شبكة اخبار العراق:
2025-03-07@07:59:30 GMT

العراق الذي أصبح بين كمّاشتين

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

العراق الذي أصبح بين كمّاشتين

آخر تحديث: 3 دجنبر 2024 - 9:06 صبقلم: سمير داود حنوش المنظومة السياسية في العراق تعيش حالة من الاسترخاء واللامبالاة، يدفعها شعور ببقائها الأبدي، غير مُبالية بالتحولات الكبرى التي بدأت تُعيد رسم الخارطة السياسية، وكأنها خارج اللعبة. ذلك الغرور السياسي يُبنى على وهم زائف وعدم الاعتراف بأن عنصر المفاجأة جزء من طبيعة العمل السياسي.

بات في حُكم المؤكد أن المنطقة برمتها على موعد مع أربع سنوات حافلة بالمتغيرات، بدأت بعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، وتستمر مع جلوس دونالد ترامب في البيت الأبيض. ويسود الاعتقاد في الأوساط السياسية أن الملف الأهم لترامب سيكون عراقيا، بعد أن أدرك الجمهوريون الخطأ الذي وقع فيه الديمقراطيون حين سلّموا العراق على طبق من ذهب لإيران. لذلك، وكما يقولون، إن الكتاب يُقرأ من عنوانه، فقد اختار ترامب تشكيلة وزارية من شخصيات تُعرف بدعمها المطلق لإسرائيل وعدائها المُعلن لإيران. أول الغيث للعراقيين هو مغادرة السفيرة الأميركية في بغداد إلينا رومانوسكي لتحل محلها تريسي آن جاكوبسون، التي تعهدت أمام الكونغرس الأميركي بمحاربة إيران وقطع أذرعها في العراق بمواجهة علنية ومباشرة، في تحول جذري يمثل تغييرا في سياسة البيت الأبيض، عكس السياسة الناعمة التي كانت تنتهجها رومانوسكي. أوضح تقرير نشره معهد “منتدى الشرق الأوسط الأميركي” بعنوان “إذا غادر ترامب العراق، فسيكون ذلك هدية لإيران والصين”، أن أمام الولاية الثانية لترامب فرصة إعادة تعديل السياسة التي انتهجها جو بايدن، والتي من بينها محاولة استرضاء إيران، لتحل محلها سياسة الضغط الأقصى التي تجمع بين السياسة والاقتصاد. صورة الواقع السياسي العراقي تشبه سفينة تُبحر في بحر متلاطم الأمواج وعلى ظهرها أكثر من ربّان يريد القيادة، محصلتها غرق هذه السفينة بعد أن ضاعت بوصلتها.في الوقت الذي يسعى فيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تجنيب العراق ويلات الحرب ويبعده عن الصراع الإقليمي، بعد أن اكتسب تأييدا عربيا من خلال الجامعة العربية، يحاول تجديد ذلك التأييد من خلال الاتحاد الأوروبي وكسب تأييد دولي لمنع قصف الأراضي العراقية من خلال زيارته إسبانيا. لكن بالمقابل، تصاعدت أصوات من الفصائل العراقية، من بينها حركة النجباء، تحذر الحكومة من التواطؤ مع العدو الإسرائيلي! وتؤكد أنها ستضحي بالنظام السياسي في العراق إذا تم تخييرها. كل الاحتمالات تؤكد أن الإدارة الأميركية الجديدة ستنضم إلى حليفتها إسرائيل في ضرب العراق، وقد يكون موعد الضربة قريبا من تاريخ تنصيب ترامب في البيت الأبيض، خصوصا مع الدلائل والوقائع التي أثبتت أن العراق يمتلك صواريخ تصل إلى مديات تتجاوز 150 كلم، متحديا الشروط والالتزام الدولي الذي ألزمه بوجوب ألاّ يمتلك صواريخ تبعد أكثر من ذلك المدى، تعتبرها الولايات المتحدة مخالفة للقانون الدولي قد تعيده إلى البند السابع. الضربة الإسرائيلية القريبة للعراق بدأت تُحشّد لها الفصائل من خلال التحشيد والتسليح، وإخلاء المواقع المهمة، واختفاء قادتها.يبدو أن سيناريو فصل الساحات وتشتيتها قد تم إقراره إسرائيليا بعد أن أوصلت الفصائل رسالتها باستمرار قصف الأهداف الإسرائيلية رغم إعلان الهدنة في لبنان، حيث منعت السفارة الأميركية في بغداد من إرسال المساعدات جوا إلى لبنان دون المرور بنقطة تفتيش مقامة في الأردن، على اعتبار أن تلك المساعدات قد تتضمن مواد ممنوعة تصل إلى حزب الله اللبناني من العراق، حسب صحيفة “ذا كرايدل الأميركية”.العراق الذي أصبح بين كماشة الفصائل المسلحة التي بدأت تُجهّز حشودها للمواجهة العسكرية، من خلال التدريب واستقبال شحنات المسيّرات والصواريخ التي تأتي من إيران، وبين الضغط الأميركي الذي بدأت عقوباته الاقتصادية وحتى العسكرية تلوح في الأفق، إضافة إلى ما يترتب عليه من تغييرات في النظام السياسي قد ترسم لهذا البلد بدايات أو نهايات لا يمكن التنبؤ بها.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: من خلال بعد أن

