رصد إسرائيلي لمعالم التسونامي السياسي وللأزمات المتصاعدة
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
رصدت مراسلة دبلوماسية إسرائيلية، معالم ما وصفته "التسونامي السياسي"، وأزمات تل أبيب المتصاعدة على الساحة الدولية، تزامنا مع استمرار حرب الإبادة وجرائم التطهير العرقي في قطاع غزة منذ أكثر من عام.
وقالت المراسلة الدبلوماسية لموقع "زمن إسرائيل" تال شنايدر، إنه "قبل بضعة أعوام، سخرت الأوساط اليمينية من التهديدات بحدوث "تسونامي سياسي" ضد تل أبيب، وهو المصطلح الذي صاغه وزير الحرب الأسبق إيهود باراك خلال خطابه في مارس 2011 أمام معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، في ظل حالة الجمود التي تشهدها القضية الفلسطينية، ولكن منذ ذلك الحين، أصبح الساسة والعسكر السابقون يحذرون منه كل بضعة أشهر".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "عام 2020 شهد نشر موقع "ميدا" اليميني مراجعة تحت عنوان "تاريخ موجز لأسطورة التسونامي السياسي"، اعتبر فيها التحذير من هذا التسونامي "مزحة" من أحزاب اليسار، وسط استهتار بتبعات استمرار القضية الفلسطينية بدون حلّ على المجتمع الإسرائيلي، وجاءت اتفاقيات التطبيع في أغسطس 2020 لتثبت مزاعم بنيامين نتنياهو القديمة، بأنه يمكن تحقيق إنجازات في السياسة الخارجية مع تجاهل الفلسطينيين".
وأشارت إلى أنه "حتى تاريخ السابع من أكتوبر 2023، بدا أن السياسة الخارجية الإسرائيلية في ذروة ازدهارها، عندما اقترب التطبيع الذي طال انتظاره مع السعودية، لكن هجوم حماس آنذاك، واندلاع حرب غزة، أربك أوراق اللعب، ورغم معاناة دولة الاحتلال من هذا الهجوم وتبعاته، لكن الانهيار السياسي لم يتأخر بدوره طويلاً، فبعد مرور 14 شهراً على الحرب، لا يوجد أي منطقة في العالم تجد فيها إسرائيل وضعاً إيجابياً، حيث يضربها التسونامي السياسي بلا رحمة، موجة بعد موجة".
وأكدت أن "مذكرات الاعتقال الشخصية الصادرة ضد نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت وصلت إلى ذروة الأزمة السياسية، لأنه بموجبها يُمنعان من السفر إلى 124 دولة، وسيواجهان صعوبة حتى في السفر لدول أخرى، مثل الولايات المتحدة والصين والهند، خشية الحاجة للتوقف في حالات الطوارئ، أو العبور في المجال الجوي للبلدان التي تكون فيها أوامر الاعتقال سارية، مع أن أوامر الاعتقال هذه تتجاوزهما، وقد تمتد لكبار الجنرالات والوزراء، وتثبط عزيمة طبقة كاملة من العسكريين الإسرائيليين من مغادرة حدود الدولة".
وأوضحت أن "هذه الأوامر تشكل "تسونامي داخل تسونامي"، لأنها أساس لمزيد من الإجراءات القانونية في العديد من البلدان ضد الاحتلال، مع عواقب بعيدة المدى على الأوساط الأكاديمية والرياضة والثقافة والعلاقات التجارية الدولية، كما لا تقتصر المشكلة على أوامر المحكمة الجنائية الدولية فحسب، بل على القرارات الثنائية التي لا تزال تتراكم ضد إسرائيل، بحيث تم منع وزيرة القضاء والداخلية السابقة، أييليت شاكيد، من المشاركة بمؤتمر للمنظمات اليهودية في أستراليا، لأن وصولها يثير جدلا، وتوقفت شركات الطيران الدولية عن رحلاتها إلى إسرائيل".
وأكدت أنه "يتعين على الإسرائيليين أن يخافوا على حياتهم في أمستردام وسريلانكا وتايلاند ولندن وباريس ودبي وأبو ظبي وتركيا، وهذه مجرد قائمة جزئية من البلدان التي كانت في السابق وجهة مفضلة للسائح الإسرائيلي، لكنها اليوم لم تعد على جدول أعماله، وأصدر مجلس الأمن القومي تحذيراً من السفر للسويد لمن يعتزمون الاحتفال بمسابقة الأغنية الأوروبية فيها".
وأضافت ان "التسونامي يتواصل من خلال قطع كولومبيا علاقاتها مع إسرائيل، وفرضت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة سلسلة من العقوبات على المستوطنين العنيفين في الضفة الغربية، وفي هذه الأثناء، اعترفت النرويج وأيرلندا وإسبانيا بالفعل بالدولة الفلسطينية في مايو 2024، واعترفت 143 دولة عضو في الأمم المتحدة أيدوا اقتراح الجمعية العامة بتعزيز مكانة السلطة الفلسطينية في مؤسساتها".
