مخيم شعفاط زنزانة كبيرة شمال مدينة القدس
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
مخيم على بُعد 5 كيلومترات شمال مدينة القدس بين قريتي شعفاط وعناتا، وهو أشبه بسجن صغير محاصر بجسور من فوقه ومستوطنات من حوله. تأسس عام 1965 على مساحة 200 دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع) ويحيط به جدار الفصل الإسرائيلي.
يعيش مخيم شعفاط في حالة تهديد دائم ويعاني من إمكانية عزله في أي لحظة، فهو محاصر ببوابة يسمح بالدخول والخروج منها حسب "حسن السيرة والسلوك"، وذلك من حاجز يستغرق عبوره ساعات.
عمليا يقع المخيم في قلب مدينة القدس بعد أن وسّع الاحتلال الإسرائيلي حدود المدينة المحتلة لربطها بـمستوطنات الضفة الغربية، وهو تابع للمدينة قانونيا لكنه خلف الجدار، ومن ثم لا تصله الخدمات ولا يستفيد من الإصلاحات والترميمات.
تحده من الجنوب مستوطنة التلة الفرنسية ومن الشمال مستوطنة بسغات زئيف، ومن الشرق مستوطنة عناتوت، ولم يتبقَّ للمخيم إلا مخرج شرقي يشترك فيه مع بلدة عناتا المجاورة، وكثيرا ما يُغلق هذا المخرج عند حدوث أي نكسة أمنية.
وأقيم المخيم على قطعة أرض استأجرتها الأونروا من الحكومة الأردنية.
السكان
يسكن مخيم شعفاط أكثر من 70 ألف نسمة، كلهم يحملون الهوية الزرقاء، ويتوزعون على المخيم و3 أحياء أخرى هي رأس خميس ورأس شحادة وضاحية السلام.
سكان مخيم شعفاط -كغيرهم من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين– طردوا من قراهم ومدنهم بعد حرب عام 1948، إلا أنه نقل إليه أيضا اللاجئون المقيمون في الحي اليهودي وحارة الشرف المجاورة.
في عام 1929 تم ترحيل اليهود من الأحياء الإسلامية نتيجة ثورة البراق، وزادت أحداث 1936 في تسريع ترحيلهم، وأُخلي الحي تماما من اليهود عام 1948 بعد أن عبروا إلى القسم الغربي للقدس، وأقام اللاجئون العرب من القدس وغيرها في الأماكن التي كان يقطنها اليهود.
إعلانفي عام 1964 اتفقت الحكومة الأردنية مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) على ضرورة ترحيل سكان حارة الشرف وحارة اليهود من اللاجئين الذين يحملون بطاقة الوكالة.
وكان المشروع يرمي إلى نقل اللاجئين من البلدة القديمة بالتخطيط بين الأونروا والحكومتين الأردنية والإسرائيلية، وبدأ التخطيط لذلك عام 1959.
أبلغت الحكومة الأردنية الأونروا بضرورة العثور على مخيم جديد بدلا من الحي اليهودي، لكن الوكالة ترددت في البداية خشية ردة فعل اللاجئين.
مقدسيون في مخيم شعفاط ينظمون وقفة رفضا للحصار المفروض عليهم (وسائل التواصل الاجتماعي)وناقش مديرو الأونروا فيما بينهم رغبة الحكومة الأردنية في انتقال اللاجئين من الحي إلى شعفاط، ولكنهم لم يسجلوا سببا قاطعا، واتهم بعض اللاجئين والمتتبعين آنذاك الحكومة الأردنية بإبرام صفقة سرية مع إسرائيل قبل عام 1967 لمنحها هذا الحي.
نقل اللاجئين من الحي اليهودي إلى شعفاط كان أولوية في جدول أعمال كل من الأونروا والحكومة الأردنية وإسرائيل، لكن الوكالة طلبت تعهدا بـ"عدم تسللهم ورجوعهم إلى المدينة"، واقترحت هدم الحي وخفض حصص الإعاشة لمن يرفضون الانتقال.
وتعود أصول اللاجئين في مخيم شعفاط إلى 55 قرية تابعة لمناطق القدس واللد ويافا والرملة، معظمهم من عائلات وصلت المخيم في ستينيات القرن العشرين، ويحملون هويات مدنية تابعة للقدس، مما يؤهلهم للحصول على بعض الخدمات الاجتماعية التي توفرها سلطات الاحتلال، مثل الرعاية الصحية.
ويقدر عدد اللاجئين في المخيم -حسب سجلات الأونروا- بـ18 ألف لاجئ، منهم 4 آلاف انتقلوا إليه لتجنب فقدان حقوق الإقامة، أما السكان المقيمون في الأحياء الملاصقة للمخيم فهم من المقدسيين الحاملين للهوية الإسرائيلية، وقد أقاموا فيه لانخفاض أسعار السكن.
إعلان
البنية التحتية
يعاني مخيم شعفاط والأحياء الملاصقة له من ضعف البنية التحتية وعدم استجابتها لحاجات سكانه، فكثير من مناطقه تنقصها إمدادات المياه وشبكة الصرف الصحي والطرق المعبدة، وليس فيه أي متنزهات عامة أو ملاعب.
كما يعاني المخيم من نقص في الفصول الدراسية والخدمات والمرافق الاجتماعية الأخرى، إضافة إلى ضعف الأمن وانتشار الجرائم والمخدرات.
