لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل السحر يخرب البيوت ويؤذي ؟ هو خوف وقلق الكثيرين ووجود ضعاف النفوس والإيمان الذين يلجأون إلى أعمال السحر ، وحيث إن حفظ استقرار الأسر له أهمية كبيرة على المجتمع بل والأمة بأسرها، من هنا ينبغي الوقوف على حقيقة هل السحر يخرب البيوت ويؤذي ؟.

هل وجود النمل في البيت يدل على الحسد أو السحر؟.

. اعرف الحقيقةهل السحر يخرب البيوت

قال الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، إن عبادة التسليم والتفويض لله عز وجل هي من أعظم أنواع العبادة التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، حيث أمرنا الله في القرآن الكريم في سورة الأنعام، الآية 71، أن نُسلم أمورنا لله ونستسلم له في كل ما يقدره لنا.

 وأوضح “ عبد المعز ” في إجابته عن سؤال: هل السحر يخرب البيوت ويؤذي ؟، أن التسليم الكامل لله هو جوهر الإيمان، وأن المؤمن لا يكون مؤمناً حتى يقبل حكم الله تعالى في كل شيء.

واستشهد بما ورد في سورة النساء في قوله تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الآية 65.

وأكد أن هذا التسليم يجب أن يكون مطلقًا، حيث نؤمن بأن كل ما يقدره الله لنا سواء كان خيرًا أو شرًا هو في مصلحتنا، وأنه لا يوجد ما هو أفضل لنا من إرادة الله.

وأضاف: حتى ما يمنعنا الله من الحصول عليه يجب أن نؤمن بأنه خير لنا، فالله تبارك وتعالى رحيم ورؤوف، كما قال في كتابه الكريم: ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) الآية 155 من سورة الأعراف.

ونبه إلى أنه بالتالي لا يجب أن نيأس من رحمة الله، فالذين ييأسون من رحمة الله هم القوم الكافرون، منوهًا بأن أعظم الناس وأغناهم هو من يملك الإيمان بالله عز وجل وبالقضاء والقدر، ويعتمد على تسليم قلبه لله في كل أمر من أمور الحياة.

وأشار إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا هذا حين قال: 'واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك".

ولفت إلى أن بعض الناس قد يشعرون بالقلق من تأثير السحر، وهو ما تحدثت عنه سورة البقرة، حيث قال الله تعالى: ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّه) الآية 102 من سورة البقرة.

وأردف: معتبراً أن السحر يمكن أن يؤدي إلى تدمير العلاقات والأسر، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله، موضحًا أن لا أحد يستطيع أن يضرنا أو ينفعنا إلا بما كتبه الله لنا.

وأفاد في النهاية،  بأنه لا يجب على المؤمن أن يخاف مما يقدر الله له، لأن أقصى ما يمكن أن يفعله الناس هو تنفيذ إرادة الله فينا، والله تعالى هو المولى والقادر على كل شيء".

حقيقة السحر

تعدّدت آراء العلماء عن حقيقة السحر والأصح في ذلك أنّ السحر حقيقة، قال الإمام المازري: "مذهب أهل السنة وجمهور علماء الأمة على إثبات السحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة خلافًا لمن أنكر ذلك"، والأدلة على ذلك كثيرة منها: قوله -تعالى-: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ﴾، و قال -تعالى- عن سحرة فرعون: ﴿وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾، وأمر الله -تعالى- بالاستعاذة من السحرة فقال: ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾.

علاج السحر

وأفاد الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- سحره لبيد بن الأعصم من يهود زريق، وكان أثر السحر إنه يشعر بالإرهاق، وكان يشعر إنه صلى وهو لم يصل، فالله سبحانه وتعالى أنزل على سيدنا النبي محمد، الفاتحة والمعوذتين، وسورة الإخلاص، وآية الكرسي".

ولفت إلى أن سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول إن الشيطان يجرى في البنى آدم مجرى الدم، فضيقوا عليه مجاريه بالجوع، يعنى لما تصوم لا يستطيع يجرى في الدم، والأقوى قراءة المعوذتين والفاتحة وسورة الإخلاص، وآية الكرسي، وهذا الحل وليس الذهاب للدجالين، يبقى عليها بالصلاة والدعاء وأذكار الصباح والمساء، حتى يذهب عنها كل هذا".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علاج السحر حقيقة السحر هل السحر المزيد المزيد إلى أن یجب أن

إقرأ أيضاً:

حكم أكل لحم النعام والأحاديث الواردة في ذلك

قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجوز أكل لحم النعام، ولا حرج شرعًا في حلِّ تناوله؛ وذلك لأن النَّعام من الأشياء التي لم ينص الشرع الشريف على تحريمها، فتبقى على الأصل؛ وهو الإباحة.

مفهوم قاعدة "الأصل في الأشياء الإباحة" ودليلها


ومن المقرر شرعًا أن الأصل في الأشياء الإباحة؛ قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ [لقمان: 20]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ﴾ [الجاثية: 13].

