(CNN)-- قالت السلطات اللبنانية، الاثنين، إن الضربات الإسرائيلية في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، وهو اليوم الأكثر دموية منذ دخول وقف إطلاق النار ، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا، حيز التنفيذ الأسبوع الماضي.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات على محافظة النبطية قرب الحدود الإسرائيلية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص في بلدة حاريص، وأربعة في بلدة طلوسة.

وأضافت الوزارة أن ثلاثة أشخاص أُصيبوا.

لكن الهدنة غير المستقرة بين إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران بدت صامدة - حتى مع اتهام الجانبين لبعضهما البعض بخرق الاتفاق.

وأطلق حزب الله، الاثنين، قذيفتين باتجاه الأراضي التي تحتلها إسرائيل في مزارع شبعا، قائلا إن ذلك جاء ردا على الضربات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت لبنان يوميا منذ الخميس الماضي، وهو اليوم التالي لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القذيفتين سقطتا في منطقة مفتوحة دون إصابات. ولم يحدد نوع القذيفتين.

وبعد ساعات، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ قصف "إرهابيي حزب الله والعشرات من منصات الإطلاق والبنية التحتية للإرهاب في جميع أنحاء لبنان"، بعدما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بالرد، واصفا هجوم حزب الله بأنه "انتهاك خطير لوقف إطلاق النار".

كما ذكرت وسائل إعلام رسمية لبنانية أن طائرات إسرائيلية بدون طيار حلقت على ارتفاع منخفض فوق بيروت وضاحيتها الجنوبية، معقل حزب الله. وذكرت فرق شبكة CNN على الأرض أنها سمعت طائرة مسيرة تحلق على ارتفاع منخفض فوق العاصمة اللبنانية.

وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، الاثنين، إن ضرباته عبر الحدود، رغم وقف إطلاق النار، كانت "ردا على العديد من تصرفات حزب الله في لبنان والتي شكلت تهديدا للمدنيين الإسرائيليين، في انتهاك للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان". وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مركبات عسكرية في موقع لتصنيع صواريخ حزب الله في وادي البقاع، وأنفاقا بالقرب من الحدود السورية بشمال لبنان.

وحذرت الولايات المتحدة وفرنسا، وقالتا إنهما تعتقدان أن إسرائيل انتهكت شروط وقف إطلاق النار، وفقا لقناة "كان" التابعة لشبكة CNN وموقع Ynet الإخباري الإسرائيلي.

وذكر مصدر بقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) أن إسرائيل انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان "حوالي 100" مرة منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ الأسبوع الماضي. وطلبت شبكة CNN من الجيش الإسرائيلي التعليق.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر لنظيره الفرنسي خلال اتصال هاتفي إن بلاده تطبق بالفعل وقف إطلاق النار، الذي ينص على انسحاب حزب الله من منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية ولا تنتهكه.

وأضاف ساعر أن "وجود عناصر حزب الله جنوب نهر الليطاني (اللبناني) هو انتهاك أساسي للاتفاق ويجب على الحزب التحرك شمالا"، موضحا أن إسرائيل "ملتزمة بالتنفيذ الناجح لتفاهمات وقف إطلاق النار".

ومن جانبه، قال حزب الله في بيان إنه استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية "في ضوء الانتهاكات المتكررة التي بدأها العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار". 

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية الحكومة اللبنانية بنيامين نتنياهو بيروت حزب الله الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تسابق مهلة الـ60 يوما لفرض أمر واقع على الأرض اللبنانية

#سواليف

مع اقتراب انتهاء مهلة الـ60 يوماً لإنهاء انتشار #الجيش_الإسرائيلي في #لبنان، وفق المرحلة الأولى من خطة وقف النار، يكثف الجيش نشاطاته بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية والمستوى السياسي في محاولة لفرض واقع على الأرض اللبنانية يتيح له استمرار الهيمنة عليها. وعشية وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى المنطقة وعقد جلسات عشية انتهاء فترة الـ60 يوماً، وضعت إسرائيل أكثر من خطة تحت ذريعة “ضمان أمن سكان الحدود والشمال”.

