???? ما يحدث حول مدني يشبه ما كان يحدث حول سنجة قبل تحريرها
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
ما يحدث حول مدني يشبه ما كان يحدث حول سنجة قبل تحريرها. تقدم الجيش متواصل معروف وعلني والمليشيا لم يكن أمامها سوى الهروب أمام آلة الجيش أو الموت تحت أقدامها.
ليس هناك أي سر ولا خديعة؛ إمتحان مكشوف للمليشيا وستهزم فيه. تحرير سنار، ثم تحرير الجزيرة ثم الخرطوم وبعد ذلك (أو بالتزامن مع ذلك مثلما رأينا مع متحرك الصياد نحو أم روابة) الزحف غربا، كردفان ودارفور حتى حدود ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى.
في بداية الحرب وحتى وقت قريب ظهر وكأن المليشيا تتقدم على الجيش وتتفوق عليه، وأنها تملك خيارات وتكتيكات لا حصر لها، وأنها يمكن أن تفاجئ الناس في أي لحظة. ولكن الجيش استطاع في النهاية حصر المليشيا وحصر خياراتها؛ تبدو المليشيا الآن مكشوفة عديمة الحيلة لا تملك أي مفاجآت. خياراتها في التعامل مع زحف الجيش محدودة للغاية.
فقد أصبحت الحرب مكشوفة؛ سيتقدم الجيش ويحرر المدن والقرى الواحدة تلو الأخرى، ولا تملك المليشيا سوى تلقي الهزائم وتبريرها بالتدخل الخارجي أو بالانسحابات التكتيكية المضحكة.
بالنسبة للمليشيا فقدان المبادرة يعني الهزيمة وخسارة الحرب وما نراه الآن هو فقدان كامل للمبادرة من جهة المليشيا وسيطرة شبه كاملة من قبل الجيش على مجريات الحرب.
إذ يملك الجيش عدد كبير من محاور الهجوم بقوات مجهزة مستعدة للتقدم وضرب المليشيا في اللحظة المناسبة مثلما رأينا اليوم الفاو وفي سنار والجزيرة وحجر العسل وفي شمال كردفان وفي بحري. هذه ميزة لم تتوفر للمليشيا حتى حينما كانت في أوج قوتها لأنها كانت تعتمد على الفزع وتحشيد القوات والتسلل والمباغتة ولا تعتمد على محاور قتال صلبة ثابتة. الجيش عنده معسكرات ثابتة ومتحركات في محاور ثابتة ومنتشرة جغرافيا وفقا لخطة عسكرية ومستعدة منذ وقت طويل للتحرك في الزمن المناسب. المليشيا كانت عندما تريد أن تهجم أو تدافع تستخدم الشرطة العسكرية لجمع قواتها المنتشرة داخل البيوت!
نحن هنا أمام جيش كامل بكامل هيكله ووحداته وعتاده وعدته وتسليحه في مقابل مليشيا مفككة من اللصوص والمرتزقة والفزع القبلي وبلا قيادة.
كل الذي كانت تتطلبه هزيمة هذه المليشيا هو استعداد الجيش وشن هجوم أرضي واسع. ولقد انتظر الناس طويلا ولكن انتظارهم لم يكن بلا جدوى. فقد استعد الجيش طوال هذه الفترة بصبر ونفس طويل ونحن الآن نحصد النتائج.
وما النصر إلا من عند الله في النهاية.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: یحدث حول
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: اليد العليا تملك قوة العلم وتنتجه.. أما السفلى فتعيش عالة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، اليوم الجمعة، أن الجامع الأزهر بتاريخه العريق يمثل قلعة العلم، وحصن الدين، وعرين العربية، وقد وهبه الله منحةً لمصر وللعالم، ودرعًا للأمة، يرد عنها غوائل الزمان، ونوازل الحدثان.
وأضاف خلال كلمته في الاحتفالية التي أقامها الأزهر للاحتفال بذكرى مرور 1085 عامًا على تأسيس الجامع الأزهر، أن اسم «الجامع» يدل على أنه محراب عبادة ومنارة علم، والعلم عبادة، كما يدل اسمه «الجامع» على أنه يجمع شمل الأمة، ويقاوم تفرقها وتشتتها؛ لتعود كما أراد الله تعالى لها في قوله جل وعلا: «إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ».
وتابع أن الغاية القرآنية السابقة، هي الغايةُ النبيلةُ والسعيُ الموَفَّقُ الدؤوبُ الذي يقوم به فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حفظه الله تعالى، في الحوار الإسلامي-الإسلامي، الذي يسعى إلى نبذ الفرقة والتعصب، والاجتماع على الثوابت والأصول المشتركة التي اتفقت عليها الأمة على اختلاف مذاهبها؛ لأن العالم الإسلامي لم يجنِ من الفرقة إلا الضعف والوهن، ولم تكن الأمة أحوج إلى الاتحاد واجتماع الكلمة ولمِّ الشمل منها الآن بعدما تداعت عليها الأمم.
وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن الأزهر نسبٌ شريف، يعود في نبعته المباركة إلى أم أبيها السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ﷺ، وفي تسميته «الأزهر» جمالٌ من الزهر؛ لأنه يتفتح عن العلوم كما تتفتح الأزهار عن أكمامها، وفي تسميته «الأزهر» بصيغة اسم التفضيل دلالةٌ على أنه يعيش مع أشرف العلوم وأعلاها، وعلى أنه لا يرضى لمن ينتسب إليه إلا أن يكون هو الأزهرَ والأنورَ والأبهرَ والأقدر، فلا يرضى لمن ينتسب إليه أن يكون تابعًا لغيره في مضغ العلوم والمعارف، بل يتمثل قول الرسول ﷺ: «اليد العليا خير من اليد السفلى».
