هل يضغط أردوغان على بوتين بعد اندلاع المعارك بين المعارضة والنظام في سوريا؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
اختار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توقيتا حاسما بهدف ممارسة ضغوط على روسيا في سوريا، مستغلا الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تواجهها موسكو في ظل تراجع الدعم الروسي لنظام بشار الأسد، حسب مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية.
وقال أستاذ العلوم السياسية بـ"جامعة تل أبيب"، يفغيني كلاوبر، أن هذه التحركات التركية تأتي في وقت تتعقد فيه العلاقات بين أنقرة وموسكو، حيث يواجه الطرفان خلافات تاريخية ومواقف متناقضة في الملف السوري.
وأضاف في المقال المشار إليه، أن "المسلحين التابعون لهيئة تحرير الشام، بقيادة أبو محمد الجولاني، لعبوا دورا حاسما في تغيير موازين القوى على الأرض بعد تمكنهم من السيطرة على مواقع استراتيجية في إدلب، بما في ذلك مطار حلب، خلال ثلاثة أيام فقط".
واعتبر الأكاديمي الإسرائيلي أن "هذا الإنجاز يعكس تراجع القوة الروسية في سوريا، حيث كانت روسيا قد احتاجت شهورًا طويلة وبخسائر كبيرة لتحقيق نتائج مماثلة"، مشيرا إلى أن "هذه التطورات أثبتت للعالم أن الاتفاقات التي أبرمتها روسيا، خاصة تلك الناتجة عن مفاوضات أستانا 2020، لم تعد تحمل أي قيمة فعلية".
ولفت الكاتب إلى أن "التوترات بين المتمردين بقيادة أبو محمد الجولاني ونظام الأسد منذ اتفاق وقف إطلاق النار الهش في 2020، الذي جاء نتيجة ثماني جولات من المفاوضات في كازاخستان. لكن التحركات الأخيرة تشير إلى تغير في المشهد العسكري والسياسي السوري".
وأوضح كلاوبر أن الجولاني أصبح لاعبا سياسيا مستقلا وقادرا على تحدي النظام والروس في آنٍ واحد. وقال: "ما يحدث الآن يُعد تطورا غير مسبوق من الناحية الرمزية في تاريخ سوريا المعاصر".
إضافة إلى ذلك، ألقى المقال الضوء على العوامل التي أسهمت في هذا التحول. وأشار إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة أضعفت حزب الله والقوات الإيرانية في سوريا، ما وفر فرصة لمن وصفهم بـ"المتمردين السنة" من أجل تعزيز مواقعهم بدعم غربي وخليجي.
كما أوضح أن الإيرانيين، على الرغم من موقفهم المحرج، حاولوا الحفاظ على نظام الأسد، إلا أن تركيزهم على مواجهة إسرائيل حد من قدرتهم على التصدي لتحركات الجولاني ومسلحيه.
وفي الوقت نفسه، تعاني روسيا من أزمة اقتصادية خانقة أثرت بشكل كبير على قدرتها على دعم نظام الأسد. فقد رفع البنك المركزي الروسي سعر الفائدة مؤخرًا إلى 22%، وهو أعلى مستوى منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، مع توقعات بمزيد من الارتفاع إلى 25%.
ولفت كلاوبر إلى أن هذه الخطوة تأتي في ظل استنزاف الموارد الروسية بسبب الحرب في أوكرانيا، مما يُضعف من مكانة الكرملين الجيوسياسية.
تركيا، من جانبها، تُعتبر من أبرز وجهات رأس المال الروسي الهارب من العقوبات الغربية. وأوضح كلاوبر أن أردوغان اختار اللحظة المناسبة لاستغلال الوضع الاقتصادي المتأزم في موسكو، على حد زعمه.
وقال "في ظل الأزمة الاقتصادية في روسيا، يبدو أن الكرملين عاجز عن تقديم دعم إضافي للأسد، مما يمنح تركيا فرصة للتأثير بشكل أكبر على مسار الأحداث في سوريا".
وأضاف أن العلاقة بين أنقرة وموسكو كانت دائمًا محفوفة بالتوترات، رغم الاعتماد التركي على الغاز الروسي، موضحا أن تركيا لطالما دعمت أعداء الأسد، في حين دعمت روسيا نظامه.
وتابع الكاتب بالقول إن "الأحداث الأخيرة في سوريا توضح أن أنقرة وجهت طعنة جديدة في ظهر الكرملين، وهو تصرف يتكرر في العلاقات بين البلدين".
واختتم كلاوبر مقاله بالإشارة إلى أن التطورات الأخيرة في سوريا تمثل تحديا كبيرا للكرملين، الذي يواجه ضغوطا داخلية وخارجية غير مسبوقة. وأضاف أن "الضعف الروسي الحالي يمنح أردوغان فرصة لتعزيز نفوذه الإقليمي وتحقيق مكاسب استراتيجية على حساب موسكو، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي قد تؤدي إلى تحولات أعمق في الموقف الروسي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية أردوغان روسيا سوريا الأسد سوريا الأسد أردوغان روسيا بوتين صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا إلى أن
إقرأ أيضاً:
المرصد السوري: مدينة حلب باتت خارج سيطرة النظام السوري لأول مرة منذ اندلاع النزاع
أصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع، مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على كل الأحياء حيث كانت تنتشر قوات النظام، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الأحد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “سيطرت هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة متحالفة معها على مدينة حلب بالكامل، باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الكردية، ما يجعل المدينة لأول مرة خارج سيطرة قوات النظام منذ اندلاع النزاع” عام 2011.
في مدينة حلب تحطيم تمثال باسل الأسد في حلب صورة ممزقة للرئيس السوري بشار الأسد مقاتلي المعارضة أمام قلعة حلب الآثرية مقاتلي المعارضة في معرة النعمان مقاتلي المعارضة في ساحة سعدالله الجابري المصدر أ ف ب الوسومالنظام السوري حلب سوريا