ومن يُسر الشريعة الإسلامية وسَعتها رفع الحرج عن المكلفين، ولأجل ذلك نهى النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم الصحابةَ أن يسألوا عما سكت عنه من أحكام؛ حتى لا يكون سؤالهم مدعاةً للتحريم والتضييق عليهم وعلى غيرهم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

وفهم الصحابةُ رضوان الله عليهم أنَّ المسكوت عنه بعد ورود النَصِّ المحرِّم؛ داخلٌ في دائرة الحِلِّ؛ ودليل ذلك: أن ابن عباسٍ رضي الله عنهما تَلَا قول الله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا﴾ الآية [الأنعام: 145]، ثم قال: "ما خلا هذا فهو حلالٌ" أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في "تفسيره".

وتأسيسًا على هذا الإرشاد النبوي الشريف، والمنهج الشرعي الحنيف استنبط الفقهاءُ القاعدةَ الكليةَ أنَّ "الأصل في الأشياء الإباحة حتى يدل الدليل على التحريم"؛ كما في "الأشباه والنظائر" للإمام السيوطي (ص: 60، ط. دار الكتب العلمية).

قال الإمام أبو بكرٍ الجصَّاص في "الفصول في الأصول" (3/ 249، ط. أوقاف الكويت): [ما كان على الإنسان مِن فعله تَبِعَة: فغير جائزٍ أن يُخَلِّيهُ الله تعالى مِن إقامة الدليل على أنَّ عليه فيه تَبِعَةً؛ لينتهي عنه، هذا حكم العقل، و(قد) أَكَّدَ السمعُ هذا المعنى بقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ﴾ الآية [التوبة: 115]؛ فأخبر أنَّ ما لم يَدُلَّ على تحريمه: فلا تَبِعَةَ على فاعله] اهـ.

وقال الإمام القرافي في "الفروق" (2/ 19، ط. عالم الكتب): [ما لم يَدُلَّ فيه دليلٌ على تحريمه؛ قُلنا: هو مباح؛ عملًا بالبراءة] اهـ.

أقوال الفقهاء في حكم أكل النعام
قال الإمام السرخسي الحنفي في "المبسوط" (11/ 222، ط. دار المعرفة): [وذكر عن رجل قال: كانت لبعض أهل الحي نعامة فضربها إنسان فوقذها فألقاها على كناسة وهي حية فسألنا سعيد بن جبير فقال: ذكوها وكلوها، وبه نقول، فإن الموقوذة إذا أدرك ذكاتها جاز تناولها لقوله تعالى: ﴿إلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ﴾ [المائدة: 3] ولحصول ما هو المقصود، وهو تسييل الدم النجس، ومنه دليل إباحة تناول النعامة] اهـ.

وقال الإمام العمراني في "البيان" (4/ 505، ط. دار المنهاج): [مسألة: (جواز أكل النعامة وغيرها من الطيور وحرمة ما له مخلب): ويحل أكل النعامة؛ لأن الصحابة رضي اللَّه عنهم قضوا فيها ببدنةٍ إذا قتلها المحرم، فدل على أنها صيد] اهـ.

الاستدلال على حلّ أكل النعام بأنه من صيد الحرم الذي يحرم التعدي عليه
مما يدل على مشروعية أكلها أنَّه قد نص العلماء على أن النعام من صيد الحرم، الذي وضع الشرع الشريف له جزاءً عند التعدي عليه.

قال برهان الدين ابن مازه الحنفي في "المحيط البرهاني" (2/ 440، ط. دار الكتب العلمية): [وأما ما يؤكل من صيود البر يجب في جزائه قيمتها بالغة ما بلغت، وهذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهما الله، ويستوي أن يكون المقتول صيدًا له مثل من النعم خلقة أو لا مثل له من النعم خلقة.

وقال محمد والشافعي: ما له مثل من النعم خلقة وصورة يجب في جزائه المثل خلقة، فيجب في النعامة بدنة] اهـ.

وقال الإمام ابن عبد البر المالكي في "الكافي في فقه أهل المدينة" (1/ 393، ط. مكتبة الرياض الحديثة): [ما قتل المحرم من الصيد فعليه جزاؤه، وما يجزي من الصيد شيئان: دواب وطير؛ فيجزي ما كان من الدواب بنظيره من الغنم، ففي النعامة بدنة] اهـ.

وقال الإمام الشافعي في "الأم" (2/ 209، ط. دار المعرفة): [فإذا أصاب المُحرمُ نعامةً ففيها بدنةٌ] اهـ.

 

مقالات مشابهة

  • حكم أكل لحم النعام والأحاديث الواردة في ذلك
  • ما حكم بيع السجاد المكتوب عليه لفظ الجلالة والصلاة عليه؟.. الإفتاء تجيب
  • آخر ما نزل من القرآن الكريم
  • أذكار المساء.. عبادة يومية تحفظ النفس وتزيد القرب من الله
  • مفتي الجمهورية يهنئ المصريين بالمناسبات الدينية
  • أفضل الأدعية والأعمال يوم الجمعة.. رددها في ساعة الاستجابة
  • فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. نور بين الجمعتين وأسرار عظيمة
  • دار الإفتاء توضح الحكمة من قراءة سورة الإنسان في صلاة فجر الجمعة
  • ( مبيت ) فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
  • أفضل الأعمال في شهر رجب .. احذر أن يفوتك ولو مرة بالعمر