهم أكثر ميلاً إلى المقاومة حتى النهاية بدلاً من البحث عن ملجأ في الخارج".

هل يبقى الحوثيين طويلا؟

ورغم ذلك يظل بقاء الحوثيين على المدى الطويل غير مؤكد – وفق المجلة الأمريكية – حيث أن نظامهم يواجه أزمة شرعية متزايدة، فالشروخ في أسسه تتسع، وتعتمد القيادة بشكل متزايد على العنف الوحشي للقمع المعارضة، ويبدو الانهيار في نهاية المطاف محتملاً، لكنه ليس وشيكاً بالضرورة.

إن اتخاذ إجراءات حاسمة من جانب الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية المعارضة للإرهاب الحوثي من شأنه أن يعجل بسقوطهم. وفق تقرير المجلة الأمريكية التي قالت "يتعين تكثيف الضغوط السياسية والمالية والعسكرية على الحوثيين، وذلك بقطع قدرتهم على استخدام المساعدات الإنسانية من شأنه أن يضعف موقفهم المالي بشكل كبير".

وبدلاً من دعم نظام يديم الإرهاب ويزعزع استقرار المنطقة - أي الحوثيين بحسب التقرير - ينبغي للمجتمع الدولي أن يخصص الموارد لمساعدة ضحاياه وأولئك الذين يحاولون مقاومته، بما في ذلك اليمنيون في الخارج والقوات اليمنية التي تقاتل الحوثيين.  

إن الأزمات الحالية التي تواجه حزب الله اللبناني وفيلق القدس الإيراني تجعل من هذه اللحظة فرصة مناسبة للضغط على الحوثيين ورغم أنهم ربما استمدوا الثقة من دعم طهران لهم ذات يوم، فإنهم ربما يعيدون تقييم ذلك في ضوء الأحداث الأخيرة في سوريا.

وقد يوفر هذا فرصة للضغط على الحوثيين لحملهم على وقف هجماتهم في البحر الأحمر - ووفق المجلة الأمريكية - لكن حتى هذا لن يكون سوى هدنة مؤقتة، وليس حلاً حقيقياً للتهديد الطويل الأمد الذي يشكله الحوثيون على دول أخرى في المنطقة، ناهيك عن رعاياهم.

كيف سيحدث سقوط الحوثيين

وهذا يطرح السؤال: كيف يمكن أن يحدث سقوط الحوثيين؟ - ورأت المجلة الأمريكية - إن التغيير الحقيقي في اليمن يتطلب ثلاثة تطورات رئيسية كالتالي: -

أولا، يتطلب التغيير تصاعد الغضب العام بسبب المظالم التي يشعر بها الشعب اليمني، والتي ربما كانت مرتبطة في المقام الأول بالظروف الاقتصادية، ولكن ربما أيضا بالغضب إزاء فرض آرائهم الطائفية التي تتعارض مع معتقدات غالبية السكان.

ثانيا، هناك حاجة إلى فقدان التأييد أو الدعم من الدوائر النخبوية الرئيسية، والتي قد تتكون من البيروقراطيين الحوثيين أو القبائل المتحالفة معهم والتي يعتمد عليها النظام الحوثيين لقمع أي معارضين لهم.

ثالثا، سيؤدي عدم الاستقرار إلى إحداث شرخ داخل الطبقة القيادية، مدفوعا بضغوط خارجية على الجماعة أو صراعات داخلية على السلطة؛ وقد تنشأ صراعات السلطة بشكل عضوي داخل النظام المهيمن والسري، ولكنها قد تتسارع بفعل أحداث مفاجئة ومهمة، مثل وفاة أو اغتيال شخصيات رئيسية داخل قيادته.

هذه العوامل مجتمعة من شأنها أن تجعل الحوثيين في حالة من الفوضى، عاجزين عن الحفاظ على قبضته القاسية على ملايين اليمنيين، وهذا بدوره من شأنه أن يخلق زخماً قد يجد النظام الحوثي صعوبة متزايدة في عكس مساره. وفق المجلة الأمريكية.

إن كيفية تطور هذه العملية لا تخضع لسيطرة أحد، وبالتأكيد لا تخضع لسيطرة أي قوة خارج اليمن. – بحسب تقرير المجلة الأمريكية - ومع ذلك، تشير التجربة السورية إلى أن الضغط المستمر والتنسيق مع جميع القوى سيكون أكثر فعالية من محاولة التفاوض مع نظام الجماعة المكرس للقمع الداخلي والعدوان الخارجي.

إن الحوثيين، مثلهم كمثل الأسد، سوف يفقدون سيطرتهم ذات يوم، وسوف يتذكر اليمنيون من ساعدهم في وقت حاجتهم ومن لم يساعدهم، ومن الأهمية بمكان مواصلة الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي. ويشكل حرمان الحوثيين من الشرعية وفرص تحويل المساعدات الأجنبية عنصراً أساسياً في هذا الجهد. وفق المجلة الأمريكية.

واختتمت التقرير بالقول "تُظهِر تجربة الأسد أن هؤلاء الطغاة لا يدومون إلى الأبد وأن الاستثمار في علاقات دبلوماسية طويلة الأجل معهم هو رهان خاسر

مقالات مشابهة

  • مصر تكشف حقيقة استعدادها للقيام بتدخل عسكري ضد الحوثيين
  • صحيفة إسرائيلية ترسم ثلاث خيارات لهزيمة الحوثيين وإعادتهم إلى جبال مران بصعدة (ترجمة خاصة)
  • سنتكوم تعلن عن قصف مواقع للحوثيين في اليمن بصواريخ توماهوك (شاهد)
  • مركز أبحاث أمريكي يُحذر من التصعيد الغربي ضد الحوثيين باليمن.. وسط مخاوف سعودية وخليجية (ترجمة خاصة)
  • مصر تجهز طائرات رافال واف 16 لضرب الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • القيادة المركزية الأمريكية: هجمات صاروخية لتعطيل التهديدات الحوثية في البحر الأحمر
  • مجلة أمريكية: هل سيبقى الحوثيون طويلا وما الذي ينبغي فعله في اليمن لتدميرهم؟ (ترجمة خاصة)
  • هكذا سيتم إسقاط الحوثيين عسكريا في اليمن .. تقرير أمريكي يكشف عن ثلاث تطورات ستنهي سيطرتهم نهائيا ...كلها باتت جاهزة .. عاجل
  • تقرير أمريكي يكشف عن قرب الانتهاء من تشييد مطار "غامض" في جزيرة عبدالكوري بسقطرى (ترجمة خاصة)
  • ترامب يُرتب لتوسعة العمليات في اليمن.. واقتراحات إسرائيلية بتشكيل تحالف بقيادة السعودية لردع الحوثيين وإيران (ترجمة خاصة)