سواليف:
2024-12-04@08:26:58 GMT

خالد عياصرة يكتب .. القوقعة و أحمد حسن الزعبي

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

القوقعة و أحمد حسن الزعبي

خالد عياصرة

في روايته السوداوية المتعبة يتحدث الكاتب مصطفى خليفة عن البطل الرواية مصطفى، المسيحي الذي سجن 15 عشر عامًا بحجة انتمائه للإخوان المسلمين ، وعندما انتهى الّا امل السجين قام بحفر قبر في غرفة السجن ليضم جثته حال موته أي لحظة ولأي سبب، مقابل سجين آخر أجبر على ابتلاع فأر، ومساجين بعد اليأس صاروا أدوات تعذيب للآخرين لأن السلطة تريد ذلك، حيث يحب الضحية الجلاد ويصير متعلقا به، في تطبيق عملي ل ” عقدة ستوكهولم “
تذكرت الرواية اليوم، إذ أتذكر الصديق الكاتب الصحفي أحمد حسن الزعبي السجين في أحد الغرف البعيدة بعد حكم غريب جعل منه عدو للدولة والنظام في لحظة تناسى بها الجلاد أحمد بكل لغته وطيبته و أردنيته وعاطفته كانت تهتز إذ أصاب الدولة مكروه ….


في الأدب، كما في التاريخ، هناك ما يمكن اعتباره قاعدة جيدة يعتمد عليها الأذكياء في السلطة: هذه القاعدة تقول: لا تعادي كاتباً ” ساخراً ” لانه وإن طال السجن لابد أن يخرج من سجنه حيث حريته والفضاء، الفضاء الذي يصعب السيطرة عليه من قبل الحكومات مهما امتلكت من أدوات وقوانين.
نصيحة من بعيد للسيد دولة رئيس الوزراء جعفر حسان، إن أردت الحقيقة لا تستمع الى من يطالبون لك ” العطوة والمهلة ” دعك من الذين لا يعرفونك إلا أن جلسوا معك او اقتربوا منك، فتصير بالنسبة لهم ” سوبر رئيس وزراء ” قادر على اختراع الأفكار والمشاريع من العدم إن توفرت لك فرصة الرضا بالأمر الواقع الشعبي، دون سؤال وجواب، دعك من المداحين أثناء شروق الشمس واثناء اطلالة القمر، لقد فعلوا ذلك مع كل رئيس وزراء سبقك، فنسوه ما إن رحل.
الذي اعرفه أنت رجل تقرأ كثيراً، لذا ارجع إلى بعض ما كتبه أحمد حسن الزعبي، اتخذ قرار الافراج عنه، وبما أننا جميعاً تحت مظلة الدولة ونحب الملك عبد الله الثاني، فالأصل أن تصيروا مثل الملك.
وهاك هذه القصة التي تعرفها انت جيدًا بحكم قربك من الملك، في عام 2021 حصلت مشكلة مع الفتاة الأردنية آثار الدباس بعد مشادة كلامية مع فتاة أخرى، أساءت فيها إلى أبو آثار المتوفى، قائله: ” ابوك مش أحسن من الملك، لترد آثار: لا ابوي احسن من الملك.
انتقلت الحكاية إلى القضاء الذي اعتبر دفاع الفتاة عن أبيها إساءة لشخص الملك، حوكمت بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة عام، عرف الملك بالقصة وغضب، فماذا فعل ؟
اتصل بالفتاة وشكرها، استخطى أفعال الآخرين، أُسقط الحكم، و وعدها خلال المكالمة الهاتفية بأنها ستكون بخير وأنه سيطمئن عليها لاحقًا أيضًا بشكل شخصي، قائلا لها إن من حق كل إنسان أن يفتخر بأبيه، وأنه طلب منها أن تحافظ على معنوياتها .
دولة الرئيس، لو كنت قريباً منك اليوم، راح ” اوشوشك ” وأقول استبدل كل الطاقم الإعلامي حولك – لا ترضخ لمركز القوى التي تشكلت في السابق – وكل المستشارين، اجعل الذين تتخذهم أرباب نقاش ومشورة صورة مطبوعة في عقلك وحدك، لا يعرفهم أحد.
دولة الرئيس ليكون الملك القدوة في التعامل مع ملف الكاتب الصحفي أحمد حسن الزعبي، وزنت تعلم أن الكاتب القابع في السجن، يتحول إلى سلاح لا يمكن احتمال تأثيره لاحقاً، حتى وأن سجن ألف مرة بعد ذلك.
لماذا تريدون للكاتب أن يخط روايته من هناك بأدق تفاصيلها، لماذا تريدون قتل قلبه الساخر بسحركم ؟

مقالات ذات صلة طقس العرب: هذا الموعد المتوقع لعودة هطول الأمطار في الأردن 2024/12/03

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: أحمد حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

هل ينجح أعضاء مجلس النواب في حماية حرية التعبير وإطلاق سراح أحمد حسن الزعبي؟”

#سواليف

هل ينجح أعضاء #مجلس_النواب في #حماية_حرية_التعبير وإطلاق سراح #أحمد_حسن_الزعبي؟”

بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة

تابعنا جميعًا كلمات أعضاء مجلس النواب وهم يناقشون البيان الوزاري لحكومة الدكتور جعفر حسان، حيث ألقى قانون الجرائم الإلكترونية بظلاله على جزء كبير من كلماتهم. هذا القانون الذي تحوّل، في نظر الكثيرين، من أداة لحماية المجتمع من إساءة استخدام التكنولوجيا إلى سيف مسلط على رقاب الكُتّاب والأصوات الحرة. ومن أبرز ضحاياه الكاتب الوطني أحمد حسن الزعبي، الذي أصبح رمزًا للحرية والصمود في وجه الظلم.