وبعدما كشف مسؤول أمني إسرائيلي أن الجيش يعد لنقل الجدار على طول خط الحدود بين لبنان وإسرائيل إلى “الخط الأزرق” الدولي، قرر الجيش اليوم الجمعة نصب 12 موقعاً عسكرياً على طول الحدود بحيث يكون كل موقع أمام بلدة إسرائيلية محاذية للحدود وتطل على البلدات اللبنانية، أي إن بعد بعضها عن الأخرى لا يتجاوز خمسة كيلومترات.

ووفق الخطة، توضع القواعد العسكرية والمراقبة أمام رأس الناقورة وشلومي وحانيتا والمستوطنات التابعة لمجلس “معاليه يوسيف” الإقليمي حتى نهاريا.

مقالات ذات صلة أولهم بشار الأسد.. الشعب السوري يتطلع لمحاسبة مجرمي الحرب 2025/01/04

وهذا القرار لم يوقف الاحتجاج المتصاعد لرؤساء وسكان بلدات الشمال الذين يعدون اتفاق وقف النار خطـأ وخطراً على حياتهم، ويدعون إسرائيل إلى إقامة منطقة عازلة في عمق لبنان قبل انسحاب الجيش من هناك.

وبحسب ما نقل عن مسؤول أمني فإن المنطقة بين “الخط الأزرق” والحدود الحالية ضرورية لضمان أمن الحدود وعدم التسلل، على أن يعمل الجيش خلال ذلك على تعزيز الجدار وتكثيف العوائق على طول الحدود لمنع أية عملية تسلل، على رغم نشر القواعد العسكرية هناك.

ومن جهته كشف رئيس مجلس شلومي، غابي نوعمان أن قائد منطقة الشمال أوري غوردين عرض أمامه خريطة تشير إلى مخطط لإقامة غلاف أمني لحماية السكان، وفهم رؤساء البلدات أن الجيش ينوي إقامة منطقة عازلة تضمن أمن السكان. وقال نوعمان “جلسنا معاً وعرض أمامي غوردين بالضبط كيف سيحمي الجيش سكان شلومي وبقية البلدات، بإقامة غلاف أمني ليس فقط يراه السكان بل يشعرون به. ومن جهتنا نُصر على إقامة منطقة عازلة، فطالما إسرائيل تقيم مثل هذه المنطقة في #سوريا فلماذا لا تقيمها في لبنان أيضاً؟ هناك يوجد علينا خطر وهنا يوجد خطر أكبر”.

تجريف الأراضي اللبنانية

ولم يطلق الجيش الإسرائيلي على أعماله تسمية ” #منطقة_عازلة ” لكنه كشف عن أنه يخوض سباقاً هندسياً مع الزمن لإنشاء منطقة مفتوحة خالية من كثافة المزروعات وما سماه “الغطاء النباتي”، وباشر بجرف مناطق لبنانية واسعة تشمل البساتين والحقول والغابات الطبيعية وحتى مناطق المراعي. ويدعي الجيش أن هذه المناطق تشكل مخبأً لنشاطات “حزب الله”، ومن هناك تسللت فرق مضادة للدبابات وفرق المراقبة وجمع المعلومات وغيرها، ونقل أسلحة أطلقت النار على إسرائيل”.

ووفق خطة الجيش سيُطبق ما فعله داخل قطاع غزة في جنوب لبنان، إذ أنشأ هناك منطقة أمنية بعرض ثمانية كيلومترات خالية من المباني وما سموه “الغطاء النباتي”. وفي لبنان فإن تجريد المنطقة وجعلها مفتوحة ومكشوفة سيسمح، بحسب تل أبيب، بمراقبة العمق اللبناني والرد على أية محاولة لتهريب أسلحة وتسلل واعتداء في كل وقت يتطلب الأمر ذلك.