وفي المخيم مركز واحد للشرطة فقط، تأسس عام 2017 ويقع خارج الجدار بجانب الحاجز العسكري على مدخل المخيم الغربي، ويعمل فيه عدد محدود جدا من أفراد الشرطة.
وبسبب تركيبة سكانه المختلطة ما بين إقامة دائمة تُمنح لأهالي القدس وبين فلسطينيين من الضفة يحملون الهوية الزرقاء، تحاصره إسرائيل طوال الوقت، وفيه حاجز وشوارع تؤدي إلى حاجز قلنديا من جهة عناتا، وحاجز آخر تجاه بلدة شعفاط والقدس.
وإذا أضيف إلى ذلك جدار الفصل الذي يحيط به، فإن مخيم شعفاط محاصر طوال الوقت، ويبدو مثل زنزانة كبيرة، وهو صورة مصغرة عمّا تريد إسرائيل أن تكون عليه حياة الفلسطيني داخل فلسطين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحکومة الأردنیة مخیم شعفاط
إقرأ أيضاً:
قيادي بحماس يستبعد عودة جيش الاحتلال للحرب في غزة
قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في الخارج موسى أبو مرزوق، إن وفد الحركة سيبحث في موسكو ملف تبادل الأسرى مع إسرائيل، مستبعدا عودة جيش الاحتلال إلى الحرب مجددا.
وحسبما أفادت "روسيا اليوم" أضاف أبو مرزوق، الذي يزور موسكو على رأس وفد لـ"حماس": "هذه زيارة بدعوة رسمية من وزارة الخارجية الروسية، لدينا العديد من الموضوعات التي نود مناقشتها مع قيادة الوزارة. نحن بحاجة إلى أن تشارك روسيا في إعمار قطاع غزة، وينبغي لروسيا أن تكون حاضرة في هذه العملية وأن تؤدي دورها، وهذا مهم جدًا بالنسبة لنا".
وتوقع أبو مرزوق إرسال موسكو مساعدات إنسانية للقطاع، وأن تساهم في عملية إعادة الإعمار.
واعتبر أبو مرزوق أن الاتفاق الموقع بين "حماس" وإسرائيل في قطر كان مقنعا للحركة، الأمر الذي دفعها للموافقة عليه، مضيفًا أن "هذا الاتفاق كان معروضًا بعد قرار مجلس الأمن، ووافقت عليه الحركة ورفضته إسرائيل في 23 مارس الماضي، ومنذ ذلك التاريخ والحركة مصرة على تطبيق الاتفاق كما تم في ذلك الوقت".
مستوطنون إسرائيليون يقتحمون باحات المسجد الأقصى في حماية شرطة الاحتلال
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن عشرات المستوطنين، اليوم الاثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، وسط إجراءات مشددة من جنود الاحتلال على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وفرضت قيودا على دخول المصلين.
الخارجية الفلسطينية تُثمن موقف الاتحاد الأوروبي الرافض لحظر عمل "الأونروا"
ثمنت وزارة الخارجية والمغتربين، تصريحات ومواقف الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس، والتي أدانت فيها حظر حكومة الاحتلال أنشطة "الأونروا"، وعبرت عن قلقها إزاء العواقب الشاملة على عمليات "الأونروا" في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
كما أدانت الوزارة أي محاولات لإلغاء اتفاقية عام 1967 بين اسرائيل و"الأونروا"، وحذرت من مخاطر اية عراقيل امام تقديم "الأونروا" للخدمات الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدةً على ضرورة توفير كافة المناخات اللازمة لتمكين الأونروا من أداء كامل مهامها.
وطالبت الوزارة بترجمة الاجماع الدولي على إدانة قرار الحكومة الاسرائيلية بحظر "الأونروا" إلى خطوات واجراءات عملية تجبرها على التراجع عن قرارها.
"أونروا": تعطيل عملنا سيكون له عواقب كارثية على حياة اللاجئين الفلسطينيين
أكدت مديرة الاتصالات في الأونروا جولييت توما، أن أي تعطيل لعمل "أونروا"، سيكون له عواقب كارثية على حياة ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين، مشيرة إلى وصول الوكالة بشكل كبير إلى مجتمعات قدمت فيها الرعاية الصحية والتعليم المجاني لعقود من الزمن.
وأضافت، أن الأونروا تستمر في تقديم خدماتها، "ونحن ملتزمون بالبقاء وتقديم الخدمات في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا يشمل قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية".
وأشارت إلى أنه لم يتم تلقي أي اتصال رسمي من السلطات الإسرائيلية حول كيفية تنفيذ الحظر في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت المسئولة الأممية "في غياب أي حل دائم سيستمر اللاجئون الفلسطينيون في الاعتماد على الأونروا للحصول على الخدمات الأساسية بما في ذلك الصحة والتعليم وخاصة في غزة في أعقاب الدمار الذي خلفته الحرب من أجل بقائهم على قيد الحياة".
وأشارت إلى أن المراكز الصحية التابعة للأونروا استمرت في استقبال المرضى في القدس الشرقية في الضفة الغربية يوم الخميس، في حين من المتوقع إعادة فتح المدارس يوم الأحد.. وقالت "ستستمر فرقنا في توفير التعلم للأطفال، لدينا حوالي 50 ألف فتى وفتاة في جميع أنحاء الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية يذهبون إلى مدارس الأونروا".