إقرأ أيضاً:

ما الذي يميز شهر رمضان لدى مسلمي إثيوبيا؟

يتخذ الاحتفاء بشهر رمضان لدى مسلمي إثيوبيا عدة مظاهر ترتبط بالتنوع العرقي الكبير الموجود في البلاد، وأيضا بما حققه المسلمون في السنوات الأخيرة من مكاسب جعلتهم يقيمون الإفطارات الجماعية في الشوارع والميادين بالمدن بعد سنوات من التضييق والتهميش، غير أن لرمضان ميزة خاصة في الأرياف ترتبط بمجالس ومعتكفات الذكر وقراءة وحفظ القرآن الكريم والاستماع للدروس الدينية.

ويقول الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا الشيخ حامد موسى إن مسلمي البلاد يحترمون الشهر الفضيل أشد الاحترام، ويضيف في تصريح للجزيرة نت أن بعض المناطق لديها برنامج إفطار ملزم لكل فرد، إذ يتوجب على كل واحد أن يذبح من رؤوس الماشية ويطعم مسكينا، كما تنظم إفطارات جماعية على مستوى القرى، وعلى مستوى الأقارب والمعارف.

وأما كبار العلماء الذين يدرسون الفقه والحديث في القرى فإنهم يعتزلون الناس في رمضان، وينقطعون للعبادة والذكر وقراءة القرآن والدعاء وصلاة التراويح والتهجد وفق ما أفاد به الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والذي أصبح منذ عام 2022 معترف به رسميا بصفته مؤسسة مستقلة عن الحكومة، وتمثل مسلمي إثيوبيا في الداخل والخارج.

الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: كبار علماء إثيوبيا ينقطعون للعبادة والذكر (الجزيرة نت)

ويضيف الشيخ حامد أن خصوصية الشهر الفضيل تؤثر على الجو العام في البلاد، وهذا يشمل المسلمين والنصارى على حد سواء، فحركة التجارة وتنقل الناس في الشوارع تقل بشكل ملحوظ خلال رمضان وذلك لأنه شهر عبادة.

وعلى مستوى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، يقول أمينه العام إنهم سيقيمون خلال هذا الشهر الفضيل مسابقة وطنية كبرى لحفظ كتاب الله في جميع الأقاليم لأول مرة في تاريخ المجلس، وستمنح في ختام المسابقة جوائز قيمة للفائزين، ويضيف أن المشرفين على المجلس ينفذون خلال هذا الشهر المعظم برامج للدعوة وأخرى للتوعية وثالثة لإفطار الصائم، فضلا عن محاضرات وندوات دينية.

ورغم أن الإسلام جامع لكل فئات المسلمين في إثيوبيا، فإن ثقافة كل قومية من القوميات الـ11 في إثيوبيا تؤثر على بعض الممارسات الدينية والتقاليد والعادات في شهر رمضان، كما يقول الكاتب الإثيوبي أنور إبراهيم في تصريح للجزيرة نت، إذ لكل منطقة من المناطق أسلوب معين للإفطار من ناحية المأكولات والمشروبات.