وتابع: واليد العليا هي اليد التي تملك قوة العلم وتنتج العلم، واليد السفلى هي اليد التي تستورد العلم وتعيش عالة على ما أنتجته عقول الآخرين؛ لذا عاش الأزهر هذه القرون الطويلة وهو ينتج المعرفة، وكانت البعثاتُ التي أرسلها محمد علي باشا إلى أوروبا من النابهين من أبناء الأزهر، الذين قامت على أكتافهم في مصرنا الحبيبةِ كلياتُ الطب والهندسة وغيرُها من العلوم التطبيقية، فكانت النهضة الحديثة في مصر على أيدي علماء الأزهر.
وشبَّه الأزهر بماضيه وحاضره كالشمس، من اقترب منها ذاب فيها، فما من بلد في الدنيا إلا وللأزهر عليه يدٌ بيضاء في نشر العلم والوسطية والاعتدال، والوافدون في رحابه – وهم اليوم نحوُ ستين ألفَ طالبٍ وافد من نحو مائة وثلاثين دولة – هم حملة النور والإسلام والوسطية إلى بلادهم، هم معاهد الأزهر وجامعاتُه في دول العالم، جهَّزهم الأزهر وصنعهم على عينه، فله الفضل عليهم بحق الأستاذية والتعليم والرعاية؛ وما قطعوا بلدًا أو نشروا علمًا إلا وكان للأزهر نصيبٌ من أجره وثوابه؛ لقول الرسول ﷺ: «من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا»؛ وقد جهَّزهم الأزهر للأمة كلِّها، وللعالم كلِّه، هداةً مهديين، فإذا نشروا علمه في البلاد كان لهم فضلٌ عليه أيضًا؛ لقول علمائنا: «ما من أحد إلا وللشافعي عليه فضل، إلا البيهقي فإن له الفضل على الشافعي لنشره مذهبه»؛ وهذه هي رحم العلم بين الأستاذ وتلميذه.
ولفت رئيس جامعة الأزهر إلى أن من علماء الأزهر من يستنكف أن يتكلم في درسه ومحاضرته بكلمة عامية واحدة، فإذا اضطُرَّ إلى نطقها قال: «أقولها بالعامية وأستغفر الله»، حرصًا منه على نشر اللسان العربي المبين الذي نزل به القرآن الكريم، وتكلم به سيد السادات ﷺ، وحرصًا منه على تقويم اللسان وتنشئة الجيل على حب العربية.
وأردف قائلاً: أدركنا من علمائنا من كان يقول لنا في البحث العلمي: لا تكرر من سبقك، بل ابحث عن رَوْضٍ أُنُفٍ، والروض الأنف هو الحديقة الغناء التي لم تطأها قدمٌ؛ أي ابحث عن موضوع لم يدرسه أحد قبلك، لتقف على ثغرة ليس عليها مرابط، وهي كلمة جليلة قالها شيخنا المحمود الأستاذ الدكتور محمود توفيق محمد سعد، عضو هيئة كبار العلماء، الذي فقده الأزهر الأسبوعَ الماضي ونعاه إمامُه الأكبر، حفظه الله. كلمةٌ جليلة تربط البحث العلمي بالدفاع عن ثغور الأمة، والمرابطة عليها؛ لأن حماية الفكر من حماية الوطن.
ومدح الدكتور سلامة داود الأزهرَ الشريف ومنهجه المتين، قائلاً: تعلمنا من علمائك، أيها الأزهر المعمور، أنه لا يخلو كتاب من فائدة، وأنه لا يغني كتاب عن كتاب، وأن يجعل الكاتب كتابه يغني عن غيره ولا يغني عنه غيرُه.
وتابع: تعلمنا من علمائك أن نضحي من أجل العلم بأوقاتنا وأقواتنا وشرخ شبابنا وزهرة أعمارنا وماء عيوننا، حتى قال أحدهم لتلميذه يومًا: «بع الجبة والقفطان واشتر اللسان»، يقصد معجم لسان العرب، الذي ينمي الثروةَ اللغويةَ والمحصولَ اللغويَّ لمن يقرؤه.
ونصح أبناء الأزهر بقراءة تراجم سير علماء الأزهر، والاقتطاف من أزاهيرها، والتأسي بهم في علو الهمة، وغزارة العلم، ومكارم الأخلاق: «فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم * إن التشبه بالرجال فلاحُ»
وتابع: وإني لأرجو أن يُوفَّقَ بعضُ أولي العزائم الصادقة إلى جمع هذه الشمائل والمكارم من سيرهم، وحُسْنِ عرضها، وتجليتها، وكشفِ جوانبها المضيئة، لتكون نبراسًا يضيء لنا وللأجيال القادمة؛ فإن الأخلاق تُعدي، وإن التأسي بالتجارب الرائدة والنماذج المشرقة هو خير باعث على النهضة.
واختتم رئيس جامعة الأزهر حديثه ببيت شعر للشاعر الأزهري الدكتور علاء جانب، عن الأزهر المعمور: «من سره فخرٌ بغيرك إنني * حتى بجدران المباني أفخرُ»