سواليف:
2025-01-05@12:18:22 GMT

موعد مفتوح مع الدم

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

#موعد_مفتوح_مع_الدم _ د. #منذر_الحوارات

مع بدايات السابع من أكتوبر أدرك العارفون أن هذه ستكون نقطة البداية لتغيرات جوهرية ستطال المنطقة برمتها، والتي تركها الغزو الأميركي للعراق واحتلاله عام 2003 وتفكيك نظام بغداد غارقةً في فراغ اللايقين، وما تلا ذلك من خطة الرئيس باراك أوباما والتي ابتدأت في العام 2009-2017 والتي أدت إلى الانسحاب من العراق 2011 والاتفاق النووي الإيراني 2015 والتعامل بنهج مختلف مع ثورات الربيع العربي 2011-2013 والذي أدى إلى تخلي الولايات المتحدة عن الكثير من حلفائها في المنطقة.

أدى كل ذلك إلى فراغ للقوة أشغلته قوى أخرى كانت إيران أبرزها وكذلك تركيا وبدون شك إسرائيل. طبعاً هذه القوى الثلاث أدارت عملية التنافس في المنطقة وقيادتها لمصلحة كل منها مع الأخذ بعين الاعتبار عدم التصادم بينها وعدم المسّ بالمصالح الأميركية. كان هذا على حساب الساحة العربية المتشظية بين هذه الأطراف، ومنذ ذلك اليوم حصل ما يشبه تبادل أدوار حول اقتسام الغنيمة العربية بين هذه الأطراف الثلاثة.

بعد النجاح الهائل للطوفان أدركت إسرائيل بأن ثمة خطة لإضعاف دورها ودور الولايات المتحدة من خلال استخدام الأذرع الإيرانية، عزز هذه القناعة هجمات المؤازرة من قبل حزب الله والحوثيين وبعض الفصائل العراقية الموالية لإيران، والتي لم تلتقط اللحظة التاريخية بضرورة تنفيذ هجوم مباغت شامل يطيح أو على الأقل يضعف بشكل كبير إسرائيل، بل كان تدخلها مبرمجاً بغية عدم توسع الصراع والخوف من مواجهة الولايات المتحدة. هذا أعطى إسرائيل فرصة لالتقاط الأنفاس والتفكير ملياً بضرورة الحسم النهائي للوضع. طبعاً كان لا بد من أخذ الضمانات بأن الهجوم على إسرائيل لن يتوسع ولهذا السبب حضرت أميركا بعدها وعديدها عند كل مفترق خطير. كانت هذه الخطة هي الوسيلة الأمثل للاستفراد بالمحور الواحد تلو الآخر، فبدأت في إعمال الدمار في غزة قتلاً وتشريداً.

بعد غزة انفردت بحزب الله، فكان ما كان من حادثة البيجر وقتل القيادات وتدمير الضاحية الجنوبية وجنوب لبنان إلى أن وصلت للحظة إبرام الهدنة والتي ضمنت تطبيق اتفاق 1701 مع إضافات كثيرة، وتم إيقاف إطلاق النار بينما بنود كثيرة مفتوحة باتجاهين: إما عودة العدوان الإسرائيلي على لبنان أو تكفل اللبنانيين بذلك بين أنفسهم، مما يبقي كل الاحتمالات مفتوحة. وبينما اللبنانيون كعادتهم منهمكون في الجدل بين هل انتصر الحزب أو هزم؟، تتلقى إسرائيل مكافأة الهدنة برفع القيود عن تصدير القنابل الكبيرة وكذلك الحصول على أسلحة دقيقة لغرض قادم لم تفصح عنه بعد. وفي الأثناء تندلع جبهة أخرى ولكن هذه المرة في أقصى شمال هذه البقعة الموبوءة بالموت، في حلب وهجوم صاعق قامت به فصائل معارضة للنظام السوري والتي استفادت من إضعاف نفوذ إيران وحلفائها. وهنا يبدو أن تركيا لم تكن غاضبة من إضعاف الطرف الثالث من أضلع ميزان القوة في المنطقة.
استثمرت تركيا هذه الظروف الموضوعية لملء فراغ قوة يكاد يتشكل نتيجة قناعة راسخة بأن النفوذ الإيراني في طريقه للأفول في المنطقة بعد أن تجرأت على قمة المثلث إسرائيل، بالذات أنها اعتبرت وصول دونالد ترامب كان في أهم تجلياته هو إنهاء الأوبامية السياسية في المنطقة وبالتالي بداية تفكك هذه العقيدة وإعادة تشكيل المنطقة وفق سيناريو جديد يضمن إسرائيل سيدة للمسارات كافة، ومن يريد التعاون عليه الانخراط في هذا المسار وهو تقطيع أذرع إيران وصولاً إلى الرأس. وهذا ما تدركه إيران جيداً وحتى روسيا والنظام والذين لم يكونا متحمسين جداً للوقوف، لا مع حزب الله ولا لاحقاً مع إيران طالما أن النار بعيدة عن رأس الأسد في دمشق، وأمل صفقة في أوكرانيا بالنسبة لروسيا. لذلك بدأت إيران تسابق الزمن للوصول إما إلى قنبلة نووية أو على عتبتها بالذات بعد أن توصلت إلى قناعة إلى أن النتيجة باتت محسومة وأن عليها أن تتمسك بورقتها النووية كي لا تخرج من اللعبة خالية الوفاض.
كل ذلك يشير إلى أن المنطقة ما تزال مفتوحة على مزيد من الحروب، بالتالي فإن المعركة التي ابتدأت من غزة وغدت الآن في حلب ولاحقاً سورية كلها والعراق واليمن ما تزال بعيدة تماماً عن التسويات وإن في جراب الحاوي الكثير من التغيرات غير المقروءة حتى اللحظة، والتي لا يمكن التنبؤ بها بدقة، بالتالي فإن الموعد مع الدم ما زال مفتوحاً إلى أجل غير مسمى.