بقاء طويل الأمد

وكلما اقترب موعد انتهاء الـ60 يوماً وفق اتفاق وقف النار يكثف الجيش الإسرائيلي استعداداته للبقاء داخل لبنان لفترة طويلة تتجاوز تلك المدة. وكانت آخر ذريعة لتبرير بقائه، عملية القصف التي نفذها أمس الخميس واستهدفت منصة قاذفات صواريخ في جنوب لبنان. وادعى الجيش الإسرائيلي أن جهاز الاستخبارات والمراقبة كشف وجود منصة قاذفات #صواريخ تابعة لـ” #حزب_الله ” وأبلغ اللجنة الدولية التي تتابع تنفيذ اتفاق وقف النار لنقل الأمر إلى الجيش اللبناني، ولكن وبحسب إسرائيل، فإن الجيش اللبناني لم ينفذ ما هو متفق عليه بتدمير منصة قاذفات الصواريخ، مما استدعى سلاح الجو الإسرائيلي إلى قصفها.

ورفض الجيش الإسرائيلي اتهامه بانتهاك الاتفاق بقصفه هذا، معلناً أنه سيكثف القصف وعملياته للقضاء على البنى التحتية والقدرات العسكرية لـ”حزب الله”.

وبحسب أكثر من مسؤول أمني وعسكري، فإنه وعلى رغم أن “حزب الله” لا يطلق صواريخ على إسرائيل حالياً لكن وضعية لبنان تحتم بقاء الجيش الإسرائيلي وعدم انسحابه. ودعا نقيب احتياط يارون بوسكيلا وهو مدير عام حركة “الأمنيين” الجيش الإسرائيلي إلى عدم الخضوع للضغوط، وعدم التنازل عن قرار بقائه في لبنان بسبب الوضعية الحالية هناك وعدم ضمان أمن الحدود والسكان. وقال إن “على الجيش مواصلة عملياته في لبنان بذات الوتيرة الحالية لعدم السماح لـ’حزب الله‘ بالعودة إلى نقاط القوة التي كان عليها قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وحتى قبل ستة أشهر عندما كثفنا القتال ضده”. وأضاف “كل هذا يتم في وقت تتزايد فيه الخشية من خطر وقوع هجمات من ’حزب الله‘ أو منظمات أخرى لديها مصالح مختلفة تبذل جهوداً للعمل ضد إسرائيل، مما قد ينعكس على استقرار المنطقة”.
أما خبيرة الشؤون الإيرانية في منتدى “دفورا” موران الوف فترى أن “انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان هو خطأ كبير وتهديد لأمن إسرائيل”. وأضافت أن الحزب “يواصل محاولاته للتعافي بعد أن تعرض ومعه إيران لضربات كبيرة، ومع هذا لم يتخل عن فكرته ويستعد جيداً للحظة القتال، كما يبذل جهداً لإعادة تأسيس هذا المحور والعمل بطرق استراتيجية عدة لخلق فوضى في إسرائيل، وفي هذا أيضاً هدف تحويل الأضواء عن المشروع النووي الإيراني ولذلك يجب استمرار توجيه الضربات ضد ’حزب الله‘ لأنهم أيضاً سيواصلون نشاطهم”.

مقالات مشابهة

  • وزير الطاقة الإسرائيلي: الجيش قد يبقى في جنوب لبنان إذا لم يُنفذ اتفاق وقف إطلاق النار
  • حماس: عملية إطلاق النار في رام الله رد طبيعي على جرائم الاحتلال
  • ‏وكالة الأنباء اللبنانية: قوة إسرائيلية تتقدم نحو بلدة برج الملوك جنوب لبنان وتقطع الطريق بالأسلاك الشائكة
  • إسرائيل تسابق مهلة الـ60 يوما لفرض أمر واقع على الأرض اللبنانية
  • إعلام عبري: إسرائيل ستبلغ واشنطن بنيتها البقاء في لبنان بعد مهلة الـ60 يوما
  • إعلام عبري: إسرائيل ستبلغ واشنطن نيتها البقاء بلبنان بعد مهلة الـ60 يوما
  • مخالفةً الاتفاق.. إسرائيل قد تبلغ واشنطن ببقائها في لبنان
  • إسرائيل تتحدث عن نيتها البقاء بجنوب لبنان عقب نهاية مهلة الاتفاق
  • خروقات إسرائيلية مستمرة لاتفاق وقف إطلاق مع لبنان
  • لأول مرة.. الجيش الإسرائيلي يتوغل في "بيت ليف" جنوبي لبنان