وختمت بالقول إنه "رغم توسع رقعة التسونامي السياسي المتزايد، لكن نتنياهو مشغول بشكل رئيسي بمهاجمة الشاباك والجيش ووسائل الإعلام والنظام القانوني، وبدلا من البحث في الحلول السياسية للصراع مع الفلسطينيين، فإنه يسعى لتأجيج الصراعات الداخلية بين المجموعات المختلفة في الجمهور الإسرائيلي، واستخدام التلاعب الإعلامي الهادف لتحويل الرأي العام، وإضعافه، وتجاهل مطالب أهالي المختطفين في غزة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية التسونامي الفلسطينية الاحتلال فلسطين الاحتلال الأزمات التسونامي حرب الابادة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
زلزال هز إسرائيل .. أمريكا تفتح الأبواب السرية مع حماس وتُحرج نتنياهو وتساؤلات حول خطة ترامب الجديدة؟
سرايا - فجر موقع أمريكي مفاجأة من العيار الثقيل حين كشف عن تفاصيل محادثات سرية جرت داخل الغرف المغلقة بين حركة حماس والإدارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب، لمناقشة العديد من الملفات “الحساسة” وعلى رأسها قضية الأسرى داخل غزة.
المفاجأة كان حجمها كالصاعقة على رأس "إسرائيل"، التي أصدرت عدة بيانات “ضعيفة” في محاولة منها لتقبل الضربة وامتصاص قوتها، وإظهار أن تلك المباحثات كان تجري تحت عينها، وأن الإدارة الأمريكية ترامب لم تطعنها في ظهرها، بل كل شيء منسقًا له.
ورغم تأكيد الأطراف الثلاثة “الأمريكي -الإسرائيلي- الحمساوي”، عقد تلك اللقاءات السرية في عاصمة عربية، إلا ان العديد من التساؤلات تطرح على الساحة حول هذا الأمر، وأبزرها توقيتها وأهدافها السرية، وعلاقتها باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وتعد هذه المرة الأولى التي تجري فيها واشنطن مباحثات مباشرة مع “حماس” التي تصنفها منظمة “إرهابية” منذ عام 1997.
وأكد البيت الأبيض، إجراء إدارة ترامب، مباحثات مباشرة مع “حماس”، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في مؤتمر صحفي، إن إدارة ترامب أجرت مباحثات مباشرة مع حماس، وإن المحادثات مستمرة.
وأضافت ليفيت “عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات التي تشيرون إليها أولا وقبل كل شيء، فإن المبعوث الخاص الذي شارك في تلك المفاوضات لديه السلطة”.
وأضافت أنه تمت استشارة "إسرائيل"، ومع أنها لم تحدد، نطاق تلك المباحثات، لكنها قالت إن الحوار والتحدث مع الناس في جميع أنحاء العالم لتحقيق أفضل مصالح للشعب الأميركي هو ما أكده الرئيس ترامب، الذي يعتقد أن ذلك “جهد بحسن نية للقيام بما هو صحيح للشعب الأميركي”.
من جانبه، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، علمه بإجراء واشنطن محادثات مباشرة مع حماس، وقال إن "إسرائيل" أعربت للأميركيين عن رأيها بشأن تلك المباحثات.
ومن جانبه، قال قنصل "إسرائيل" في نيويورك إنه “إذا أسفرت محادثات أميركا وحماس عن عودة جميع المحتجزين فسنكون سعداء”.
وبعد تسريب تلك المعلومات، حاول ترامب تجنب “الأزمة” بإطلاقه تهديدات مباشرة لـ”حماس”، فخطاب الحركة قائلاً: “شالوم حماس، وتعني مرحبا ووداعا، ويمكنك الاختيار، إما إطلاق سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقا، وإعادة فورية لجميع جثث الأشخاص الذين قتلتهم، أو إن الأمر انتهى بالنسبة لك”.
ومتوعدا باستئناف حرب الإبادة، أضاف ترامب مخاطبا حماس: نرسل لـ "إسرائيل" كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة (معدات وآليات وذخائر) ولن يكون هناك أي عضو في حماس آمنا إذا لم تنفذ ما أقول.
ولم يشر ترامب في منشوره إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي يشمل 3 مراحل واستلمت "إسرائيل" في مرحلته الأولى 33 من أسراها بالقطاع.
وهذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها ترامب حماس، فيما تؤكد الحركة التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام "إسرائيل" بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.
بينما يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مدعوما بضوء أخضر أمريكي، تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المنصوص عليها في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
بدورها، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية عن مصدر مطلع قوله إن "إسرائيل" قلقة للغاية من المحادثات المباشرة لإدارة ترامب مع حماس”.
