الجزيرة:
2025-01-05@11:34:24 GMT

نيزك من الجزائر يكشف أسرار القمر ويعيد كتابة ماضيه

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

نيزك من الجزائر يكشف أسرار القمر ويعيد كتابة ماضيه

في عالم الفضاء الواسع، حيث تهيمن النجوم والكواكب على الكون، يبقى القمر هو الجرم السماوي الأكثر إثارة لاهتمام سكان الأرض، ليس فقط، لأنه الأقرب لكوكبنا، ولكن لوجود تاريخ مشترك يجمعهما، وهو ما دفع فريقا بحثيا دوليا لمحاولة قراءة بعض من فصول هذا التاريخ المسجلة على نيزك اكتشف في صحراء الجزائر عام 2005.

ومثل الأرض، تعرض القمر على مدار تاريخه لقصف مستمر من الكويكبات والمذنبات، التي تركت وراءها حفرا ضخمة على سطحه، وإحدى هذه الحفر هي "حوض القطب الجنوبي-أيتكين"، وهو أضخم وأقدم حوض تصادم مؤكد على القمر، ويمتد لأكثر من 2000 كيلومتر على الجانب البعيد من القمر.

وظل العلماء لسنوات غير قادرين على تحديد الزمن الدقيق لتشكل هذه الحفرة القمرية، وكان هناك اعتقاد أنها تنتمي لأكثر الفترات كثافة من القصف، والتي حدثت ما بين 4.2 و3.8 مليارات سنة مضت، ولكن التحليل الذي أجري على النيزك القمري الجزائري، والذي يعرف باسم "شمال غرب أفريقيا 2995″، كشف عن أن  عمر الحفرة يتجاوز 4.32 مليار سنة، أي أقدم بحوالي 120 مليون سنة من أكثر الفترات التي كان يعتقد أنها شديدة التأثيرات.

نيزك "شمال غرب أفريقيا 2995" المكتشف بالجزائر كتب تاريخ جديدا لأقدم أحواض القمر (جامعة واشنطن في سانت لويس) كيف وصل النيزك للأرض؟

وانطلقت الدراسة المنشورة بدورية "نيتشر أسترونومي" من حقيقة، أن هذا النيزك الجزائري، هو أحد النيازك القمرية، حيث خضع للعديد من الدراسات السابقة التي حددت انتماءه القمري، ورسمت مسار رحلته الطويلة والمثيرة، التي انتهت في صحراء الجزائر.

ومنذ مليارات السنين، تعرض القمر لعدد كبير من الاصطدامات مع الكويكبات والمذنبات، تسبب أحدها في تحطيم وسحق الصخور على سطح القمر، وخلق كميات هائلة من الحطام، بما في ذلك شظايا صخور انطلقت في الفضاء نتيجة للقوة الهائلة الناتجة عن الاصطدام.

وبدأت هذه الشظايا الصخرية رحلة طويلة عبر الفضاء، نظرا لعدم وجود غلاف جوي أو جاذبية كبيرة للقمر لتحتفظ بها، واستمرت في التحرك عبر الفضاء لآلاف أو ربما ملايين السنين، وخلال هذه الرحلة، تحركت بشكل عشوائي عبر النظام الشمسي، متأثرة بجاذبية الكواكب والنجوم.

إعلان

وفي وقت ما في التاريخ القريب نسبيا، اقتربت هذه الشظية الصخرية من الأرض بدرجة كافية لتتأثر بجاذبيتها، ودخلت الغلاف الجوي للأرض بسرعة كبيرة، وهو ما تسبب في تسخينها وتحولها إلى نيزك متوهج، ومع ذلك، لم تكن سرعتها كافية لتدميرها بالكامل أثناء الدخول، وتمكنت من الوصول إلى سطح الأرض كجزء من نيزك.

وبعد دخول الغلاف الجوي، سقطت الشظية الصخرية في منطقة شمال غرب أفريقيا، وتحديدا في صحراء الجزائر، وهذه المنطقة الجافة والمعزولة وفرت الظروف المثالية للحفاظ على النيزك بعد سقوطه، حيث قللت الظروف القاسية من التعرض للعوامل البيئية التي قد تؤدي إلى تآكله، وفي عام 2005، تم اكتشاف هذا النيزك، وأصبح يُعرف باسم "نيزك شمال غرب أفريقيا 2995″، نسبة لمكان العثور عليه.

تأكيد الانتماء وتحديد العمر

وباستخدام مجموعة من التحليلات الجيولوجية والكيميائية، أمكن للدراسة الجديدة التي أجراها فريق بحثي ضم جامعة مانشستر، ومعهد الجيولوجيا والجيوفيزياء بأكاديمية العلوم الصينية في بكين، والمتحف السويدي للتاريخ الطبيعي في ستوكهولم، وجامعة بورتسموث، تأكيد انتماء النيزك لأقدم الحفر القمرية، وهي "حوض القطب الجنوبي-أيتكين"، وتحديد عمر الحوض، وذلك من خلال تحليل مكونات النيزك وعلاقتها بالبيانات المتاحة من بيانات سابقة للمهام القمرية.

وشملت التحليلات التي أجريت خلال الدراسة، تحليلا دقيقا للتركيب الكيميائي للنيزك باستخدام تقنيات مثل الطيف الضوئي للكتلة والتحليل الطيفي بالأشعة السينية، وهذه الأدوات سمحت للعلماء بدراسة المعادن والمركبات الموجودة في النيزك وتحديد تركيباته الكيميائية.

ومن خلال مقارنة هذه البيانات الكيميائية مع المعلومات المتاحة عن سطح القمر من خلال بعثات لونا، أبولو، و مهمة ( المنقب القمر)، التي قامت بدراسة تكوين سطح القمر، وجد العلماء أن النيزك يشترك في تركيبات كيميائية مع الصخور الموجودة في حوض القطب الجنوبي-أيتكين، وهو ما يشير إلى أنه جاء من هذا الحوض بالذات.

إعلان

كما تم استخدام طريقة التحليل الجيوكيميائي باستخدام اليورانيوم والرصاص لتحديد عمر النيزك، وفي هذه الطريقة، تم قياس النسب بين اليورانيوم و الرصاص في المعادن المختلفة داخل النيزك، حيث إن اليورانيوم يتحلل بمرور الزمن إلى رصاص بنسب يمكن قياسها بدقة، وهذا التحليل سمح بتحديد الوقت الذي مر على النيزك بعد وقوع الاصطدام.

وأظهرت النتائج أن المواد الموجودة في النيزك تعود إلى حوالي 4.32 إلى 4.33 مليار سنة، وهذا يعني أن الحوض تشكل قبل حوالي 120 مليون سنة من تشكّل معظم الأحواض الاصطدامية الأخرى على القمر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

اكتشاف سقارة الجديد يعيد كتابة تاريخ الحضارة المصرية

سقارة مهد الفراعنة، تفاجئنا مجددا بكشف أثري مذهل.. هذا الاكتشاف غير المسبوق يفتح آفاقا جديدة لفهم الحضارة المصرية، ويطرح تساؤلات حول الكثير من الجوانب الغامضة في تاريخنا القديم. فما الذي يكمن خلف هذه الاكتشافات؟ وما هي الأسرار التي ستكشفها لنا سقارة في المستقبل؟.

تمكنت بعثة أثرية مصرية يابانية مشتركة من العثور على مجموعة من المصاطب والمقابر والدفنات الأثرية التي يرجع تاريخها لعصور مختلفة في مصر القديمة.

واكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية من المجلس الأعلى للآثار المصرية وجامعة كانازاوا اليابانية خلال أعمال الحفائر الأثرية بالمنحدر الشرقي لمنطقة سقارة 4 مقابر يرجع تاريخها إلى أواخر عصر الأسرة الثانية وأوائل الأسرة الثالثة وأكثر من عشر دفنات من عصر الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة.

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار الدكتور محمد إسماعيل خالد أهمية هذا الكشف والذي يشير إلى أن "منطقة سقارة الأثرية لا تزال تحمل في طياتها العديد من الأسرار التي لم تبح بها بعد".

وأوضح أن هذا الكشف الجديد يشير إلى أن جبانة سقارة الحالية تمتد شمالاً لمساحة أكبر مما هو معروف حالياً، كما إن اكتشاف دفنات تعود إلى أوائل عصر الأسرة الثامنة عشرة يثبت أن استخدام سقارة كجبانة للدولة الحديثة بدأ عندما إُعيدت مدينة ممفيس عاصمة للدولة المصرية بعد طرد الهكسوس.

وتعود هذه المقابر إلى عصر الأسرتين الثانية والثالثة وهي عبارة عن مصطبتين من الطوب اللبن ومقبرتين منحوتتين في الصخر إحداهما تقع بالقرب من حافة هضبة سقارة الشمالية ولها بناء علوي وبئر محصنة بسده من الحجر الجيري على مدخل الممر المؤدي لحجرة الدفن وفق رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار محمد عبد البديع.

أما المصطبة الأخرى فمتاخمة للمنحدر الصخري وتتكون من جزء علوي من الطوب اللبن وبئر مستطيلة في وسطها، كما تم الكشف عن عدة أوعية في المنطقة المجاورة لها تشتمل على طبق من الالباستر المصري ووعاء اسطواني مصمت ربما يعود تاريخه إلى أواخر الأسرة الثانية وأوائل الأسرة الثالثة، وفق المسؤول المصري.

وأكد رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار أن البعثة ستقوم بالمزيد من أعمال الحفائر خلال المواسم القادمة للكشف عما تحويه داخلها.

من جانبه ثمن وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي المجهود الذي تبذله البعثات الأثرية المصرية والأجنبية لإزاحة الستار عن مزيد من الاكتشافات الأثرية التي تساهم بدورها في الكشف عن مزيد من تاريخ وأسرار الحضارة المصرية القديمة.

فيما أشار د. نوزمو كاواي رئيس البعثة من الجانب الياباني، أن البعثة قامت كذلك خلال موسم حفائرها الحالي بأعمال الترميم والتنظيف للكتاكومت اليوناني الروماني والذي كشفت عنه البعثة خلال مواسم حفائرها السابقة، كما تمكن فريق العمل خلال أعمال التنظيف من الكشف عن بقايا آدمية محنطه ومجمعة من القطع الأثرية من بينها نماذج "تيراكوتا" لمقاصير جنازيه وكسرات من تيراكوتا من رأس الآلهتين إيزيس وأفروديت، وكذلك كسرات من توابيت خشبية وقطع من الفخار. وسوف تستكمل البعثة أعمالها خلال موسم الحفائر القادم في محاولة فك المزيد من أسرار هذه المنطقة الأثرية الهامة.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية يكشف عن الجهة التي بادرت بتسديد حصة المرتبات
  • اكتشاف سقارة الجديد يعيد كتابة تاريخ الحضارة المصرية
  • إطلاق القمر الصناعي «الثريا 4» بنجاح
  • تعرف على أهم الرحلات الفضائية المنتظرة في عام 2025م
  • ظاهرة فلكية نادرة في سماء الجزائر مساء اليوم
  • بالفيديو| الإمارات تُعزّز ريادتها الفضائية بإطلاق القمر الصناعي «الثريا 4».. وماسك يحتفي
  • سبيس 42 تُطلق القمر الصناعي «الثريا 4» في المدار بنجاح
  • إليكم مواعيد أبرز الظواهر الفلكية التي ستُزيّن العام 2025
  • مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية يكشف أسرار متلازمة فاكسيس
  • "محمد بن زايد سات".. محطة تاريخية جديدة في مسيرة قطاع الفضاء الإماراتي