مقالات ذات صلة برلمانيات!! 2024/12/02

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تستولي على "سد المنطرة" المورد المائي الأهم جنوب سوريا... فماذا نعرف عنه؟

شهد ريف القنيطرة في جنوب سوريا الخميس تصعيدًا جديدًا، حيث سيطرت قوات تابعة للجيش الإسرائيلي، تضم آليات عسكرية، على سد المنطرة المائي. هذه الخطوة وُصفت بأنها الأخطر منذ بدء التوغلات الإسرائيلية في المنطقة، وسط تحذيرات من تداعياتها على الأمن المائي للمنطقة.

اعلان

تزامن هذا التحرك مع إنشاء القوات الإسرائيلية قواعد عسكرية في عدة مواقع محيطة بالسد، بعد توغل دباباتها وجنودها في المنطقة. كما فرضت قيودًا صارمة على حركة الدخول والخروج للسكان، محددة أوقاتًا معينة للتنقل، ما أثار مخاوف متزايدة بين الأهالي. 

وبهذا التحرك، تكون إسرائيل قد أضافت سد المنطرة إلى قائمة الموارد المائية التي باتت تحت سيطرتها في جنوب سوريا، ليصل العدد إلى ستة من أهم المسطحات المائية في المنطقة. وتأتي هذه الخطوة كجزء من سلسلة تصعيدات شهدتها القنيطرة، حيث توغل الجيش الإسرائيلي قبل أيام في عمق المدينة نفسها، محاصرًا مباني حكومية ومطالبًا بإخلائها. 

ماذا نعرف عن سد المنطرة؟

تُعد السدود في محافظة القنيطرة من أهم مصادر المياه لري المحاصيل الزراعية، حيث تضم المحافظة سبعة سدود رئيسية هي المنطرة، رويحينة، بريقة، كودنة، الهجة، الحيران، والمقرز. ويبرز من بينها سد المنطرة، الذي يُعد ثاني أكبر سد في سوريا وأحد أهم المنشآت المائية في الجنوب السوري.

يقع سد المنطرة في قرية الصمدانية الغربية، وهي قرية صغيرة في محافظة القنيطرة لا يتجاوز عدد سكانها 300 نسمة. هذه القرية تم تحريرها خلال حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973، وتتميز بموقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية الغنية. ويُعتبر السد المزود الرئيسي للمياه في القنيطرة وأريافها، ممتدًا بتأثيره حتى محافظة درعا، ما يجعله من أبرز السدود المائية الحيوية في المنطقة.

يتغذى سد المنطرة من وادي الرقاد، وهو السد الرئيسي والأعلى على هذا الوادي. تأسس عام 2000 لكنه بدأ بالعمل فعليًا عام 2010، اذ تم استثماره لتوفير مياه الشرب وري المزروعات. كما تم اعتماده كخزان مياه داعم للسدود الأخرى، ما ساهم في تخفيف المعوقات الزراعية.

