أكد المؤرخ الليبي والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي الصلابي، حتمية انتصار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، على الاحتلال الإسرائيلي في الحرب المندلعة منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023.

وفي تصريحات خاصة لـ"عربي21"، قال الصلابي إن "من سنن الله تعالى أن إرادة الشعوب تنتصر على إرادة الطغاة والظالمين، وحركات المقاومة تنتصر في النهاية"، مذكّرا في الوقت نفسه بأن "قضية غزة وفلسطين قضية الأمة جمعاء، وقضية جميع الأحرار في العالم، وخاصة في ظل هذا الظلم الصارخ ومحاولة الإبادة الجماعية".



وفي حين اعتبر أن "هناك مكرا عظيما لحق بأهل أغزة والفلسطينيين والشعوب المستضعفة"، لفت إلى أن "من سُنن الله كذلك أن تكون أدنى نقط ضعف الأمم بداية نهوضها"، غير أن الصلابي لم يستبعد أن تستغرق هذه العملية وقتا "وتدخل في باب مكر الله ضد الظالمين"، مشدّدا على أن "مشيئة الله وإرادته دائما منحازة إلى المظلومين ضد الظالمين".

وفي هذا الإطار، استحضر الصلابي، بذاكرة المؤرخ، كيف أن حركات التحرر والمقاومة تستغرق وقتا لكنها تنتصر في النهاية، "مثل ما حصل في المغرب الأقصى مع عبد الكريم الخطابي وتحقق التحرر في عهد الملك محمد الخامس".

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)


وأشار إلى أن الأمر نفسه تكرر "في الجزائر مع الأمير عبد القادر حيث استغرقت ملحمة الجهاد والمقاومة أكثر من 130 عاما وفي نهاية الأمر اندحر الاحتلال الفرنسي". وفي ليبيا، قاد عمر المختار حركة المقاومة إلى أن استشهد و"ناضل الشعب حتى تحقّق الاستقلال".

وبخصوص أوضاع ليبيا حالياً، أكد الصلابي أن "الليبيين يريدون مصالحة سياسية حقيقية"، معتبرا أن الشعب "مهيأ لذلك".

وتوقع المؤرخ الليبي أن يدخل الليبيون في "حوارات سياسية تفضي إلى خارطة طريق يرضى عنها أغلب الليبيين"، مرجّحا أن تغلب كفة الحلول السياسية على القتال وإزهاق الدماء لأن الليبيين ينبذون الحرب والعنف و"لا يريدون العودة إلى ذلك الوضع". 

وتشهد ليبيا انقساما سياسيا منذ أكثر من 13 عاماً يوزع البلاد بين معسكر في الشرق موال للمتقاعد خليفة حفتر وتتخذ من بنغازي مقرا، ومعسكر آخر في الغرب يتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها ويعتبر المجلس الرئاسي أبرز مؤسساته.

وبعد انفراجة لفترة وجيزة على طريق إنهاء الانقسام، دخلت ليبيا في أزمة جديدة إثر قرار مجلس النواب سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية في أيلول / سبتمبر 2021، وسرعان ما كلّف حكومة جديدة في آذار / مارس 2023، إلا أن الحكومة الجديدة لم تتمكن من دخول طرابلس وسط رفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، تسليم السلطة "إلا لسلطة منتخبة" معتبرا أن ولاية حكومته لا تنتهي إلا بإجراء الانتخابات العامة.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)


ورغم أن نجاح إجراء الانتخابات البلدية الموسعة في 58 بلدية في كل مناطق ليبيا، أخيرا، أعاد الزخم لجهود الدفع نحو إجراءات انتخابات عامة قريباً تنهي الانقسام وتوحد البلاد، إلا أن الأزمة امتدت كذلك إلى المجلس الأعلى للدولة، وهو هيئة استشارية تأسست بديلا عن المؤتمر الوطني العام بعد اتفاق المغرب 2015. ويشهد "الأعلى للدولة" نزاعا قضائيا بين محمد تكالة الذي رفض نتائج انتخابات الرئاسة التي أجريت مطلع آب/ أغسطس الماضي، وبين خالد المشري الذي اعتبر نفسه فائزا بفارق صوت واحد.