مقالات ذات صلة جيش الاحتلال يشرع ببناء قاعدة عسكرية في غزة 2024/12/04

أحمد حسن الزعبي ليس مجرد كاتب؛ بل هو صوت الشعب ونبض الوطن. من خلال مقالاته وكتاباته، حمل هموم المواطنين ونقل صرخاتهم بصدق وشجاعة. لم يكن يومًا ممن يساومون على المبادئ أو يخشون مواجهة الظلم. واليوم، يدفع ثمن مواقفه الحرة وكلماته الجريئة التي اختارت طريق الحق رغم التحديات.

قضيته ليست مجرد قضية فردية، بل تعكس معاناة كل من يؤمن بحرية التعبير وكرامة الكلمة في بلد اعتز دومًا بمناخه الديمقراطي وحرياته العامة. فالحرية ليست مجرد شعار يُرفع، بل هي جوهر الأمة وركيزة استقرارها وازدهارها.

عندما صدر قانون الجرائم الإلكترونية، كان الهدف المعلن حماية المجتمع من التحديات التي فرضها العصر الرقمي، مثل الابتزاز الإلكتروني واختراق الخصوصية. لكن التطبيق العملي للقانون أظهر انحرافًا خطيرًا عن هذه الغايات. فقد أصبح وسيلة لتجريم الآراء وقمع الأصوات المعارضة، بدلًا من حماية الحريات الأساسية.

اليوم، يتحوّل هذا القانون إلى أداة تُستخدم لتكميم الأفواه وتجريم الكتاب والصحفيين. وأصبحت الكلمات التي تعبّر عن نبض الشارع تُعتبر تهديدًا للنظام العام، ما يعكس استغلالًا واضحًا للقانون لتقييد الحريات التي كفلها الدستور.

لقد استمعنا إلى كلمات النواب وهم يدافعون عن حرية التعبير وينددون بتطبيق القانون كأداة لتكميم الأفواه. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتحول هذا الحديث إلى أفعال ملموسة؟ أم ستظل هذه الكلمات مجرد شعارات تُقال داخل قبة البرلمان دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ؟

إن موقف البرلمان من هذا الملف سيشكّل اختبارًا حقيقيًا لمدى جدية أعضائه في الدفاع عن الحقوق والحريات. اليوم، الثقة بين الشعب وممثليه على المحك، وأي تقاعس في مواجهة الظلم يعني تآكل هذه الثقة وفقدانها.

حرية التعبير ليست مجرد حق قانوني؛ بل هي الضمانة لاستقرار المجتمع وازدهاره. عندما تُكمّم الأفواه ويُقمع النقد البناء، يختنق الإبداع وتتفاقم المشكلات بدلًا من حلها. إن الدفاع عن حرية التعبير هو دفاع عن القيم الوطنية ومستقبل الأجيال القادمة.

قضية أحمد حسن الزعبي يجب أن تكون بداية لإعادة النظر في جميع التشريعات التي تمس الحريات العامة. ويجب أن تكون رسالة لكل صاحب قرار بأن العدالة والكرامة لا تتجزأ، وأن الحرية هي الأساس لبناء أي مجتمع متقدم.

اليوم، نناشد أعضاء مجلس النواب وأصحاب القرار أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية. أن ينصتوا لصوت الشعب ويترجموا كلماتهم إلى أفعال. نحن بحاجة إلى خطوات جريئة تلغي العقوبات التي تهدد حرية التعبير، وتطلق سراح أحمد حسن الزعبي وكل من سُجن بسبب رأيه.

إذا كنا نريد مستقبلًا مشرقًا، فعلينا حماية الحريات الأساسية بشجاعة وإيمان بالعدالة. فلنكن جميعًا على قدر المسؤولية، ولنتكاتف لحمل لواء الحرية مهما كانت التحديات. أعضاء مجلس النواب اليوم أمام لحظة تاريخية؛ إما أن ينتصروا لحرية التعبير أو يساهموا في ترسيخ تكميم الأفواه.

مقالات مشابهة

  • هل ينجح أعضاء مجلس النواب في حماية حرية التعبير وإطلاق سراح أحمد حسن الزعبي؟”
  • الخزعلي .. أشراف الناس في غياهب السجون ، وما أحمد حسن الزعبي منا ببعيد
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. الديوك
  • منظمة صحفيات بلا قيود تطالب بإلغاء الحكم الصادر بحق الكاتب الزعبي فورا
  • النائب مدانات يطالب بالافراج عن احمد حسن الزعبي / فيديو
  • النائب الزعبي يطالب بالإفراج عن الكاتب الزعبي
  • النائب عقل مطالبا بإطلاق سراح الكاتب الزعبي .. الحرية سقفها القوانين التي تكمم الافواه وعلى رأسها قانون الجرائم الإلكترونية
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. عالم توم وجيري
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. «لمّة» دولية