كما صرح "مصدر إسرائيلي" مطلع أن الاتصالات بين إدارة ترامب و حماس مقلقة للغاية، وقال المصدر الذي وصفته صحيفة “يديعوت أحرونوت” بالمطلع “هذا الأمر من وجهة نظر "إسرائيل" أمر مقلق للغاية”.
وأضاف المصدر أنه أجرى محادثات عدة مع كبار مسؤولي حماس في قطر، والهدف الرسمي هو إطلاق سراح "الرهائن الإسرائيليين الأمريكيين"، أحياء وأمواتا – وأيضا نقل رسالة إلى حماس مفادها أنه إذا أظهرت حسن نية وأطلقت سراح الرهائن، فسيكون من الممكن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة .
وبحسب المصدر فإن “الأمريكيين وضعوا إطلاق سراح عيدان ألكسندر، وهو مواطن أمريكي، على رأس أولوياتهم، وهناك أربعة مواطنين أمريكيين آخرين يعتبرون في عداد الموتى”، مضيفًا “الاتصالات التي أجراها بولر لم تسفر عن أي اختراق. منذ البداية، لم تكن "إسرائيل" متحمسة لهذه القناة، وكانت تشك في أنها ستؤدي إلى نتائج”.
وقال ما يسمى بـ "القنصل العام الإسرائيلي" في نيويورك أوفير أكونيس، لشبكة “فوكس بيزنس” في إشارة إلى التقرير إن “إدارة الرئيس ترامب غيرت موقفها تجاه حماس بشكل جذري. فبدلا من الضغط على "إسرائيل"، فإنهم يضعون حماس تحت الضغط. سنكون جميعا سعداء برؤية المختطفين يعودون ويلتقون بأسرهم في منازلهم ووطنهم. وإذا حدث هذا نتيجة للمحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس، فسنكون سعداء”.
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إلى أن “القانون الأمريكي يحظر التفاوض مع منظمة إرهابية، ويتم تعريف حماس على هذا النحو في الولايات المتحدة – ولكن هناك تحذير بشأن هذا، حيث أن مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الأسرى مخول بالتفاوض من أجل إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين”.
ولفتت إلى أنه “على خلفية الطريق المسدود الذي وصلت إليه المحادثات، قرر البيت الأبيض أن يحاول التحدث مباشرة مع قيادة حماس وليس من خلال الوسطاء. وهذا يفسر حقيقة أن المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لم يصل بعد إلى المنطقة: يبدو أن الولايات المتحدة تريد استنفاد خيار بويلر أولا”.
هذا وأفادت وكالة “أكسيوس” الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تجري مفاوضات مباشرة غير علنية مع حركة “حماس” حول إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين والتوصل إلى اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار.
وتوجه جهود الإدارة الأمريكية نحو إطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة وتحقيق هدنة طويلة الأمد بين الحركة الفلسطينية و "إسرائيل". ومع ذلك، لم تصل الولايات المتحدة وحركة حماس إلى أي اتفاق حتى الآن.
من جهته، قال المختص في الشؤون الإسرائيلية فراس ياغي، إن “هذا اللقاء يأتي بسبب قناعة إدارة ترامب أن الحديث المباشر مع حماس قد يُسرع في التوصل لاتفاقات تنهي الحرب في غزة وتؤدي للإفراج عن جميع الأسرى في غزة الأحياء والأموات، وتكون مقدمة للمخطط الكبير لدى ترامب للمنطقة ككل”.
وأشار إلى أن “الجلوس مع حماس تم قبل عدة أسابيع وليس وليد المرحلة الأخيرة وخطة ويتكوف، والمباحثات تحدثت عن هدنة طويلة الأمد، وبما يشير للتوجه الحقيقي لإدارة ترامب”، موضحًا أن “الاتصال المباشر جاء بناء على مقاربات واقعية بسبب الفشل في إيجاد بديل لـ”حماس” في غزة، وهذا يعني أن إدارة ترامب ترى بأن تحييد “حماس” عبر الذهاب لهدنة طويلة باعتبارها عصب المقاومة في فلسطين ككل وبالتالي خطط ترامب بحاجة للوصول إلى مقاربات جديدة”.
وأعرب عن “اعتقاده أن الأمريكي ليس بحاجة لموافقة الاحتلال للحديث المباشر مع “حماس”، لذلك يظهر أن الأمريكي فقط أبلغ نتنياهو بعد أن جلس مع “حماس” وليس كما تدعي "إسرائيل" بحدوث مشاورات قبل ذلك”.
هل هذه اللقاءات اعتراف أمريكي صريح بفشل إبعاد “حماس” عن المشهد؟
رأي اليوم
وسوم: #العالم#قيادة#فلسطين#ترامب#المنطقة#الشمالية#قطر#نيويورك#أمريكا#اليوم#الناس#غزة#الاحتلال#الثاني#رئيس#الوزراء#الرئيس#الخاص#القطاع#وليد
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 08-03-2025 12:52 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية