سواليف:
2025-02-05@12:49:01 GMT

موعد مفتوح مع الدم

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

#موعد_مفتوح_مع_الدم _ د. #منذر_الحوارات

مع بدايات السابع من أكتوبر أدرك العارفون أن هذه ستكون نقطة البداية لتغيرات جوهرية ستطال المنطقة برمتها، والتي تركها الغزو الأميركي للعراق واحتلاله عام 2003 وتفكيك نظام بغداد غارقةً في فراغ اللايقين، وما تلا ذلك من خطة الرئيس باراك أوباما والتي ابتدأت في العام 2009-2017 والتي أدت إلى الانسحاب من العراق 2011 والاتفاق النووي الإيراني 2015 والتعامل بنهج مختلف مع ثورات الربيع العربي 2011-2013 والذي أدى إلى تخلي الولايات المتحدة عن الكثير من حلفائها في المنطقة.

أدى كل ذلك إلى فراغ للقوة أشغلته قوى أخرى كانت إيران أبرزها وكذلك تركيا وبدون شك إسرائيل. طبعاً هذه القوى الثلاث أدارت عملية التنافس في المنطقة وقيادتها لمصلحة كل منها مع الأخذ بعين الاعتبار عدم التصادم بينها وعدم المسّ بالمصالح الأميركية. كان هذا على حساب الساحة العربية المتشظية بين هذه الأطراف، ومنذ ذلك اليوم حصل ما يشبه تبادل أدوار حول اقتسام الغنيمة العربية بين هذه الأطراف الثلاثة.

بعد النجاح الهائل للطوفان أدركت إسرائيل بأن ثمة خطة لإضعاف دورها ودور الولايات المتحدة من خلال استخدام الأذرع الإيرانية، عزز هذه القناعة هجمات المؤازرة من قبل حزب الله والحوثيين وبعض الفصائل العراقية الموالية لإيران، والتي لم تلتقط اللحظة التاريخية بضرورة تنفيذ هجوم مباغت شامل يطيح أو على الأقل يضعف بشكل كبير إسرائيل، بل كان تدخلها مبرمجاً بغية عدم توسع الصراع والخوف من مواجهة الولايات المتحدة. هذا أعطى إسرائيل فرصة لالتقاط الأنفاس والتفكير ملياً بضرورة الحسم النهائي للوضع. طبعاً كان لا بد من أخذ الضمانات بأن الهجوم على إسرائيل لن يتوسع ولهذا السبب حضرت أميركا بعدها وعديدها عند كل مفترق خطير. كانت هذه الخطة هي الوسيلة الأمثل للاستفراد بالمحور الواحد تلو الآخر، فبدأت في إعمال الدمار في غزة قتلاً وتشريداً.

بعد غزة انفردت بحزب الله، فكان ما كان من حادثة البيجر وقتل القيادات وتدمير الضاحية الجنوبية وجنوب لبنان إلى أن وصلت للحظة إبرام الهدنة والتي ضمنت تطبيق اتفاق 1701 مع إضافات كثيرة، وتم إيقاف إطلاق النار بينما بنود كثيرة مفتوحة باتجاهين: إما عودة العدوان الإسرائيلي على لبنان أو تكفل اللبنانيين بذلك بين أنفسهم، مما يبقي كل الاحتمالات مفتوحة. وبينما اللبنانيون كعادتهم منهمكون في الجدل بين هل انتصر الحزب أو هزم؟، تتلقى إسرائيل مكافأة الهدنة برفع القيود عن تصدير القنابل الكبيرة وكذلك الحصول على أسلحة دقيقة لغرض قادم لم تفصح عنه بعد. وفي الأثناء تندلع جبهة أخرى ولكن هذه المرة في أقصى شمال هذه البقعة الموبوءة بالموت، في حلب وهجوم صاعق قامت به فصائل معارضة للنظام السوري والتي استفادت من إضعاف نفوذ إيران وحلفائها. وهنا يبدو أن تركيا لم تكن غاضبة من إضعاف الطرف الثالث من أضلع ميزان القوة في المنطقة.
استثمرت تركيا هذه الظروف الموضوعية لملء فراغ قوة يكاد يتشكل نتيجة قناعة راسخة بأن النفوذ الإيراني في طريقه للأفول في المنطقة بعد أن تجرأت على قمة المثلث إسرائيل، بالذات أنها اعتبرت وصول دونالد ترامب كان في أهم تجلياته هو إنهاء الأوبامية السياسية في المنطقة وبالتالي بداية تفكك هذه العقيدة وإعادة تشكيل المنطقة وفق سيناريو جديد يضمن إسرائيل سيدة للمسارات كافة، ومن يريد التعاون عليه الانخراط في هذا المسار وهو تقطيع أذرع إيران وصولاً إلى الرأس. وهذا ما تدركه إيران جيداً وحتى روسيا والنظام والذين لم يكونا متحمسين جداً للوقوف، لا مع حزب الله ولا لاحقاً مع إيران طالما أن النار بعيدة عن رأس الأسد في دمشق، وأمل صفقة في أوكرانيا بالنسبة لروسيا. لذلك بدأت إيران تسابق الزمن للوصول إما إلى قنبلة نووية أو على عتبتها بالذات بعد أن توصلت إلى قناعة إلى أن النتيجة باتت محسومة وأن عليها أن تتمسك بورقتها النووية كي لا تخرج من اللعبة خالية الوفاض.
كل ذلك يشير إلى أن المنطقة ما تزال مفتوحة على مزيد من الحروب، بالتالي فإن المعركة التي ابتدأت من غزة وغدت الآن في حلب ولاحقاً سورية كلها والعراق واليمن ما تزال بعيدة تماماً عن التسويات وإن في جراب الحاوي الكثير من التغيرات غير المقروءة حتى اللحظة، والتي لا يمكن التنبؤ بها بدقة، بالتالي فإن الموعد مع الدم ما زال مفتوحاً إلى أجل غير مسمى.

مقالات ذات صلة برلمانيات!! 2024/12/02

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

خبراء: المنطقة مقبلة على لي أذرع في إطار مساعي إسرائيل لضم الضفة

يرى خبراء أن الانسجام السياسي والعسكري الجديد في إسرائيل، إلى جانب التوافق الإسرائيلي الأميركي في عهد الرئيس دونالد ترامب يعني "بدء العد التنازلي لضم الضفة الغربية أو أجزاء منها عبر عمليات عسكرية وقوانين تشريعية ودعم سياسي أميركي".

يقول الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي مهند مصطفى إن العمليات العسكرية الإسرائيلية تهدف لتوسيع المشروع الاستيطاني في الضفة، وتمهيد الأرضية لعملية الضم ميدانيا.

وأكد مصطفى -في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"- أن هذه العمليات مخطط لها قبل "طوفان الأقصى" وما تغير فقط حدتها وقسوتها، مشيرا إلى انسجام "مذهل" بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل.

ولا تقتصر خطوات ضم الضفة على العمليات العسكرية فحسب، بل بإقرار قوانين في الكنيست مثل حظر أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وقانون فك الارتباط بشمال الضفة، وفق مصطفى.

وكذلك، تمتلك إسرائيل خطة للقضاء على المخيمات في الضفة الغربية، لكونها معقلا للمقاومة الفلسطينية وبالتالي "القضاء على حق عودة اللاجئين".

وتواصل قوات الاحتلال لليوم الـ14 تواليا حملتها العسكرية في مدينة جنين ومخيمها، بعد أن نفذت الأحد أكبر عملية تفجير لمربعات سكنية منذ عام 2002 في الضفة الغربية.

إعلان

وعمقت قوات الاحتلال سيطرتها في 3 مناطق شمال الضفة الغربية، مما أجبر غالبية سكان مخيمات جنين وطولكرم على النزوح.

في السياق ذاته، وصف نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة ما يجري بالضفة بحرب حقيقية بعد حرب صامتة، مؤكدا أن إسرائيل تريد تحقيق جملة من الأهداف السياسية.

ووفق خريشة، فإن إسرائيل تريد تعويض فشلها في قطاع غزة، ومحاولة تهجير سكان الضفة قسرا، وإفراغ المكان بحيث لا يكون قابلا للسكن، إلى جانب إعادة احتلال الضفة الغربية.

بدوره، أعرب المحلل السياسي والباحث في معهد الشرق الأوسط حسن منيمنة عن قناعته بأن ما يجري ليس عملية آنية، وإنما تأسيس لما هو مطلوب، في إشارة منه إلى "ضم الضفة وتفريغها من أهلها وتهجيرهم".

ووفق منيمنة، فإن ما يحدث حاليا "مظهر أولي لمشروع الضم الذي تراه إسرائيل ضروريا"، مشيرا إلى أن إسرائيل دخلت بعد طوفان الأقصى "في معركة وجودية".

وبناء على ذلك، تعمل على ضرب المخيمات بالضفة والبنية التحتية فيها بحيث تمنع أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية من النهر إلى البحر، واصفا الأمر بـ"مشروع واضح لإعادة إسرائيل دولة يهودية خالصة".

ضغوط وضمانات

وأقر مصطفى بأن حجم القوات المشاركة في العملية الإسرائيلية الحالية بالضفة ما كان ليتم لولا ضغوط وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتعويضه عن وقف إطلاق النار بغزة.

واستدل الخبير بالشؤون الإسرائيلية بتهجير الفلسطينيين في مناطق "ج" -التي تمثل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية- لضمها مبدئيا إلى إسرائيل.

ووفق مصطفى، فإن نتنياهو يريد خلال زيارته واشنطن الحصول على ضمانات أميركية بشأن الضفة الغربية، مع منحه وعدا بضم الكتل الاستيطانية التي تحظى بإجماع داخل إسرائيل في القدس وشمالي الضفة.

ولمواجهة ذلك، شدد خريشة على ضرورة اعتراف السلطة الفلسطينية بخطأ إجراءاتها السابقة، مستدلا بالأوضاع الحالية في الضفة التي تشبه كثيرا ما مرت به غزة، وطالبها برفع يدها عن المقاومين وألا تمنع أحدا يريد مقاومة الاحتلال.

إعلان

وأكد خريشة أهمية انتهاج السلوك المقاوم للاحتلال، مشيرا إلى أن سلوك السلطة الذي يرتكز على عدم تكرار نموذج غزة "فشل في ظل التدمير الإسرائيلي الممنهج لشمال الضفة".

تماهٍ إسرائيلي أميركي

وبشأن التوافق الإسرائيلي الأميركي، أكد منيمنة وجود تماهٍ بين الإدارة الأميركية وبين المواقف اليمينية في إسرائيل، التي ترى عهد ترامب بأنه سيكون عهد ضم الضفة.

وقال منيمنة إن أميركا انتقلت من مرحلة التخفي في عهد رئيسها السابق جو بايدن إلى الوقاحة في عهد ترامب الذي يريد تصفية القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الأخير يريد السلام بين إسرائيل ودول المنطقة وليس مع الفلسطينيين.

وكذلك، فإن المنطقة مقبلة على "لي أذرع" -حسب المتحدث- في ظل المطالب الإسرائيلية والأميركية بتهجير الفلسطينيين أو تذويبهم، وعدم تبني واشنطن اليوم مبدأ حل الدولتين، ملقيا باللوم على الأنظمة العربية في هذا الإطار.

وخلص إلى أن ترامب يريد "استبدال مرجعية القانون الدولي السائدة منذ الحرب العالمية الثانية بمنطق القوة"، مما يسهل عملية ضم إسرائيل للضفة، ويدعم توجهات اليمين في إسرائيل وأميركا.

وحسب خريشة، فإن ترامب صاحب "صفقة القرن" يتبنى المصلحة الإسرائيلية، "لذلك المطلوب فلسطينيا توحيد الجهود والتمسك بالأرض ومقاومة الاحتلال".

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: مصر تعمر ما تدمره إسرائيل في المنطقة
  • إسرائيل تختطف مواطنًا لبنانيًا في الجنوب
  • إيران: لا تبادل رسائل مع سوريا
  • روسيا تدعم إسرائيل في وجه التعديات الإسرائيلية
  • اندلاع حريق في مستودع بمجمع مارون للبتروكيماويات في جنوب إيران
  • خبراء: المنطقة مقبلة على لي أذرع في إطار مساعي إسرائيل لضم الضفة
  • مرصد مقرب من إسرائيل: إيران تعد قواعد عسكرية نووية لحمايتها من الاستهداف
  • علي الدين هلال: تخوفات عربية من هيمنة إسرائيل على المنطقة بعد انهيار إيران
  • إسرائيل تنسحب من مواقع في سوريا
  • إيران تكشف عن صاروخ اعتماد.. رسالة تهديد إلى إسرائيل قبل ذكرى الثورة الإسلامية | تقرير