إفطار جماعي وسط أديس أبابا في رمضان الماضي كان الأكبر في تاريخ البلاد (التلفزيون الإثيوبي) إلقاء المنظومة في المساجد

ويضيف الكاتب أن ثمة شيئا يميز رمضان في إثيوبيا، يطلق عليه "إلقاء المنظومة" وهو شعر وأناشيد في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام، وتسمى المنظومة لأنها خليط بين العربية واللغات المحلية مثل الأمهرية والأورومية والتيغرانية، وليس في إلقاء هذه المنظومة أي موسيقى وإنما التصفيق ودق الطبول في بعض المناطق.

إعلان

ويوضح المتحدث نفسه أن علماء الدين والشيوخ يؤلفون المنظومة، والتي تؤدى داخل المساجد بعد الصلوات خصوصا التراويح، وأيضا خلال المناسبات الدينية، وفي الخلاوي وهي مراكز تدريس القرآن في القرى وتسمى "درست" (باللغة المحلية) أو المدارس الدينية أو منابر التعليم.

وهناك بعض المناطق توجد فيها مظاهر للاحتفاء بشهر رمضان بشكل أكبر مقارنة بأخرى، ومن أكثرها تميزا المنطقة التي يوجد فيها مسجد الملك النجاشي في إقليم تيغراي شمالي البلاد، حيث يتم تزيين المساجد قبل دخول رمضان، وتوضع إضاءات جميلة حول المساجد.

ويضيف الكاتب أنه في عدد من مناطق المسلمين يذهب الناس للمساجد لصلاة المغرب، ثم يعودون لتناول الإفطار، ولكن في القرى حيث كثرة المساجد يأخذ الناس معهم إفطارهم لتناوله داخل بيوت الله.

التنافس في الإفطارات الجماعية

في السنوات الأخيرة، برزت ظاهرة جديدة خلال شهر رمضان في المدن، وهي تنافس المسلمين في إقامة إفطارات جماعية بالشوارع العامة، ففي السابق -يوضح المتحدث نفسه- كانت هذه الإفطارات تقام في بعض أحياء المدن فقط، ولكن خلال السنوات الثلاث الماضية كانت تقام في أديس أبابا إفطارات جماعية ضخمة، حيث تمثل بعض الشوارع الرئيسية بآلاف الصائمين، كما يحدث في ساحة مسكل (ساحة الثورة) في قلب العاصمة، حيث تغلق السلطات المحلية الطرق المجاورة للساحة لتسهيل إقامة الإفطار الجماعي والذي أشرف عليه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بتعاون مع جمعيات خيرية محلية.

وقد شارك في الإفطار السنوي الكبير في أديس أبابا -رمضان الماضي- رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ إبراهيم توفا، وعدد من المشايخ والعلماء وممثلي البعثات الدبلوماسية بأديس أبابا.

ويقول الكاتب الإثيوبي إن هذه الإفطارات الجماعية الكبيرة تتكرر في قرابة 10 مدن حيث تتنافس فيما بينها، وعقب انتهاء هذه الإفطارات تقام بعض الفعاليات التي تناسب الشهر الفضيل.

إعلان نفحات تشمل المسيحيين

ويحكي الكاتب للجزيرة نت إحدى قصص رمضان التي عاشها وتظهر التعايش والوئام بين المسلمين والمسيحيين، ففي شهر رمضان يبرز عدد من مظاهره، إذ يقول "كنت أعمل في أحد المكاتب في أديس أبابا رفقة زملاء مسلمين، وكنا نجلب وجبات الإفطار إلى المكتب بسبب ظروف العمل، فيتقاسم معنا طعام الإفطار زملاء لنا مسيحيون، وفي المرات التي تلت ذلك كان زملاؤنا المسيحيون يصرون على جلب طعام الإفطار لنا ويشاركوننا إياه، ويكون من نفس الطعام المعتاد في رمضان في البلاد مثل البلح والعصائر والحلويات وغير ذلك".