ويعتبر مجلس الدولة الشريك الأساسي لمجلس النواب في قيادة العملية السياسية في ليبيا، إلا أن حالة الصراع والانقسام الحاد حولت المجلسين إلى غطاء سياسي لطرفي الصراع، حيث يوالي مجلس الدولة سلطات طرابلس، بينما يقف مجلس النواب في صف معشر الشرق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية علي الصلابي المقاومة غزة الاحتلال ليبيا ليبيا غزة الاحتلال المقاومة علي الصلابي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الشبلي: مؤتمر لندن المُرتقب بشأن ليبيا لن يُفضي إلى نتيجة

قال فتحي الشبلي رئيس حزب صوت الشعب، إن مؤتمر لندن المُرتقب بشأن ليبيا لن يُفضي إلى نتيجة لغياب الجانب الليبي بالكامل، إضافة إلى غياب روسيا والصين.

وبين في تصريحات صحفية أنه لم تُظهر أجندة المؤتمر أي تمثيل لروسيا والصين، وتغييبهما يعني أن أي حلول ستصل إليها المجموعة الأوروبية بالإضافة إلى أمريكا، لن تمر داخل مجلس الأمن.

وذكر أن موقف روسيا في اجتماع مجلس الأمن الأخير كان واضحاً عندما اشترط ضرورة تعيين مندوب يمثل المجلس في ليبيا، وليس مبعوثاً يمثل الأمين العام للأمم المتحدة.

ونوه بأنه مع استبعاد روسيا والصين من حضور المؤتمر فلن تكون لمخرجاته أي أهمية، موضحًا أن المؤتمر الذي يراد منه حل الأزمة الليبية لن يكون كما يتوقعون، وههم يعلمون أنه لن تكون هناك أي حلول للأزمة إلا من خلال مجلس الأمن.

وقال الجانب الليبي بالكامل لن يشارك بالمؤتمر، سواء من الذين كانوا سبباً في المشكلة أو من القوى الوطنية، موضحًا عدم تمثيل الفاعلين في الأزمة أو أي من الأطراف الليبية أمر مستغرب.

وتابع: “نأمل في نجاح أي مساعٍ دولية في وقف الصراعات الدائرة، وأن تتجه ليبيا لعقد الاستحقاق العام لإنهاء الفترة الانتقالية”.

الوسومفتحي الشبلي مؤتمر لندن

مقالات مشابهة

  • سفير الجزائر يقود جهودا للتقريب بين الفرقاء في ليبيا.. الصلابي يعلّق
  • سفير الجزائر في طرابلس يقود جهودا للتقريب بين الفرقاء في ليبيا.. الصلابي يعلّق
  • مخاطباً 4 دول عربية من بينها ليبيا.. الصلابي: تقبل الله جهودكم لنيّل العدالة والحرية ضد الطغيان
  • المرايات يحذر الأردنيات من تطبيق سناب شات / شاهد
  • البرديسي: الإسرائيليون ومن يدعمهم يريدون الخلط بين المقاومة والإرهاب أمام المجتمع الدولي
  • مجلس الأمن يعلن عن إحاطة مرتقبة حول ليبيا في ديسمبر الجاري
  • مقاتلو المعارضة يقتربون من حماة.. والنظام يرسل تعزيزات عسكرية لمناطق الاشتباك (شاهد)
  • «التعاون الخليجي»: ندعو كافة الأطراف في ليبيا إلى تغليب الحكمة
  • الشبلي: مؤتمر لندن المُرتقب بشأن ليبيا لن يُفضي إلى نتيجة