Related"من الشهادة في سبيل الوطن" إلى "في سبيل الله".. تعديلات تربوية تثير جدلا واسعا في سورياالولايات المتحدة تبدأ بإنشاء قاعدة عسكرية في كوباني شمال سوريا مرهف ابو قصرة المكنى بأبو حسن الحموي أصبح وزيرا للدفاع في سوريا الجديدة.. ماذا نعرف عنه؟

وإلى جانب أهميته المائية، يتميز سد المنطرة بجاذبيته السياحية. تمتاز المنطقة المحيطة به، مثل الصمدانية الغربية وأم باطنة والقرى المجاورة، بمناخ لطيف ومناظر طبيعية خلابة. كان السد يجذب الزوار للاستمتاع بطبيعته المتميزة وبحيرته التي تُعتبر نقطة جذب فريدة، خاصة مع موقعه المحاذي لحدود الجولان المحتل، مما يعزز من قيمته السياحية.

يُذكر أنه بعد سقوط نظام بشار الأسد، زاد الجيش الإسرائيلي من وتيرة توغلاته داخل المناطق السورية المحاذية للمنطقة العازلة في الجولان المحتل. وقد وصفت إسرائيل هذه التحركات بأنها "إجراءات أمنية مؤقتة"، دون تقديم أي جدول زمني للانسحاب.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في زيارة رسمية هي الأولى منذ سنوات.. فرنسا تعرض تقديم دعم تقني وقانوني لصياغة الدستور السوري الجديد الحرب السورية تترك أحياء حمص مقفرة وخالية من الحياة "زنوبيا" تُحذف من المناهج السورية.. فهل كانت مجرد شخصية خيالية؟ سورياإسرائيلاستعمار- احتلالمياهزراعةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب في يومها الـ455: قتلى وجرحى في غزة جراء القصف المستمر والجيش يعلن اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون يعرض الآن Next عاجل. في زيارة رسمية هي الأولى منذ سنوات.. فرنسا تعرض تقديم دعم تقني وقانوني لصياغة الدستور السوري الجديد يعرض الآن Next فنزويلا تعرض 97,000 يورو مقابل معلومات عن مكان مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس يعرض الآن Next سويسرا تنضم إلى دول أوروبية وتمنع لبس النقاب مع بداية العام الجديد وغرامة تتجاوز ألف دولار لمن تخالف يعرض الآن Next "إف بي آي" ينشر فيديو للمشتبه به في زرع القنبلة قرب مكاتب اللجنة الديمقراطية ليلة هجوم الكابيتول اعلانالاكثر قراءة لحظات مريرة في غزة: تدافع الجائعون على كشك طعام في خان يونس وسط أزمة حادة مصر تكشف عن أول حالة نادرة مصابة بمتلازمة فيكساس.. كل ما يجب أن تعرفه عن هذا المرض! شمس الدين جبار.. ما الذي نعرفه عن المتهم بهجوم نيو أورلينز الدامي؟ دول لا تحتفل برأس السنة الليلة! تعرف عليها سقوط جسم فضائي غامض في كينيا ووكالة الفضاء تبحث عن إجابات.. ما القصة؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومشرطةتحقيقدونالد ترامبقطاع غزةسورياقصفالاتحاد الأوروبيالسنة الجديدة- احتفالاتضحاياإسرائيلروسيافرنساالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • إيران تدين الغارات الأمریکیة - البریطانیة على اليمن.. وتحذر من استمرار الأعمال العدوانية في المنطقة
  • إيران: الاعتداءات على اليمن تهدد استقرار المنطقة.. وإسرائيل ترفع حالة التأهب
  • عراقجي يحدد سياسة إيران تجاه سوريا الجديدة.. هذا ما تنتظره طهران
  • عراقجي يحدد سياسة إيران تجاه سوريا الجديدة.. هذا ما تنتظره
  • نعيم قاسم: كسرنا شوكة إسرائيل وسليمان كشف مخططات أمريكا
  • إسرائيل تستولي على "سد المنطرة" المورد المائي الأهم جنوب سوريا... فماذا نعرف عنه؟
  • إسرائيل تتحدث عن اختلاف بين الحوثي وطهران: نستعد لمواجهة محتملة مع إيران
  • هل تدعم إسرائيل استقلال أكراد سوريا للتخلص من نفوذ تركيا ؟
  • إسرائيل : دمرنا منشأة للصواريخ أقامتها إيران في سوريا شهر سبتمبر
  • إسرائيل تكشف حصيلة غير مسبوقة لجواسيس إيران