أحد المساجد في جنوب أديس أبابا وبجواره كنيسة وهو أمر يتكرر في أكثر من منطقة بالعاصمة الإثيوبية (الجزيرة نت)

ويعتبر الإسلام الديانة الثانية بعد المسيحية في إثيوبيا، وتشير بعض التقديرات إلى أن نسبة المسلمين لا تقل عن 34% من عدد السكان البالغ نحو 115 مليون نسمة، وإن كانت تقديرات أخرى تشير إلى أن عدد المسلمين أكثر بكثير.

رمضان الأرياف الإثيوبية

يفضل عدد من مسلمي إثيوبيا الذين يعيشون في الأرياف التفرغ خلال شهر رمضان للعبادة والذكر، ولا سيما في العشر الأواخر حيث تنتشر أماكن الاعتكاف سواء في بعض المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، ومن أشهر هذه المراكز مركز زابي مولا لتحفيظ القرآن في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا، ويستقبل المركز الذي تأسس منذ عام 1910 الراغبين في حفظ القرآن من مختلف الأعمار طيلة العام، غير أنه يتحول خلال شهر رمضان إلى معتكف للعبادة والذكر.

وكان عضو هيئة علماء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية محمد حامد الدين البورني قال في إحدى حلقات برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" -الذي يبث في قناة الجزيرة- إن المناطق الريفية تجسد العمق الإسلامي في أرض الحبشة، حيث يقبل الناس هناك على الطاعات بشكل كبير خلال شهر رمضان.

إعلان

ومن مظاهر هذا الإقبال -يضيف البورني- امتلاء المساجد في الشهر الفضيل وخصوصا صلاتي التراويح والجمعة، وتقام في مساجد الأرياف ما يعرف بـ "نظام ترا" باللغة المحلية ومعناه قراءة القرآن بالتناوب، بحيث يتلو كل قارئ ثُمن القرآن، ثم يتبعه الذي يليه وهو ما يمكن من ختم القرآن مرتين في رمضان.

ويضيف العالم الإثيوبي أن أهل الأرياف من المسلمين يلتفون حول كبار المشايخ في رمضان من أجل سماع المواعظ والأحاديث، وأما في بعض المدن فتقام محاضرات دينية في الملاعب لكي تستوعب الأعداد الكبيرة من الحضور ويشارك فيها الدعاة والعلماء.

كما يسارع عدد كبير من التجار المسلمين في المدن -يضيف البورني- وأيضا المزارعون إلى إخراج زكاة أموالهم خلال شهر رمضان، وهذه ثقافة متجذرة منذ وقت بعيد، ولذلك يكون رمضان فرصة كبيرة جدا لسد حاجة الفقراء والمساكين.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأميركية: على العراق التخلص من اعتماده على الطاقة الإيرانية فورًا
  • بدأت بـ «التريند» وانتهت في «الكلبش».. قصة سوزي الأردنية
  • الإعلام السياسي في العراق.. بين الترويج الحزبي وشبهات غسيل الأموال- عاجل
  • مدير أمن محافظة اللاذقية لـ سانا: المجموعات المسلحة التي تشتبك معها قواتنا الأمنية في ريف اللاذقية كانت تتبع لمجرم الحرب “سهيل الحسن” الذي ارتكب أبشع المجازر بحق الشعب السوري
  • مستشار الأمن القومي: خفض المساعدات الأميركية يعوق إعادة العراقيين من مخيم الهول  
  • ما الذي يميز شهر رمضان لدى مسلمي إثيوبيا؟
  • صلاح يكشف عن اللاعب الذي غير عقليته.. كيف أصبح قائدا في ليفربول؟
  • السوق العراقية.. متنفس البضائع الإيرانية الذي تتجاذبه المصالح بين النفوذ والتحديات الدولية- عاجل
  • أهم أنظمة الأسلحة الأميركية التي قد تخسرها أوكرانيا
  • العراق يتلقى دعوة للمشاركة في أكسبو 2027 الذي ستنظمه صربيا